جُِبلَت الدنيا على المكاره و جَُِبل الإنسان على البلاء ( لقد خلقنا الإنسان في كبد)(سورة البلد 4)
قد يظن الإنسان أن البلاء في المنع و يخفى عليه أن قد يكون العطاء بلاءا و حرمانا من خير كثير


و كما أن الإنسان ضعيف أمام البلاء فهو ضعيف أمام الخيرات و الشهوات(و خلق الإنسان ضعيفا)( سورة النساء28)
ومن البلاء و من العطاء ما قد يأخذ بعقل اللبيب


وقد كان من رحمة الله بنا أن شرع لنا الدعاء لنستعين به على الدنيا


الدعاء عبادة و صلاة، و هي مناجاة العبد مع ربه
ففي الدعاء يذكر العبد ربه ، يعظمه، يثني عليه و يحمده، يسآله ليعطيه ما يشتهيه أو ليمنعه ما فيه ضرره
في الدعاء إقرار لعظمة الله و قدرته و فيه إقرار لأسمائه الحسنى و صفاته العلى و فيه إقرار لضعفنا و فقرنا و حاجتنا له
هو القائل جل قوله ( أدعوني أستجب لكم)
و هو القائل (أمن يجيب المضطر إذا دعاه)
ومن أصدق من الله قيلا


قد يظهر هذا الكلام مألوفا و معروفا وبين معرفته و ممارسته و الشعور به فارق كبير
هو ليس درس بقدر ما هو تجربتي مع الدعاء أحاول أنفع بها من بعدي


تعرضت في حياتي لمشكلتين وددت حينها لو لم أمر بهما و لكن بعدها علمت الحكمة منهما و الخير الذي فيهما
حينها ضاقت علي الدنيا على سعتها و أقفلت الأبواب في و جهي على كثرتها
و أحسسست بالوحشة لولا وجود الأهل و الأحباب


ضاقت بمعناها الشديد ، تشعر و كأن روحك تخرج منك على فترات


و أصبحت أقلب كفا على كف مالذي تغير ،
أتساءل فلا أجد جوابا و أطرق فلا يفتح لي بابا


(إذا أحب الله عبدا ابتلاه) فرب نقمة تنفلب إلى نعمة و رب نعمة تنقلب إلى نقمة


أصابني الذهول مالذي أستطيع فعله و لما يئست من نفسي و من الناس
وما من حيلة لدي إلا الدعاء
إلتجأت إلى رب السماوات و الأرض ،
إلى من خزائنه ملئ و يداه مبسوطتان
إلى من بيده الخير كله
لا ملجأ و لا منجى منه إلا إليه


ففتح لي بابا واسعا أصابني به ذهول أكبر مما أصابتني مشكلتي
كنت أدعوه بفرج بسيط قدرته حسب إمكانياتي
ووالله و بالله ، فتح لي بابا ما كنت أحلم به ، وهنا عرفت قدرته و عظيم عطائه و جميل حكمته
بابا لا زلت أحمده عليه و أسبحه سبحانه


تطلب الأمر وقت لتحل مشكلتي و كان عزائي أن أؤجر في صبري


ربما لاحظتم في أجوبتي دائما ما أوصي بالدعاء و أدعي لكل مكروب
لآن كل الحيل و الذكاء و الحلول تقف أمام مشيئة الله
يعمل الشخص بالمشورة و لا تنفع معه لأنه غفل أن التوفيق من الله
وربما تعجل الإجابة فهنا الصبر واجب و خير عطاء يعطى للعبد الصبر
وأُذَّكِر أن نقف عند حدود الله ليستجاب الدعاء
.
.
.
.

أذكر الله في كل حين في صباحك و مسائك
عند جلوسك و قيامك
في راحتك و تعبك
تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة
تَقَّوى به على مشاكلك ، إشكي له عجزك و اطلبه المعونة



عند سوء معاملة زوجك إسألي الله الأجر(اللهم إأجرني في مشكلتي و اخلفلي خيرا منها) قوليها بيقين و سيبدلك حالا أحسن من حالك بحوله و قوته
إذا أصاب علاقتك بزوجك جفاء فادع الله أن يؤلف بينكما
إذا رفض لك طلب إدع الله أن يسخره لك و يلبي طلبك
ممكن في رفض زوجك لطلبك فيه خير كثير فاستعيني بالإستخارة في كل أمورك حتى إذا أردت زيارة أهلك أو التسوق أو حضور فرح، فإذا تعسر لك الآمر ففيها حكمة و ستشعرين برضى يملأ قلبك
جارتك آذتك، حماتك متسلطة ، إدع الله أن يكفيك شر من آذاك و ويشغله بنفسه عنك
إدع في سجودك، فأقرب ما يكون العبد من ربه في السجود
قيام الليل و ما أدراك، شرف للعبد و دعاء الليل سهام لا تخطئ
ألحي في الدعاء و تذللي أمام ربك و مولاك فالتذلل عند بابه عزة و شرف
قد يتأخر إجابة دعاءك فلا تتحسري و احمدي على أن يسر لك ذكره فهي نعمة عظيمة لا يعرفها إلامن حرمها بعد أن كان فيها، و قد يكون أجابك في مسألة أخرى لم تطلبيها و كنت غافلة عنها أو دفع بها بلاءا عنك
أو أراد أن يرفعك درجات عنده بصبرك


نظرتنا قصيرة و عجلتنا تجعلنا لا نستشعر النعم التي من حولنا


دائما ما أحدث نفسي إذا لم يتبقى في هذا الزمان إلا معجزة واحدة فهو .......الدعاء


ربما يبدوا ما أسرده كلام كتب ، في حين ما كتبته إلا بعد أن جربته




والله من وراء القصد