في سبيل الله نمضى .....نبتغى رفع الأخوة (الجزء الثالث)

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • abeerbebo
    النجم الفضي
    • Feb 2003
    • 2074

    القلب الحي.. رزق المؤمن

    أحمد محمد سعد



    حين نتحدث عن الرزق تذهب أذهان الكثيرين مباشرة إلى المال أو العقارات. وربما تتجاوز بعض الأذهان هذا التفكير إلى ضرب آخر من الأرزاق كالأولاد مثلا أو الصحة أو السعادة أو الزوجة.

    وربما يصدق هنا المثل القائل: "كل يغني على ليلاه". فمن يجعل المال شغله الشاغل يعتقد أن الرزق المطلوب هو المال. ومن يرى سعادته في العيال يرى أن الله قد أكرمه حين حباه قبيلة من الأولاد فتيانا وفتيات، ويرى قرة عينه أن يراهم حوله يمرحون. ومن الناس من يرى أن الله قد رزقه أكرم رزق، وقسم له أفضل قسمة، إذا من الله عليه ووهبه خلقا حسنا فصدق فيه قول القائل:

    فإذا رزقت خليقة محمودة
    فقد اصطفاك مقسم الأرزاق


    ألوان الرزق

    والرزق في الحقيقة تتنوع أصنافه، وتتباين صوره، فمنه الحسي كالمال والأولاد والزوجة والعقارات والمنصب والدرجة العلمية, ومنه المعنوي كالعلم والرضا والسعادة وراحة البال، ومنه ما يشمل جانبا حسيا وآخر معنويا كالصحة.

    ومن الرزق أيضا الإيمان واليقين. ففي الحديث: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"، وفي الحديث الآخر: "إن للمعصية ظلمة في القلب وسوادا في الوجه وإن للحسنة ضياء في القلب وسعة في الصدر ونورا في الوجه".

    وليس هذا كله إلا حديث عن الإيمان، إذ أنه لون من ألوان الرزق، يتفاوت ويتباين بتباين صلة العبد بالله، ومقدار استعداده لتلقي رزق الله. وهذا ما يعنيه طيف من أطياف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للقلوب إقبالا وإدبارا, فإن أقبلت فزيدوها وإن أدبرت فألزموها الفرائض".

    وإذا كان الرزق هكذا فلا بد أن القلوب النابضة بالإيمان، القلوب المخبتة لله، القلوب التي تستشعر المعصية عن بعد، هي نفسها رزق من الله عز وجل، يقسمه بين عباده كما يقسم المعايش بينهم: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (الزخرف: 32).

    تعليق

    • abeerbebo
      النجم الفضي
      • Feb 2003
      • 2074

      قلبك في جنة الآخرين

      وحديثنا عن القلوب التي هي رزق من عند الله. يشمل أمرين، هما: قلبك أنت، وقلوب الآخرين. ولنبدأ بقلبك أنت على حد قول سيد الخلق: "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول". وقلبك هذا رزق من الله، فمن ذا الذي غرس فيه الرحمة سواه، ومن الذي ينعم عليك بإحساس الحنو والرفق، حينما ترى ما يدعو لذلك.

      من ذا الذي يرزقك إحساس الوجل والخشية حينما تتلي عليك آيات الله: {الَّذِينَ إِذَا ذُكرَ اللهُ وجلت قُلُوبُهُمْ} (الأنفال:2). من ذا الذي يلين قلبك لذكره: {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الزمر:23).

      أليس من رزق الله لك أن وهبك قلبا متحركا حساسا يطرب للخير، وينشرح به، ويفزع من الشر وينقبض منه؟ أليس من رزقه لك أن وهبك قلبا تتحرك أوتاره، حينما تتلى كلمات الله، فيرسل إشارته للعين لتدحرج على الخد دمعة ساخنة من قلب حرارة المعصية والتفريط؟

      أليس من رزقه ووافر نعمته أن وهبك قلبا، يرحم الضعيف ويئن لأنين المساكين, يحب الصغار، ويرسل إشارته لليدين لتتحركا بلمسة حانية على رأس يتيم، أو صدقة ضئيلة لجيب مسكين، فتضع البسمة على شفتيه، طالما عاشرها الحزن وقست عليها الأيام.

