ابن لادن و العجرفة الأمريكية
عبد الرحمن عبد الله
March 24, 2001
أسامة بن لادن <IMG SRC="http://www.alsahal.com/images/news/binladden.jpg" border=0>
تتفاعل كل يوم قضية بن لادن الرجل البسيط الذي يؤمن بكل جوارحه بأحقية أن يعيش المسلمون أعزاء بعيدين عن التسلط الذي تفرضه الأنظمة العربية والإسلامية والغربية على هيكل الإسلام الأساسي والمؤمنين به وتصور أمريكا والغرب كافة بن لادن على أنه القطب الآخر المنافس للولايات المتحدة بعد زوال الاتحاد السوفييتي وانه لم يعد لاميركا عدو على وجه هذه البسيطة سواه.
ان البعد الأمريكي الذي يحاول بمقدراته ان يري العالم قضية بن لادن من وجهة النظر الأمريكية"ينسى او يتناسى أن العالم يعرف بن لادن اكثر مما سبق"فهو رجل زاهد رغم امتلاكه لبضعة مليارات من الدولارات"رجل صادق رغم كذب أمريكا الواضح على العالم "رجل كريم الأخلاق رغم انغماس أمريكا والغرب الواضح في وحل الفضائح هنا وهناك"ولكننا اعتدنا من الولايات المتحدة ومن اجهزتها المختلفة السياسية والاستخبارية الاستهزاء بعقولنا والاستخفاف بتفكيرنا فهم يصورنه على أنه معجزة حقيقية ستدمر اميركا··؟ وانه لا محالة سوف ينتقم منها بقصفها بالسلاح النووي··؟ خاصة بعدما اعلنت بعض الاجهزة الاميركية عن معلومات لديها تفيد بأن بن لادن يمتلك سلاحاً نوويا وانه قد حصل على تكنولوجيا عالية لصنع هذا السلاح··؟
وكما قال الشاهد في قضية تنظيم القاعدة فإن بن لادن يمتلك بضع طائرات ومليارات الدولارات والعديد من المنشآت داخل السودان وباكستان وافغانستان وبعض الجمهوريات السوفيتية المستقلة وبمعنى آخر فان الرجل في حد ذاته دولة عظمى ينافس اميركا في السيطرة على العالم··؟
والحقيقة ان هذا التهويل والتضخيم والمبالغة في وصف الرجل له مبرراته عند القيادة الاميركية فقد اشارت التقارير العديدة الى ان جهاز المخابرات الاميركية بدأ منذ نهاية الصراع الافغاني- السوفييتي في اعداد خططه للتخلص من بعض الرموز الاسلامية التي ظهرت في تلك الفترة"وهو انقلاب له فلسفته الخاصة داخل الدوائر الامنية الاميركية لأن بروز اشخاص يحملون في داخلهم حقيقة الجهاد الإسلامي ويتحمسون له بكل قوة لم تكن المؤسسة الامنية تحسب له حسابا حتى استفحـل ونما حسب تعبير تلك المؤسسات فبدأت منذ نهاية الثمانينيات باعداد الخطط وتنفيذها للتخلص من اي قوة اسلامية تشكل حسب اعتقادهم خطرا عليهم "واخذت اعين الــ سي اي إيه بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي ·تركز على افغانستان فبدأ مسلسل اغتيال الرموز الاسلامية واللعب بموازين القوى على الساحة الافغانية وهو مسلسل شهير يعرفه كل المهتمين بتلك الشؤون حتى وصل الامر الى بن لادن فجعلوا منه خطراً حقيقيا واتهموه بأمور عديدة لا احد منا يعلم كيف استطاع تنفيذها ولكننا جميعا نعلم ان بن لادن هو شغل اميركا الشاغل هذه الايام.
وقد اعتادت واشنطن ان توجد لنفسها عدواً دائما تظهر في حربه براعتها العسكرية والامنية وتملأ الدنيا صياحا لاعتقاله"والكل يعلم أن قوة هذا الرجل المستمدة من ايمانه العميق بالله ثم بأن المسلمون يضطهدون ويستعبدون وتستباح خيرات بلادهم بل وتحتل كما هو الحال في فلسطين لصالح أمريكا والغرب واذنابهم هي التي تمده بعد الله بصموده أمام العجرفة الأمريكية والطغيان الغربي وليس طالبان "فكلنا يعلم أن طالبان وان اظهرت تعاطفها معه وحمايتها له إلا أنها حكومة ضعيفة وغير قادرة على توفير درجات الحماية التي من شأنها تؤمن سلامة بن لادن وأن أمريكا رغم ما تشيعه من عدم مقدرتها على اغتيال او اختطاف بن لادن تحاول بذلك إقناع العالم بأن أجهزتها العسكرية والأمنية ستصل إليه في الوقت المناسب ولكن يجب ان يكون على هيئة فلم مما تعودت أمريكا صناعته في هوليوود...ولكن أمريكا أيضاً تحسب من جهة أخرى لآمر آخر وهو أنها اذا استطاعت النيل من بن لادن سواء باغتياله او اختطافه بأي طريقة فمن هو الشخص الذي ستطارده بعده خاصة وانه لم يظهر اي اسم عر بي او اسلامي حتى الآن يمكن ان يكون بديلا قويا لاسم بن لادن والذي اصبح مشهوراً عند الجميع!!؟ ومهما يكن من امر فإن حقيقة واحدة تبقى واضحة في كل هذه القضية وهي ان الولايات المتحدة الاميركية اصبحت تلصق تهمة التعاون مع بن لادن لاي ناشط اسلامي تريد التخلص منه وزجه في غياهب السجون·
كتبها : عبد الرحمن عبد الله
------------------
مع تحياتي
اختكم بنت الرافدين
لسانك لاتذكر به عورة امرئ***فكلك عورات وللناس السن
الروابط المفضلة