
الحياة فيها الحلو وقيها المر
الإنسان فيه الخطأ وفيه الصواب
الدنيا فيها زهرة الحياة وفيها ألم الممات
كل شيء مزيج من متناقضين
هذا خلق الله
وهو احكم الحاكمين في جعل هذه التناقضات في خلقه

وقد تهب رياح الشحناء بين الاخوة
فتتزلزل المودة وتنهار من بعد بناء
وتصبح الاخوة ريشة في مهب الريح
وتمضي بها الريح حتى تصل بها إلى لجة الهجر

لو كان الحب في الله ... فالبناء مؤسس على أساس قوي متين يتحدى كوارث الحياة ومشاكلها بشتى اشكالها
لو كانت الاخوة صادقة لكانت شجرة باسقة لا تهزها ريح ولا تقتلعها مشاكل مهما عتت واشتدت
ومع هذا نرى بعض الاخوة في الله يتهاجرون

لا تهجر اخاك
ألا تعلم أن رسول الله قال صلى الله عليه وسلم :
(( **هجر المسلم أخاه كسفك دمه . ))
تخريج السيوطي
(ابن قانع) عن أبي حدرد.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 7020 في صحيح الجامع.
وقال عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام :
(( **لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار .))
تخريج السيوطي
(د) عن أبي هريرة.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 7659 في صحيح الجامع.
ومع هذا كله نتهاون في الهجر وكأن لا ود جمعنا ولا إخاء ربطنا ولا محبة آلفتنا
فيتناكر الخلان بعد اتفاق
ويضيع الود بعد الخناق
فلا يسامح الاخ أخوه وكأنه ألد أعدائه
ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( **أحب للناس ما تحب لنفسك . ))
تخريج السيوطي
(تخ ع طب ك هب) عن يزيد بن أسيد.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 180 في صحيح الجامع.
وهل ترضى ان ترى أخاك الحبيب يدير لك ظهره ويقطع معك حبل وده ؟

والأدهى من هذا من تنكر لأهله ووالديه فهجرهم وقطع حبل وصالهم بحجة سوء الفهم الذي حصل بينهم ... فكان في سخط الله في حياته وفي مماته إذا مات ولم يبرهم ويصلهم ...

لن أطيل عليكم
ولكن فقط استهديكم بالله ... وأطلب منكم ان تفكروا قليلا في أحاديث رسول الله ...
وتسارعوا لاصلاح ذات البين ...
فالعمر قصير والدنيا زائلة ...
فلما نملأها خصومات ومقاطعات ...
أسرعوا ومدوا ايديكم لأخوانكم وصافحوا الود والإخاء ...
وربنا يده مع ايديكم ... فيد الله دائما مع الجماعة ورضاه للمحبين فيه ...
أسرع وامسح عن قلب أخيك الدمعة ... وأشعل في دربه نور المحبة ... لتصلا لظل الرحمن بسلام وامان ... وتتجاوران في الجنان ...
ربنا يهدينا لخير السبل والدروب ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعليق