{ ¤ مــــــع وقـــــــف الـتـنــفـيــذ ¤ }..قصة حقيقية ..بقلمي :مشاعر غالية

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مشاعر غالية
    عضو
    • May 2013
    • 62

    الفصل الثامن عشر
    أستيقظت مُهرة فزعةً من نومها تصرخ باسم فارس وتناديه ..جلست على فراشها تلتقط أنفاسها بصعوبة كانت تبكى وهى نائمة على اثر حلم مفزع ولكنها فوجأت بالدموع تغرق وجهها وكأنها كانت تبكى فى الحقيقة لا فى الحلم مسحت دموعها التى شقت طريقها فى ثبات على وجنتيها أخذت تمتم بالاستعاذة لتهدىْ من روعها قليلاً وهى تدور بيعينيها فى غرفتها لتتأكد أنها وحيدة فيها ولم يسمعها أحد ..نهضت متثاقلة من فراشها وهى تحيط جسدها بذراعيها لتبث الامان فى نفسها ..فتحت نافذة غرفتها ليتسلل ضوء القمر إليها ويغمر وجهها مداعباً لوجنتيها أطلت براسها للاسفل لعلها ترى خيال ظله فى نافذته أو شرفته التى كانت غارقة فى الظلام أغلقت نافذتها وأتجهت إلى فراشها مرة أخرى ولكنها سمعت صوته يتردد فى عقلها وهو يقول:
    - لو شفتى كابوس أتفلى على الناحيه الشمال ثلث مرات واستعيذى بالله من الشيطان الرجيم ويستحسن تقومى تتوضى وتصلى ركعتين علشان تطمنى
    توجهت مباشرة إلى الحمام توضات وصلت ركعتين أدخلا الطمأنينة فى نفسها ثم عادت لفراشها وقد داعب النوم جفونها فتثاقلت وأستسلمت لنوم عميق
    ****************************
    جلس فارس بجوار والدته حول مائدة الغذاء وبدأ فى تناول الطعام وهو يقول:
    - متعرفيش هى مُهرة رجعت من المدرسة ولا لسه يا ماما
    هزت والدته رأسها نفياً وابتلعت طعامها ثم قالت:
    - لاء لسه عندها درس بعد المدرسة على طول ..بتسأل ليه
    ترك الملعقة من يده ونظر إلى والدته متسائلاً:
    - درس أيه ده وفين
    نظرت إليه والدته بتفكير ثم قالت:
    - مش عارفه درس أيه بالظبط اللى أعرفه أنها عندها دروس بعد المدرسه ..بطلت أكل ليه
    تناول ملعقته مرة اخرى وقال بضيق:
    - أنا مبحبش قصة الدروس اللى مالهاش مواعيد دى وبعدين ما تاخد الدرس فى بيتها
    لازم تروح تتنطط عند الناس بره والله اعلم بيوتهم عامل أزاى وشكلها أيه وعندهم رجاله ولا لاء...صمت قليلاً ثم اردف قائلاً:
    - لما ترجع ابقى نادى عليها علشان عايزها لما نشوف ايه حكاية الدروس دى
    شردت والدته قليلاًً وهى تقلب طعامها فى طبقها عدة مرات حتى لاحظ هو ونظر إليها وتسائل بأهتمام:
    - مالك يا ماما مبتكليش ليه
    وضعت أمه معلقتها وشبكت اصابعها امامها وهى تستند بمرفقيها على المائدة ونظر إليه بعمق وقالت:
    - تسمح ملكش دعوه بالحكايه دى ..مُهرة كبرت يا فارس ومينفعش تفضل تتعامل معاها كده وبعدين أخوها يحيى كبر وبقى راجل وهو اللى يقولها رايحه فين وجايه منين والكلام اللى أنت عاوز تعمله ده
    قالت جملتها الاخيره وهو ينظر إليها بدهشة لا يكاد يصدق ما يسمع فقال باستغراب:
    - بتكلمى كده ليه يا ماما من امتى وانا مش مسئول عن مُهرة أنتى قولتيلى الكلام ده قبل كده لما جبتلها الخمارات وأنا مركزتش معاكى لكن لما يتعاد تانى يبقى فى حاجه انا معرفهاش
    مدت يدها وربتت على يده وقالت بشفقة:
    - انا عارفه انك انت اللى مربيها وبتعتبر نفسك مسئول عنها لكن يابنى ده دلوقتى الوضع اختلف مُهرة كبرت خلاص
    ترك ملعقته ونهض وهو يقول بانفعال شديد:
    - معنى أنها كبرت أنى خلاص أشيل أيدى من المسئوليه وكمان وأن عارف أن اخوها مكبر دماغه وأبوها مسافر وسايبهم ...
    أعتدلت والدته وهى تقول :
    - طب يابنى تعالى كمل أكلك مالك زعلت كده ليه
    أتجه إلى غرفته وهو يقول باقتضاب :
    - معلش يا ماما شبعت عن اذنك هدخل اريح جوه شويه
    هزت والدته رأسها فى عدم رضا وهى تقول بأسف:
    - ربنا يهدى الحال
    دخل فارس غرفته متبرماً ألقى جسده على الفراش كما لو كان يدفع حملاً ثقيلاً عن كتفيه قد أثقله ...كيف يتركها وهى هى ...هى التى وُلدت ووُضعت بين ذراعيه مباشرة قبل أن تلامسها يدي والدتها وقبل أن يراها أخيها وقبل أن يعلم أبيها بأنها قد جاءت إلى الحياة..هى التى كبُرت بين يديه وأحتوتها غرفته لسنوات طفولتها ومشاغباتها وألعابها وسعادتها ومرحها بل وبكائها وتبرمها وضجرها وزرعتُ فيها القيم والاخلاق التى أحبها وعاداتى المفضلة فأصبحت تتوقع تتصرفاتى قبل أن افعلها وعلمتُ عنها كل شىء بل وأكتشفتها كما أكتشفتنى فاصبحت كتاباً مفتوحاً أمامى خالى من الالغاز لاتوجد به علامة استفهام واحده ...ترددت كلمات أمه فى عقله مقتحمة ذكرياته مبعثرة افكاره وهى تخبره أن أخيها أولى بها لانها قد كُبرت..فوضع الوسادة على وجهه يريد اسكات هذه الكلمات التى غزة عقله وقال بصوت مسموع ..لا لم تكبر مازالت طفلتى الصغيرة !!
    *****************************
    نقر عمرو بخفه نقرات بسيطه باب مكتب المهندس صلاح ثم فتحه وأطل برأسه داخله وهو يقول:
    - صباح الخيرات
    ضحك صلاح وهو ينهض ويتجه إليه ..عانقه بحرارة وهو يقول:
    - حمدلله على السلامة جيت أمتى ؟
    قال عمرو بمرح:
    - لسه نازل من الجتر يا بشمهنديز
    أهتز صلاح ضاحكاً وهو واضع ذراعه على كتف عمرو وقال:
    - لاء شكلك أخدت الجنسيه من كتر قاعدتك هناك
    جلس عمرو على المقعد المقابل للمكتب وقال برجاء:
    - أبوس أديكوا بقى كفايه أنا لفيت جمهورية مصر العربية كلها هو أنا عملت فيكوا ايه علشان ترحلونى كل شويه كده
    أختفت أبتسامة صلاح وجلس على المقعد المقابل لعمرو وقال بجدية:
    - يعنى مش عارف عملت ايه حد قالك تتجوز
    أستند عمرو بمرفقه على حافة المكتب ولوح بيديه قائلاً:
    - هو انا عارف أتجوز ده انا كتب كتابى ومن ساعتها وانا متبهدل هى الشركه كل مشاريعها خارج القاهره ليه نفسى اعرف
