آلمُ سنين في حديث المُسنين "وقفة نقاش"

[لوده الدلوعة]

ألم سنين في حديث المسنين..













يقف أحدهم امام المرآة لتُعاد امام عيناه اشرطه من ذكريات مضى عليها العديد من السنوات
يتذكر ذلك الزمن الذي كان به قوياً وذا هيبة ومكانة بارزة عند من هم حوله
يتذكر قوته وكيف كان وينظر إلى حاله بشفقة وحزن وخذلان
كان يعتقد انه للأمد البعيد سيبقى قوياً دون ضعف وعجز وخذلان ..

........

تبكي في احضان شقيقتها الماً ، مُزق قلبها وجفت محاجرها حزناً والسبب :
فلذةُ كبدها إبنها الذي سهرت الليل لراحته ابنهاالذي تسعة اشهر في بطنها حملته
ابنها الذي جعلته يرتدي اجمل الملابس ويأكل اشهى الطعام
ابنها الذي ضحت بكل شيء من اجله
تبكي لانه في هذا العمر وعند حاجتها لهٰ تركها دون رعاية واهتمام..

تناسى كل مافعلته من اجله ، ليس ذلك فحسب بل إنه يتلفظ عليها
بألفاظ بذيئه وصوته يعلو صوتها اضعاف تبكي بحرقة والم ، في الحقيقة ينطبق عليها قول :
( جيتك ياعبد المعين تعين لقيتك ياعبد المعين تعان )
فـ"شقيقتها" ليست بحال افضل من حالها هي ايضاً تحمل في قلبها الطاهر ضعفاً من الالم
فمنذ ان مات زوجها وهي حبيسة الدار لا يزورها إبن ولا قريب بها بار ، طعامها من يد خادمه وكل احاديثها لـ"الجدار" ..

اما عن حال هذا العجوز مُنحني الظهر ضعيف النظر هزيل البدن
فإن خلف صوته العديد العديد من الحكايات
ذات يوم اخبرني : لدي عشرة من الاولاد لكن لا احد منهم يُوصلني لقضاء حاجتي
لا أحد منهم يذهب بي إلى اغنامي ومزرعتي
قدماي هي من تحملني وكل ماطلبتُ من احدهم مساعدتي اعتذر لي بعمله او بأبناءه وحياته
نسو ماكُنت افعله من اجلهم نسو اني كل يوم
كنت احضرهم من المدرسه واني حملتهم كثيراً على كتفي
ظهرت دمعة من عيناه يحاول جاهداً إخفائها لكنها ظهرت ..

.............

مُنذ الطفولة وهم رفيقتان لا يفرقهما عن بعضهما إلا النوم
عاشا عمراً بتفاصيله واحداثه سوياً
وهاهما مُمسكتان باليدين من الطفولة لـ"الشيب" الى الفناء
كل واحدة منهما تحمل على عاتقها ضعف ماتحمله الاخرى
لكن وجودهما بجوار بعضهم يُخفف الالم والاحزان ، و( إن في الإنحناء جروح واحزان )



يكفيك باباً للبر التأمل في تلك التجاعيد ، تلك التجاعيد التي تُخبرك برواية تلو الاخرى
تلك الطيات التي ارتسمت على وجه ذلك العجوز تكفيك ذكرى بأنك ذات يوم ستكون
مثل ماكانوا وستُصبح بمثل ماهم عليه من حال من حُسن او سوء ، كل هذا يعتمد عليك .

في الحقيقة لا يكاد يخلو بيت من بيوتنا وإن لم يكن بيت فبكل تأكيد حي او مكان من كبار السن
وفي الحقيقه هم بركة الدار وهم نبراس في الظلام
هم من يجمع الشمل وهم سبب في كثير من الحالات للوصل
هم الحكمة وهم حُفاظ الماضي وخير شاهد على التطور والتغير والاختلاف



(هنا وقفة للنقاش)

- ماذا يعني لك المسن؟
- كيف تعاملين كبار السن ؟ وبماذا تنصحين من حولك في اطار التعامل معهم؟
- هل تعتقدين أن حاجة المسنين للإهتمام كحاجة الأطفال أم أكثر حاجة ؟
- هل تعتقدين أن كبير السن حكيم أم جاهل ؟ ولماذا؟
- كيف تقدمين للمسنين حياة؟
- هل ترين نفسك مقصرة تجاه هذه الفئة أم أنك راضية تمام الرضا؟
- كيف تنظرين لنفسك وانت مسنة؟


الموضوع من كتابتي أرجو التفاعل ()
دمتم بخير ..