بسم الله الرحمن الرحيم


أخطاُئنا الشائعة في الصلاة وفي المساجد



تعمدت أن أتكلم في تلك النقطة الهامة والتي تمس كل مسلم لما للصلاة من أهمية كبري في الإسلام . فهي العبادة الأولي والرئيسة والتي يترتب علي صلاحها صلاح سائر الأعمال وعن فسادها فساد سائر الأعمال.


ومشكلتنا مع الصلاة ان معظمنا يتعامل معها من منطلق الموروث العقلي وليس المعرفة العلمية أو الشرعية لها . بمعني أن معظمنا يصلي بالوراثة فهو ورث من أبوه أو عمه أو اخوه أو خاله أو أو شكل الصلاة بطريقة ما فصلي مثلها ولم يحاول أن يتحري أو يبحث وراء تلك الصلاة هل هي موافقة لصفة صلاة النبي الذي لزاماً علينا أن نصلي مثله أم لا رغم أن الحل بسيط وهو مطالعة بعض الكتبيات الصغيرة والمنتشرة في المكتبات الأسلامية أو كتب الفقه المختصرة التي تتحدث عن صفة صلاة النبي أو شروط صحة الصلاة وأركانها وواجباتها وسننها ومستحباتها ومكروتها ..


والحقيقة أننا كل يوم نري من الاخطاء الشائعة والمتكررة في المساجد وفي الصلاة عموماً ما جعلني احاول أن أنصح نفسي وإخواني بمحاولة تصحيحها وإجتنابها حتي نحاول أن نلتزم بما قاله لنا الحبيب

صلوا كما رايتموني أصلي

وقد حاولت أن أنبه علي ما أراه انا شخصياً في المساجد

وإليكم بعضها

1- كثيراً ما ندخل والإمام راكع مثلا في الركعة الاولي أو الثانية . وإجماع اهل العلم علي انه من أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة كما قال النبي : من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة .. ولكن ما يحدث أن يدخل أحدنا فيكبر تكبيرة ثم يركع سريعاً حتي يلحق الركعة ولا يضطر لإعادتها . هذا المشهد مألوف جداً ويفعله غالبيتنا كثيراً جدا..

لكن الخطأ فيه هو أن للصلاة مفتاح للدخول وهو تكبيرة الإحرام .. وأي صلاة بدون تكبيرة الإحرام (والتي هي في بداية الصلاة) لا تعد صلاة .. وأن هناك ما يسمي بتكبيرات الإنتقال وهي التي ما بين الركوع والسجد والقيام من السجود

فالمرء حيما ينزل للركوع علي تلك الحالة التي نتكلم عنها كما هو المشاهد يكبر تكبيره واحدة فقط ثم يركع .. فهل تلك التكبيرة هي تكبيرة الإحرام ؟؟؟ لو كانت كذلك فهو لم يكبر تكبيرة الإنتقال وهي واجبة بإجماع أهل العلم ويلزم عند تركها سجود سجدتي سهو ... أم هي تكبيرة الإنتقال وبالتالي فإن الفرد لم يدخل في الصلاة أصلا لأنه لم يكبر تكبيرة الإحرام !!! مشكلة كبيرة ينبغي تدراكها لأن من عرفها الآن لا عذر لها في تكرار نفس الخطأ مرة أخري وإلا فستبطل صلاته


2- عند الدخول والإمام ساجد مثلا السجدة الثانية أو في أي سجدة يدخل المصلي فيقف فترة ولا ينزل للسجود لأنه ينتظر أن يقوم الإمام ليبدأ معه من بداية الركعة الجديدة التي سيبدئها .

وهذا مخالف لهدي الحبيب الذي قال

إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة . لذا فعلي المصلي ان يكون علي الحالة التي دخل فيها علي الإمام وليكمل ما فاته بعد ذلك


3- من المشاهد الشائعة وخصوصاً في الصوات الجهرية تعمد بعض المصلين إخفاض ايديهم قرابة أن ينتهي الإمام من تلاوة القرآن ولا يرفعوا حتي أيديهم لتكبيرة الإنتقال ... وهذه الحركة تتبعتها شخصياً ولم اجد لها دليل صحيح ولا ضعيف!!