    مال صلاح للأمام وقطب جبينه قائلاً:
    - أسمع يا عمرو أنت عارف أنى بحبك زى ابنى بالظبط وبصراحه كده أنا مش عاجبنى تصرفاتك أنت يابنى زى ماتكون عاجبك اللى بيحصل ومبسوط أن فى حد بيجرى وراك وعايزك
    عقد عمرو يديه أمام صدره وقال معترضاً:
    - هو انا يعنى عاوز أتمرمط كده فى كل حته شويه ..أنا بس والله عاوز أحوش قرشين علشان أعرف أجيب العفش ..ولو سبت الشغل دلوقتى يبقى قول على جوازى يا رحمن يارحيم ..أعمل ايه مضطر استنى واشتغل واسافر وأستحمل بعدى عن مراتى لحد ما الاقى شغل تانى على الاقل بنفس المرتب اللى باخده هنا..
    أسند صلاح ظهره الى المقعد وقال متسائلاً:
    - يعنى جبت الشقه خلاص
    - أه الحمد لله حاجه كده ايجار بس حلوه ومش محتاجه توضيب كتير
    ابتسم صلاح وهو يقول متهكماً:
    - يعنى عاوز ثلث سنين كمان علشان تعرف تجيب العفش ؟!!
    زفر عمرو بحنق وقال بضيق:
    - والله منا عارف انا شكلى هطلب سلفه أنت ايه رايك
    حك صلاح ذقنه وصمت قليلاً يفكر ثم قال:
    - فى حل تانى غير السلفه اللى انا متأكد ان مدام إلهام مش هتوافق عليها
    قال عمرو بلهفه:
    - إلحقنى بيه قوام
    - عندى واحد صاحبى عنده معرض كبير للاثاث هو بيبيع بالقسط أنا هروح معاك اعرفك المكان وأكلموا وهو هيظبطك فى حكاية القسط دى ان شاء الله متشلش هم
    هب عمرو واقفاً وأمسك رأس صلاح وقبلها بقوة وقال:
    - ربنا يخليك لينا يا كبير
    ضحك صلاح ثم قال بجدية:
    - عاوز نصيحتى ..أمشى دلوقتى قبل ما حد يشوفك ونتقابل بعد المغرب ونروح المعرض سوا
    وبكره وبعده أجازه ممكن تاخد مراتك وتروحوا تنقوا العفش ...ثم أشار له محذراً وقال:
    - ولما تنوى على المعاد الفرح أنا اللى هخدلك الاجازة بنفسى علشان محدش يقفلك فيها
    عانقه عمرو فى سعادة ثم تركه فجأة وفتح الباب وفرهارباً ..
    *********************************
    كان فارس عائداً من عمله فى وقت الظهيرة وقبل أن يأخذ طريق المنعطف أذا به يصطدم بعمرو الذى كان يمشى بخطوات واسعه فى الاتجاه المعاكس وهو على عجلة من أمره تفاجأ فارس بعودة عمرو وهتف وهو يعانقه:
    - عمور جيت امتى حمد لله على السلامه
    عانقه عمرو بقوة وربط على ظهره وهو يقول:
    - واحشنى يا ابو الفوارس لسه جاى طاظه
    - ورايح على فين كده
    مسح على شعره وقال بابتسامة واسعه:
    - اصلى هروح عند عزه كمان شويه وقلت يعنى اجيبلها هديه بقالى كتير معملتهاش
    ضحك فارس وهو يقول:
    - ايه ده بقى عندك دم اخيراً مبروك يا اخى ..
    - الله يبارك فيك عقبالك كده لما تتجوز وتريحنا منك
    تذكر عمرو مقابلته مع صلاح فقال سريعاً:
    - صحيح يا فارس ما تيجى معايا النهارده هروح معرض بيبع عفش بالقسط ايه رايك تيجى تتفرج..البشمهندس صلاح رئيسى فى الشغل يعرف صاحب المعرض وهيظبطلى موضوع التقسيط وان شاء الله هيبقى القسط حنين
    لمعت عينيى فارس وقال:
    - أنت وقعتلى من السما يابنى ده انا كنت فى مشكله بسبب الموضوع ده محتار هجيب العفش منين وبكام
    ربط عمرو على ذراعه وهو يقول بغرور:
    - خلاص نتقابل نروح سوا ..بس ابقى عد الجمايل بقى ها..هتناقش الرسالة أمتى ؟؟
    قال عبارته الاخيرة وهو يرى فارس ينظر فى الاتجاه الاخر بتركيز فأعاد عبارته مرة اخرى ولكنه لم يجبه ايضاً بل وتركه وتحرك بسرعة ...تابعه عمرو بنظره فوجده يتحرك فى أتجاه مُهرة التى تسير بسرعه وكأنها تستعد للعدو وأخيه محمود يسير خلفها يحاول أن يتكلم معها ومن الواضح انه يضايقها
    فُزعت مُهرة عندما تفاجأت بفارس مقبلاً عليها مسرعاً والشرر يتطاير من عينيه وهو ينظر لمحمود وقد احتقن وجهه ...أصفر وجه محمود عندما رأى فارس فى هذا الوضع وتسمر مكانه ..
    أمسك فارس بتلابيب محمود وقال زاجراً:
    - أنت راجل انت ده بدل ما تحميها
    اقترب عمرو فى سرعه وخلص أخيه من قبضة فارس وهو يقول:
    - معلش يا فارس أمسحها فيا ثم نظر لمحمود مؤنباً وقال:
    - كده يصح يا محمود برضه
    شرعت مُهرة فى التدخل ولكن فارس نظر إليها بصرامة اخافتها وصاح بها:
    - أمشى أطلعى على البيت وحسابى معاكى بعدين
    خافت مُهرة وهرولت إلى المنزل سريعاً وهى تتمتم :
    - يارب استر يارب استر
    أطرق محمود راسه ارضاً وهو يقول:
    - انا مكنش قصدى أعاكسها أنا كنت عاوز اقولها انى عاوز أخطبها وهى كانت مش عاوزه تسمعنى
    أمسكه فارس من ملابسه مرة اخرى وقال بعصبية:
    - تخطب مين يلا ..مش لما تبقى راجل الاول وتحافظ على بنات الناس
    تدخل عمرو مرة أخرى وخلص أخيه وهو يحاول تهدأت فارس الذى أفلته
    وتوعده بعينين تشعان غضباً وقال بلهجة صارمة :
    - أنا مرضتش أمد أيدى عليك علشان خاطر عمرو بس ..لكن لو الموقف ده أتكرر تانى محدش يلومنى على اللى هيحصلك ..على الله تقرب منها تانى ولا حتى تيجى على بالك أنت فاهمنى يلا ولا لاء
    قال كلمته الاخيره وتركهم وأنصرف فى غضب هادر ..نظر عمرو إلى أخيه محمود وقال بجدية:
    - من أمتى وأحنا بنعاكس البنات فى الشوارع يا محمود عيب يا أخى ده انت حتى صاحب أخوها يحيى
    قال محمود بضجر وهو يلوح بيديه:
    - وهو ماله هو أبصلها ولا افكر فيها ..هو كان ولى أمرها وبعدين أنا غرضى شريف وهخطبها يعنى هخطبها
    دفعه عمرو من كتفه بأتجاه البيت وهو يقول:
    - طب أمشى بقى فورت دمى وتركه وأنصرف فى طريقه وهو يتمتم :
    - ايه البلاوى دى اروح للموزه بتاعتى أزاى وانا دمى فاير كده
    *************************************
    دلفت مُهرة باب شقتها وأغلقت الباب خلفها وهى تضع يدها على صدرها الذى كان يعلو ويهبط بسرعة ..تتنفس بصعوبة وقد تلاحقت انفاسها بشدة كأن أسداً كان يلاحقها ..أقبلت عليها والدتها مسرعة وهى تنظر لها بلهفة وقالت :
