السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بسمك اللهم

نعم، قد تفرحين بنقصان وزنك عندما تقومين بعمل ريجيم قاس. ولكن .. ما الذي نقص؟ الدهن أم الماء أم العضلات أم العظام؟
يجب عليك أن تعلمي الجواب قبل أن تفرحي. وهل يمكننا أن نقول "يا فرحة ما تمت"؟! قد يكون معنى هذه الجملة أو جزء منه ضمن الأجوبة المتوقعة! الجسم ليس بالذي يلعب به أهل الدعاية والمروجون لبرامج الحمية والرجيم.

لماذا؟
لأنَّ عملية زيادة الوزن أو نقصان الوزن تتألف من طرفين اثنين وأنت..الطرف الأول هو الغذاء، والطرف الثاني هو الجسد، والطرف الثالث هو أنت التي تستطيعين التحكم في الطرف الأول وهو الغذاء، كأن تأكلي قليلاً أو كثيراً، أو تأكلي نشويات أو بروتين أو لا تأكلي أيا منهما. أما الطرف الثاني فهو الجسد الذي له قوانينه ومعادلاته، وأنت لا تستطيعين التحكم فيه، حيث لا يمكنك أن تقولي للجسد أن يكبر لك ذلك العضو أو يصغره، ولا تستطيعين أن تخبريه أين يخزن لك الدهون، أفي الأرداف أم في الوجه، كما لا تستطيعين أن تأمريه بأن يخفف لك الدهون من منطقة الأفخاذ ويبقي الدهون الموجودة في الوجه؛ لأنَّه ـ بكل بساطة ـ يخضع إلى أوامر تأتيه من الداخل ـ من الجينات ـ بناء على ما يصله من غذاء، وعلى ما يصله من وجود جهد بدني أم لا. ثم ما هو نوع هذا الجهد، وأي الأعضاء التي يشملها هذا الجهد.

كيف يتصرف الجسد بالغذاء؟
عندما يتناول الإنسان كمية من الغذاء فسوف يأخذ الجسد جزءا من هذا الغذاء لتعويض النقص الناجم عن استهلاك الجسم، سواء لحاجة الأعضاء الداخلية، مثل الكبد والدماغ والقلب و....، أو لحاجة العضلات والعظام وغيرها.

ولو نظرنا في هذه الأعضاء، مثل القلب والدماغ والكبد والكلي وغيرها، فإنها تعمل 24 ساعة، أما عضلات وعظام الذين لا يتحركون إلا قليلاً فهذا يعني أنَّ هذه العضلات والعظام غير لازمة نسبيا، فيمتص الجسم ما يعادل ذلك ويحولها إلى دهون ويخزنها في المستودعات الدهنية مثل البطن والأرداف والسيقان و.... أي يخزن الدهون البيضاء لأيام الشدة، مثل أيام المجاعة والحروب أو العمليات الجراحية أو الصيام أو الإضراب عن الطعام، وغير ذلك كثير؛ لان الطاقة يجب أن تتوفر لعمل الدماغ وباقي الأجهزة الداخلية في مثل هذه الحالات، ولا حاجة لكل هذه العضلات للاستمرار على قيد الحياة.

فإن قمت بتطبيق برنامج تقليل السعرات اليومية بشكل شديد، وإلى الحدّ الذي يدعو الجسد إلى التصرف في مثل هذه الحالة؛ فإنه يقوم بحل البروتين الموجود في العضلات وحرقه واستخراج الطاقة منه؛ لأنَّ الجسد يعتبر العضلات التي لا تعمل مظهراً زائفاً، خاصة وأنها تستهلك كمية كبيرة من الجلوكوز (الطاقة). وبعبارة أخرى يعتبر الجسد أنَّ هذه العضلات كالعاطل عن العمل، يأكل ولا يعمل، فيقوم بحل بعض هذه العضلات وتحويلها إلى طاقة وتخزينها أو حرقها.

إذن، كيف أقلل الوزن على حساب الدهون؟
عليك بتناول ما تشائين من أصناف الطعام والشراب، ولكن بقدر ودون إسراف، كما عليك بالحركة لتعمل العضلات. وهذا يؤدي بالجسد إلى أن يستخدم جزءاً من الطاقة لترميم التالف من الخلايا، ويزيد من كتلة العضلات أو العظام اللازمة للعمل والحركة؛ وذلك لزيادة استخدامها بشكل يومي، مستفيدا من مخازن الدهون وتحويلها إلى طاقة، ولا يستطيع الجسد حرق العضلات؛ لأنها تعمل وعليها واجب يومي.

فإن كنت تريدين تقليل الدهون فقللي من احتياجك اليومي من أصناف الغذاء، وخاصة الدهون والنشويات، مع القيام بالجهد البدني، مثل العمل داخل المنزل أو الحديقة كالزراعة وتقليم الأشجار (البساتين)، أو زيارة مريض أو زيارة ذوي الرحم، أو مساعدة الجيران والإخوان والقيام بأعمال اجتماعية على مستوى المدينة أو الحي و..... فإن لم تستطيعي فعليك بالرياضة؛ لأنَّ ذلك يجعل الجسد ينمي العضلات والعظام التي تقوم بعمل وجهد يومي، وسوف يُؤخذ جزءٌ من الطاقة من الأكل الذي يتناوله الإنسان، ويؤخذ الجزء الثاني من المخزون الدهني، وبذلك تقلّ الدهون المخزَّنة ويتشكَّل الجسم بشكل أفضل.

كيف تجبرين الجسم على تخفيف الدهون من منطقة دون الأخرى؟
قومي بعمل حرق للدهون بشكل موضعي. فمثلا لو كان تجمع الدهون في الأرداف فيمكنك لبس ملابس خاصة ضاغطة موضعيا مع عمل تمارين قاسية للمنطقة بالرياضة أو الأجهزة؛ فتهرب الدهون إلى منطقة أخرى في الجسم. ومع الوقت سيفهم الجسم أنك لا تريدين أن تكون هذه المنطقة مخزنا للدهون، فيخزنها في أماكن أخرى من الجسم، ولكن ذلك يحتاج إلى مثابرة وصبر وتحمل.. مقابل نتيجة دائمة أنت تتمنينها!

منقول