قبل أن نبدأ رحلتنا في منطقة جازان، يجب أن نشد الأحزمة جيداً، حتى لا نغرق في سواحل جازان،
وحتى لا نهوي من مرتفعاتها ، فهذا موضوع سوف يأخذ بيدك إلى منطقة بكر وعالم حالم ستكون الصور فيه دليلنا .

هل تعرف منطقة جازان ؟ هل تفكر بالسفر إلى جازان ورؤية جمالها وطبيعتها؟ … إذن ابحر معنا.

معلومات عامة :
في البداية وقبل كل شيء ، لابد أن نتعرف على أهم المعلومات عن منطقة جازان بشكل عام مع بعض الصور والخرائط التوضيحية.
• الاسم: تطلق “جازان” على المنطقة كلها بمحافظاتها ، أما “جيزان” فتطلق على المدينة الإدارية فقط (التي يوجد بها مقر الإمارة).
• الموقع والمساحة والأهمية : تقع منطقة جازان في الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية على مساحة قدرها 12000 كيلاً مربعاً
وتأتي المرتبة الثانية على مستوى المملكة من حيث الكثافة السكانية حيث يعيش فيها أكثر من مليوني نسمة.
وتتمتع بموقع استراتيجي كان له دور كبير خلال التاريخ الماضي، فمنطقة جازان تعد حلقة الوصل البرية بين الجزيرة العربية واليمن،
الإضافة إلى إطلالتها على أهم مناطق البحر الأحمر، حيث أنها تتوسط بين مضيق باب المندب والحجاز.
وأما الأهمية السياحية فالمنطقة تعد من أكثر المناطق تنوعاً في تضاريسها على مستوى الجزيرة العربية، حيث فيها الجبل والسهل والساحل معاً.


• التضاريس : يمكن تصنيف تضاريس المنطقة إلى ثلاثة أقسام:
* منطقة السهول الساحلية في غرب المنطقة وهي سهول مجملها سبخة مع شواطئ رملية ناعمة،
كذلك هناك مجموعة من الجزر التي تلي السواحل إلى جهة الغرب .
ولأهل السواحل عادات وتقاليد ولباس وأهازيج تختلف عنها في الريف والجبل.
* منطقة الريف ، حيث كلما ابتعدنا عن البحر إلى الشرق تزداد المساحات الخضراء،
حيث ينمو النبات في مساحات مفتوحة بسبب الزراعة التقليدية،
كما أننا نجد هناك غطاء نباتي متنوع يوفر حاجة أصحاب الماشية، وهذه الأرياف الواسعة جداً تغذيها أودية كبيرة
من أشهرها وادي جازان ووادي ضمد ووادي صبيا ووداي بيش وغيرها.
* المنطقة الجبلية وهي جزء من سلسلة جبال السروات المعروفة والتي تحيط بمنطقة جازان من جهة الشرق.
وستصادفنا في الأرياف المجاورة لهذه الجبال مزارع المانجو والتي تنتج أجود منتجات المانجو.

• درجات الحرارة : تختلف درجة الحرارة بحكم اختلاف التضاريس واختلاف فصول السنة،
لكننا نقول إجمالاً بأن درجة الحرارة تتراوح في الشواطئ والسهول بين 30 إلى 43 درجة مئوية صيفاً، وما بين 20 إلى 33 درجة مئوية شتاءً،
أما بالنسبة للمرتفعات فتتراوح درجة الحرارة بين 15 إلى 20 درجة مئوية صيفاً، وما بين 3 إلى 25 درجة مئوية شتاء.
ويتضح من درجات الحرارة أن الوقت الأنسب لزيارة المنطقة هو فصل الشتاء لاعتدال الجو، المناسب للسياحة والاستجمام.

• الأماكن السياحية : نظراً لتنوع التضاريس فالمنطقة تزخر بمناطق سياحية طبيعية وجميلة للغاية، لم تتدخل فيها يد الإنسان بعد،
وهذا ما يميز المنطقة سياحياً ويعيبها في نفس الوقت ، حيث أنه لا يوجد هنالك اهتمام ورعاية بشرية تزيد من فرص الاستفادة السياحية من تلك المناطق،
لكن يظل جديراً بالقول أن تلك المناطق بدأت تتحسس طريقها الصحيح نحو الاستغلال السياحي الأمثل. وإن كان المشوار ما زال طويلاً.


من أهم الأماكن السياحية في جازان :
جزيرة فرسان
تبعد جزر فرسان عن مدينة جازان حوالي 45 كيلو متر تقريباً وتبلغ مساحتها 396 كيلو متر مربع،
وحيث تضم مجموعة كبيرة من الجزر يصل عددها إلى المئات، لكن (فرسان الكبرى) تعد أكبر جزيرة من حيث المساحة ومن حيث السكان
وفيها جميع الخدمات الحكومية كما تضم العديد من الفنادق والشقق المفروشة ، ثم بعدها جزيرة فرسان الصغرى (السقيد) ثم جزيرة قماح،
أما بقية الجزر فهي غير مأهولة بالسكان ويقصدها بعض السياح أو الصيادين لغرض التنزه والصيد والغوص.
تشتهر قرى فرسان بالعديد من المواسم أشهرها موسم سمك الحريد،
وهنالك موسم الطيور المهاجرة -الجراجيح- بالإضافة إلى موسم البيض وغيرها من المواسم.