      وإن قالوا إن الصحة تاج على رءوس الأصحاء لا يحس به إلا المرضى, لقلنا إن الرزق نعمة في يد أصحابه، لا يحس به إلا من فقده. والقلب رزق لا يحس به إلا من حرم نعمة القلب. ولنا في القرآن خير دليل, حين نقرأ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد:24).

      فكأن القرآن يعرض بالقلوب التي حرمت رزقها من نعمة التدبر، فصارت موصدة الأبواب لا تستقبل نعمة الله. وفي الحديث عن الرجل الذي قال للنبي حين رآه يقبل الحسن والحسين: "إن لي عشرة من البنين ما قبلت واحدا منهم قط"، فرد عليه النبي قائلا: "وما علي إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك, من لا يرحم لا يُرحم".

      تعليق

      • abeerbebo
        النجم الفضي
        • Feb 2003
        • 2074

        ترابط القلوب

        ويجهل الكثيرون قيمة المحبة في الله، وقرب القلوب وترابطها على معان سامية. فالله سبحانه هو الذي يؤلف القلوب {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأنفال: 63).

        وتكون قلوب الآخرين هدفا للدعاة، الذين يضعون كل اهتماهم في كسب قلوب الناس. وحين نقول إن القلوب رزق، نعني أنك قد تجد داعية من الدعاة قد من الله عليه بمحبة الناس، فرزقه قلوبهم، وملكه مفاتيحها. فاستطاع أن ينفذ إليها بكل سهولة ويسر. وآخر قد أوصدت أمامه أبواب القلوب فلم يعد لديه إليها سبيل، ولم يجد من الناس إلا النفور والإعراض، إنهم لم يلتمسوا هذا الرزق (أي رزق القلوب) ممن يملك مفاتحه.

        وإن كان الله قد ربط كسب الرزق والمعاش بالسعي فقال: "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه"، وجعل هذا كله في سورة تتناسب مع السياق، هي سورة الملك؛ فمن المناسب أن نقول إن السعي لطلب رزق القلوب أمكن وأجدر.

        وما رزق النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرزق الواسع من القلوب إلا بمحبة الله له، ومعونته له على كسب قلوب الناس والتأثير فيهم, ثم بصبره الواسع المتين ورأفته ورحمته بهم, وحكمته التي جعلته أرعى لحالهم منهم وأبصر بأمرهم من أنفسهم: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} (الحجرات:7).

        تعليق

        • abeerbebo
          النجم الفضي
          • Feb 2003
          • 2074

          إن المتبصر في حال القلوب يجد رزقها يزيد، طالما ارتبطت بالله واعتصمت به. فالمرء إن ربط قلبه بالله هانت عليه الدنيا وزاد إيمانه وغمره فضل الله. فلا يفقد شيئا طالما أن الله معه، على حد قول ابن عطاء الله السكندري: " إلهي! ماذا وجد من فقدك, أم ماذا فقد من وجدك. عميت عين لا تراك عليها رقيبا, وخسرت صفقة عبدٍ لم يجعل له من حبك نصيبا".

          فالقلب الجاف لا ينشىء جدولا والقلب البارد لا يسعر ناراً, وما خرج من القلب وصل إلى القلب، وما خرج من اللسان لم يجاوز الآذان. إن كان هذا طريق القلوب, فهيا نسير فيه ليزداد رزقنا لقلوبنا ولقلوب غيرنا وعلى الله قصد السبيل.


          --------------------------------------------------------------------------------

          تعليق

          • abeerbebo
            النجم الفضي
            • Feb 2003
            • 2074

            ان كل الناس تدعي حب الله ...... ولكن لمحبة الله اثار وعلامات فاذا تمكنت محبة الله من القلب ظهر ذلك واضحا جليا على الجوارح

            اليكم اثار وعلامات محبة العبد لله
            الجد في الطاعه
            النشاط في العبادة
            الشوق للقائه
            الاستيحاش من غيره
            الانس بذكره
            التلذذ بمناجاته
            اللهج بذكره في كل الاحوال
            خروج الدنيا من القلب
            الحرص على مرضاته
            محبة كل مايحب الله وبغض كل مايبغضه
            الاشتغال بالصلاة لانها الصلة بينه وبين الله
            هذه بعض العلامات


