رضي الرسول عنك يا زبير فاشكر واحمد
فالله يرضيه رضا حبيبه محمد
ورضى الرسول هو المنى فهو الشفيع المنتظر
رضي الرسول عنك يا زبير فاشكر واحمد






الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، أبو عبد الله
الصحابي الجليل الزبير بن العوام حواري الرسول قال عنه النبي :
{ إن لكل نبي حواريًا وحواري الزبير} متفق عليه.
يلتقي في نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم
فأمه صفية بنت عبد المطلب عمة الرسول وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة،

وهو أحد الستة أهل الشورى الذين اختارهم عمر؛ ليكون منهم الخليفة بعد موته.




خير نسب وأشرف عائلة
أمه هي صفية بنت عبد المطلب ، عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
خاله هو حمزة بن عبد المطلب ، عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ابن خاله هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب
عمته هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد
ابنه هو عبد الله بن الزبير رضوان الله عنهما، أول مولود للمسلمين في المدينة المنورة، خليفة رسول الله.
زوجته هي أسماء بنت أبي بكر رضوان الله عليها، ذات النطاقين
أخت زوجته هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضوان الله عليها.
ما أعظمه وأشرفه من نسب رضوان الله عليه





نشأة الزبير
ربته أمه السيدة صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجلد وقوة التحمل والبأس والرجولة ,

وكانت تسعى ليكون قائدا لا مثيل له .
فكَانَتْ تَضْرِبُهُ ضَرْباً شَدِيْداً، وَهُوَ يَتِيْمٌ ,فَقِيْلَ لَهَا: قَتَلْتِهِ، أَهْلَكْتِهِ.
قَالَتْ: إِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَي يَدِبّ * وَيَجُرَّ الجَيْشَ ذَا الجَلَبْ .






إسلامه

أسلم وعمره ست عشرة سنة
وروى الليث عن أبي الأسود عن عروة قال أسلم الزبير ابن ثمان سنين .
أسلم الزبير مبكرًا،
فكان واحدًا من السبعة الأوائل الذين سارعوا إلى الإسلام، وشهد الهجرتين .
وأسلم الزبير على يد أبو بكر الصديق رضي الله عنهما
قال النبي صلى الله عليه وسلم : { إن لكل نبي حوارياً و إن حواري الزبير } .صححه الألباني




كان عم الزبير يعلقه في حصبر وبدخن عليه بالنار وهو يقول :
إرجع إلى للكفر فيقول الزبير لا أكفر أبدا...

وعن عروة عن ابيه قال أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة
ولم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها ...
وَعَنْ عُمَرَ بنِ مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَاتَلَ الزُّبَيْرُ مَعَ نَبِيِّ اللهِ وَلَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ.




أول سيف يشهر في الإسلام


سمع الزبير رضي الله عنه أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ أُخِذَ بِأَعْلَى مَكَّةَ،

فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ غُلاَمٌ ابْنُ اثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَةً بِيَدِهِ السَّيْفُ،

فَمَنْ رَآهُ عَجِبَ،

وَقَالَ: الغُلاَمُ مَعَهُ السَّيْفُ، حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: { مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ؟ }.

فَأَخْبَرَهُ، وَقَالَ: أَتَيْتُ أَضْرِبُ بِسَيْفِي مَنْ أَخَذَكَ.



مدحه حسان بن ثابت رضي الله عنه قائلا

فكم كربة ذب الزبير بسيفه عن المصطفى والله يعطي ويجزل
فما مثله فيهم ولا كان قبله وليس يكون الدهر مادام يذبل
ثناؤك خير من فعال معاشر وفعلك يا ابن الهاشمية أفضل




روايته للحديث

لم يروي الزبير إلا أربع أحاديث فقط , رغم مرافقته للنبي طويلا من صغره ,
وذلك يرجع إلى ورعه وشدة حرصه وخوفه .

عنَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
قُلْتُ لأَبِي: مَا لَكَ لاَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ؟
قَالَ: مَا فَارَقْتُهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً:
سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ).




