السَّـلامُ عليكُـنَّ و رحمـةُ اللهِ و بركاتُــه ،،





)(


|| مِـن آدابِ الإسْــلام ||

{ 12 } عِـيَـادةُ المَرِيض ~

~

حثَّنا دينُنا الحنيف على عِيادة ( زِيارة ) المريض ، فقال رسولُنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( عُودوا المريض ، وأطعِموا الجائعَ ، وفُكُّوا العاني )) رواه البُخارىّ ، العاني : الأسير ،، وجعل عِيادةَ المريض حقًا للمُسلم ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( حَقُّ المُسلم على المُسلم خمس )) وذكر منها : (( عِيادة المريض )) مُتَّفَقٌ عليه .. كما أنَّ المُسلمَ إذا عَلِمَ بمرضِ أخٍ له في الله ولم يزره حاسبه اللهُ تعالى يومَ القيامةِ على ذلك ، ففي الحديث القُدسىِّ : (( إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ يومَ القيامة : يا ابنَ آدمَ مرضتُ فلم تعُدني ، قال : يا رَبِّ كيف أعودُكَ وأنتَ رَبُّ العالمين ؟ قال : أمَا علمتَ أنَّ عبدي فُلانًا مَرِضَ فلم تعُده ، أمَا علمتَ أنَّكَ لو عُدتَه لوجدتني عنده ؟ )) الحديث . رواه مُسلم .



وهناك آدابٌ لا بُدَّ مِن مُراعاتِها عند زيارة المريض ، مِنها :


1- اختيارُ الوقت المُناسِب لزيارتِه .

2- التخفيفُ عنه ، وتذكيرُه بأجر الصبر على المرض ، والرِّضا بما قدَّره اللهُ عليه .

3- عدمُ سؤاله عن مرضِه ، ونوعِه ، وغير ذلك مِمَّا قد يُسبِّبُ له شيئًا مِن الضِّيق .

4- عدمُ نصيحته باستخدام دواءٍ مُعيَّن جرَّبه غيرُه وانتفع به ، فقد يتعلَّقُ به ويسعى للحصول عليه ، وهو لا يُناسِبُ حالتَه ، وقد يَزيدُ مرضَه .

5- عدمُ التقليل مِن شأن الطبيب الذي يُعالجُه ، حتى لا يفقدَ ثِقتَه به ، وبالتالي لن ينتفعَ بعِلاجه .

6- الدعاءُ للمريض بالشفاء اقتداءً بالنبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فعن سعد بن أبي وقَّاصٍ - رضى اللهُ عنه - قال : عادني رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فقال : (( اللهم اشفِ سعدًا ، اللهم اشفِ سعدًا ، اللهم اشفِ سعدًا )) مُتَّفَقٌ عليه ، وعن ابن عبَّاسٍ - رضى اللهُ عنهما - أنَّ النبىَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - دخل على أعرابىٍّ يعودُه ، وكان إذا دخل على مَن يعودُه قال : (( لا بأسَ ، طَهورٌ إن شاء الله )) رواه البُخارىّ .. أيضًا يُمكن الدعاء بقول : (( أسألُ اللهَ العظيمَ رَبَّ العرشِ العظيمِ أن يشفيَـك )) صحيحُ الجامِع .

7- بإمكانك أنْ ترقِىَ هذا المريضَ بما ثبت عن النبىِّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - في الأحاديثِ الصحيحة ؛ كقراءةِ المُعَوِّذاتِ عليه ، أو قول : (( بسم اللهِ أرقيك ، مِن كُلِّ شئٍ يُؤذيك ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أو عينِ حاسِدٍ ، اللهُ يشفيك ، بسم الله أرقيك )) رواه مُسلم ، وعن أنسٍ - رضى اللهُ عنه - أنَّه قال لثابِت رحمه الله : ألَا أرقيكَ برُقية رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : بلى ، قال : (( اللهم رَبَّ الناس ، أذهِب الباس ، اشفِ أنتَ الشافي ، لا شافىَ إلاَّ أنت ، شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا )) رواه البُخارىّ .

8- عدمُ إطالةِ الجلوس عند المريض ، فرُبَّما آذيتَه بذلك .


وبعضُ الناس يُؤذون المرضى بكلامِهم ؛ فيسألونهم عن المرض ، وسببه ، وعن الدواءِ الذي وصفه الطبيب ، وهل له تأثيرٌ واضِح ، وعن الجُرعة التي يأخذُها المريض ، واسم الطبيب الذي يُعالجه ، ورُبَّما قال إنَّ هذا الطبيب غيرُ ماهرٍ في مِهنته ، فشكَّكَ المريضَ فيه وفيما وصفه له مِن دواء ، فزاده ذلك ضعفًا ومرضًا . ورُبَّما ذكر عنده مرضى آخرين أُصيبوا بكذا وفعلوا كذا فمات بعضُهم ، فدَبَّ اليأسُ مِن الشفاء عند المريض ، وأحسَّ باقترابِ أجله ، ورُبَّما ترك التدواي بسبب هذا الكلام .
والبعضُ يُؤذي المريضَ بأفعاله ؛ فيُدخِّنُ عنده ، أو يذهبُ ببصره هُنا وهناك ، ويُطيلُ الجلوسَ عنده ، وقد يستحيى المريضُ منه ، ولا يستطيعُ طردَه .


فلينتبه المُسلم لهذا ، ولتكُن زيارتُه للمريض خفيفةً وسريعة ، تُسعِدُ المريضَ ولا تُؤذيه ، ولا تجعله يَملُّه ويستثقِل زيارتَه ، وليُخلِص النيَّةَ للهِ عزَّ وجلَّ عند زيارته حتى يُؤجَرَ على ذلك . قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( مَن عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله ، ناداه مُنادٍ : بأنْ طِبتَ وطابَ مَمشاك ، وتبوَّأتَ مِن الجنَّةِ مَنزلاً )) صحيحُ الترمذىّ للألبانىّ .



أسألُ اللهَ تعالى أن يشفىَ جميعَ مرضى المُسلمين ، وألآَّ يحرمنا فضلَه .




بقلم / الساعية إلى الجنة
1431 هـ