    - مالك يا مُهرة فى حد بيجرى وراكى
    حاولت أتقاط أنفاسها وقالت وهى تجلس على اقرب مقعد:
    - فارس شاف محمود وهو ماشى ورايا وكان هيضربه
    - محمود مين صاحب يحيى؟! وكان ماشى وراكى ليه ده وعايز منك ايه
    - بيقولى عاوز يخطبنى
    جلست أم يحيى امامها وقالت بتفكير:
    - هو قالك كده ؟!.......طب أزاى ده لسه طالب فى الجامعه
    نظرت لها مُهرة وقالت متبرمة:
    - طالب ولا مش طالب أنا اصلا مش طايقاه وهقول ليحيى ميدخلوش هنا تانى
    قالت والدتها بسرعة :
    - اسكتى أنتى ملكيش دعوه انا هبقى اشوف الحكايه دى
    نهضت مُهرة وحملت حقيبة المدرسة فى يدها لتدخل غرفتها وهى تقول بحنق:
    - حكاية ايه يا ماما ده ولد مش كويس وكمان شوفته مره وهو بيشرب سجاير ولو كلمنى تانى هقول لامه
    قالت كلمتها الاخيره بعصبيه ودخلت غرفتها ..نظرت إليها والدتها وضحكت وهى تردد كلمتها الاخيره:
    - هتقولى لامه !!!!!!...هتفضلى عيله لحد أمتى يا بنتى
    ****************************************
    خرجت عزه من غرفتها سريعاً عندما أستمعت لصوت عمرو فى الخارج وهو يتحدث مع والدها بصوت مرتفع ويضحك بشدة ..تلك الضحكات التى تأسرها وتزلزل قلبها ..أصطدمت بوالدتها التى كانت متوجهة للمطبخ ..أتسعت عينيى والدتها وقالت بدهشة:
    - خضتينى يا عزه بتجرى كده ليه
    ارتبكت عزه وهى تقول:
    - مفيش يا ماما تقريباً كده حد بينده عليا
    نظرت لها والدتها بخبث وقالت:
    - ياسلام ..يابت أتقلى شويه يقول عليكى ايه ...
    ثم اردفت وهى تتجه للمطبخ :
    - تعالى ورايا يالا خدى الشاى علشان تقدميه بدل ما تخرجى زى العبيطه كده
    تبعتها عزه وبدأت فى صنع الشاى فدخل والدها المطبخ وقال وهو ينظر إليها:
    - بتعملى ايه عندك يالا أطلعى سلمي على جوزك
    لم تنتظر عزة كثيراً وأنطلقت فى سرعة إلى غرفة الصالون وبمجرد أن أن أقتربت منها وقفت وهندمت ملابسها وشعرها ثم فتحت الباب بهدوء ودلفت للداخل وقد تعلقت عيناها بزوجها الذى نهض واقفاً وعلى شفتيه أبتسامة عذبة وهو يكاد أن يلتهمها بعينيه ونظراته المشتاقه..خطت فى أتجاهه ومدت يدها تصافحه فتناول كلتا يديها ورفعها لشفتيه وقبلها بشوق ثم وضعها على وجنتيه وهو يقول:
    - وحشتينى جدااا يا حبيبتى
    تأملت وجهه وهى تقول بحب:
    - وأنت كمان
    فرت دمعة من عينيها بدون شعور فمد يده ومسحهما وداعب وجنتيها وهو ينظر إلى عينيها التى تحمل الشوق المختلط بالحزن وقال :
    - أنا مش هسألك الدموع دى ليه ..أنا عارف أنى مقصر معاكى بس والله غصب عنى
    ابتسمت باسى وقالت :
    - حمد لله على سلامتك وأوعى تقولى انهم كلفوك بشغل فى حته تانيه زى كل مره
    أبتسم وألتفت إلى الاريكه وتناول من عليها شنطة وأخرج منها علبة مستطيلة الشكل صغيرة وقدمها لها قائلاً:
    - حبيبتى ممكن تقبل منى الهدية البسيطه دى
    أخذتها عزه بلهفة وفضتها أمامه وأتسعت عينيها وهى تنظر إلى الهدية ثم تنظر إليه
    وقالت بسعادة:
    - الله ايه ده برفان
    وضعت منها قليلا على يدها وقربتها من أنفخها وأستنشقتها بنشوى وهى تقول :
    - الله دى جميلة أوى يا عمرو ..متشكرة أوى يا حبيبى
    أمسك عمرو كفها واستنشقه وهو يغمض عينيه أستمتاعاً برائحته ثم نظر لها وقال بشوق:
    - البرفان ده ميتحطش غير ليا انا بس فاهمه ولا لاء
    طرقت والدتها الباب ودخلت تحمل صينية الشاى أخذها عمرو من يدها ووضعها على الطالوة أمامه فقالت:
    - الله ايه الريحه الحلوه دى
    قالت عزه بسعاده:
    - شوفتى يا ماما عمرو جابلى أيه
    قالت والدتها وهى تنظر إليهما :
    - يعيش ويجبلك يابنتى ..ثم نظرت لعمرو وقالت:
    - عمك بيقول أنك هتروح تشوف المحل اللى هتجيب منه العفش النهارده يا عمرو
    لمعت عينيى عزه وهى تنظر إليه فقال:
    - النهارده ان شاء الله هروح اشوفه ولو الامور مشيت فى موضوع القسط ده هاخدكوا بكره ان شاء الله ونروح نتفرج وعزه تنقى اللى هى عايزاه فى بيتها
    ثم قال موجهاً كلامه لأم عزه:
    - انا عارف أنى طولت عليكم فى موضوع الفرح محدش بيكتب كتابه كل ده بس خلاص هانت أحنا نخلص موضوع العفش فى أسبوع إن شاء الله وبعدين نحدد معاد للفرح
    وقصد أن ينظر لـ عزه ويتأمل عينيها فى أهتمام وهو يتابع قائلاً:
    - فارس قالى أنه أحتمال كبير يدخل على أول الشهر بعد ما يناقش الرساله على طول وممكن نعمل فرحنا مع بعض...لا يعلم عمرو لماذا كان يبحث عن علامه من علامات الحزن أو الاسى فى ملامحها وعينيها وهو يلقى هذا الخبر ولكنه لم يجد إلا السعاده والفرحه التى أجتاحت عزه وهى تستمع إلى بشرياته واحده تلو الاخرى وهتفت قائلة:
    - بجد يا عمرو .ثم عانقة والدتها وأحتضنتها بسعاده
    قطع تصرف عزه هذا وسعادتها الكبيرة بما تسمع الشك باليقين فى قلب عمرو تجاه مشاعر عزه نحو صديقه وقال بمرح :
    - مش هتغدونا بقى ولا ايه يا جماعه أنا واقع من الجوع
    *******************************
    - تعال اقعد يا فارس ..نطق الدكتور حمدى بهذه العباره وهو يشير إليه بالجلوس وقد بدا عليه الاهتمام الشديد وهو يعتدل فى جلسته ويستند إلى المكتب بمرفيه ويشبك أصابع كفيه فى بعضهما البعض ..كانت طريقتة توحى بأنه يستعد لالقاء حديثاً هاماً مما جعل فارس يشحذ حواسه كلها وهو ينظر إليه متسائلاً وهو يقول:
    - خير يا دكتور قضية مهمه مش كده ؟
    أبتسم الدكتور حمدى وهو يهز راسه موافقاً وقال :
    - هى فعلاً قضيه مهمه ..يمكن أهم قضية فى حياتك
    طلت النظرات المتسائلة من عينيى فارس ولكنه لم يعقب وترك المجال للدكتور حمدى ليشرح بنفسه فقال:
    - فاكر يا فارس لما قلتلك انى بحضرك لحاجه مهمه أوى
