( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن ) لا احد احسن من دين جمع بين الاخلاص لله وهو اسلام الوجه لله الدال على استسلام القلب وسائر الاعضاء

( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليها أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا) اي اذا خافت المراة نشوز زوجها اي عدم رغبته فيها واعرض عنها فالاحسن في هذة الحالة ان يصلحا بينهم بأن تسمح المرأة عن بعض حقوقها اللازمه لزوجها حتى تبقى مع زوجها ..اما ان ترضى بأقل من الواجب من النفقه والكسوةوالمسكن والقسم بين زوجاته (بأن تسقط حقها منه ) فإذا اتفقا على هذه الحالة فيجوز للزوج البقاء معها وهو خير من الفراق .
.. والصلح بينهم خير لبقاء الالفة وخير وهذا مطلب كل عاقل يطلبه ويرغب فيه بشرط لا يحل حرام ويحرم حلال.
.. جبلت النفوس على عدم الرغبة في بذل ما على النفس والحرص على الحق الذي له .فينبغي ان نحرص على قلع هذا الخلق بالسماحة وهو بذل الحق الذي عليك والاقتناع ببعض الحق الذي لك وهنا يكون سهل عليه الصلح بينه وبين خصمه ...بخلاف من لم يجتهد في ازالة هذا الخلق منه فإنه يعسر عليه الصلح لانه لا يرضيه الا جميع ماله من حق .ولا يرضى ان يؤدي ما عليه .فان كان خصمه مثله اشتد الامر .

(ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا) اي لن تستطيع العدل لان العدل يستلزم وجود المحبة على السواء وهذا متعذر غير ممكن فلذلك عفا الله عما لا يستطاع ...ثم قال الله لا تميلا كثيرا لواحدة بحيث لا تؤدي حقوق الزجات الاخرا ,فاعملوا ما هو بستطاعتكم من العدل بالنفقه والكسوة والقسم بينهم بخلاف الحب والوطء ...وان تصلحوا مابينكم وبين زوجاتكم.. بأجبار انفسكم على فعل ما لا تهواه النفس احتسابا وقياما بحق الزوجة .

"الله حكيم يعطي بحكمه ويمنع لحكمه فإذا اقتضت حكمته منع بعض عباده من احسانه بسبب من العبد لايستحق معه الاحسان حرمه عدلا وحكمه