مناقبه

أَوْصَى إِلَى الزُّبَيْرِ سَبْعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، مِنْهُم: عُثْمَانُ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ،

فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى الوَرَثَةِ مِنْ مَالِهِ، وَيَحْفَظُ أَمْوَالَهُمْ
وقد كَانَ لِلزُّبَيْرِ بنِ العَوَّام أَلفُ مَمْلُوْكٍ يُؤَدُّوْنَ إِلَيْهِ الخَرَاجَ،
فَلاَ يُدْخِلُ بَيْتَهُ مِنْ خَرَاجِهِمْ شَيْئاً. بَلْ يَتَصَدَّقُ بِهَا كُلِّهَا.
قَالَ جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ: بَاعَ الزُّبَيْرُ دَاراً لَهُ بِسِتِّ مَائَةِ أَلفٍ،
فَقِيْلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! غُبِنْتَ. قَالَ: كَلاَّ، هِيَ فِي سَبِيْلِ اللهِ




غزواته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

قَالَ الزُّبَيْرُ: مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا المُسْلِمُوْنَ، إِلاَّ أَنْ أُقْبِلَ، فَأَلْقَى نَاساً يَعْقِبُوْنَ.

وَعَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ:
هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ نَجْدَةُ الصَّحَابَةِ : حَمْزَةُ، وَعَلِيٌّ، وَالزُّبَيْرُ.


و قد روى مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ أن َفِي صَدْرِهِ أَمْثَالُ العُيُوْنِ مِنَ الطَّعْنِ وَالرَّمْي.
عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ فِي الزُّبَيْرِ ثَلاَثُ ضَرَبَاتٍ بِالسَّيْفِ
إِحْدَاهُنَّ فِي عَاتِقِهِ، إِنْ كُنْتُ لأُدْخِلُ أَصَابِعِي فِيْهَا،
ضُرِب ثِنْتَيْنِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَوَاحِدَةً يَوْمَ اليَرْمُوْكِ.



غزوة بدر


لم يتخلف عن رسول الله في أي غزوة غزاها ,
وشهد بدرا وكلنا نعلم جزاء من شهد بدرا من الصحابة ,
فاجتمع للزبير كثير فضل وخير ومثوبة
إن الله تبارك وتعالى نظر إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فإني قد غفرت لكم
ومع ذلك فلم يتكاسلوا ,ولم يتهاونوا ,ولم يتخاذلوا عن نصرة الإسلام ورسوله .
كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَارِسَانِ:

الزُّبَيْرُ عَلَى فَرَسٍ، عَلَى المَيْمَنَةِ،

وَالمِقْدَادُ بنُ الأَسْوَدِ عَلَى فَرَسٍ، عَلَى المَيْسَرَةِ.


وَقَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
كَانَتْ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ عمَامَةٌ صَفْرَاءُ، فَنَزَلَ جِبْرِيْلُ عَلَى سِيْمَاءِ الزُّبَيْرِ.


وفيه يقول عامر بن صالح بن عبد الله بن الزبير
جدي ابن عمة أحمد ووزيره * عند البلاء وفارس الشقراء
وغداة بدر كان أول فارس * شهد الوغى في اللامة الصفراء
نزلت بسيماه الملائك نصرة * بالحوض يوم تألب الاعداء





يوم أحد
قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي! كَانَ أَبُوَاكَ -يَعْنِي: الزُّبَيْرَ، وَأَبَا بَكْرٍ -

مِن: {الَّذِيْنَ اسْتَجَابُوا لِلِّهِ وَالرَّسُوْلِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ } آل عمران 172

لَمَّا انْصَرَفَ المُشْرِكُوْنَ مِنْ أُحُدٍ، وَأَصَابَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابَهُ مَا أَصَابَهُمْ، خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا، فَقَالَ:

{ مَنْ يُنْتَدَبُ لِهَؤُلاَءِ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى يَعْلَمُوا أَنَّ بِنَا قُوَّةً؟ }.
فَانْتُدِبَ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ فِي سَبْعِيْنَ، فَخَرَجُوا فِي آثَارِ المُشْرِكِيْنَ، فَسَمِعُوا بِهِم، فَانْصَرَفُوا.
قَالَ تَعَالَى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوْءٌ} آل عمران 174
لَمْ يَلْقَوا عَدُوّاً.




