كنت على ظفاف شاطئ البحر والأمواج كعادتها تتراكض بين سلل القمر وكريد الحجر جاءت ساعة النوم بعد علل الكلام ولطيف الخبر فهرعت أنا وصديقي لنادي الوادي الممتد شمالا وجنوبا هربا من ضجيج الناس وسخط البحر العاتي .
وهنا فرشت فراشي لأرقد ولكن :كانت لألئ النجوم تتراقص بين عيني وتلتمع أفقا ساحقا لأ لئ عرش القمر الزاهر بلباس النور الساحر فعشت أحلام الأمل الجميل وكنكن البلبل الشاد ي يغرد في خيالي فنهارت علي صخرة الخواطر وجيش الحروف المدفعات من روائع الأنول وبينا أنا كذلك إذ إمرؤا القيس يجثم على قلبي فأنشد بلساني هذه الأبيات :



سألت النجم والقمر
علام يغضب البحر
فقال النجم دمعته
أسا لت مكمن الصخر
فقلت أتهزأ ياصاحي
وتنحت قلبك الدهر
فقال القلب أسهرني
يريد المأمأ والطهر
تبسم أيها الشادي
وعمر قلبك الذكرى



هنا إنقطع صوتي بصوت له دوي كهذا " طوطوطوطوطوطو طب طب "فأخذت ألتمس إمرؤا القيس لأستنجد به وإذ به يبعد عني حتى اختفى !كنت في حالة اهتزاز لأن الأرض تزلزلت من تحتي وتخيلت أن القيامة قد قامت ولكنها قيامة الجن نعم الجن نحن بتنا في وسط الوادي مأوى الجن وأظننا أزعجناهم فأرادوا الإنتقام .


تشجعت لأكون قويا في وجه هذا الراكض أرضا فتحملت سلاح قدمي لأنهض من فراشي فورا إلتفت يمينا وشمالا ولكنني لم أرى أحدا فرجعت لفراشي واستلقيت على ظهري وكلي شجاعة ولكن قلبي خانني هذه المرة فهو يرتجف فرقا فأخذت أهديه كالآم التي تهدي طفلها المكلول .
مرة أخرى : طوطوطوطوطو "

هنا قررت الهروب لأن قدماي هربت بي بدون شعور "هههههههه"


نعم هربت بي إلى أن ألتحف بفراشي لأقرأ آية الكرسي والمعوذتين وأنام .




ماذا أفعل هل هناك حل أجمل من هذا ؟

إن النوم ينسيك هموم الدنيا ويبعث في قلبك أملا جديدا ويعيد صبوحك للشروق بوجه جديد فلا ماض بئيس بعد أفول يومك الحاضر ولا عودة للحياة إلا بنسيان الأمس ورمي زباله بقبر النسيان .
لقد قمت من الصباح وأنا أضحك لأنني حققت فلما بهلونيا طالما كان موقفا ثم يزول ولن يعود إلى يوم القيامة لأن المواقف تحاول أن تكرر ولكنها لاتستطيع أن تكون هي هي .


إن الخوف لايصنع شيئا وإنما يجرح عذقا ويمري فاهك حزنا ويستبطء بك الطريق .

لقد كنت على موعد في الصباح الباكر مع البحر الغاضب لأضمه إلى صدري وأرسوا سفن الماضي بخيوطه الزرقاء ليمحوا ذكريات علقت فيّ وانشرخ عقدها بصوت البحر الجميل ..



أيها البحر لاتغضب عليّ فإني أحبك !!!!!