    هز فارس رأسه وهو يقول:
    - أيوا فاكر يا دكتور
    أردف الدكتور حمدى متابعاً:
    - شوف يا فارس أنا عاوز تسمعنى كويس وتفهمنى...استدار فارس بجسده كله تجاهه وهو ينصت بأهتمام وتركيز حيث قال الدكتور حمدى:
    - أنا نويت أسيب المكتب وأتفرغ شويه لبيتى ومراتى وولادى وبينى وبينك زهقت من الفساد اللى بقى متفشى حوالينا فى المهنه دى زى السرطان..زمان كنت صغير وكنت بناطح وبحارب دلوقتى صحتى خلاص مبقتش تستحمل
    قاطعه فارس وهو يقول بضيق:
    - لا يا دكتور أنا مش معاك فى القرار ده لو سبنا الساحه للمفسدين يبقى كأننا بنساعدهم بالظبط
    قاطعه الدكتور حمدى باشارة من يده وقال :
    - استنانى لما أخلص كلامى يا فارس ...أنت كلامك صح وده اللى انا فكرت فيه ده غير أنى مهما كان مهنش عليا ارمى اسمى وتاريخى الطويل ورا ضهرى بسهوله كده واقفل المكتب ...ولما فكرت كويس ربنا هدانى لفكرة دخلت دماغى أوى وشايفها حل وسط هيريحنى وفى نفس الوقت هتبقى دى بدايتك الحقيقيه
    جالت بخاطره افكار كثيرة متشعبه ومتشابكه كأشجار الغابات فبداية الحديث غير مبشرة بالمره ولكن نهايته لغز كبير ..قرا حمدى الحيرة فى عينيه فقال بحسم:
    - أنت يا فارس اللى هتمسك المكتب كله بدالى ومكتبى ده هيبقى بتاعك والقاضايا اللى هتشتغلها هتتوزع على تلاته تلت ليا وتلت ليك وتلت للمكتب مرتبات ومصاريف
    أتسعت عينى فارس من وقع المفاجأة ونهض بغير ارادة منه واقفاً وهو يقول بذهول:
    - مش معقول ..انا مش مصدق يا دكتور ..
    واشار إلى صدره وقد أزدادت قوة نظراته المتسلطة على الدكتور حمدى وهو يقول بعدم تصديق :
    - انا ؟!!
    أومأ الدكتور حمدى براسه وقال مؤكداً:
    - ايوا يا فارس ..وبعدين مالك مستقل بنفسك كده ليه ..ده انت اقل من شهر وتاخد الدكتوراه
    المفاجأة كانت كبيرة جد على فارس فلم يكن ليصدق ما يسمع هل سيدير المكتب ويجلس خلف مكتب الدكتور حمدى ليأخذ مكانه ويشاركه نسبة الثلث فى أتعاب كل قضية هز راسه يمنة ويسره وهو يحاول استيعاب الموقف جيداً ولكن الدكتور حمدى أعاد كلامه مرة اخرى وهو يؤكد له ما فهمه منه وأخبره أنه سينتظره حتى يعود من أجازة زواجة ليبدا مهام عمله الجديد بداخل مكتب الدكتور حمدى شخصياً
    ***********************************
    أندفعت دنيا معانقةً لـ فارس وهى تهتف بأنفعال:
    - بجد يا فارس أنا مش مصدقة يعنى المكتب ده كله هيبقى بتاعنا
    عانقها بحب وقال ضاحكاً:
    - ده انتى مفرحتيش كده يوم كتب كتابنا ولا حتى يوم الماجيستير
    ضحكت وهى تبتعد عنه بنعومه وعينيها تكاد تنطق بالبهجة والسعادة وقالت وكانها لم تسمعه:
    - طبعاً التلت ده هيبقى أكتر من مرتبك دلوقتى بمراحل يعنى هنجيب شقه فى حته حلوه..ونفرشها بمزاج ونجيب عربية وصفقت بيديها وهى تقول:
    - وبعد شويه نحط أسامينا على اليافطة جنب اسم الدكتور
    كان فراس ينظر إليها بتمعن وهى تتحدث عن المستقبل بكل تلك السعادة وتسرح بخيالها الممتد للافاق الشاسع وهى تنظر إليه ولكنها فى خضم تلك السعادة نسيته تماماً ولم تتحدث الا فى الماديات قط ولم تحلم إلا بها وحدها أنتزعها من أحلامها وهو يقول :
    - أنا مش هسيب أمى لوحدها فى البيت يا دنيا ومش هاخد شقه فى حته تانيه إلا لما هى توافق وترحب بكده وتوافق أنها تسيب بيتها وتيجى معانا
    توقفت دنيا عن الدوران فى سماء أحلامها وطوت جناحى الامانى لتعود الى الارض مرة أخرى فى هبوط اضطرارى وقطبت جبينها وهى تقول بحنق:
    - يعنى ايه الكلام ده ..حتى بعد ما اللى حصل عاوز تفضل عايش فى الحاره
    أختلطت أبتسامته بقسمات حزن وهو يقول متهكماً:
    - أنا مش عارف انتى ليه مصممه أنها حاره ..ما علينا حاره ولا مدق حتى مهما أختلفت المسميات مش هسيب امى لوحدها وأخذ نفساً عميقاً وأخرجه ببطء وهو ينوى حسم الامر قائلاً:
    - والامر ده لازم يتحسم دلوقتى علشان ابدا فى تجهيز البيت ونجيب اوضة النوم بتاعتنا
    نظرت إليه فى ضجر وضيق شديدين وقالت ساخرة:
    - كمان مش هتغير غير اوضة النوم بس
    أتجه إلى باب غرفة مكتبها ليخرج منه وهو يشعر ان فرحته قد أنطفات بكلماتها الاذعة وقال ببرود:
    - لما اروح معرض الفرش مع عمرو هشوف هقدر أجيب ايه..المهم دلوقتى تعملى حسابك أن الفرح هيبقى بعد مناقشة الرسالة على طول...
    ************************************
    لم تكن عزة لتصدق نفسها وهى تنتقل ببصرها بين أنواع الاثاث الجيدة امامها وقد اعجبت بتصميمها العصرى الانيق ومالت على عمرو وقالت بخفوت:
    - بس العفش ده مش هيبقى غالى علينا ولا ايه يا عمرو
    وضع اصبعه على فمه مشيراً لها بالسكوت وبدأ فى مفاوضاته هو وفارس مع صاحب معرض الاثاث حول الاسعار والقسط المناسب ..وجد فارس مبتغاه فى هذا المعرض وقرر ان ياتى بغرفة صالون اضافيه لاستقبال الضيوف وعاد لمداولاته مع صاحب المعرض وهو يتمنى أن يرى السعادة فى عينيى دنيا كما رآها فى تصرفات عزة حينما شاهدت الاثاث لاول مرة وابدت اعجابها الشديد به ...
    وبدات رحله تجهيز البيت وأعداده ونقل الاثاث إليه وقد بذل فارس مجهوداً أضافياً ليستطيع توفير كماليات البيت ليبدوا جديداً فى عينيى زوجته وفى نفس الوقت يضع اللمسات الاخيرة فى رسالة الدكتوراة وقد أطمئن قلبه إليها وخصيصاُ عندما سمع أطراء الدكتور حمدى عليها وعلى المجهود المبذول فيها ...أنتهت جميع التريبات الازمه فى شقة الزوجية الخاصة بعمرو وكذلك شقة فارس واصبحت كل شقة منهما جاهزة لاستقبال عروسها الجديدة ..لم تكن تفصل بينهما وبين حياتهما الجديدة إلا ايام قليلة ..ايام قليلة تفصلهما عن مستقبلهما الذى لم يكن أياً منهما يتصوره ولا يخطر بباله ..فإن الانسان مهما فعل لا يستطيع أن يمنع الاخرين من الأساءة إليه .