يوم الخندق
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الخَنْدَقِ: {مَنْ يَأْتِيْنَا بِخَبَرِ بَنِي قُرَيْظَةَ؟}.
فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ عَلَى فَرَسٍ، فَجَاءَ بِخَبَرِهِمْ.
ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ.
فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ.
ثُمَّ الثَّالِثَةَ.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: { لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ }.
و روى أَنَّ الزبَيْرَ خَرَجَ غَازِياً نَحْوَ مِصْرَ،
فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَمِيْرُ مِصْرَ: إِنَّ الأَرْضَ قَدْ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُوْنُ، فَلاَ تَدْخُلْهَا.
فَقَالَ: إِنَّمَا خَرَجْتُ لِلطَّعْنِ وَالطَّاعُوْنِ، فَدَخَلَهَا فَلَقِيَ طَعْنَةً فِي جَبْهَتِهِ




الزبير والفتنة

لا يجوز لأي مسلم أن يخوض في سيرة أطهر صحب على وجه الأرض ,
فهم جميعا أطهار صالحون مؤمنون , مقدمون على غيرهم من البشر لعظم عملهم وصنيعهم .
ولا يجوز لأحد أن يطعن في إيمانهم ,فهم أفضل هذه الأمة التي هي خير الأمم
فشرَّفهم بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ,وخصَّهم في الحياة الدنيوية بالنظر إليه وسماع حديثه
وقد بلَّغوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,ما بعثه الله به من النور والهدى على أكمل الوجوه وأتمها فكان لهم الأجر العظيم لصحبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والجهاد معه في سبيل الله وأعمالهم الجليلة في نشر الإسلام
ولهم مثل أجور من بعدهم ومن دعا إلى الهدى كان له من الأجر
مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا

نتناول في هذه الفقرة الفتنة التي حدثت في زمن الصحابة بعد موت رسول الله ,
ولا نستنصر لأحد دون الآخر , فهم كلهم سواء رضوان الله عليهم اجمعين
فالصحابة كلهم عدول





موقعة الجمل

هي المعركة التي جرت بين جيش الإمام علي رضي الله عنه وجيش الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم

سبب الخروج إلى العراق
كانت { موقعة الجمل } عام 36 هجري طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق الآخر
بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه غدرا وتولي علي الخلافة
ارتئ الزبير وطلحة وعائشة بالذهاب الى العراق "البصرة "
لملاحقة قتلة عثمان
التقوا مع علي وجيشه في البصرة وساد التفاهم بينهم وباتوا في البصرة ,
ولكن أهل الفتنة قتلة عثمان هجموا على معسكر علي
ثم هجموا على معسكر الزبير وطلحة وعائشة
وظن كلاهما أن السبب منه وبتدأت المعركة وظل الإمام علي وأم المؤمنين عائشة يطلبان منهما التوقف عن القتال
ولكن للأسف أشعل النيران في صفوف الفريقين أهل الفتنة
قتلة عثمان بن عفان الذين أرادو إشعال الحرب
بين الطرفين ونجحوا في ذلك ,
لأن الصلح بين الطرفين ليس في صالحهم.
عَنْ مُطَرِّفٍ، قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: مَا جَاءَ بِكُمْ، ضَيَّعْتُمُ الخَلِيْفَةَ حَتَّى قُتِلَ،
ثُمَّ جِئْتُمْ تَطْلُبُوْنَ بِدَمِهِ؟
قَالَ: إِنَّا قَرَأْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ:
{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيْبَنَّ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}
لَمْ نَكُنْ نَحْسِبُ أَنَّا أَهْلُهَا حَتَّى وَقَعَتْ مِنَّا حَيْثُ وَقَعَتْ.




عَنْ أَبِي جَرْوٍ المَازِنِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيّاً وَالزُّبَيْرَ حِيْنَ تَوَاقَفَا، فَقَالَ عَلِيٌّ:
يَا زُبَيْرُ! أَنْشُدُكَ اللهَ، أَسَمِعْتَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
يَقُوْلُ: { إِنَّكَ تُقَاتِلُنِي وَأَنْتَ لِي ظَالِمٌ }
قَالَ: نَعَمْ، وَلَمْ أَذْكُرْهُ إِلاَّ فِي مَوْقِفِي هَذَا، ثُمَّ انْصَرَفَ.
فانْصَرَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الجَمَلِ عَنْ عَلِيٍّ، فَلَقِيَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ،
فَقَالَ: جُبْناً جُبْناً! قَالَ: قَدْ عَلِمَ النَّاسُ أَنِّي لَسْتُ بِجَبَانٍ،
وَلَكِنْ ذَكَّرَنِي عَلِيٌّ شَيْئاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَلَفْتُ أَنْ لاَ أُقَاتِلَهُ.
انظروا أحبتي في الله إلى خلق الصحابة الكرام ,
وتسليمهم التام لكلام نبيهم حتى بعد مماته
بمجرد أن ذكر علي رضي الله عنه الزبير بقول رسول الله أنهى الأمر والخلاف


