المحطة الأولى :-
أكاد (أجزم) أن الفراق مر وعلقم وكلنا ذاقه وعانى ويلاته
والمشكلة أننا لا نستطيع إيقاف مده مهما حاولنا ودائماً
نقف عاجزين حتى عن التخفيف من آثاره وسلبياته .
كم هو صعب وقاسي فراق أغلى من في الوجود ونتمنى
لو تتوقف الساعة عن السير حتى لا تحين هذه اللحظة
المرة .
ولكن يبقى أن نتشبث بالأمل وأن نعيش على ذكراهم
وسيبقى مكانهم بأعماق الروح قبل القلب .
أيها الفراق سحقاً لك ما أقساك .[/COLOR
][/SIZE]

المحطة الثانية:-
كم هو جميل ذلك المنظر عندما نرى ذلك السيل الجارف
من الطلاب والطالبات وهم يتوجهون إلى مدارسهم وحداناً
وزرافات في ذلك الصباح الباكر ليتهلوا من معين العلم العذب
الصافي وليتسلحوا بسلاح الإيمان خدمة لأمتهم التي تنتظر
منهم الكثير ولأوطانهم التي أعطتهم الكثير .
أحبتي: وفقكم الله وأنار بالعلم دربكم وسيظل قلبي معكم لأنكم
نور الحياة، وستهفو روحي شوقاً لليوم الذي أراكم فيه وقد
نلتم كل ما تصبون إليه بإذن الله .


المحطة الثالثة:-
أعرف أن أنفسكم قد جبلت على حب الخير والتقرب إلى الله بما
يرضيه، فمن هذا المنطلق أحث نفسي وأحثكم على ضماد جراح
إخواننا المسلمين المنكوبين في مشارق الأرض ومغاربها بالتصدق
عليهم والدعاء لهم ومؤازرتهم وإحساسهم بأننا معهم قلباً وقالباً وأنهم
ليسوا وحدهم في الميدان .
اللهم كن معهم ولا تكن عليهم، وامكر لهم ولا تمكر عليهم، وانصرهم
على من بغى عليهم، واجعل هذا العام عام نصر وفتح لهم وعليهم .


المحطة الرابعة:-
هل فكر كل واحد منا مر بكارثة أو حلت به مصيبة أو أحاطت به الهموم
والغموم أن الله سيصرف ما به يوماً ما، وأن حلكة الليل يعقبها انبلاج
النور والضياء، وان الحياة ستحلو وأن الدنيا ستزين ولكن بالرجوع إلى
الله وحسن العلاقة به سبحانه وأن ما أخطأ الواحد منا لم يكن ليصيبه
وما أصابه لم يكن ليخطأه .
جعل الله أيامكم أحبتي أفراحاً وسرورا .


المحطة الأخيرة:-
كم يتعلق الواحد منا بإنسان يجد فيه ضالته ويشعر بأنه هذا هو الشخص
المناسب الذي يبادله نفس الشعور، يحن له ويشتاق إليه ويتمنى لو يعيش
معه العمر كله وأخوف ما يخافه أن تخطفه منه يد المنون أو ظروف قاسية
أو قطع علاقة بسبب وشاية واشي أو ما شابه ذلك، وكل هذه الأمور متوقعة
والمفترض أن نستعد لها حتى نستطيع مواجهتها متى ما حلت وألقت بظلالها
المخيف القاسي بيننا، وقتها ستخف الصدمة ويبقى أثر البعد أخف وطأة .
أعترف أنني تفاجأت بأمر ابتعاد أغلى الناس عندي ولم أحسب لهذا الأمر
حيث عشت وكأنني سأكون معه عمري كله وفي لحظة قرر الرحيل .
أيها الحبيب الغالي ستظل ذكراك عالقة بسويداء القلب لن تمحوها السنون
بإذن الله وهذا عهد مني لك .
[/CENTER]