4- من الأخطاء الشائعة إسدال بعض الأشخاص يده في القيام لقراءة الفاتحة بمعني أن يضعها بجانبه دون أن يضعها علي صدره ويقبض اليمني علي اليسري كما أخبرنا بذلك الحبيب.. وهذا ليس له أي علاقة بصلاة النبي .


5- من أشهر الاخطاء في صلاة الجماعة هي كثرة الإلتفات والحركة الزائدة في غير الصلاة والنظر في غير موضع السجود أو النظر لأعلي . والإسهاب في هذا قد يخرج المصلي عن صلاته بالكلية

وقد كان صلى الله عليه وسلم ينهى عن رفع البصر إلى السماء ويؤكد في النهي حتى قال

لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم وفي رواية : أو لتخطفن أبصارهم

وفي حديث آخر

فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت

وقال أيضا عن التلفت

إختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد


6- ومن الاخطاء الشائعة ايضاً مسابقة الإمام بالرفع من الركوع أو السجود أو ما شابه . أي ان المصلي يسجد قبل ان يكبر الإمام أو يركع قبله أو ما شابه والحبيب قال

إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون


7- ومن الأخطاء الشائعة العدو للمساجد عند تأخر المصلي عن الصلاة وقد بين النبي ذلك فقال

إذا أقيمت الصلاة فأتوها وعليكم السكينة والوقار فصلوا ما أدركتم وأتموا ما فاتكم


8- وهناك خطاً لا أراه صراحة إلا في بعض المتلزمين فقط وهو تأخرهم عن التسليم عند إنتهاء الصلاة مع الإمام لبضعة ثواني ومنهم من يتجاوز الدقيقة ولا أعلم لذلك سبباً وقد بينت ان النبي حث علي متابعة الإمام وعدم مسابقته أو التأخير عنه


9- ويلاحظ أيضاً تطويل الفترة التي ينزلها المصلي في السجود بحيث يظل فترة ساجداً يدعو مثلاً بعد أن يكبر الإمام مثلا في التشهد الاول أو الثاني وهذا أيضا يقع في نطاق عدم الإلتزام بمتابعة الإمام


10- من المشاهد المنتشرة جدا وعند التشهدين الاول والثاني يرفع بعض المصلين أصبع السبابة عند قول الشهادة فقط ثم يخفضه مرة اخري . والصحيح ان النبي كان يقبض بيديه اليمني ويرفع السبابة طوال التشهد و(يحلق) بها ولا (يحركها) كما نري من بعض المصلين شدة رفع السبابة وخفضها بشكل أحيانا يكون هستيري!! بشكل قد يخرج من بجانبه من الصلاة لعدم التركيز من تلك الحركة المفرطة


11- والخطاً او المشكلة والمنتشرة جدا جدا في المساجد ظاهرة الجلوس علي كرسي في الصلاة .. فليس في القعود مشكلة فقد صلي النبي الفرائض أحيانا لعذر جالساً وبعذر أو بغير عذر في النوافل وهذا مباح للنوافل علي الإطلاق ، ولكن الجلوس علي الكرسي قد يوقع الجالس في مشكلة أنه يمكنه علي الأقل الركوع ولا يركع والركوع ركن وترك الركن يبطل الصلاة .. وقد يمكنه السجود ولا يسجد والسجود ركن أيضا وترك الركن يبطل الصلاة ... والاول هو القعود علي الأرض حتي يكون متمكنا اكثر من الإتيان بهذه الأركان (إن استطاع) أما إن كان متعذراً عليه ذلك فلا بأس والله أعلم



هذا بعض ما بدا لي من ما أراه في المساجد



منقووول