بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصـلاة والسـلام على سيدنا محمد ..
*.....*.....*.....*.....*



حياكنَّ الله أخواتي الحبيبات .. أسأل الله تعالى أن تكونوا جميعاً في خيـر حـال ..

أحياناً تشغلنـا الحيـاة وتلهينـا ، وتمر بنا أيام تذكرنـا بلحظـات ذقنا فيها معناً جديداً ومختلفاً للحيـاة ..

تلك اللحظـات التي تحلق فيها الروح في جو السمـاء حتى تعانق الكواكب..

تلك اللحظـات التي يشعر فيها المرء حقاً بمتعة الحيـاة ..

إنها السعـادة الحقيقة بل حقيقة السعـادة ..

أن تشعر دائمـاً بمعية الله ..

أن تشعر بقربه ولطفه وحنانه ووده لك على ما بك من الخطايا العظام ..

حينها فقط يجد القلب لذته .. ويشعر بحلاوة الإيمـان ..


أخواتي الحبيبات ،،


كيف حال قلوبكن مع الله ..؟؟

سؤال صديقتي المقربة فهي لا يعنيها أية حال ، إلا حالي مع الله ..

قال الله - تبارك وتعالى - :

" وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ "
[ الأنعـام : 32 ]

وصف الحق - سبحانه وتعالى - الحيـاة بأنها لعبـة ، كذلك وصفها بأنها لهـو ..

والشيطـان يحاول بشتى الطرق أن يصرفنـا عن الخيـر ويلهينا أكثر في هذه اللعبة ، فيزين الحقير ، ويجمل القبيح ، ويشغلنا بصغار الأمـور .. فهذه وظيفته

" يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا "

[ النساء : 120 ]

فـ الله أسأل أن يشغلنـا بالحق وبالخير ، وألا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنـا ..

ولما كانت الدار الأخـرة هي هدف العاملين والسائرين إلى الله - عز وجل -

" وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ "
[ الأنعـام : 32 ]

فـ حري بنا أخواتي أن نعلم ماهية اليوم الآخـر وما يدور فيه وما زادنا الذي يبلغنا الجنة بفضل الله ورحمته ..

فالحديث عن الدار الأخـرة يزهد في الدنيا ، ويهون الكروب والخطوب ..

كذلك يرقق القلوب فتخضع لله علام الغيوب ..

وكلما تعلمنا فاستعنا بالله وأخلصنا لوجهه وعملنا ازددنا قرباً من الله وقرباً من السعادة التي نبحث عنها ولا نجدها ، فالسعادة حبيباتي في القرب من الله والأنس به والإحساس بمعيته ..

من أجل ذلك قال أحد العارفين: " نَحْنُ في سعادة لو عرفها الملوك لجالدونا عليها بسيوفهم "

وكيف لا وقد قال ربي وأحق القول قول ربي :

" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "

[ النحل : 97 ]

فهذه السعادة تكون في الدنيا قبل الآخـرة أخواتـي ،،


عدت إليكم أخواتـي من جديد وأنا عازمة أن أمضي معكنَّ يداً بيد لمعرفة الطريق الموصلة إلى الله تعالى - بتوفيق الله وعونه - ، فربي الذي يقدر الخير ويمضيه وينفع به ..

عدت إليكم أبحث عن قلبٍ تاه وسط حطام الدنيـا فأنكرته ، فليس هذا القلب قلبي الذي حملته يومـاً وكان يشعـر في كل لحظة بدنو الأجـل وفوات العمـر والتقصير في حق الرب - تبارك وتعالى -


والآن صار متعلق بالدنيا وشهواتها وزينتها وزخارفها .. أسأل الله المغفرة وأن يردنا إليه رداً جميـلاً ..

فأنا بحاجة إلى صحبة صالحة تشد من عزمي وتذكرني بالله ..

بحاجة إلى قلب عرفته يومـاً ولكن أين هو الآن ..!!


وكما قال أهل الفضل أول الطريق الإكثار من ذكر الموت والدار الأخـرة

عدت لأكمـل معكم هذه الرحلة




(( قلبي يا حائر سوف تعود لله الواحد المعبود ))