السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بعد أن أنهكها الحزن هاهيَ كلماتي ...

تنبض كالجرح النازف ...

تئن ... لم تعُد كسابق عهدها ...

قد أغرقتها بحار الدمع ...

قد كبَّلتها الآهات ...

حاولتُ أن أجمع شتاتها لكنني لم أستطع ...

بدت لي كل محاولاتي و كأني أنفخُ في رماد ...

أجبرتُ نفسي على المحاولة مرَّاتٍ تلوَ مرَّات ...

قد أفشل و لكنَّ الفشل ليس منتهى مطلبي ...

قد أتذمَّر لكنني سأبقى صامدة ...

سأبقى كما كان الاوَّلون ...

سأُحاول بكل ماأملكُ من قوة أن أجمع ذلك الشتات ...

ربَّما لأنني قد أنجحُ يوماً ...

أو ربَّما كي أشعر بأنني قد قمتُ بما يُمليه عليَّ ضميري ...

و بينما أنا غارقةٌ في بحر الأماني ...

بدأت حروفي تستجيبُ لي ...

لم أُصدِّق ما حصل لكنها الحقيقة ...

أسرجتُ خيولها لتمطي صهوَ الأيام ...

فارقتني كلماتي بدأت تُبحر في الماضي العريق ...

استبشرتْ كثيراً و هي تنتقل بين صفحات أُمتي المضيئة ...

يوم أن كانت ترفُلُ في ثيابٍ من العزة و الكبرياء ...

يوم أن كانت أمجادها تُحلِّقُ في سماء البشرية ...

يوم أن رغِمت من شجاعة أبنائها أنوف الكفر ...

يوم أن كانت أمتي لا تفتخر إلا بدينها ...

و حُقَّ لها أن تفخر به ...

فهل هُناك أعظم منه ...

تركتني كلماتي فناديتُها أن عودي إلي ...

يكفيني ماأدمع مقلتي ...

كم أتمنى أن تعود تلك الأيام المكلَّلة بالعزة و النصر و التمكين ...

لقد أشعلتِ في قلبي نيران الشوق و الحنين الى ذلك الماضي المجيد ...

عودي إلي فقد كفاني مابي ...

سمعتُ صوتاً من بعيد ...





يقول لن أعود ...

لن أعود إلى زمن الذل و الهوان ...

لن أعود لأرى شلاَّلات دماء المسلمين تفور أمام عيني ...

لن أعود لأرى الإسلام وقد هانت عظمته في قلوب المسلمين ...

لن أعود لأسمع صرخة وامعتصماه تناديني فلا أستطيع إجابتها ...

كيف لي أن أعود ...








إن الحياة التي أنتم فيها ليست بحياة ...

أنا لا أعلم كيف هانت عليكم تلك الصرخات المستغيثة ؟؟؟ ...

لا أعلم كيف تأكلون بشراهة ؟؟؟

بينما إخوانكم المسلمون يتألَّمون من شدة الجوع ...

لا أعلم كيف غاب عن أذهانكم شدة البرد التي يقاسيها بعض المسلمين بينما

أنتم في نعيم الدفء تعيشون ؟؟؟...

قد قرَّرت أن لا أعود ...

و يكفيني شرفاً أن أعيش في انتصارات الماضي العريق ...

بدل العيش في الذل و الهوان ...

و يكفيني فخراً أنني بين الأماجد من البشر ...

بشرٌ ليسوا ككل البشر ...

بشرٌ نذروا أنفسهم لخدمة الدين أينما كانوا ...

و كيفما كانوا ...

فوداعاً لكِ أيام الذل .. لن أعود إليك ...