قصة للأطفال من سن 8 إلى عشر سنوات

الهدهد والسّرُّ العجيب


في حديقةٍ كبيرةٍ تحيط بمنزل ٍكبير , كان هدهد ٌ مع زوجته الهدهدة يعيشان في شجرة ٍ عالية , ملتفةِ الأغصان , غزيرة ِ الأوراق , وارفةِ الظلال .
ولم يكن من الطيور سواهما في تلك الشجرة .
في كل وقت كان الأطفال يخرجون من المنزل الكبير ليلعبوا في حديقتهم المتسخة .
كانت ألعابهم المكسورة منثورة ً في كل مكان . صياحُهم لا يهدأ , وشجارُهم لا يتوقف , شتائمُهم تتعالى .
زهورٌ مبعثرة ٌ هنا ... وثمار ٌ مطروحة ٌ هناك . تناديهم أمهاتهم فلا يلبون .
الهدهدة ُحزينةٌ وهي تبكي قالت : غدا ً أبيض ُ بيضاتي الحبيبة فيأتي هؤلاء الأطفال المشاغبون فيأخذون بيضي ويكسرونه . كما يفعلون في كل عام .
تبسّم الهدهد : يا حبيبتي ! لن ينالوا من بيضك بعد اليوم . سنذهب إلى دوحةٍ أخرى.
ذهبا إلى شجرةٍ بعيدة . بنى لها الهدهدُ عُشا ً . فَقَسَت ِ البيوض , وكَبُرَت ِ الفراخ .
قال الهدهد : أحنُّ إلى شجرتي القديمة , هيا نزورها .
وهناك كانت المفاجأة : الشجر ُ كلُه يعج ّ ُ بالطيور من كل جنس , زقزقةُ العصافير تصمُّ الآذان , والحديقةُ نظيفةٌ , شديدةُ الخضرة , كثيرة ُ الزّهَر , كبيرةُ الثمَر .
الهدهد مندهشا ً : أنا لا أصدق ! كيف حدث َهذا ؟
قالت الهدهدة : السبب غياب الأطفال , فأنا لا أراهم , لعلهم سافروا !
رد الهدهد : أبدا ً .. ألعابهم هنا , إنها مرتبةٌ , وغير مكسورة .
كيف تغيرت ِالحديقة والأطفال المزعجون ما زالوا هنا ؟
يجب أن أعرفَ السر ! يجب ! يجب !
طار الهدهد . . . . وصل المسجدَ .. وإذا به يرى الأطفالَ يخرجون من المسجد , يرتدون ثيابا ً بيضاء َ نظيفة , يحمل ُ كلُّ واحد ٍ سجّادة ً صغيرة ً ومصحفا .
خرجوا بهدوء وسكينة , يودعون شيخهم بابتسامة .
وهم ينشدون :
أنا الداعي بإيماني ـــــــــــــــــــــــــــــــــ أنا الإسلام رباني
سأُعْلي رايتي دوما ً ـــــــــــــــــــــــــــــــ وأُحْيي نهج َ قرآني

هتف الهدهد ُ فرحا ً : الآن عرفت ُ السر .
كتبته : بُدور