::

::


.



،











لطالما كانت الصورة الحقيقية
للمتسول ، على أنه محتاج ، وطاعنٌ في السن
ويجلس في ركن يمر عليه معظم الناس
ويُطأطئ رأسه ، ويمد يده بخجل
ولربما تكون هذه هي الصورة الحقيقية
للمتسول .. !!






.

لأجل رغيف خبز : ...


في هذا الزمان ، الذي تَفَشى فيه عنصر الجهل ، وانتشرت فيه البطالة

هناك الكثير من المشاهد المؤلمة والمناظر المؤذية
يقوم بتمثيلها فئة من الشباب المدربين على إتقان مهنة النصب والإحتيال
بممارسة مهنة الشحاذة ، وأكل أموال الناس بالباطل
باسْتِجداء عطف الناس ، وكرمهم ، بالكذب عليهم
ولهم في ذلك أشكال وألوان



،،
,’




ومع تطوور العصر ، فلا بد لكل مقام مقال !!
وبما أنها من العصور القديمة ، فلا بد لهذه الظاهرة من تطوَّر أيضاً

فما عدنا نرى هذه الصورة القديمة ، وماعاد المتسول ، متسولاً
بل غدت تجارة رابحة ، سواء للعاجز أم الصحي ،،

وهناك الكثير من الأمثلة لربما ترى بشكل طرفة ، واستغراب لمن تمعن فيها

وسبح في مكر وحيل بعضهم ، لأجل أن يحصل على دينار
وقد غفل ، أم تغافل ، إن جعل حيله في عمل آخر ، لكان أحسن له

وقبل هذا ، أن يجتهد لأن الرزق بيد الله وحده ((

وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ *فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ))

ونسينا أن "الله عز وجل" قد أقسم بالسماء ، كي يؤكد لنا ذلك .




،.



تفاجأت مرة بأن أسمع خبراً عن متسول مرتدي جلباب إمرأة
وهو يدعي أنه رجل !!

فسبحان من جعله رجلاً قادراً على كسب قوته ، فتخنث ، كي يوهم الناس
فلن يوهم سوى نفسك








حَكى لي أخي عن متسوَّل غريب الأطوار ، يدخل لمحله ، كل يوم وهو في كامل صحته وعافيته
كي يجمع تلك الدنانير التي تسولها، وفي نفس الوقت يشكي له ، عن رزقه الذي قل في التسول ، وذلك لكثرة المتسولين !!

وفور وصوله عند باب المخرج ، يخرج طرف لسانه , يعضه بأسنانه ، ويدير يده اليسرى خلف ظهره ،ويحني ظهره قليلاً

ويجر ، رجله اليمنى ، ثم يخرج ...
وفي كل يوم ، نفس الطريقة !!

ولا حول ولا قوة إلا بالله

رزقه الله جسدا معافى ، وفي مقتبل شبابه ، ويَبْلِي نفسه بالإعاقة

لأجل ماذا ؟؟!!






دخلتُ يوماً لمحل ، أقتني فيه بعض الحاجيات ، وأنا في تمعن ، ...

دخلت إمرأة تقارب الخمسين المحل ، مباشرة حتى وقفت أمامي ، فحملت أول ما وقعت عليه عيناها ،
وهي تقول : أعجبني هذا كثيرا ، ولطالما كنت أتمنى أن أرتديه ، ولكن ليس لي فلس واحد ،’

في الوهلة الأولى ، قررت بالفعل أن أشتريه لها ، ولكن تمهلت قليلاً ، لأنني استغربت من موقفها ، وكيف تدخل محل فاخر ، وهي لاتملك فلس !!

وحين لم أجبها ، أعادت نفس الكلام لغيري ، ثم خرجت فوراً

وأظن أن هذا عملها الحالي ؟







متسولٌ آخر ، طرق بابي وقال : ...

أنا طفل أبلغ من العمر 14 سنة ، أمي وأبي توفيا في باص المدرسة (( طبعا سمعت بهذا الحادث ))
وأنا اليوم أعمل لأطعم أخواتي الصغار ، ونحن نموت من البرد ، والجوع ، ولا أطلب منك يا أختي الكريمة إلا حق قارورة الغاز ....

