بسم الله الرحمن الرحيم

النصر على اليهود مؤكد لا شك فيه ، فقد توعد الله اليهود بوعد الآخرة فى سورة الإسراء
و هو عاقبة الإفساد الثانى أن الله سيسلط عليهم من يسوؤوا وجوههم و يدخلوا المسجد (الأقصى) كما دخلوه أول مرة و ليتبروا ما علوا تتبيراً ،
و معنى أن يسوؤوا وجوههم أى سينهزموا فى عز إعتزازهم بقوتهم و علوهم .

و الخطاب هنا لبني إسرائيل :

إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا

فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً

[الإسراء : 7]

و لكن النصر الآتى بإذن الله ينتظر من يستحقه ، فهل يُعقل أن ينصر الله المسلمين و هم متفرقون متخاذلون يذيق بعضهم بأس بعض ، و يتهم كل منهم أخاه بالخيانة و التآمر ؟؟ و غاية ما يستطيعونه هو الأغانى الحزينة و الأشعار البائسة التى تبث فى النفوس الفزع من العدو و الضعف أمامه ؟؟

أخى العزيز ، إطمئن بالله عز و جل بأن النصر آتٍ لا محالة و لكن يجب أن يعد كل منا نفسه حتى يكون سبباً فى النصر لا فى الهزيمة ، لا تتعلق بالأوهام و الأحلام أن نقول لا نتحرك إلا بعد أن يتحد المسلمون جميعاً
أو بعد أن يتفق الرؤساء العرب على كلمة واحدة

أفعل ما فى وسعك فى حدود إمكانياتك فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها

أخى العزيز ، أنت مسئول عن نفسك ، ماذا فعلت من أجل النصر فى حدود إستطاعتك ؟؟

هل بذلت من مالك ما تعين به إخوانك الذين يبذلون من دمائهم و أنفسهم و أولادهم ؟

هل تبرعت بدمك من أجل إخوانك ؟

هل سعيت بالإصلاح بين الإخوة المتحاربين عن طريق الدعوة عبر الإنترنت و غيره ؟

هل درست عدوك ؟ لغته و عقيدته و أسلحته و إمكانياته و خططه ؟ ثم علمت الناس ما علمت ؟

إذا كنت طبيباً هل علمت الناس كيف يتصرفون فى الإسعاف حالة الحرب ؟


إذا كنت تاجراً هل قاطعت المنتجات التى ينتجها عدوك ؟

إذا كنت عالماً أو عاملاً فى أى مجال هل فكرت كيف تنتصر فى هذا المجال على عدوك ؟

تقدم للأمام و لا ترجع للخلف ، و حتى تتقدم نحو النصر يجب أن تركز إهتمامك نحو عدوك ، و خذ حذرك ممن خانك ، ليس من الحكمة أن تحارب أخاك و العدو متربص بكما و يسعى جاهداً للوقيعة بينكما ، و لكن لا بأس أن تحذر من ضعفه أمام العدو .

أنشر على الإنترنت و فى كل مكان فى المسجد فى العمل فى الشارع دعوة الإصلاح بين الإخوة ، و أنشر للعالم كيف يفسد اليهود فى الأرض و الحرث و النسل حتى يكونوا شهداء عليهم عندما يحقق الله لنا النصر عليهم .

دعك من الأشعار البائسة التى يفرح بها الأعداء ، فهم يعتبرونها دليل نصرهم ، و تذكر قول الله تعالى

" وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ

وَلاَ تَنَازَعُـــواْ فَتَفْشَـــــلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُــــكُمْ

وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"

[الأنفال : 46]