اسندت رأسها اللذي كساه الشيب على زجاج النافذة
وهي تحدق بنظراتها البائسة إلى فناء الحديقة ،،،،،
ابتسمت ابتسامتها الباهتة ،، وانحدرت دمعتان من عينيها
ولسان حالها يقول ،،، اهكذا تجازيني يابني ،،،،،
أطلقت آآآه من الف آآه و آآه تردد صداها في ارجاء الغرفة
وعادت بذاكرتها الى ايام مضت ،،،،،
عندما كان صغيراً بين ذراعيها
كبر ،، وكبرت احلامها معه ،،،،،
كم كانت تنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر
عندما يصبح رجلاً يشار اليه بالبنان ،،،،،
نعم , فقد كبر وصار ذاك الرجل
تزوج وصار له ابناء ،،،،،
كانت هي تلك الجميلة اللتي ترملت في عز شبابها
واغلقت كل الأبواب بوجه كل طالب لها
فكرست حياتها لتربيته وتعليمه ،،،،،
ذاك هو بديل ،، نعم اسمه بديل
اسمته بديل ليكون بديلاً لوالده
فبدل رعايتها وحبها وتضحيتها بعقوقه
حيث صارت نزيلة في احدى دور المسنين ،،،،،
وحيدة تلتحف وشاح الحزن والأسى
تواسيها بضع انات ودمعات على مامضى ،،،،،،
وفي كل مرة كان يزورها بديل ، كانت تقابله بتلك الإبتسامة
ابتسامة تخفي خلفها جرح عميق لايندمل ،،،،،
بعد يومين من اخر زيارة له لوالدته جاءه خبر وفاتها
اخبره الطبيب انها كانت تردد اسمه كثيراً قبل ان تموت
بكى بديل ،، وبكى ،، وانتحب ندماً
ولكن هل ينفعه بكاءه الأن بعد ان رحلت ،،،،،،
بديل نسي او تناسى انه كما تدين تدان
وانه قد يأتي يوم يصير فيه في نفس المكان ،،،،،
فهل سيجد بديل بديلاً لأمه ،،،،،
همسة في أذن كل ابن وابنة :
بروا بوالديكم ولا تتركوهم في عجزهم
فلن تجدوا بديلاً لهم ابداً
وتذكروا ( بروا آبائكم تبركم ابنائكم )
تعليق