(الكذب الزوجي)..أبيض أم أسود؟!

يلجأ أحد الزوجين للكذب أحيانا في أمور معينة قد تكون بسيطة وليس لها تأثير كبير على الحياة الزوجية، وهي أكاذيب لا يمكن أن نطلق عليها أكاذيب بيضاء كما يحلو للبعض أن يسميها، فهي أكاذيب حتى لو كانت صغيرة، ويمكن أن يزعزع تكرارها الثقة بين الزوجين، وما يستتبع ذلك من ازدياد الشك والقلق بينهما، وتفسير التصرفات المعتادة على هذا الأساس، فالمرأة إذا ضعفت ثقتها في زوجها، تبادر إلى ذهنها أن في حياته امرأة أخرى على سبيل المثال، فتقيس كل تصرفاته وانفعالاته وفق نظرتها، وتتحول حياتها إلى جحيم!
وإذا فقد الزوج الثقة في زوجته، أحال حياتها إلى عذاب وحياته أيضاً.. إنه يراقبها في كل وقت، ويفتش في أحوالها وخصوصياتها، وربما يفاجئها في أوقات لا تعتادها منه، فلعله يجد ما يدعم به شكه وما يبرر تصرفاته معها، وبذلك تنهار الأسرة، والسبب هو فقدان الثقة بين الزوجين.
وكما أن للكذب مضار يمكن أن تؤثر على الحياة الزوجية، أيضا للإفراط في الثقة مضار يمكن أن تؤثر هي الأخرى على الحياة الزوجية، مع أن الثقة المتبادلة مطلوبة على أي حال.
لكن الثقة لا تعني الغفلة، بل تعني الاطمئنان الواعي، وأساسه الحب الصادق والاحترام العميق، وبناء الثقة مسؤولية الزوج والزوجة معاً، والمصارحة تدفع إلى مزيد من الثقة التي هي أغلى ما بين الزوجين