بذرة صغيرة زرعت في تربة مباركة ... وأصبحت شتلة صغيرة بوريقات يانعة بأزهار عبقة
لتشكل شجرة صغيرة من الليمون ... بعبير وجمال أخذين ...
أحبت تلك الليمونة الصغيرة هواء وتراب تلك البقعة المباركة ... وتسارع الناس لطلب تلك
الليمونة ... وكانت من نصيب رجل صالح ... أخذها وسافر بها الى بلاد ( الآقاصي )
وكان يرعاها حسن الرعاية ... وكان ابتداء الزمان والمكان لرحلة ( غربة الرحيل ) ...
كبرت الشجرة وازدادت جمالا وعبيرا ... وفي قلبها حنين لتلك البقعة المباركة ...
وروحها معلقة بذلك المجهول بين نجوم السماء ... وذلك الآفق الجميل الحزين
كشمس غارقة في بحر المجهول ...
وفي أحد الآيام تسلل شعاع رقيق ... بدفئ هامس ليخلخل فيها أعمق الجذور ...
شعرت بسعادة غامرة ... كسعادة الجسد باستعادة الروح بعد غياب حاضر
رغم الغياب ...
كان الشعاع يلامس وريقات الليمونة بحب ودفئ منقطع النظير ... وكانت الليمونة
تطير مع ذلك الشعاع لكل بقاع العالم بحب وصدق وشفافية لا يتسع لوصفها
أي تعبير ...
وفي صحوة ( متوقعة ) ... قالت الليمونة للشعاع ... اني احب الرجل الصالح
وأخاف عليه من نسمة هواء قد يحملها ( الشعاع ) ...
صمت الشعاع لوهلة من الزمن ... وتذكر لحظات ... جمعت العمر بكل ما فيه
بلحظة في كتاب ذكريات العمر الجميل ...
فقال لها الشعاع : ( ان كنت تحبين ذلك الرجل وتغارين عليه لهذه الدرجة ) ...
(((ما جعل الله لرجل من قلبين)))
( كرسي حياتك له ... وانسي أمر الشعاع ) ...
قد يمضي العمر بكل ما فيه ... او قد يتوقف عند اكثر لحظات العمر ...
وسبحان الله من جعل ( للحقيقة ) قاعدة راسخة ... لن يستطيع اي واقع مهما كان
حلو او مر ان يتخطاه ...
الليمون له جمال وعبير ... ولكنه حامض ... وجماله بذلك المزيج ...