قَالَ عَلِيٌّ: حَارَبَنِي خَمْسَةٌ:
أَطْوَعُ النَّاسِ فِي النَّاسِ عَائِشَةُ، وَأَشْجَعُ النَّاسِ الزُّبَيْرُ،
وَأَمْكَرُ النَّاسِ طَلْحَةُ، لَمْ يُدْرِكْهُ مَكْرٌ قَطُّ،
وَأَعْطَى النَّاسِ يَعْلَى بنُ مُنْيَةَ،
وَأَعَبَدُ النَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ، كَانَ مَحْمُوداً حَتَّى اسْتَزَلَّهُ أَبُوْهُ.





وكان من نتائجها

استشهد طلحة ولم يقاتل،
ثم غدر بالزبير وهو مغادر ساحة المعركة مستاءً مما حدث دون أن يقاتل،
على يد ابن جرموز وأعوانه عند منصرفه من أرض المعركة يوم الجمل.
وكان قتله يوم الجمل في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين،

وقبره بوادي السباع ناحية البصرة.
فهنيئاً له بشارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة، وهنيئاً لأمةٍ كان فيها الزبير وأمثاله




موقف علي بن أبي طالب من قتل الزبير

لمّا كان الزبير بوادي السباع نزل يصلي فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله فَوَقَعَ، وَدُفِنَ بِوَادِي السِّبَاعِ
وَجَلَسَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَبْكِي عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ.
عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوْزٍ عَلَى عَلِيٍّ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ:
بَشَّرْ قَاتِلَ ابْنَ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ، سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: { لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ }.
جِيْءَ بِرَأَسِ الزُّبَيْرِ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ عَلِيٌّ:
تَبَوَّأْ يَا أَعْرَابِيُّ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ، حَدَّثَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ فِي النَّارِ.



وصيته

عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ:لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الجَمَلِ، دَعَانِي. فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ:
يَا بُنَيَّ! إِنَّهُ لاَ يُقْتَلُ اليَوْمَ إِلاَّ ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُوْمٌ، وَإِنِّي لاَ أُرَانِي إِلاَّ سَأُقْتَلُ اليَوْمَ مَظْلُوْماً،
وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي، أَفَتَرَى دَيْنَنَا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئاً؟
يَا بُنَيَّ! بِعْ مَا لَنَا، فَاقْضِ دَيْنِي، فَأُوْصِي بِالثُّلُثِ، وَثُلُثِ الثُّلُثِ إِلَى عَبْدِ اللهِ، فَإِنْ فَضَلَ مِنْ مَالِنَا بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ، فَثُلُثٌ لِوَلَدِكَ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَجَعَلَ يُوصِيْنِي بِدَيْنِهِ،
وَيَقُوْلُ: يَا بُنَيَّ! إِنْ عَجِزْتَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَاسْتَعِنْ بِمَوْلاَيَ.
قَالَ: فَوَاللهِ مَا دَرَيْتُ مَا عَنَى حَتَّى قُلْتُ: يَا أَبَةِ، مَنْ مَوْلاَكَ؟
قَالَ: اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-.
قَالَ: فَوَاللهِ مَا وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ، إِلاَّ قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ، فَيَقْضِيَهُ.





وهكذا رحل الزبير بن العوام وليس عليه دين لأحد
خرج من الدنيا برضى من الله ورسوله , وتقوى وورع في قلبه
وحفظ نفسه من الفتن وسمع لقول رسول الله وانصرف عن القتال
ولكن لعن الله من أيقظ الفتن بين المسلمين من الأولين والآخرين
وحفظنا الله وإياكم منها دنيا وآخرة
ورضي الله عن خير صحب نبي