نجران: أحمد موسى
لم تصدق أسرة سعودية عودة ابنها الصغير (3 سنوات)، سالماً إليهم بعد أن ضاع في صحراء قاحلة وسط الوحوش والذئاب المفترسة، حينما كان في رحلة برية مع أهله بعيداً عن المدينة والسكان.
روى والد الطفل حمد بن ذيب، تفاصيل القصة قائلاً: «ذهبنا في رحلة برية متجهين إلى منطقة صحراوية بعيدة عن السكان مع أفراد الأسرة، حيث كنت أملك هناك قطيعاً من الإبل والأغنام أقوم بتربيتها ورعايتها، وعند غروب الشمس تأهبنا للعودة إلى المدينة، وبينما نحن في طريقنا إلى البيت لم ننتبه إلى أننا تركنا أحد الأولاد.. وبعدما وصلنا إلى المنزل بفترة بسيطة، تعالى فجأة صراخ أمه تسأل «أين عبد الله؟ أين ابني؟ هل تركتموه؟».. وبدأت دموعها تسيل وهي تصيح وتصرخ في وجه اخوته. أخذ الأطفال يمعنون التفكير والتذكر حتى تأكدوا وتأكد الجميع أننا نسينا عبد الله في الصحراء!».
ويستطرد والد الطفل حديثه قائلاً: «نزل الخبر كالصاعقة على والدته وأخذت تقول لن يعود ابني، ضاع وأكلته الوحوش وأنتم السبب، فأخذ اخوانه يبكون بحرقة، عندها قمت فوراً بالاتصال بأحد أقاربنا للاستنجاد به واتجهنا مسرعين إلى موقع رحلتنا، وعند وصولنا إلى هناك كان المكان مظلماً نكاد لا نرى موضع أقدامنا من شدة الظلام، وقد كان الطقس بارداً، وبدأنا نلوح بالمصباح هنا وهناك ونحن نصيح ونناديه باسمه، لكن من دون فائدة، فلم نسمع سوى صدى أصواتنا في الفضاء، لذا أسرعنا بإبلاغ الجهات الأمنية، وقد وصلت فرق من الدفاع المدني للبحث معنا عن الطفل، وبدأنا نبحث طوال الليل ولم تظهر لنا أي نتيجة. وفي اللحظات الأخيرة ذهب قريبي وأحد رجال الدفاع المدني وفي محاولة أخيرة ويائسة إلى شبك الإبل يبحثون عنه، بعدها بشروني بأنهم وجدوه ولم يصب بأذى، فلم أتمالك نفسي من الفرحة».
ويواصل حديثه: «عند وصولي شاهدت منظراً لم أره في حياتي، فقد كانت إحدى نياقي تحتجزه في زاوية وغطت عليه بجسمها لتحميه من الرياح الباردة ومدت له يدها، حيث وضع رأسه على طرف يدها وغرق في سبات ونوم عميق بعد أن بكى طويلاً، والغريب أني عندما أخذته بدأت تلاحقني وتعترض طريقي لتمنعني من أخذه، عرفت بعدها أن الناقة سمعت صوته وهو يصرخ ويبكي في الصحراء، فخرجت من شبكها حتى وصلت إليه، وقامت تدفعه بعنقها وتسير به واقتادته إلى الحظيرة لتحميه من وحوش الصحراء المفترسة».





منقول