الانسـان بطبعه اجتماعي
لا يُحـب - ولا يستطيـع - ان يعيش بمفــرده
وهذا شئ ايجـابـي
لان الفرد جزء من الجماعـه
والجماعه هي من حولـه :
الاب ، الام ، الاخ ، الصديق ، الزوج ، الابنــاء والاقارب
نعيش معهم ونعرف قيمتهم
ومعظم الوقت ننسى هذه القيمه ونعتـبرهم من المُسلَّـمات في حياتنـا
عندما نسمع خــبر وفــاة شخص عزيز نعود بذاكرتنا للوراء
ونتذكرشكله..
قسمات وجهه..
عبوسه..
وابتسامته ؛
و نتمنى أن يعود بنا الزمـن لحظات لنعوضهم عمـا فوتنـاه عليهـم
لماذا نندم عندما نفقدهم أننا لم نكن لهم كما يحبون؟
و أننا لم نتشبـع من القرب منهم ؟
فالأبناء يخشون فقدان أبويهم أحدهما أو كليهما
والوالدان يخشيان فقدان الأبنــاء ..
والصديق يخشى فقد خِلِــه،
والمرأه تخشى فقدان زوجها بالوفاة أو الطــلاق .
فهل توقفنا مرّة مع هاجس فقدان أحبائنــا
وفكرنا كيف نسعدهم قبــل ان نفقدهم ؟!
كثير منا لم يأخذ خطوات جادة نحــو إسعاد من يحب
ولم يحاول تعديل نظرته لذاته على انها تأتي في المقدمــه وقبل كل شئ
من هنا يتضـح جلياً معنى الإيثــار
فَيَبـذل اكـثر ومن ثّم يجـد ثمرة بذلـه
لتتغير مشاعره السلبيه تجاه شخص مـا نحو الافضـل
منذ فتره قريبــة توفـى أبــي
ومن قبلـه بفتره قليلة
صديقة غالية علينـا جميعــاً مايــوتــا
ومن قبلهـمـا صديقتي المقربـة ورفيقة دربي
رحمهم الله وموتى المسلمــين.
ما دعاني لكتابة الموضوع
هو ندمي لأنني لم أتزوّد بالقرب مِمَـن أحب بالقدر الكافي
خاصةً جدي ووالدي رحمهما الله تعالى
لو يعود بي الزمان
لكنت جالسه تحت قدميهما أنهل من علمهما وحنانهمـا،
ولما اكتفيت من القرب من أغلى الصديقات
ماذا تنفع ( لو ) !
فقط تُدخل عمل الشيطان
لست أعترض على قضاء الله فالمسلم أمره كله خــير
والحمد لله على كل حال؛
إنما أنشد منكن التقرب من أهلكم وعائلتكم
حتى لا تبكين مثلي على اللبن المسكوب
تقول لي صديقة توفى زوجها منذ فتره قصــيرة
إنها لم تَُقّدِر النعمة التي كانت بين يديها
فكل أحاديثها السابقه معي كانت تدور حول شعورها بالملل والزهق والروتين
أمّا الآن وبعد رحيل زوجها فجـأه
فهي تشعر كأن الارض اهتزت من تحت قدميها
صارت انسانه أخرى: تتفكــر في مخلوقـات الله
راضيه بحالها مهما كـان،ونادمه على تضييعها فرصة منح زوجها العنايـه
التي كان يستحقها ومعاملتـه معامله افضل.
حقاً ذكرني حالها بقول
( لو علمتم الغيــب لاخترتــم الواقــع )
لأجل ذلك أختي سأوصيك ونفسي
بالرضــى عن الحال،
والاستمتــاع بكل ما في اليد من النعـــم
والتزود من نعــم الله الحــلال بدون الجــور على حـق أحــد
والحمــد والشكر له لما بين يديكِ
كما قال الله تبــارك وتعـالى في مُحكم آياتــه :
( لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ) سورة ابراهيم الآيه رقم 7
صدق الله العظيــم
فالشيطــان يُمنيّـكِ بالمفقــود
حتى لا تهنــأي بالموجــود.
نعلم جيّدا أنّ الحيـاه قصـــيرة
فلماذا نحياها في صراعـات ؟!
وديننا دين تسامح
لنحيـى بالتسامــح
فنحن لم ندع وسيله الا وفعلنـاها لكي يُسامحنـا الآخرون .
نُسامح حتى يتسامـح معنـا الناس
ولنحرص على أن يكـون لنـا رصيد كاف من الودّ
عند الآخــريــن
حـتى إذا حدثت مشكلة أو سوء فهــم
سحبنـا من هـذا الرصيــد الوفيــر.
ولنحذر من التّمادي في استغــلال
هذا الرصيــد لدى الآخــرين ؛ حتى لا ينفــذ.
أحباؤنــا أمامنـا اليوم
وغـداً لـن نجدهـم
ولكــنّنا نجــد ذكراهم
راضوا أهلكم وارضوهم – فيما لا يُغضب الله –
واستزيدوا من صُحبــة من تحبّـون قبل فوات الأوان.
اللهم لا تجعـل الدنيا أكـبر همنا
وارزقنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنـا عذاب النــار
وهــب لنــا من ازواجنـا وذرياتنـا قرة اعيــن واجعلنـا للمتقين امامــا
الروابط المفضلة