جئت اليوم الى نافذتكم الغراء
لاطرق تلك الابواب الموصدة
لكى أتسلل الى تلك العيون التى تسكب مطراساخنا
تحمل كل قطرة من قطراته قصصا مستترة
يؤسفنى انى ساغوص واياكم
لعوالم الحزن السرى
وفتح الدفاتر المغلقة
وترجمة الدموع الصامتة
كانت "تاء التأنيث الاولى" تعيش حياة هانئة
خرج شريك حياتها من البيت قائدا لسيارته
مسابقا للريح
يقفز بها من مطب الى اخر
فجأة اصدمته شاحنة كبيرة
فاصيب على الفور وعام بدمائه
طار الخبر كالصاروخ اليها تقول لها تلك الانباء
ان زوجها قد يكون رحل او فارق الحياة
لكن رحمة الله تتدخل ويعود الى بيته
بعد رحلة علاج طويلة ومريرة
بكرسى متحرك
تصرخ تلك الانثى من اعماق قلبها
انها افضل بكثير من غيرها!
جاء يوم ومرت ليلة وتيقنت تلك الزوجة
ان الشلل لم يصب زوجها فقط بل اصاب حياتهم بمقتل
لم يعد كما كان سابق
صار صامتا غريبا حتى كأن لم يجمعهم سقف واحد
كانت لهما طفلة تملأ الحياة بهجة وسرورا
أماالان لسان حال ابيها"ليتها لم تأت"
لانها ستبقى وحيدة بلا أخ أو اخت!!!!!!!
وتحاول تلك التاء ان تسكت شريط الذكريات الدافئة
وتتحول الى انثى ساكنة لونها
كلون الخريف المتساقطة اوراقه
اما "التاء الاخرى" انفجرت بها انبوبة غاز
فاصبح جسدها خارطة مشوهة وتحولت الى حرف ساكن
الا من ام تراعى اولادها وفقط
قد يدعمها زوجها نفسيا وعاطفيا
ولكن الى متى؟؟؟؟؟؟
انه فى النهاية رجل..........وانها حياة
وقد وهو المرجح
أن يتزوج باخرى تنجب له الاولاد
وتكون زوجة بمعنى الكلمة
فى كل الاحوال المرأة هى الضحية
فاصابة الزوج
تحتم على تلك الزوجة ان تتحمل طقوسه النفسية
بل وتغير مزاجه من سئ الى اسوء
حتى ان المجتمع سيطالبها ألا تتأفف
والا ستكون"ظالمة"
امل لو كانت هى المصابة
فسيصبح الزوج بكل تأكيد
مسكينا يعانى الامرين ولا يعيش حياته
وستظل كلما تسرب شعاع القمر المكتمل نوره
الى غرفة نومها كى يضئ سريرها
تقفز كما أن لو عقربا لسعها
وستغلق نوافذها باحكام
وتسدل تلك الستائر الداكنة
على أحلام وذكريات قد دفنت
فى اذن من باتت الحياة فى عيونهم لوحة سوداء
اهمس قائلة
أن الحياة الزوجية مودة وسكن ورحمة
وصورة متكاملة شاملة ولا تقتصر على ذلك الجانب او ذاك
فالكل مجمع على الا يكون الحل
فى هدم اسرة وتشريد اطفال
اما اولئك اصحاب وصاحبات الجروح الغائرة
فلهم جنة عرضها السموات والارض
ان صبروا واتقوا
ولا تنسوا قوله تعالى" {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر 10].
.
كتبت بواسطة wbaby
الروابط المفضلة