أنــُــــــــــــــــــات صامته"

جمعت زهوراً وردية لونها.. نسقتها بشكل جذاب وحملتها ووضعتها حيث ركناً خالياً في غرفتي الصغيرة ذات الجدار الأصفر والأثاث الوردي ولا يخلو من بعض الألوان التي تعطي رونقاً جميلاً لتلك الغرفة أو لذلك العالم الذي أعيشه..

بحثت في غرفتي عن شيء يشغل وقت فراغي فإذا بي أتربع على الأرض وأفتح صندوقاً بعدما أزلت عنه غباراً تراكم حوله لوجوده من فترة مزمنه فتحته وأخذت أتذكر كل شيء فيه وكل موقف داخل ذلك الصندوق

صندوق ذكرياتي ملئ بالأوراق والكتابات والصور قرأت هذه الورقة وذلك الدفتر ونثرت غباراً عالقاً على الورود التي كانت إهداء من اعز صديقاتي في أحلى أيام دراسية

تصفحت دفتر ذكرياتي .. وجدت أن به أنـــــــــــــــات صامته خلال سطوره تذكرت هذه .. .. .. وتلك.. .. .. لا تنسيني.. .. .. أذكريني بالخير.. .. .. كتبت لك بالأحمر.. .. .. تمنياتي لك بحياة سعيد في ظل والديك الكرام.. .. .. وكم ضحكت لان هذه العبارة كانت بدايات كتابتنا في دفاتر الذكريات .. ..

أيام الإبتدائية وماتحملها من براءة طفولية .. ..

وأيام المتوسط ومافيها من نشاط وحيوية.. .. ..

وأيام الثانوية .. وما يتخللها من حب ومشاكل أخوية .. .. ..


أنات صامته مزقت قلبي..,.. ..,,,.... أنات تنادي أن في دنيتي أناس على حافة النسيان وأخريات قد جرتهم الأحلام وبعضهم في عش الزوجية واستقبال أول مولود .. .. .. .. لم اتخيل ان ساره او وفاء وهي ام تحمل بين جنباتها طفل صغير ساره او وفاء او غيرها تلك الصديقه التي كانت لا تهدء الا اذا رتبت مقلب لتلك وضحكت في الفصل حتى رفعت ضغط معلمتها .. .. .. ولم اتخيلهن من البداية زوجات وعروسه على الكوشه .. .. ..




وأنات اخرى على الورق .. وعلى تلك الورود التي غطتها كومة من الغبار .. .. أنات بقية في خافقي صامته تذكرني بأن هناك من ينتظرني .. .. .. بأن هناك عالم كنت فيه كطير محلق في الهواء أو كعصفور مغرد أو كطفلة تجري ولا تحمل الهموم

آآآ آآآ آآآ آآآ هــ.,.,.,

يالها من أنات رائعه أرجعتني إلى الوراء لتذكرني بأحباب لي وأيام لن تنسى

أناتي صامته في قلبي وخافقي يبعثها إلى ذهني

فكل حين أذكر مامضى وكل شيء حولي يحكي قصتي

رتبت أوراقي ومذكراتي في ملف حتى يسهل لي الرجوع إليها عندما تنزف أناتي صمتها

واستنشقت باقة الورد التي نسقتها وأعادتني إلى عالمي الذي أعيشه الآن

سيل دموعي أطفئ شوقي واشتياقي ولم أنم تلك الليلة حتى تأكدت أن أناتي لم تنزف إلا بصمت



بقلم الغالية//فرولاية جدة