تحتوي جزيرة فرسان على العديد من الأماكن السياحية وسوف نقتصر على بعضها. فمن تلك الأماكن على سبيل المثال :
* خليج جنّابة :


* ساحل العشة :
يقع في جنوب فرسان وهو أجمل سواحل الجزيرة من حيث نظافة رماله وصفاء مائه، لذلك فإن الكثير من الزوار يقصدونه لمزاولة السباحة،
ويمكن القول بأنه من أفضل مناطق التخييم والسباحة بالجزيرة.



* المحمية البيئية للحياة الفطرية :
وهي محمية جميلة توجد بها الكثير من الغزلان الفرسانية التي تعيش في تلك المنطقة بالإضافة إلى غيرها من الطيور،

جبــال فيفـــاء
تقع جبال فيفاء في شرق منطقة جازان، وتبعد عن مدينة جازان بمسافة تقدر بـ 125 كيلو متر.
جبال فيفاء عبارة عن مجموعة من الجبال ملتفة حول بعضها تبدو من بُعد على شكل جبل واحد هرمي الشكل لذلك يطلق عليها جبال فيفا أو جبل فيفاء.
وهي كتلة جبلية صعبة التضاريس تتميز بشدة انحدارها في جميع الاتجاهات ولذا فإن مسالكها وعرة للغاية كثيرة المنعطفات.
وتمتاز جبال فيفا عن الجبال المحيطة بها بكونها أكثرها خصوبة وقابلية لشتى أصناف النباتات مما يجعلها كتلة خضراء كبيرة
منسوجة في نواحيها لوحات فنية بالورود والأعشاب والشجيرات المختلفة الأنواع والأشكال. ولهذا، تعتبر الزراعة من الحرف الرئيسية لأبناء فيفا.














مرتفعات آل قطيل
تقع قرية آل قطيل على قمم المرتفعات الشرقية للمنطقة في أقصى الشرق على الحدود اليمنية السعودية مبتعدة عن مركز محافظة الداير
بحوالي عشرين كيلو متراً مرتفعة عن سطح البحر بحوالي اكثر من ( 6500 ) قدم.


وهي قرية جبلية تطل على مدرجات زراعية تأخذ شكل الملعب الروماني القديم، تُستغل تلك المدرجات في زراعة العديد من المحاصيل الزراعية
كالقطن والبن والذرة والعديد من المحاصيل الزراعية الأخرى.



وادي لجب

يقع وادي لجب في الجزء الشمالي الشرقي من منطقة جازان ويبعد مسافة 120 كم عن مدينة جازان،
ويتميز هذا الوادي عن الأودية الأخرى بحدائقه المعلقة وشلالاته المتدفقة، وذلك بسبب وقوعه بين جبلين ذوي ارتفاع شاهق،
ويعتبر هذا الوادي من المعالم التضاريسية النادرة على مستوى العالم.
وادي لجب يعد محمية طبيعية وذلك لما يتميز به من خصائص طبيعية مثل هذه المناظر الخلابة والبيئة المحدودة بداخله،
وقد تستغرب غياب الشمس عن هذا الوادي وقد يرجع ذلك لارتفاع الجبال التي تحيط بالوادي وتحجب أشعة الشمس عنه.




المواقع الأثرية
نظراً للموقع الاستراتيجي لمنطقة جازان تاريخياً كما وضحنا في بداية التدوينة ، فالمنطقة تزخر بالعديد من المواقع والقرى الأثرية، منها :
1- مدينة عثر :
وهي مدينة أثرية على ساحل البحر الأحمر غرب مدينة صبيا وهي مدينة مشهورة وقد لعبت دوراً مهماً في التجارة والاقتتصاد
وكان سوقها من الأسواق المعروفة في الجزيرة العربية.
2- موقع السهي:
ويعتبر أهم موقع ساحلي حيث يبعد 40 كيلو متراً جنوب مدينة جازان، وأنقاضها مشكلة بأكملها من القواقع البحرية مختلطة بمجموعة كبيرة من كسر الأواني الفخارية،
وقد قامت الدولة بإقامة شبك حولها.
3- بيوت الأدارسة:

وهي أطلال قصور ومباني أسرة الأدارسة التي حكمت المنطقة سنين معدودة من الزمن في القرون الماضية
حيث تقع شمال شرق محافظة صبيا وقد قامت الدولة بإقامة سياج حولها.
4- مدينة جازان العليا:
وهي مدينة تاريخية تعرف بإسم جازان الأعلى وتسمى بدرب النجا وتقع شرق بلدة حاكمة أبو عريش
وتدل آثارها الماثلة على ما كان لها من ماض عمراني وتاريخ اجتماعي عريق ولا يعرف على وجه التحقيق شيء من ماضي تاريخها القديم
سوى أنها أتخذت قاعدة من قبل أسرة الأمراء الشطوط والأمراء القطبيين وقد وصف منعتها وقوة تحصينها وعظمة بنائها الشعراء
في القرون الماضية كابن هتيمل وغيره.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم