لطالما عاش الإنسان على وجه الأرض لهدف ما

خلقنا الله تعالى بشرا وميزنا بالعقل وكتب لنا حياة ملئها العبادة والتكاثر
وبمرور الزمن أصبحنا نختلف في هدفنا للحياة
فكل منا له طموح وأحلام نسعى وراءها ضمن عبارة هدفي في الحياة
هناك حكمة تقول :
إذا كانت حياتك بلا هدف فستكون كالسفينة بلا دفة سينتهي بكما الأمر على الصخور

ربما في الصغر لا نعلم كيف نسير أمورنا , فنتلقى فقط التعليمات والأوامر من الوالدين
وتضاف لهم المعلمة فور دخولنا المدرسة , ولكن لا ننكر أن كل هذا يسجل في دفترنا
الفارغ وينطبع فيه , فيا بخت من امتلأ سجلها بالمبادئ والقيم .
وهذا ما نحاول تحقيقه في أولادنا إن شاء الله



بمرور الأيام أصبحت ولله الحمد راشدة ومتعلمة ومتدينة على ديني الإسلام
كنت زوجة فقط وأصبحت أمّا ترى أولادها يكبرون أمامها يوما بعد يوم
ففكرت مليا بنفسي وحياتي وكتبتها على ورقة بيضاء مصحوبة ببعض الأسئلة في آخر الورقة
هل هذا كل شيء في الدنيا , زوج .. بيت.. أولاد ..؟؟؟؟؟؟
ماذا أنا ؟؟ زوجة فقط .. أمَّا فقط .. أين أنا من نفسي ؟؟
في بداية حياتكِ الزوجية تكتفي بكونكِ أما وزوجة مطيعا.. صحيح هذا وكنت جد فخورة به
ولله الحمد .. لكن أولادي يستحقون أمّا أخرى بعد عمر الطفولة .. فمن هي ؟؟؟
هي أمّا سطرت وتسطر هدفها في الحياة .. أمّا تعرف كيف تعمل لدنياها وكأنها تعيش طول المدى
و تعمل لآخرتها وكأنها تموت غدا..



سأنقل لكم بعض السطور من مدونتي الخاصة التي لم أقرأها على أحد قبلكم :


" بقايا احساس "
أفتقد نفسي .. أفتقد الشعور بها .. أين أنا من الوجود ؟ .. وهل الوجود يفتقدني ..
وهل أثبت نفسي ليشعر بها الوجود ويفتقدها.. ما سرّ وجودي أصلا ؟.. فكرت يوما وبصمت
فهل كانت بصمة كافية .. أم ترهلت بمرور الأيام وأصبحت بقايا مبعثرة في الزمن هنا وهناك..
نثرتها الرياح فوق مساحات الوجود .. ألهذا لم يتعرف عليها ولم يشعر بفقداني .. لا .. لا .. ولا..
لا أستسلم أبدا .. سأترك تلك البقايا ترشد على وجودي .. وأبني نفسي من جديد وبساس متين ..
لا يؤثر فيه شيئا مهما طال الزمن ومهما اختلفت أساليب النسيان .. سأغرس في نفسي شتلة صغيرة
وأسقيها كلّ وقت بعلم نافع تجعلها تكبر وتخرج مني وتبقى جذورها في صُلبي .. لا .. لا
لا أستسلم وسأثبت للوجود نفسي ...



كانت هذه خاطرة كتبتها في لحظة غيرت حياتي .. لحظة قررت فيها أن أدافع عن هدفي وأحييه

من جديد .. لحظة قراري للرجوع إلى دراستي وكتبي ومكتبي .. لحظة جددت فيها نيّتي مع الله تعالى




كان رفيقي دائما كتاب " لا تحزن " للدكتور عائض القرني

كنت كل يوم أقرأ منه نصيبا كان الكتاب هديّة من زوجي
انشرح صدري ووسع فكري وأحببت الحياة من جديد .. لملمت أفكاري وقسمت وقتي
بين الدين والعلم والحياة اليومية
أصلي أوقاتي كلها ولبست الحجاب بحلة جديدة وحملت المصحف الشريف لأقرأ منه يوميا
أنظف بيتي وأطبخ وأدرِّس أولادي وأهتم بشؤون غيرها كثيرة كزيارة الأهل
أسارع الزمن لأتفرغ لدراستي ولو ساعتين باليوم
يقول الشوكانيُّ : أوصاني بعض العلماء فقال : لا تنقطع عن التأليف ولو أن تكتب في اليوم سطرين.
قال فأخذت بوصيته فوجدت ثمرتها .



أستمتع بحياتي كثيرة فهيا مليئة بالأشياء الرائعة .. بالحب والدفئ والعلم والدين
أجتب المخزي من الحياة ..كمشاهدة البرامج المضيعة للوقت والثرثرة بلا معنى فقط القيل والقال
أصبحت لي نقاط أرتكز عليها وألجأ لها عندما أشعر بنقص في طاقتي منها
1 – ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس

2 – حسن الظن بالله لا يخيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى :
( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،
وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .
رواه البخاري و مسلم .

3- نعمة المعرفة "
وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً " النساء 113

4- من أعظم النعم سرور القلب

5- أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة
نتحدث قليلا على النقطة الخامسة إنه الاتصال بالله عز وجل وصدق النية معه والوثوق بموعودهِ
تبارك الله رب العالمين
قال تعالى " ادْعُونِي اسْتَجِب لَكُم "غافر60
وقال " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " (البقرة: 186)





.فالحمد لله على كل شيء .

الآن وانا اعيش مع تحقيق هدفي والوصول لمبتغاي الدنيوي والآخرة
أوصل رسالتي لكل من قرأ موضوعي
لا تيأس ولا تدع الزمن يغدر بك
ففي تحقيق الهدف طعم لا مثيل له
لا تقدر نفسك بمال ولا جاه
فهذا كله يبقى هنا في الدنيا بل قدر نفسك بعلمك ودينك



الموضوع من تأليفي و المصادر كتاب لا تحزن