            لكن من جمع كل تلك الاثار او معظمها فلابد من ان يحببه الله
            ولمحبة الله للعبد ايضا علامات واثار وهي
            ان يحبب الله الخلق في محبوبه فأذا احب الله عبدا القى محبته في قلوب الناس
            ان الله يحميه من الدنيا ويخرجها من قلبه
            ان الله لايعذب حبيبه ان الله لايلقي حبيبه في النار كما قال عليه الصلاة والسلام
            تهيأته للطاعه وتيسيرها له وسهولتها عليه
            ان الله يحب لقاء محبوبه وتتمثل بلحظة الوفاة والخروج من الدنيا فمن احب لقاء الله احب الله لقاءه
            ان الله يبتلي محبوبه وذلك حتى يرقيه ويكفر سيئاته فأن الله اذا احب قوما ابتلاهم


            لكن كيف نصل الى محبة الله ؟
            ووصولنا الى محبة الله يتم بمتابعة
            الحبيب صلى الله عليه وسلم ) قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله(
            البحث عن العمل الصالح والبدء بالفرائض ثم النوافل والاستمرار عليها
            ايانا والقرب من الحب الشيطاني فأنه اذا خلط بالقلب فسدت محبة الله ولا خير في لذة من بعدها النار
            يحكى ان رجل دخل على الرجل الصالح مالك ابن مغفور رحمه الله وهو وحيدا في داره بالكوفه فقال له : اما تستوحش لوحدك في هذه الدار .
            قال : ماكنت اظن ان ان احدا يستوحش مع اللـــــــــــه ......

            تعليق

            • معمارية مصرية
              النجم البرونزي
              • Mar 2009
              • 619

              جزاك الله خيرا يابيرو
              مشاركة جميلة قوي وقيمة
              اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا الى حبك
              اللهم اني اسئلك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وان اردت بعبادك فتنة فقبضني اليك غير مفتون
              اللهم بلغنا ليله القدر واجعلنا من عتقائك في الشهر الكريم يارب العالمين
              التعديل الأخير تم بواسطة معمارية مصرية; 16-09-2009, 04:45 PM.

              تعليق

              • yasmine_ 2006
                جوري الروضة - شُعلة الثقافه "مُبدعة صيف 1430هـ"
                • Jul 2006
                • 5800

                جزاكن الله خيرا يا أخواتى

                مشاركات رائعة
                ....
                ماما بنت النيل

                إن شاء الله ربنا يقدرنا ويقوينا على حسن عبادته ويرزقنا القيام والدعاء وختم القرآن على الوجه الذى يرضيه عنا

                اللهم آمين
                ..
                بارك الله فيك يا أمنا الحبيبة على كل نصائحك المفيدة

                تعليق

                • yasmine_ 2006
                  جوري الروضة - شُعلة الثقافه "مُبدعة صيف 1430هـ"
                  • Jul 2006
                  • 5800

                  نهى ونشوى وبيروووووووووو

                  شكراً لترحيبكم الجميل

                  وربنا يكرمكم جميعاً وميحرمنيش من الصحبة والأخوات الرائعات ابداً يارب

                  وأسأل الله العظيم أن يجمعنا فى جنة الفردوس كما جمعنا هنا على حبه وطاعته

                  اللهم آمين

                  تعليق

                  • أم جورى
                    النجم الفضي
                    • Apr 2009
                    • 3718

                    المشاركة الأصلية بواسطة بنت النيل 4
                    السلام عليكم ورحمة الله
                    مرحبا ياسمين و الحمد لله على سلامة محمد

                    بناتى الحبيبات المسلمات المؤمنات الصالحات

                    رجاء هام هام هام

                    عدم الجلوس الليله على النت والتفرغ للعباده

                    [right]ومن عندها عذر تجلس للدعاء ولا تدخل ايضا

                    عايزين الليله دى خالصه لوجه الله

                    وكمان ليلة 29 رمضان

                    ارجوكم ارجوكم ارجوكم

                    نجعلها للصلاه والختم والتسبيح والدعاء والمناجاه

                    فنحن لا نعرف اذا كان ربنا حيعطينا عمر لنبلغ رمضان القادم ام لا

                    فجتهدوا واتركوا مع الله ذكرى حلوه مع رمضان

                    وكونوا عند الله من الذاكرات

                    ( علو الهمه ان لا تقف دون الله , ولا تتعوض عنه بشئ سواه , ولا ترضى بغيره بدلا منه , ولا تبيع حظك من الله وقربه والانس به والفرح والسرور والابتهاج به
                    فعلو همة المرء عنوان فلاحه وفتور همته عنوان حرمانه)

                    فلا تحرموا انفسكم و كونوا من المفلحين
                    اللهم بلغنا ليلة القدر
                    اللهم بلغنا ليلة القدر
                    اللهم بلغنا ليلة القدر

                    تعليق

                    • ghofran2009
                      النجم الفضي
                      • May 2009
                      • 1454

                      "إن للقلوب إقبالا وإدبارا, فإن أقبلت فزيدوها وإن أدبرت فألزموها الفرائض".