    تعليق

    • ام اروى 86
      مربية ناجحة
      • Apr 2013
      • 1277

      الحمدلله سبقت الكل هههه
      جميل جدا يا مشاعر ربنا يباركلك يارب
      رائع كلامك عن تاخير الصلاة
      كان دايما والدى يقولنا :لا بارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة
      اسال الله ان يجعلنا جميعا من المقيمين للصلاة فى اوقاتها واذكركم بقوله تعالى:
      (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)

      متابعين معاكى يا غالية وربنا يستر من الاحداث القادمة
      جملتك الاخيرة دى قلقتنى
      .ايام قليلة تفصلهما عن مستقبلهما الذى لم يكن أياً منهما يتصوره ولا يخطر بباله ..فإن الانسان مهما فعل لا يستطيع أن يمنع الاخرين من الأساءة إليه .


      تعليق

      • ام اروى 86
        مربية ناجحة
        • Apr 2013
        • 1277

        يا مشاعر يا غالية لى ملاحظة بسيطة واتمنى الا تغضبك
        اكيد فى بنات غير متزوجات بيقراوا القصة معانا
        وجرعة الرومانسية التى فى القصة مش كتيرة عليهم حبتين؟
        اعلم جيدا انها فى الحلال وبين الازواج
        ومتفهمة ايضا ما تريدين ان توصليه لجميع القراء ان الملتزمين ايضا رومانسيين وبيوتهم عامرة بالحب والحنان والرحمة
        واشكرك جزيلا على ذلك
        وان شاء الله تكون افكار اناس كثيرين تجاه الملتزمين قد تغيرت بعد قصصك الرائعة

        ولمست كثيرا فى قصصك حبك للدعوة الى الله باسلوبك المميز
        فلا يخلو فصل من درس فقهى نحتاجه جميعا

        ولكن الرومانسية التى احبها فى قصصك تنقلنا نحن المتزوجات من حال الى حال (بصراحة رجعتنى 8 سنوات للخلف وحسيت نفسى لسه عروسة)
        فما بالك بالبنوتات الرقيقات؟

        ولا ايه رايكم يا بنات ؟

        تعليق

        • الشفاعة
          مشرفة ركن الصحة والتغذية - النجمة الفضية 2012م
          • Aug 2008
          • 15303

          [FONT="Simplified Arabic"][COLOR="DarkOrchid"][SIZE="4"][B]ام أروى هذا ماكنت انوي قوله للغالية مشاعر ولكن خفت ان لا تنتبه لكلامي وكنت انتظر ان يتم طرح الأسئلة حتى ابدي ملاحظتي على هذه النقطة (الرومانسية)

          انا اعلم غاليتي مشاعر انك تحاولين أن توصلي فكرة معينة وهي انه الزواج والابتعاد عن الحرام وترك الرومانسية قبل الزواج لا تعني ان من تتزوج رجل ذا دين وخلق ولم تخرج معه قبل الزواج لا يعني انها لن تكون حياتها مليئة بالرومانسية

          واعتقد لو توصلي الفكرة بطريقة افضل من اجل مشاعر البنات وكل من يقرأها فقط
          وأرجو قبول نقدي
          التعديل الأخير تم بواسطة الشفاعة; 16-06-2013, 08:15 PM.





          اللهم انصر اهل غزة وسوريا و العراق واليمن و مصر
          و افغانستان وبورما و الشيشان ....
          اللهم انهم مظلووومون فانتصر لهم ياحي ياقيوووم .....



          الرجاء الرد من الاخوات فقط

          تعليق

          • ام القادة
            أم قائدة
            • Oct 2012
            • 1508

            السلام عليكم

            اشتقن لكم كثييييييييييييييييييرا كثيييييييييييييييييرا

            شكرا لكل من سأل عن غيابي
            ام اروى وام رودي بارك الله فيكن يا أغلى صحبة أسعدتموني حقا ........وسوف أغيب كثييييرا لظروف ..............

            ربي يسهل ......أهي فرصة لمن أراد السباق هههههههههه

            قرأت الأجزاء في عجالى وبصرااااااااااااااحة ماشاء الله

            وبجد كم أحببت بلال وعبير ماشاء الله والتزامهما في المظهر والجوهر ........ وكم أحببت النقاب .......يا رب اهدنا لما فيه الخير

            وكم غاضتني كثييييرا تصرفات دنيا .......... لست أدري لما فارس يحبها ولماذا انجذب اليها من الأساس

            ربما لن يستمرا وقلبي يقول أن مهرة من نصيب فارس ؟؟




            تعليق

            • omomaima2
              عضو نشيط
              • May 2013
              • 411

              [QUOTE=ام القادة;13352417]
              السلام عليكم

              اشتقن لكم كثييييييييييييييييييرا كثيييييييييييييييييرا

              شكرا لكل من سأل عن غيابي
              ام اروى وام رودي بارك الله فيكن يا أغلى صحبة أسعدتموني حقا ........وسوف أغيب كثييييرا لظروف ..............

