تعقيب كتبت بواسطة عين التسنيم عرض الرد
أختي في الله ليلى العسل ،

سبق وكتبت لك ردا على هذا الموضوع . ولكن من الواضح أنه أمر يزعجك وأرى أنه قـــد أرهقك من أمرك عسرا . لذا قررت هذه المرة أن أرد عليك باستفاضة أكثر ومن واقع تجربتي سواء الشخصية أو مما أراه من حولي :
أولا : ردا على قولك أن كثيرات تزوجن وهن أقل منك جمالا . أحب هنا أن أزيدك من البيت شعرا ، فهناك من تتزوج وهي أقل أخلاقا وأدبا وحياءا من بنات أخريات ، ماذا نقول في هذه ؟! حبيبتي ليلى هذا هو لب البلاء : أن تجتمع المتناقضات سبحان الله ! كنت أتحاور مع زميلة لي في أحد المرات ، وقلت لها كلامك هذا : " أن هناك بنات أقل في كل شيء ويتزوجن أسرع ! " تعرفي ماذا ردت علي وكانت أقل علما في الدين وتدينا ، سبحان الله يهدي من يشاء ، قال لي : " أمال يا تسنيم كيف يكون اسمه ابتلاء لو كل واحد سيأخذ ما يستحق ؟! "
هو هذا معنى الابتلاء يا ليلى ، المؤمن مبتلى يا حبيبتي . يكون على الحق وماشي مستقيم ويبتلى ! تكون أخلاقها حسنة ومحتشمة ومؤدبة ويتأخر زواجها ! يكون طيب وصالح وصادق ويقع في زوجة أفعى ! ابتلاء ... ابتلاء ... ابتلاء . هكذا هي حياتنا الدنيا ابتلاءات واختبارات . كل مؤمن فينا له ابتلائه واختباره ولجنته ، والشاطر فينا هو من ينجح في الاختبار ليس من يتجنبه أو يخاف منه . فأسأل الله أن يوفقك في ابتلائك ويعينك عليه ويرفعه عنك عاجلا غير آجل .
ثانيا : تقولين " عين الناس " لا إله إلا الله ! إذا كان الدعاء يرد القضاء ، أفلا يرد العين سبحان الله ! يقول نبينا صلى الله عليه وسلم : " كل ذي نعمة محسود " . وعلمنا عليه الصلاة والسلام كيف نعالج العين بالاستعاذة والرقية إلى آخره ، فاحرصي على هذا وفوضي الأمر إلى الله ورددي " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " . واذكري حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ" رواه الترمذي . وقادر ربي ييسر أمورك ويكفينا وإياك شر الناس وعيونهم .
ثالثا: رجاءا يا غاليتي لا تعممي ، فالدنيا والله لازال فيها خير . يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ( الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين ) . المشكلة فحسب أنه صار نادرا ، لكن قادر ربي إن شاء الله يرزقنا وسط هذه الندرة وهو على شيء قدير .
رابعا : بالنسبة لطلبات الشباب فهذا شيء طبيعي ، فالأسر والبنات كذلك شروطهم صارت كثيرة وتعجيزية أحيانا فهو خلل من الطرفين بصراحة ، وليس من العدل أن يلام طرف دون الآخر .
خامسا : مشكلتنا يا ليلى في أحيان كثيرة أننا نشغل بالنا بالرزق وبما لن نحاسب عليه ، والأرزاق بيد الله ونحن لن نسأل عنها . فاسألي نفسك دائما : " يا ترى لو انتقلت إلى رحمة الله اليوم ، عن ماذا سأسأل ؟ " واحرصي على هذه الأعمال التي ستسألي عنها : بر الوالدين ، شغل الوقت بما ينفع ، حفظ القرآن ، قراءة الكتب ، ممارسة نشاط ، العمل . وطبعا اسألي الله دائما ما تريدين : الزوج الصالح مثلا و اسأليه بإلحاح ويقين . لكن من تجربة شخصية اسألي الله الرزق الحسن فأنت لا تدرين أين الخير والله . ياما نتمنى أشياء في الدنيا ولما تتحقق يتضح أنها شر وأذى ! عافان الله وإياك .
هذا وأسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياك رزقا حسنا . الزواج ليس هو سعادة الفتاة يا ليلىحبيبتي وإلا كان ربي جعله فرض ويسره لكل البنات ككل الفرائض ( الصلاة والصوم والحجاب ... إلخ ) . الزواج رزق ، و " الرزق أشد طلبا للعبد من أجله " . فاصبري وادعِ ، والله نصيبك سيأتيك " ولكنكم تستعجلون " .
عين التسنيم كلامك كله بلسم وشفاء ودواء جزاك الله خير الجزاء وسلمت يداك أحب الأخوات أمثالك ياريت أتعرف عليك ع الخاص