مشاركة الأخت
~ طفولة حلم ~
ابتسامةُ حرف ، واشتياقُ مِداد..
،
أقبلتَ يا خيرَ الشّهورِ بإشراقِ
فاستبشرَ الكونُ واخضرّتِ الآفاقِ
أقبلتَ يا رمضانَ الخيرِ مبتسماً
للنّاس فيكَ من الخيراتِ إغراق
قدْ صفّدت تلك الشياطينُ مغللةٌ
وأحكمَ بـــــــابُ الجّحيمِ بإغلاقِ
وزيّنت تلكَ الدّروبُ مكلّلــــــــــةٌ
بالنّورِ والإيمانِ حتّى فاضَ إبراقِ
والتمَّ شملُ الأهلِ والأصحابِ قاطبةً
لا فرقَ بينَ الدمِّ لونٌ ولا أعراقِ
كلٌّ تلقّتهُ السّعادةَ معـــــــــــــلناً
فيضَ العبادةِ لا تعبٌ ولا إرهاقِ
،
وهاهوَ يُقبلُ مشرقاً ، يعانقُ الأرواحَ بلطفٍ وحنانْ
يلامسُ شغافَ القلبِ فيمحو كَلَّ غلٍّ تمكّن فيه
وتسمو الرّوحُ عالياً ، تُعانقُ السُّحُبَ بشغفٍ ولهفة
اليَومَ قد عادَ الحبيبْ ، اليومَ حزني في مغيبْ
تفتحُ أبوابُ الجنانِ على مصراعِها ، وتغلقُ أبوابُ النّيرانِ بإحكام
وتبتسمُ النّفوس ، وتُعلنُ العِبادةَ والقنوتْ لربِّ الكونْ
لكمِ اشتاقتْ لكَ الرّوح يا شهرَ الصّيامْ ، ولكم طالَ المغيبْ
اليَومَ يبتهلُ الأنامْ ، اليومَ يرتفعُ النّحيب
دموعُ فرحٍ تسكبُ للقائك ، ودموعُ خشيةٍ أن ترحلَ فلا نكرمُ ضيافتكْ
وبحروفِ القرآنِ تستنيرُ الدّروب ، لتكونَ منهاجاً لعمرٍ سيُفنى في طاعةِ الإلـه
،
شيخٌ كبيرٌ قد فاضت عيناهُ دمعاً ، فتغلغلت في تجاعيدِ وجهه الطّاهرة
كلّما تذكّر كلّ رمضانٍ مرّ عليه
فتخالطُ دمعتهُ ابتسامة ، فإنّه يشهدهُ من جديدْ
،
طفلٌ يهرولُ في الطّريق ، حاملاً مصباحهُ وبضعُ زينة
وابتسامةٌ رسمتها شفتيه ، لكم اشتاقَ لهذا الشّهر
سـ يعاهدُ نفسه على الصّيام ، فقد أصبحَ كبيراً
رغمَ أنّه لم يتجاوزِ الخامسة..!!
،
وامرأةٌ خطَّ الزَمان على خدّيها آثاره ،،
تأمّلت من نافذةِ منزلها روعةَ الطّريقِ المزيّن
ثمَّ ذهبت تحضر الفطور لأفواهٍ جائعة..!!
،
وشابّ وشابّةٌ يجلسانِ في الزّاوية
لم تفتأ عيناهما تعانقانِ حروفَ الله ،،
وعاهدا أنفسهما أن يجعلا منهُ غيرٌ عن كلّ رمضانٍ منصرم ..!
،
وتتعدّدُ الصّور ، وتبقى يا رمضانُ حبّا تغلغل في النّفوس
كمْ فاضَ شوقي للقياك ، وكم طالَ الفراقْ
إنّما أنتَ بضعةُ أيّامٍ وقليلٌ من ساعاتْ ، في كلِّ سنةٍ تجري مسرعاً
لا نكادُ ندرِكُك ، حتّى ترحل بعيداً ،وتختفي
ونرقبُ الأيّام ، نعدّ الساعات لينقضي العام وتعودَ إلينا بذاتِ النّور
وبعودتك،تتزاحمُ الحروفْ وتتوارى خجلاً منكْ ، فهيَ تعلمُ أنّها لن تستطيعَ أنْ تصفَ كلَّ هذا البهاء
مقصّرونَ نحنُ في حقّكْ ، وتبقى كريماً لا يقطعُ الوِصال.
ويبقى الاشتياقُ لكَ يستعرُ حتّى وأنت هُنا ..!
وأنا ..
لا زلتُ أدمعُ فرحةً وأردّد : ألا ليتَ كلّ الشّهور كـ أنت ..**
الروابط المفضلة