                      فالمرء إن ربط قلبه بالله هانت عليه الدنيا وزاد إيمانه وغمره فضل الله. فلا يفقد شيئا طالما أن الله معه،

                      جزاكى الله خيرا يا بيرووووو
                      جميلة جداااااااا

                      تعليق

                      • hanooy
                        عضو نشيط
                        • Aug 2009
                        • 159

                        يا شهر رمضان ترفَّق،
                        دموع المحبين تُدفَق،
                        قلوبهم من ألم الفراق تَشَقّق،
                        عسى وقفة للوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق،
                        عسى ساعة توبة وإقلاع ترفو من الصيام كل ما تخرّق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق،
                        عسى أسير الأوزار يُطلَق،
                        عسى من استوجب النار يُعتق،
                        عسى رحمة المولى لها العاصي يُوفَّق

                        تعليق

                        • hanooy
                          عضو نشيط
                          • Aug 2009
                          • 159

                          اعتكاف المرأة في المساجد.. موضة أم سنة

                          عرف الفقهاء الاعتكاف بأنه: لزوم المسجد بنية العبادة لله تعالى. ومن المعلوم شرعا أن الشرائع الأصل فيها التساوي بين الرجل والمرأة، إلا ما نص الشرع على المفارقة بينهما. وفيما يخص المسجد بشكل عام؛ فإن الإسلام أوجب على جماعة المسلمين إقامة الصلوات في المساجد، من باب فروض الكفايات، مع أن الصلاة في المسجد من السنن المؤكدة، لكنها في حق الأمة فرض كفائي يجب على البعض، ولكن لا يجوز أن يترك المسلمون جميعا المساجد دون الصلاة.
                          وفيما يخص المرأة فإن الإسلام أجاز لمعشر النساء الذهاب إلى المساجد، ولكنه لم يوجبه عليهن، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خير لهن"، وهذا يعني أن ذهاب المرأة إلى المسجد مباح شرعا، وأنها تنال بالصلاة في المسجد ثواب الجماعة.
                          وعلى هذا الأصل؛ وهو ذهاب المرأة إلى المسجد.. كان الاعتكاف للنساء مباحا، على رأي جمهور الفقهاء؛ لأنه لما جاز الخروج لها للمسجد، جاز لها الاعتكاف فيه، وإعمالا لمبدأ المساواة في أجر العمل الصالح بين الجنسين مصداقا لقوله تعالى: "أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض"، وفي الحديث عن عروة عن عائشة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله تعالى". زاد الشيخان "ثم اعتكف أزواجه من بعده".
                          وقيل لابن القاسم: ما قول مالك في المرأة تعتكف في مسجد الجماعة؟ فقال: نعم, قيل: أتعتكف في قول مالك في مسجد بيتها؟ فقال: لا يعجبني ذلك, وإنما الاعتكاف في المساجد التي توضع لله.
                          ولكن الفقهاء اشترطوا أن يكون الاعتكاف بإذن الزوج، وهذا من باب المحافظة على مؤسسة الزوجية، ولحاجة البيت إلى الزوجة أكثر من الزوج؛ فالزوج قد لا يستغني عن زوجته، والأولاد لا يستغنون عن أمهم؛ فغياب الزوجة غير غياب الزوج، وإن كان كلاهما وجوده غاية في الأهمية.
                          على أن المرأة لو لم يكن عندها ما يشغلها عن بيتها؛ ففي ظني أن اعتكافها أولى، وخاصة أن الاعتكاف مدرسة روحية، وفي ظل زخم الحياة المادية تحتاج المرأة –كما يحتاج الرجل– إلى تجديد العلاقة بالله تعالى، والانقطاع ولو لبضعة أيام عن مشاغل الدنيا التي لا تنتهي، وإن كان الرجال في حاجة إلى هذا المعنى؛ فالمرأة أيضا في حاجة إليه.
                          إن وظيفة المسجد الروحية من تجديد معنى العبودية لله تعالى، ومن مراجعة النفس، وشغلها بكثير من الطاعات.. تعطي للمرأة شحنة إيمانية تدفعها لتصحيح مسارها في الحياة، وإن كانت الدنيا كلها تسعى الآن لأن تعطي المرأة حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ فإن حق المرأة من أن تخلو بنفسها بينها وبين ربها، وأن تجدد العلاقة معه سبحانه لا يقل أهمية عن بقية الحقوق.
                          على أن يكون الاعتكاف للنساء في مسجد خاص بهن؛ لطبيعة التعايش بين النساء؛ فاختلاط الرجال بالنساء يفقد الاعتكاف الثمرة المرجوة من ورائه؛ إذ المقصود منه أن تختلي المرأة بنفسها، أما الاختلاط فإنه يوقظ مشاعر الميل بين الجنسين؛ مما يخرج الاعتكاف عن مقصوده.
                          ومن جميل ما قاله السادة الأحناف أن اعتكاف المرأة يكون في مسجد بيتها، يعني في المكان الذي تصلي فيه باستمرار في البيت؛ حيث كانت النساء تجعل لنفسها حجرة للصلاة، وهذا الرأي يجعل المرأة لا تحرم نفسها من الاعتكاف؛ فللمرأة التي يمنعها زوجها من الاعتكاف في المسجد أن تستأذنه في الاعتكاف في مسجد بيتها.
                          وفي الجمع بين رأي الجمهور ورأي الأحناف تأكيد على دور الاعتكاف في حياة المرأة المسلمة، وأنه من المستحسن أن يأخذ طريقه في حياتها، وأن يكون جزءا من نشاطها الديني في حياتها.

