اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..


عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:


((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان،أن يكون الله ورسوله أحب إليه ممن سواهما،وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله،وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار))



وعليه فإن على كل مسلم يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
أن يعرف إن حب الله ورسوله من أساس العقيدة الصحيحة وأن القلب والإيمان لايصبح خالصاً إلا بهذا الحب .


إذن كيف نأتي بهذا الحب؟


إجابة ذلك السؤال تتضح وتتجلى لنا عندما نعترف ونتيقن من أنه سبحانه وتعالى خلقنا من لاشيء وصورنا فى أحسن صورة فالحياة وما يليها من رغد العيش بفضله سبحانه وتعالى وأتقن ربنا جل وعلا كل شيء صنعه والنعم من حولنا لا تعد ولا تحصى توضح وتبين لنا مدى قدرة الله سبحانه وتعالى.


وكيف نصل إلى محبة الله عزوجل؟؟


قال تعالى: على لسان نبيه الكريم .. -:

(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّوْنَ اللهَ فَاتَّبِعُوْنِيْ يُحْبِبْكُمُ اللهُ…(آل عمران)


إذن فإن طاعة الله ورسوله هى الطريق الذى يصل بنا إلى هذا الحب.. ،
وعندما نحب نبينا فإننا ننال بإذن الله تعالى محبة رب العالمين،..
وهى درجة يتمنى كل مسلم أن ينالها.



وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:


: { إن الله تعالى قال : من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل

حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر فيه، ويده التي يبطش بها ،

ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه } .
رواه البخاري .


ومن فوائد الحديث كما ذكر أهل العلم:


إثبات المحبة لله عز وجل...


والمحبة صفة قائمة بذات الله عز وجل ومن ثمراتها الإحسان إلى المحبوب وثوابه وقربه من الله عز وجل .


وأيضاً:


أن في محبة الله عز وجل تسديد العبد في سمعه وبصره ويده ورجله مؤيدا من الله عز وجل..






ولكن ماذا لو لم نحب الله سبحانه وتعالى!!!


سوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبوه...


قال تعالى:


{يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة]






ولكل شيء مظاهر ولكى نظهر حب الله يجب أن نحب كتاب الله (القرآن الكريم)
وألا نهجره طوال العام بل علينا أن نجعل لنا منه ِنصيب وورد يومى
وأبسط شيء هو أن نبدأ يومنا بقراءة بعض من آيات القرآن الكريم.



وأيضاً من مظاهر حب الله حب الأنبياء جميعاً وحب الصحابة وحب أمهات المسلمين وحب التابعين بإحسان وحب المسلم أخاه فى الله..


وأن نحب كل شيء لوجه الله و نحب كل ما يحبه الله ورسوله
و نكره ما يكرهه الله ورسوله.



وإذا غاب حب الله ورسوله عن قلب المسلم ...
للأسف
يفيض هذا القلب بحب الدنيا أو المال أوالشهوات أوالمعصية.





وحبه صلى الله عليه وسلم فرع من فرع شجرة عظيمة هى شجرة حبنا لخالقنا ومولانا سبحانه وتعالى.



بأبى أنت وأمى يا حبيبى ياسيدى يا محمد يا رسول الله..







وقد جاء في القرآن الكريم معنى لحب الله ورسوله..



قوله تعالى:
{ قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره }
(التوبة:24) .


ونجد هنا حسب قول المفسرون:
دلت الآية على أن محبة الله ورسوله، يتعين تقديمهما على محبة كل شيء، وجعل جميع الأشياء تابعة لها؛ فإذا وقع تعارض بين أمر ديني، وأمر دنيوي، وجب على المسلم ترجيح أمر الدين على أمر الدنيا؛
لأن الدين هو الأساس، والدنيا تبع له؛ ولأن الدين هو الغاية، والدنيا وسيلة إليه ولأنه لا تستقيم حياة المسلم ودينه وعبادته إلا بهذا التقديم.


وبنفس المعنى نجد هذا الحديث الشريف:


‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قالفو الذي نفسي بيده ‏ ‏لا يؤمن ‏ ‏أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده


وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان مع جمع من أصحابه رضي الله عنهم، بينهم عمر رضي الله عنه؛ فقال له عمر : يا رسول الله ! لأنت أحب إلي من كل شيء، إلا من نفسي؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك )، فقال له عمر : فإنه الآن - والله - لأنت أحب إلي من نفسي؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الآن يا عمر )، رواه البخاري







ويكفينا فخراً يوم العرض العظيم وكل الأنبياء وكل فرد يقول نفسى نفسى إلا حبيبنا وشفيعنا رسول الله صاحب القلب الرحيم يقول يارب أمتى..



قال عليه الصلاة والسلام : إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض – ثم ذكر مجيئهم إلى الأنبياء – فقال :


فيأتونني فأقول أنا لها ، فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا ،
فيقال :
يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع
فأقول :
يا رب أمتي أمتي ...
الحديث . رواه البخاري ومسلم .


وقال تعالى:


( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )


وقال صلى الله عليه وسلم:


اللهم أمتي أمتي وبكى ، فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسله ما يبكيك ، فأتاه جبريل صلى الله عليه وسلم ، فسأله ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم ، فقال الله : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك . رواه مسلم .0


وروى الإمام مالك في موطئه وغيره أن المصطفى صلى الله عليه وسلم دخل قبيل وفاته إلى البقيع فسلم على أهل البقيع ثم قال: وددت لو أني رأيت إخواننا، قال له أحد أصحابه ألسنا إخوانك يا رسول الله؟
قال: بل أنتم أصحابي وإخواني الذين لم يلحقوا بعد وسأكون فرطاً لهم على الحوض، قال قائل منهم أو تعرفهم يا رسول الله؟ كيف تستقبل من لم تر؟
قال: أرأيتم لو أن رجلاً له خيول غرٌّ محجلة وسط خيول دهمٍ بهمٍ، أي سوداء، أفكان يعرفها؟ قالوا نعم
قال: فأنا أعرفهم غراً محجلين من آثار الوضوء،..




أسأل الله أن يجعلنا جميعاً ممن يشتاق إليهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم..





وقال النبى الكريم عن نفسه..صلى الله عليه وسلم:


إنما أنا رحمة مهداة..


عن أبي صالح قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يناديهم: "يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة " رواه الحاكم وصححه .


إن الهدية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،


اهدانا بها ربنا رب العزة والملكوت سبحانه وتعالى ،


نحن معشر المسلمين والناس أجمعين..


فماذا قدمنا من مظاهر لحب نبينا وشفيعنا صلى الله عليه وسلم؟؟؟


هل أتبعنا سنته على الوجه الذى يرضيه عنا؟؟


هل أتبعنا المنهج التي تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه،



أسئلة يجب علينا إجابتها بكل صدق..
لنعرف قدر حب الله ورسوله فى قلوبنا..وليكتمل إيماننا وتصدق قلوبنا مع الله..









اللهم إنا نلتجأ إليك، التجاء العبد الضارع الذليل، اللائذ ببابك الجليل، أن تملأ أفئدة عبادك المسلمين بالحب لك،وحب نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم و اجمعنا معه عليه أتم الصلاة وأتم التسليم في أعلى مراتب الجنة..


اللهم اجمع شمل المسلمين وانصر الاسلام وأعز المسلمين فى كل مكان


وارفع بفضلك رايه الحق و الدين بقوتك يا ارحم الراحمين.