تعقيب كتبت بواسطة عيون هاشم عرض الرد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرآ على هذه الدوره........وأسأل الله العظيم الحليم أن ينفعنا بعلم الشيخ عبدالرحمن السحيم ويجعل له لسان صدق في الأخريين.

ياشيخ: تخيفني هذه الآيه كثيرآ وأشعر أنها تخاطبني وأني أنا المعنيه بها حتى أشعر أنها ستقتلني ؟؟؟؟ الآيه في سورة الكهف وهي؟؟ قوله تعالى ((وكان أمره فرطا)) نعم فرطا أشعر أن أمري مفروط ولا أستطييع الثبات , يعني مثلآ لما أعزم على قيام الليل
بجزء من القرآن أو أكثر طول عمري مهما صار من الظروف والعقبات... أنجح مره أو مرتين وأشعر بطعم السعاده وأتلذذ بها وأقول في نفسي لن تستطيع نفسي والشيطان أن يفترى من عزيمتي ثم فجاءه وبدون سابق أنذار أترك القيام شهرآ أو اكثر
وكذلك الورد من القرآن والنوافل مثل صلا ة الضحى . وأخاف ياشيخ من الغفله وسوء الخاتمه ياشيخ الطريق الى الجنه صعب وشاق ولا أدري كيف الثبات؟؟؟؟ وماذا بعني يا شيخنا الفاضل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن في أخر الزمان القابض على دينه كالقابض على الجمر وحديث أخر لا أحفضه أن الرجل يمسي مؤمن ويصبح كافر ويصبح مؤمن ويمسي كافر ؟؟؟؟ أشعر أني مشوشه وضائعه ولا يوجد من يعينني على مواصلة الطريق .......

أسألك بالله ياشيخ عبد الرحمن أن تدعوا لي بالثبات على الحق وأن لا أفتن في ديني وأن لا يحملني مالا طاقة لي به

وأدعوا لي بأن يقر الله عيني بصلاح زوجي وأبنائي . وأسفه ياشيخ على الأطاله وجزاك الله جنة الفردوس الاعلى .

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

هكذا هي النفس تحتاج مُجاهدة إلى أن تلقى ربها راضية مرضية ، والشيطان يُحاول أن يُفسد على ابن آدم سعادته وحياته ، فيُحاول أن يصدّه عن فعل الخيرات ، فإن لم يستطع أضعفه عنها وعن تحصيل عظيم الأجور .

ولا يزال الإنسان بِخير ما جاهد نفسه ، وعصى هواه وشيطانه ، فإذا ترك ذلك خُذِل ووُكِل إلى نفسه ، فوُكِل إلى عجز وضعف وعورة .

وأما قوله تعالى : (وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) فهو مرتبط بما قبله ، وهو قوله عزّ وَجَلّ : (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) .
قال ابن كثير رحمه الله : (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا) أي : شُغِل عن الدِّين وعبادة ربه بالدُّنيا . (وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) أي : أعماله وأفعاله سَفَه وتفريط وضياع ، ولا تكن مُطيعًا له ولا مُحِبًّا لطريقته ، ولا تغبطه بما هو فيه . اهـ .

وأما " القابض على دينه كالقابض على الجمر " ، فهو في آخر الزمان لِكثرة الفِتَن وغُربة الدِّين ، وكثرة المغريات .

وأما ما جاء في الإخبار عن أن الرجل يُصبح مؤمنا ، ويُمسي كافرا .. إلخ ، فهذا يُبيّنه أول الحديث في قوله عليه الصلاة والسلام : بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ؛ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا . رواه مسلم .
وفي هذا الحديث فائدة ، وهي أن كثرة ألأعمال الصالحة من أعظم وسائل الثبات ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيّ . رواه مسلم .
قال الإمام النووي : الْمُرَاد بِالْهَرْجِ هُنَا الْفِتْنَة وَاخْتِلاط أُمُور النَّاس . وَسَبَب كَثْرَة فَضْل الْعِبَادَة فِيهِ أَنَّ النَّاس يَغْفُلُونَ عَنْهَا ، وَيَشْتَغِلُونَ عَنْهَا ، وَلا يَتَفَرَّغ لَهَا إِلاَّ أَفْرَاد . اهـ .


وأسأل الله لنا ولك الثبات ، والذرية الصالحة .
وليُعلَم أن الله لا يُحمّل أحدا ما لا طاقة له به ، كما قال تعالى : (رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ) ، وقد استجاب الله هذا الدعاء لهذه الأمة فقال : قد فعلتُ ، كما في صحيح مسلم .

والله تعالى أعلم .