
شرعية الانقلاب
عمليةُ الانقلاب التي حصلت في مصر، في زمن تقارُب العالم عبر الفضاءات المفتوحة، بمباركة عربية غربية، وضعتنا أمام الأمر الواقع،
وبصورة جلية ليس بها لبس أن الغربَ لن يمنَحَ شعوبنا الحرية، ولن يسمح بنهضة الأمَّة العربية الإسلامية، والاعتماد على ثرواتها،
إنما سيظل وصيًّا علينا، يفرض مَن يحب، ويعزِلُ مَن يريد أي وقت يشاء، غير مبالٍ بمشاعرنا، ولا محترم لعقولنا،
ولم يقدِّر أننا قد أبصرنا النور وإن بقي بعضنا لا يرى، وأننا أصبحنا كبارًا وشببنا عن الطوق، صحيح أنه يلعبها أحيانًا بذكاء،
مستغلاًّ خلافاتنا وحاجتنا إليه، ضاغطًا علينا بعملائه الذين يُنفِق عليهم ليل نهار، لكن أظُنُّ أن ساسة الغرب قد أصابهم العماءُ من شدة الحقد والخوف؛
لأن نظرتَهم أصبحت آنيَّة، لم يحسبوا العواقبَ الوخيمة، وكان خيرًا لهم رئيسٌ إسلاميٌّ مقيَّد باتفاقياتهم وشروطهم، يحكُمُه الأمر الواقع،
خيرًا لهم أن يفقدوا ثقةَ الشعوب الإسلامية كافة، وشعب مصر خاصة، خيارانِ لا ثالثَ لهما الآن
: إما عودة مرسي أقوى مما كان، لن تكون هناك فرصة أخرى للعابثين والخونة لأمَّتهم، أو الخيار الآخر أنه لن تكون هناك دولة،
والانقسامُ والاحتراب لن ينحصر على مصر، ولن تجد دولة يهود من يحميها، حتى وإن عاد الغزو الثلاثي والرباعي،
إن الشعوب حين تطلب حريتها لا يوقفها حتى الموت، بل هو ما تطلبه؛ لأن فيه حياتَها، وأرى ذلك جليًّا
أن المنطقة أضحت قاب قوسين أو أدنى من أن تعصف بجميع العملاء والخونة، وتغرق الغرب، وسيخسر أمامها عسكريًّا،
وله تجارِبُ سابقة، وسيخسر اقتصاديًّا؛ لأنه قائم على ثرواتنا، لقد عانت شعوب المنطقة الكثير من الويلات، ومرت بتجارب عديدة،
وصار لديها رصيد كبير من المعرفة بأساليب ووسائل الغرب لامتهان كرامتنا، وما يخشاه الغربُ اليوم هو نهوضُ المارد الذي طالما كبَّلوه،
يجب أن يسمعها حكام الغرب مدوية: أن لا وصاية بعد اليوم له علينا، ولكن تعايُش وتفاهم،
ويجب على قادة الأمة أن يحدِّدوا موقفًا واضحًا إزاء ما يجري من مهازل، أو لا مكان لهم بيننا، والله غالب على أمره.
******
وضاعت الشرعية الجزء الأول
وضاعت الشرعية الجزء الثانى
http://www.lakii.com/vb/a-113/a-812521/
تعليق