              ربي يسهل ......أهي فرصة لمن أراد السباق هههههههههه

              قرأت الأجزاء في عجالى وبصرااااااااااااااحة ماشاء الله

              وبجد كم أحببت بلال وعبير ماشاء الله والتزامهما في المظهر والجوهر ........ وكم أحببت النقاب .......يا رب اهدنا لما فيه الخير

              وكم غاضتني كثييييرا تصرفات دنيا .......... لست أدري لما فارس يحبها ولماذا انجذب اليها من الأساس

              ربما لن يستمرا وقلبي يقول أن مهرة من نصيب فارس ؟؟




              [/QUOT انا زعلانه منك ياام القاده تكتبي ام اروى وام رودي بس

              تعليق

              • omomaima2
                عضو نشيط
                • May 2013
                • 411

                يابنات شكلو الحضر جوي انتقل لاام رودي ههههههه

                تعليق

                • { أم أنـــس }
                  كبار الشخصيات
                  • Mar 2007
                  • 18627

                  ماشاء الله

                  جمييل كثيرااااااااا

                  والله يستر من القادم


                  بالانتظار اخت مشاعر

                  تعليق

                  • omrody2005
                    النجم الفضي
                    • Dec 2005
                    • 3217

                    المشاركة الأصلية بواسطة ام اروى 86
                    يا مشاعر يا غالية لى ملاحظة بسيطة واتمنى الا تغضبك
                    اكيد فى بنات غير متزوجات بيقراوا القصة معانا
                    وجرعة الرومانسية التى فى القصة مش كتيرة عليهم حبتين؟
                    اعلم جيدا انها فى الحلال وبين الازواج
                    ومتفهمة ايضا ما تريدين ان توصليه لجميع القراء ان الملتزمين ايضا رومانسيين وبيوتهم عامرة بالحب والحنان والرحمة
                    واشكرك جزيلا على ذلك
                    وان شاء الله تكون افكار اناس كثيرين تجاه الملتزمين قد تغيرت بعد قصصك الرائعة

                    ولمست كثيرا فى قصصك حبك للدعوة الى الله باسلوبك المميز
                    فلا يخلو فصل من درس فقهى نحتاجه جميعا

                    ولكن الرومانسية التى احبها فى قصصك تنقلنا نحن المتزوجات من حال الى حال (بصراحة رجعتنى 8 سنوات للخلف وحسيت نفسى لسه عروسة)
                    فما بالك بالبنوتات الرقيقات؟

                    ولا ايه رايكم يا بنات ؟

                    فعلا قصص مشاعر كلها رومانسيه تهبل بس انا شايفه ان القصتين السابقتين ايمان وعبد الرحمن /مني وأدهم /مريم ويوسف كانوا ملتهبين رومانسيه عكس هذه القصه .......هذه اكثر هدؤئا .........هذا رائ المتزوجات نشوف رائ البنويت ايضا .....اللي انا متأكدة انهم غيروا دفه احلامهم لفارس الاحلام 180 درجه بعد قصص مشاعر .....وربنا يهنيكي يا عروسه اهم حاجه الضميييير ههههه

                    تعليق

                    • omrody2005
                      النجم الفضي
                      • Dec 2005
                      • 3217

                      المشاركة الأصلية بواسطة omomaima2
                      يابنات شكلو الحضر جوي انتقل لاام رودي ههههههه
                      لا انا متابعه بس بدخل اكثر الاوقات ليلا وتسلمي ام اميمه علي السؤال ربنا يخلينا لبعض

                      تعليق

                      • فاطمة العايدي
                        النجم الفضي
                        • Jun 2007
                        • 1121

                        بارك الله فيك اختي مشاعر .. انا معجبة جدا بقصصك .. بالنسبة للرومنسية المذكورة ... فقد رجعت بي الذاكرة للورااء لقد ذكرتيني بأيام مضت .. بصراحة لقد ادخلت السرور الى قلبي بقصصك وانسيتني هموم وضغوط الحياة المحيطة بنا لبعض الوقت .. جزاك الله خيرا ورفع من درجاتك في الدنيا والاخرة

                        تعليق

                        • رودينا7
                          مشرفة النافذة الإجتماعية و الديكور
                          • Nov 2012
                          • 5697

                          اهلين بالغاليات مششششششششششششاعر
                          وام رووووودي الحبيبه
                          بتعرفي صرت احس انومهرة راح تكون من نصيب فارس
                          او يكون لها دور في حياته بشكل او اخر وهي في مرحلة المراهقه
                          وممكن زواج فارس ودنيا لم تتم واذا تم فهناك مالا يعرفه فارس عن دنيا
                          ولعله سوف يعلم بها بعد الزواج ويتغير مشاعره نحو دنيا
                          واحلي ما حصل زواج عيبر والشيخ بلال
                          سبحان الله كل شئ بدايته تكون صحيحه فنهايته حتما سعيده
                          وبأنتظااااااااااااااااااااااااااااار القصة
                          دمتم في حفظ الباري
                          وبصراحه صارت الأحداث مشووووقه وننتظر البقيه المتبقيه






                          تعليق

                          • مشاعر غالية
                            عضو
                            • May 2013
                            • 62