                          تعليق

                          • OM-ZYAD
                            عضو نشيط
                            • Aug 2009
                            • 158

                            محمد : وهو أشهرها ، وبه سُمّيَ في التوراة صريحاً - أنظر جلاء الإفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام لابن القيّم.

                            2- أحمد : وهو الإسم الذي سمّاه بهِ المسيح ، قال تعالى في سورة الصف :- وإذ قال عيسى إبن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد )) 0

                            والفرق بين محمد وأحمد من وجهين

                            الوجه الأول : أن محمداً هو المحمود حمداً بعد حمد فهو دال على كثرة حمد الحامدين له ، وذلك يستلزم كثرة موجبات الحمد فيه ، وأحمد تفضيل من الحمد يدل على أنه الحمد الذي يستحقه أفضل مما يستحقه غيره ، فمحمد زيادة حمد في الكمية وأحمد زيادة في الكيفية ، فيحمد أكثر حمد وأفضل حمد حمده البشر 0

                            والوجه الثاني : أن محمداً هو المحمود حمداً متكرراً كما تقدم ، وأحمد هو الذي حمده لربه أفضل من حمد الحامدين غيره ، فدلَّ أحد الإسمين وهو محمد على كونه محموداً ودل الأسم الثاني وهو أحمد على كونه أحمد الحامدين لربه ..

                            3- المتوكل : وهو الذي يتوكل على ربه في كل حالة 0

                            4- الحاشر : وهو الذي يحشر الناس على قدمه ، فكأنه بُعِثَ ليحشر الناس 0

                            5- الماحي : وهو الذي محا الله به الكفر 0

                            6- العاقب : وهو الذي عقب الأنبياء0

                            7- المقفّي : وهو الذي قضّى على آثار من تقدمه من الرسل 0

                            8- نبي التوبة : وهو الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض 0

                            نبي الملحمة : وهو الذي بعث بجهاد أعداء الله 0

                            الفاتح : وهو الذي فتح الله بهِ باب الهدى وفتح بهِ الأعين العمي والآذان الصم والقلوب الغلف ، وفتح الله بهِ أمصار الكفار وأبواب الجنة وطرق العلم والعمل الصالح 0

                            الأمين : هو أمين الله على وحيه ودينه وهو أمين من في السماوات والأرض 0

                            ويلحق بهذه الاسماء :

                            البشير : هو المبشر لمن أطاعه بالثواب 0

                            النذير : هو المنذر لمن عصاهُ بالعقاب 0

                            السراج المنير : هو الذي ينير من غير إحراق بخلاف الوهاج فإن فيه نوع إحراق وتوهج 0

                            سيد ولد آدم : فقد روى مسلم في صحيحه أنه قال صلى الله عليه وسلم : (( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة )) وفي زيادة عند الترمذي (( ولا فخر )) (2516) وغيره 0