ولا أذكر الباقي لأنه بالفعل جريدة ، ويُقطّع القلب

لا أُخفيكم أنني ساعدته ، ولكن الغريب ليس في هذا ،،

بل عاد هذا الولد ، بعد أربع أو خمس سنوات ، وهو متسول ، يسأل حاجته

ويقول : أمي في المشفى ، وهي في حالة خطرة جداً ، ولن يعملوا لها الأطباء العملية حتى نجمع لهم هذا المبلغ ((؟)) ، و.....

لم أستغرب من قوله ، بقدر ماآ مكتُ طويلاً ، وأنا أقول في سريرتي ، أين رأيتُ هذا الوجه من قبل ؟؟ !

وأخيرا ً تذكرت ، فقلت له ، ألم تأتني يوماً و،و ....

إستغرب الولدُ قليلاً ثم فر هارباً ..






مررتُ يوماً على مسجد ، ففجعتني صورة امرأة تنام أمام الباب ،

المشكلة أنها تنام أمام مدخل الرجال ، وإن حان وقتُ الصلاة ، يستحي رجل أن يوقظها ، ليدخل
ولكن إن سمعت وقع نقود ، أكيد ستستفيق وتتنحى جانباً ،’


مناظر مخجلة حقاً نراها با ستمرار أمام بيت الله تعالى ، لهي دليل على عدم إحترام المساجد ، وعدم معرفة السبب الذي لأجله بنيت

ودليل على نزع الحياء ،وعدم توقير لبيوت الله تعالى ،ووضاعة في أخلاق أولئك الشحادين
والمتسولين ، والمبتزين لأموال الناس ، والآكِلين لها بِالبآطل.






وهناك مختلف أنواع التسول عبر المنتديات ، والتي نسمع منها قصص ، العجب العجآب


..





عالم غريب والكلام عنه يطول ،..... ولا ينتهي ....


وهذه كانت بعض المقتطفات ، من مشاهد عينية ، وأكيد كل واحد منا ، له تجربة مع هؤلاء الناس

ولا يخفى علينا أن المحتاج الحقيقي ، يستحي أن يمد يده من التعفف

كما
قال تعالى: (لِلْفُقَرَاْءِ الَّذِيْنَ أُحْصِرُوْا فِيْ سَبِيْلِ اللهِ لاَ يَسْتَطِيْعُوْنَ ضَرْباً فِيْ الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاْهِلُ أَغْنِيَاْءَ مِنَ الْتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيْمَاْهُمْ لاَ يَسْأَلُوْنَ النَّاْسَ إِلْحَاْفاً وَمَاْ تُنْفِقُوْا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيْمْ ).








.وأكيد من قَّل وازِعَهُ الديني ، و نَمَائُه الإجتماعي ، والأجواء التي تَربى عليها " تقل " ، أو تنعدم


فأكيد سيتتبع هذه الطرقات ، وإن كان غير محتاج لذلك ~.

وأَيُ قيمة للمرء حٍينَ يُكرمُه الله بصٍحَة في جسده ، وقُوتَ يَومه ، ويَرضى بِهذه المَذَلة

فَأيْنَ عِزةُ النَفْسْ ؟ أين ؟ !!


.وعن سهل بن الحنظلية قال : قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم

عيينة ابن حصن والأقرع بن حابس لهما بما سألاه وأمر معاوية فكتب لهما بما سألا
فأما الأقرع : فأخذ كتابه فلفه في عمامته وانطلق وأما عيينة : فأخذ كتابه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتابه فقال :
يا محمد أراني حاملا إلى قومي كتابا لا أدري ما فيه كصحيفة المتلمس
فأخبر معاوية بقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من سأل وعنده ما يغنيه : فإنما يستكثر من النار وفي لفظ : من جمر جهنم
قالوا : يا رسول الله وما يغنيه وفي لفظ : وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة قال :
قدر ما يغديه وما يعشيه وفي لفظ : أن يكون له شبع يوم وليلة "
[ رواه أبو داود والإمام أحمد ] ..





~نسأل الله العافية والقناعة ~


،


.
.
,سطر يوم
07/09/2011
بقلم : نجية