                            الفصل التاسع عشر

                            أنتشت روحه أبتهاجاً وسعادة ما بعدها سعادة ودوت دقات قلبه بين جنباته فى اصرار لترسم خطوطها على قسمات وجهه البسام وعينيه المشعتان أملاً وأنتصاراً وهو يعانق الزملاء والمحبين والمهنئين له وقد اقترن أسمه بلقب الدكتور ..وأصبح يدعى الدكتور فارس سيف الدين ..جائزته التى طالما أنتظرها طويلاً بعد جهد وعناء ومشقة وسنوات دراسة وبذل وسهر وتعب وأرهاق مضاعف ...كم هى مذاقها طيب لذة الانتصار وكم هو مرهق مشوار النجاح وتحقيق الاهداف ..بحث بعينيه كثيراً عنها بين المهنئين فلم يجدها كيف ذلك وقد وعدته بالحضور لتشاركه أحلامه وسعادته تلك اللحظة شعر بالقلق حيالها هل ربما قد تكون أصابها مكروه ...أخرج هاتفه الخلوى وهاتفها سمع صوتها فرد بلهفة:
                            - حبيبتى أنتى كويسه
                            أنتفضت دنيا من فراشها هاتفة:
                            - أيه ده هى الساعه كام دلوقتى
                            أطاحت المرارة بابتسامة ثغره ووضعت مرارتها على شفتيه وأحتلتها أحتلالاً وهو يقول:
                            - أنتى كنتى نايمه ؟! ..معلش صحيتك روحى كملى نوم ..سلام
                            أمسكت الهاتف بكلتا يديها وقالت بلوعة:
                            - والله يا حبيبى راحت عليا نومه مش عارفه ازاى ... اصلى نايمه بعد الفجر .. بس أنت غلطان مكلمتنيش ليه قبل ما تنزل الصبح
                            - خلاص خلاص محصلش حاجه يلا سلام
                            أغلق الهاتف وهو يشعر أن مرارة ابتسامة قد أستعمرت قلبه ورفعت رايتها معلنةً أحكامها وبعثرت غصتها فى حلقه تباعاً لتجبره على الانصياع لها بلا مقاومه..ولم يكن ليفعل .. لم يكن ليقاوم ذاك الشعور المرير بأهمالها الدائم له وعدم حرصها عليه وتفكيرها الأبدى فى شخصها وفقط .. كيف يكون ذلك حباً ..عاد إلى بيته وهو يحاول التخلص من تلك المشاعر التى أحتلته فلا يريد أن يزعج احداً بما يعانيه ..كل ما كان يفكر به هو اسعاد تلك المرأة الطيبة التى بذلت عمرها لأجله ولم تبقى لنفسها عافية إلا وقدمتها بحب وأرتياح وهى تراه يحقق الانجازات يوماُ بعد يوم فكأنها هى التى تنجح وهى التى تتقدم وهى التى تخطو نحو المستقبل بخطاً ثابته..أحضر لها معه بعض الأشياء التى تحبها ورسم ابتسامة سعيدة على محياه ليدخل البهجة على قلبها ..قابلته وجدها تقف فى الشرفة تنتظره على احر من الجمر فابتسم لها وخطى خطوات واسعة نحو المنزل صعد درجات السلم فى سرعة كبيرة فوجدها قد سبقته ونزلت هى إليه ..عانقته وهى تضحك بين دموعها وتحسست وجهه بيديها الواهنتين وهى تقول ببكاء:
                            - مبروك يا حبيبى ألف مبروك يا ما انت كريم يارب الحمد لله يابنى
                            وكأن دموعها قد سمحت لدموعه بالافلات أخيراً من محبسهم وبغزارة..وهو يقول :
                            - أيه يا ست الكل أنتى تفرحى تعيطى تزعلى تعيطى
                            قبلت كتفه وأحاطها بذراعه وهى تقول:
                            - دى دموع الفرح يا دكتور
                            جائهم صوت مُهرة من خلفهم وهى تقول بصوت يشبه البكاء:
                            - كده خلتونى أعيط
                            ألتفتا فوجداها تقف اعلى الدرج وعيناها تلمع بعبراتها السعيدة التى هطلت بغزارة على جنتيها وهى تنظر إليهم بأبتسامة كبيرة فأعطت مظهراً يُرسم له لوحة فنية بكل تلك المشاعر المتناقضة على وجهها الدموع المنهمرة بلا توقف والابتسامة الكبيرة السعيدة وتلك الملامح البريئة التى لا تخطئها عين...هبطت درجتين من السلم حتى اقتربت ثو توقفت وأخرجت من جيب تنورتها ميدالية مرصعة بفصوص من الفضة مكتوب وسطها وبخط فضى صغير د/فارس سيف الدين ....وقدمتها له وهى تقول ببراءة :
                            - مبروك يا دكتور ممكن تقبل منى الهدية البسيطه دى
                            أخذها فارس وهو ينظر لها ويقلبها بين يديه متأملاً وقد تملكته الدهشة وقال:
                            - الله يبارك فيكى يا مُهرة..بس جبتيها أمتى دى وعملتيها أزاى
                            رفعت كتفيها وقالت بتلقائية:
                            - من سنة كده وأنا عند ابله عبير شفت واحد جنبهم بيعمل حاجات فضه طلعت فى دماغى ووصيته عليها ولسه مستلماها منه من اسبوع بس
                            رفع حاجبيه وقد أندمج مع عباراتها التلقائية ولم يكن حال والدته باقل من حالته وهما ينصتان لكلماتها العفوية وقال متسائلاً:
                            - من سنه ولسه مستلماها من أسبوع
                            أبتسمت فى خجل وهى تطرق برأسها وقالت:
                            - أصل أنا كنت بحوش تمنها ولما خلصت أدهالى
                            أتسعت ابتسامته وهو يتبادل النظرات مع والدته التى شعرت كأنها تراها لأول مرة أما هو فقد شعر بمتعة وهو يتسائل مرة اخرى ويقول :
                            - وانتى بقى عرفتى منين المعاد بتاع مناقشة الرسالة علشان تظبطيها كده وتخلصى تمنها قبلها بأسبوع
                            أستندت بذراعها إلى سور الدرج ولوحت بيدها الاخرى بعفوية وهى تقول:
                            - مرة سمعتك وانت بتتكلم مع طنط
                            - سمعتى المعاد مره من سنه !!!!
                            أومأت بخجل ثم عقدت جبينها ونظرت لأم فارس ثم نظرت إليه وقالت:
                            - هى معجبتكش ولا ايه
                            أجاب بدون وعى وبدون تفكير:
                            - بالعكس دى جميله جدا
                            نظرت له والدته فوجدته شارداً أو حائراً وهو ينظر إلى الميدالية فى يده ويقول فى وجوم:
                            - شكلك كنتى متأكده أنى هاخد الدكتوراه حتى من قبل ما أكون انا متأكد
                            صعدت والدته درجتين وربتت على كتف مُهرة ثم مسحت على ذراعها فى حنان وقالت :
                            - طول عمرك جدعه يا مُهرة وفاكره الناس اللى حواليكى ثم نظرت لملابسها وقالت متسائلة:
                            - انتى رجعتى من المدرسه بدرى النهارده ولا ايه
                            نظرت مُهرة لملابسها المدرسية ومطت شفتاها وهى تقول بحزن:
                            - انا مروحتش أصلاً النهارده الصبح صحيت بدرى علشان أروح أتفرج على فارس وهو بياخد الدكتوراه بس ماما مرضيتش وقعدت تتخانق معايا علشان الامتحانات قربت وصممت ألبس وأروح المدرسه ..طبعا بقى على ما الخناقه خلصت ولبست كان عدى وقت المدرسه لقيت ماما بتقولى خلاص اتأخرتى هتروحى فين..ومن ساعتها بقى وانا مغيرتش هدومى وقاعده اذاكر فى البلكونه علشان لما فارس يرجع اشوفه وأديله الهديه...
                            شعر فارس بكلمات مُهرة تُطيح بالمرارة التى كانت قد احتلت قلبه من قبل وتنزع رايتها وتحررقلبه من القسوة التى كانت تحاول فرض سيطرتها عليه بالقوة وتُميت عواطفه وتكاد تدفنها فى اعماقه فلا تظهر مرة أخرى على السطح ولكنها جائت فى الوقت المناسب لتعيد تشغيله واعادته إلى الحياة مرة ثانية ..قبض على هدية مُهرة فى راحته ولا يعلم لماذا شعر فى هذه اللحظة بالذات انه يجب أن يغض بصره عنها لأنها ...لأنها قد كبرت ...كبرت إلى هذه الدرجة ..كبرت النبتة التى زرعها بيديه وزرع ما بها من معانى جميلة وعواطف نبيلة مخلصة لتصبح وارفة الظلال لتظله هو ايضا ببعض ظلالها حينما تسحقه رمضاء الحياة