                            الضحوك والقتّال : وهما إسمان مزدوجان لايفرد أحدهما عن الآخر فإنه ضحوك في وجوه المؤمنين غير عابس ولا مقطب ، ولا غضوب ، ولا فظ ، قتّال لاعداء الله ، لاتأخذه فيهم لومة لائم 0

                            وهو القاسم ، وعبدالله ، وصاحب لواء الحمد ، وصاحب المقام المحمود ، وغير ذلك من الأسماء ، لأن أسماءَه إذا كانت أوصاف مدح ، فإن له من كل وصف إسم لكن ينبغي أن يفرّق بين الوصف المختص بهِ ، أو الغالب عليه ويشتق له منه إسم ، وبين الوصف المشترك ، فلا يكون له منه إسم يخصه 0

                            وعن جبير بن مطعم قال : سمّي لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء فقال : (( أنا محمد وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يُحشَرُ الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي )) رواه البخاري (3268) ومسلم (4343) 0

                            وأسماؤه صلى الله عليه وسلم نوعان : -

                            النوع الأول : خاص به لا يشاركه فيه أحد غيره من الرسل كمحمد وأحمد والعاقب والحاشر والمقفي ونبي الملحمة 0

                            والنوع الثاني : ما يشاركه في معناه غيره من الرسل ، ولكن له منه كماله فهو مختص بكماله دون أصله ، كرسول الله ونبيه وعبده والشاهد والمبشر والنذير ، ونبي الرحمه ونبي التوبة 0وأما إن جُعِلَ له من كل وصف من أوصافه إسم تجاوزت أسماؤه المائتين كالصادق والمصدوق والرؤوف والرحيم إلى أمثال ذلك ، وفي هذا قال من قال من الناس إنا لله عز وجل ألف اسم وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم، قاله أبو الخطاب بن دحية ومقصودة الاوصاف 0 بتصرف من زاد المعاد(1/57-59)0

                            كنيتـــه :-

                            كان صلى الله عليه وسلم يكنّى أبا القاسم بولده القاسم وكان أكبر أولاده 0

                            وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم في السوق فقال رجل يا أبا القاسم ، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : سمّوا بإسمي ولاتكنوا بكنيتي )) رواه البخاري (6/647) المناقب


                            معلش منزلتش المرة اللى فاتت بلغنا واياكم ليلة القدر

                            تعليق

                            • bent masr
                              النجم الفضي
                              • May 2008
                              • 1588

                              يا جماعة برنامج الطريق الصح لمعز مسعود ماشاء الله أكتر من روعة
                              امبارح كان بيتكلم عن أمراض القلوب اللى ممكن تؤدى الى سوء ظن بالله و منها الخوف على الرزق أو الخوف من الفقر............بجد عجبنى أوى الموضوع ده لأن قلوبنا-أو قلبى أنا على الأقل- فيه حاجات عايزة تنظيف متين من جوه عشان يكون قلب خالص لله........
                              لو عايزين تتابعوه,بييجى على دريم1 الساعة 4 العصر
                              و الاعادة على دريم 2 الساعة 11 و نص بالليل

                              تعليق

                              • rola_05
                                عضو نشيط
                                • Aug 2009
                                • 107

                                الأية القرأنية :بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٧٠﴾) سورة النساء


                                بسم الله الرحمن الرحيم (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣﴾ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٤﴾ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٥﴾)سورة المائدة

                                الحديث الشريف : 1) عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة منالأنصار يُقال لها أم سنان : ( عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي ) رواه البخاري ومسلم
                                2) عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( في الجنّة ثمانيةأبواب ، فيها باب يُسمى الريّان ، لا يدخله إلا الصائمون ) رواه البخاري ، وزادالنسائي : ( فإذا دخل آخرهم أُغلق ، من دخل فيه شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا ) .

                                الدعاء :1) اللهم أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلي نفسي طرفة عين .

                                الحكمة : إذا لم يجد الإنسان شيئاً في الحياة يموت من أجله ، فإنه أغلب الظن لن يجد شيئاًيعيش من أجله .

                                الذكر : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم .
                                سنة مهجورة : تجديد النوايا عند كل عمل .

                                تعليق

                                يعمل...