أنا سوف أتناول موضوع العلاقات الإجتماعية الرمضانية بين الماضي و الحاضر
من زاوية أخرى ألا وهي الحقبة التاريخية لمجتمع الإمارات
ما قبل إكتشاف النفط وما بعد إكتشافة ...
لتتعرفوا على ماضي وحاضر مجتمع الإمارات وأهم الفروق
الإجتماعية التي طرأت عليهم نتيجة لتطور و الحداثة ...







كان مجتمع الإمارات قبل إكتشاف النفط كغيرة من المجتمعات
العربية و الإسلامية تسودة روح المحبة و الرحمة والبر و التعاون هذه
المفاهيم السامية كانت مستمدة من القيم والمبادئ الإسلامية الرفعيه
والعادات والتقاليد المتوارثة الأصيلة ...
وبالرغم من محدودية الإمكانيات المادية في الماضي ...
إلا أن الآباء و الأجداد ضربوا أروع الأمثلة في التعاون و التكافل الإجتماعي ...
وخاصة في شهر رمضان المبارك ...
لما يتمتع به شهر رمضان من قدسية ومكانه خاصة في قلوب المسلمين ...
فلم يكن الفرد مسئولاً عن أفراد عائلتة فقط بل إمتدت مسئوليتة إلى مايعرف
" بالفريج " أهل الحي كله ...
وكان الجار يعني بشئون جارة طوال السنة وخاصة في شهر رمضان المبارك
و كانوا يحرصون على تقديم العون و المساعدة للمحتاجين ...
وكانوا يتبادلون الإطباق الرمضانية الشعبية فيما بينهم ...
وكان الرجال و النساء يحرصون على أداء صلاة التراويح في المسجد ...
وكان في الماضي يوجد عندهم ما يعرف بالمسحراتي ...
وهو رجل يجوب أزقة الحي ضارباً على الطبل ليوقض أبناء الحي لتناول وجبة السحور ...
كان أبناء مجتمع الإمارات في الماضي أكثر ترابطاً و تقارباً وتكاتفاً و أكثر
قدرة على التواصل في الحياة الإجتماعية وخاصة في شهر رمضان المبارك ...








بعد إكتشاف النفط تطور المجتمع الإماراتي تطور ملحوظ ومر
بتغيرات جذرية في سائل مجالات الحياة ...
و إنعكست هذة التغيرات على مجمل مظاهر الحياة الإقتصادية
والسياسية وكذلك الإجتماعية ...
وعملت الطفرة الإقتصادية الكبيرة التي شهدها مجتمع الإمارات بعد
إكتشاف النفط دوراً أساسياً في نقل المجتمع من حالة العيش بنمط
بسيط وتقليدى إلى حالة العيش بنمط متطور و حضارى ...
ورافقت هذة التطورات الإقتصادية والثقافية والتنموية زيادة في عدد السكان
وتنوع في التركيبة السكانية مما نتج عنه علاقات إجتماعية تختلف في طبعها ونوعها
عن العلاقة الإجتماعية التى كانت سائدة في الماضي ...
فبعد ان كانت الأسرة الواحدة في الماضي تعيش وفق نمط الأسرة الممتدة
أصبحت الأسرة في مجتمع الإمارات تعيش بشكل مستقل عن العائلة ...
و أصبح أبناءالمجتمع أكثر إنشغالاً بإمورهم الخاصة ...
مما كان له أثر كبير على ضعف الروابط الإجتماعية بين أفراد العائلة الواحدة ...
إلا أننا نلاحظ خلال شهر رمضان المبارك الذى يتميز بنفحاتة الإيمانية
وأجواءه الروحانية الخاصة أثر ملموس في تقوية الروابط الإجتماعية ...
ولا زال أبناء مجتمع الإمارات محافظ على العادات و التقاليد القديمة المتبعة
في هذا الشهر المبارك ...
ويحرص أفراد الأسرة الواحدة على تناول وجبة الفطور بشكل جماعي ...
وبالرغم من تعدد اصناف الطعام على المائدة الرمضانية
إلا أن الأطباق الرمضانية الشعبية الثريد و الهريس و الساقو وغيرها
من الأكلات الرمضانية التقليدية لازالت منتشرة وتلقى إقبالاً كبيراً ...
ولا زال الرجال و النساء محافظين على عادة الذهاب للمسجد لأداء
صلاة التراويح إلا أن عادة المسحراتي إندثرت ولم يعد لها وجود ...

وهكذا نلاحظ أنه بالرغم من الفروق الكبيرة في العلاقات الإجتماعية
بين الماضي و الحاضر إلا أن شهر رمضان المبارك ...
شهر الرحمة والخير و البر والعبادة و الكرم والعطاء ...
لا زال يلقي بظلاله على العلاقات الإجتماعية بين أبناء مجتمع الإمارات
ويقوى من أواصر الترابط والمحبة و التكافل فيما بينهم ...