بسم الله
السلام عليكم
لقد قرأت هذا الموضوع في أحد المنتديات وأحببت أن أنقله لأهميته.
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى ، وعلى آله وصحبه الشرفاء .

وبـــعــــــــد ، فقد كثر الفساد في البر والبحر ، وبرزت الفتن من كل حدب وصوب ، وكلما تقاعس المحتسبون عن تأدية واجبهم في إنكار المنكر والأخذ على يد السفهاء ، كلما ازدادت الفتن واستفحل شرها ، ورفع الزنادقة والملاحدة عقيرتهم .

وأخطر أنواع الفتن ، الفتن العقائدية التي يتسلل إبليس من خلالها إلى صدور وعقول المسلمين ، فيفسد الفترة السليمة بشبهات فلسفية ، وترهات عقلية ، ووساوس شيطانية ، فيلتبس الحق بالباطل ، وتزلزل جبال الإيمان الراسخة في القلوب ، واليقين الجازم في الصدور ، فيصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا .

قال محتسب : وقد تولى كبر هذه الفتن العظيمة بقايا من اليهود والنصارى وزنادقة المسلمين بأسلوب خدّاع وخبيث ، فيستدرجون ضحاياهم بمعسول كلامهم ، وزخرف القول غرورا وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام:112) ، فتنطلي ـ للأسف ـ هذه الشبهات والزخارف على ضحاياهم المساكين ، فتقع الطامة ، ويفتن المرء في دينه .

ومن أبرز دعاة الفتن في العقائدية ـ في هذه الأيام ـ امرأة لبنانية تسمى "مريم نور" .

وقد ظهر لي خطر فتنتها بعدما سمعت أحد المسلمين ـ من أهل الخليج ـ يقول لها : "أنت والله يا سيدة مريم ستخرجيننا من الظلمات إلى النور" !!!.

وامرأة مسلمة ـ من الخليج ـ تعبر لها عن مدى حبها وتقديرها لها ، فتكيل لها المديح والإطراء بغلو فاحش جدا ، حتى كادت تصرح بعبادها لها ـ والعياذ بالله ـ ، وصدق الله : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ (البقرة:165).

ففزعت من فتنة هذه المرأة على عقائد المسلمين ، مما دفعني إلى كتابة نصيحة مختصرة لمن فتن بكلام هذه المرأة .

فيقول أخوكم ومحبكم في الله محتسب :


أولا ـ مخاطر الفتن على العقائد والأخلاق
الفتنة لها معاني كثيرة ، حسبنا منها :
(فتنة العقل) ويقصد بها : الاضطراب وبلبلة الأفكار .
و(فتنة الصدر) ويقصد بها : الوساوس الشيطانية .
و(فتنة القلب) ويقصد بها : استهواء الشيء والإعجاب به .

وأصل الفتنة صهر المعدن في النار لاختباره ، ونفي الخبث عنه .

والفتنة خطيرة على العقل والقلب ؛ لقوة تأثيرها عليهما ، كقوة النار التي تصهر المعادن .

فجميع المعادن تنصهر وتذوب بفتنتها ، ولكن بعد انصهارها يتميز الذهب والفضة الخالصة من الخبث والشوائب .

وكذلك القلوب والعقول عندما تعرض عليها الفتن تتميز ، فمنها من يتلقف الوساوس الشيطانية فتبلبل أفكاره ؛ لعدم رسوخ قلبه على الإيمان الصحيح ، وسرعان ما تنقلب البلبلة إلى استهواء وإعجاب بالفتنة فتحرقه ، وتقذف به في أتون الكفر والردة ، ومن ثَم إلى جهنم وبئس القرار .

لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (الحج:53) .

قال محتسب : والواقع الملموس أنه قل من يسلم من الفتن إذا عرضت له ؛ لذلك نجد الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحذرنا بشدة من الفتن ما ظهر منها وما بطن كما حكى ذلك عبد الله بن عمرو بن العاص قال : نادى منادي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصلاة جامعة ! فاجتمعنا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : "إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم ، وإن أمتكم هذه جُعل عافيتها في أولها ، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تُنكرونها ، وتجيء الفتنة ، فيرقّق بعضها بعضًا ، وتجيء الفتنة ، فيقول المؤمن : هذه ، هذه .. فمن أحبّ أن يُزحزح عن النار ويدخل الجنة ، فلتأتيه منيّته ، وهو يؤمن بالله واليوم الآخر" رواه مسلم .

من أجل ذلك يجب على المسلم الصادق في إيمانه ألا يستعرض قلبه وعقله على الفتن طلبا للسلامة ، وتجنبا للندامة ، فيجب عليه الفرار منها كما يفر من الأسد ، والاستعاذة بالله من شرها وخطرها ؛ وبذلك أمرنا الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله : "تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن" رواه مسلم من حديث زيد بن ثابت .

ومن جملة الفتن التي يجب على المسلم الصادق في إيمانه الاحتراز منها فتن الفلاسفة والملاحدة التي يلقيها الصهاينة وأذنابهم بين أظهرنا بين الفينة والأخرى تحت شعارات براقة وجذابة ، كالتفكير الحر ، والمساواة بين البشر ، والإخاء الإنساني ، والسمو بالقيم الروحية الإنسانية ، ووحدة الأديان ، ونبذ الكراهية ، والدفاع عن حقوق الإنسان …الخ .

هذه الشعارات التي دأبت الصهيونية العالمية على تبنيها ظاهرا ، ورفعها في وجه خصومها عند محاولاتهم الكشف عن حقيقة الصهيونية ، فيتسترون بها من خلال منظماتهم المنتشرة تحت عدة مسميات مختلفة ، كالماسونية ، والروتارية ، والليونزية ، وبناي برث …الخ.

ولكن حقيقة أهدافهم الخبيثة هي السيطرة على العالم ، بإخراج الناس من عقائدهم وإيمانهم وأخلاقهم ؛ لإفقادهم هويتهم وأصالتهم ، ومن ثَمَّ يسهل السيطرة عليهم وتدجينهم كالحيوانات الأليفة !!.

ومن شر هذه المنظمات وأخبثها منظمة "الروتارية" ، وهي التي أعتقد أن "مريم نور" تنتمي إليها للتطابق التام بين دعوة "مريم نور" والروتارية كما سيأتي بيانه موثقا ـ إن شاء الله ـ .


ثانيا ـ ما هي "الروتـاريــة" ؟
"الروتارية" واحدة من المنظمة الماسونية السرية المحكمة الغموض والتنظيم ، وتسيطر عليها الصهيونية العالمية .

ومن أجل تحقيق أهدافها ، والتسلل والتغلغل في المجتمعات ، استظلت بمظلة اجتماعية ، فقامت بتأسيس آلاف الأندية الاجتماعية باسم ((نادي الروتاري)) ROTARY CLUB ، وقد اقتبسوها من كلمة "التناوب" IN ROTATION ؛ وذلك لكونهم كانوا يتناوبون باستمرار على عقد الاجتماعات لحبك المؤامرات ، وتنفيذ المخططات .