                            ********************************************
                            ومرت الأيام الخمس ووقف فارس يرتدى سترته الانيقة السوداء امام المرآة وهو يستعد لحفل زفافه ..لم يكن متحمساً كما كان يظن فى ذلك اليوم .. مشط شعره فى عناية شديدة ووقف ينظر للمرآة ويتمم على أناقته حينها سمع صوت بلال وعمرو فى الخارج ابتسم وهو يفتح باب غرفته وسمع عمرو يصيح بمرح:
                            - وأنا هاخد وقت فى اللبس ليه انا حلو من غير حاجه
                            خرج فارس ورد عليه قائلاً:
                            - ده ايه التواضع ده كله
                            ضحك بلال وهو يضرب على كتف فارس قائلاً:
                            - نحن السابقون و انتم اللاحقون
                            نظر بلال إلى فارس وقال متسائلاً:
                            - أنتوا مسافرين بعد الفرح فعلا يا فارس
                            أومأ فارس براسه وقال:
                            - أيوا الدكتور حمدى عزمنا نقضى اسبوع فى شقته اللى فى اسكندرية ..هنقضى ساعه كده فى الفرح ونسافر على طول
                            وضع عمرو يديه فى خصره وهو يتصنع الحقد وقال:
                            - ماشيه معاك يا عم مين قدك
                            - بقولك ايه يا عمرو مابدل الحقد اللى مالى قلبك ده يومين تلاته كده وتعالوا قضوا معانا يومين فى اسكندرية
                            حك عمرو راسه وهو يقول:
                            - ممم هفكر واخد رأى الحكومه
                            ضحك ثلاثتهم بينما قال عمرو :
                            - يالا يا سيدنا العرايس فى الكوافير مستنينا على نااااااار
                            نظر فارس حوله وهو يقول متسائلاً:
                            - هى ماما راحت فين
                            قال بلال وهو يضع يديه فى جيب بنطاله:
                            - طلعت تودى الولاد عند مُهرة ونازله على طول ان شاء الله
                            عقد فارس بين حاجبيه وقال متسائلاًبقلق:
                            - ليه هما مش جايين معانا
                            جذبه عمرو من ذراعه وهو يتجه به صوب باب الشقة ويقول :
                            - ياعمنا يالا بقى هنستناهم تحت الستات دول يومهم بسنه
                            خرج ثلاثتهم وأغلق فارس الباب خلفة ونزل الدرج خلفهم فى توتر وقلق وهو ينظر للأعلى ثم ينظر امامه ويكمل طريقة فى الهبوط وقف الجميع اسفل بنايتهم وتبادلوا العناق والتهنئة مع الجيران والاحبة والمدعوين منهم للحفل ...تأخرت والدته قليلاً فقال عمرو:
                            - ما تطلع تشوف الحاجه يا فارس عزه عماله تتصل شكلنا بقى وحش أوى
                            نظر فارس الى هاتفته فوجد مكالمتين من دنيا لم ينتبه إليهم..كان على وشك أن يهاتفها ليخبرها أنهم فى طريقهم ولكنه وجد يحيى يهبط الدرج بسرعة ويتجه إلى بلال مباشرة وهو يقول:
                            - لو سمحت يا دكتور ممكن تطلع معانا اصل مُهرة تعبانه اوى
                            لم يتحدث فارس كثيرا بل لم يسأله من الاصل أنما توجه للأعلى مباشرة وطرق الباب ..فتحت له أم يحيى الباب وفى عينيها اثر البكاء معلنا عن نفسه بوضوح فقال بلوعة:
                            - فى ايه مُهرة مالها
                            كان بلال ويحيى قد لحقا به ..غض بلال نظره وهو يقول :
                            - خير يا جماعه مالها
                            افسحت لهم أم يحيى الطريق وهى تقول:
                            - مش عارفه يا دكتور سخنه اوى وبتترعش والكمادات مش جايبه نتيجه خايفه تكون حمى
                            قال بلال بسرعة دون ان ينظر إليها:
                            - طب غطيها وحطى حاجه على شعرها
                            دخلت ام يحيى سريعاً إلى غرفة مُهرة وخرجت بعد ثوانى وهى تقول بلهفه:
                            - خلاص يا دكتور اتفضل
                            هم بلال بالدخول ولكنه تفاجأ بفارس يمسك بذراعه يوقفه فنظر بلال إلى يد فارس الممسكة به ثم نظر إليه فى تسائل ....فقال فارس بصوت كأنه خرج من شخص آخر غيره ومن حلق آخر غير حلقه وكأنه آتى من بئر عميق وبعيد :
                            - هو انت بتكشف على بنات
                            شيئاً ما فى عينى فارس جعل بلال ينظر إليه بعمق وهو حائراً من امره ثم قال:
                            - انا مش هكشف عليها أنا هشوفها بس حمى ولا لاء وده مش محتاج كشف زى ما أنت فاهم ..علشان لو حمى مش هينفع نستنى اكتر من كده ثم اشار بلال إلى أم يحيى أن تتبعه ..دخلت معه والدتها لغرفتها فوجد أم فارس تجلس بجوارها وتبكى على حالها وما أصابها ومُهرة نائمة وجبينها متعرق من اثر الحرارة العالية والكمادات التى غطتها....وقف فارس حائراً فى الخارج يريد الدخول ولكن لا يستطيع بعد دقائق خرج بلال وهو يحادث زوجته على الهاتف ويقول:
                            - خلاص نازلين اهو ..لا الحمد لله كويسه..اه طبعا هجيب الولاد معايا
                            لم يستطع الانتظار أكثر ..أمسك بلال من يده التى يحمل بها الهاتف وقال بسرعه :
                            - طمنى يا بلال
                            أنهى بلال مكالمته مع عبير ووضع الهاتف فى جيبه وقال ل فارس وهو يتفرس فى ملامحه:
                            - متقلقش دى حرارة عاديه مش حمى ...كويس أن والدتها بتعرف تدى حقن انا كتبتلها اسم حقنه لما تاخدها هتبقى كويسه بأذن الله
                            مر يحيى من جوارهم سريعاً فى طريقة للخروج ليحضر الحقنه التى طلبها بلال وخرجت على اثره ام فارس من الغرفه وتوجهت ل فارس وهى تقول:
                            - انت لسه هنا يابنى يالا أنت اتوكل على الله علشان تلحق عروستك فى الكوافير مش عاوزين مشاكل فى ليله زى دى
                            جاء صوت رنين هاتف فارس فى هذه اللحظه فنظر فى الهاتف فوجده عمرو الذى تكلم بسرعة قائلا:
                            - انتوا هتباتوا عندكوا يا فارس
                            قال فارس بدون تردد:
                            - أمشى انت يا عمرو روح خدهم من الكوافير ووديهم القاعة وماما وبلال هيحصلوك
                            هتف عمرو مستنكراً:
                            - هما مين اللى أخدهم دول اروح اقول لمراتك تعالى معايا وجوزك جاى ورانا فى ايه يا فارس
                            صاح فارس بغضب:
                            - اعمل اللى بقولك عليه يا عمرو ..ماما هتنزل دلوقتى وهتاخدها معاك من الكوافير وتروحوا على القاعه وانا هبقى أحصلكوا ..وبعدين كده ولا كده قاعة الرجاله مفصوله عن قاعة الستات يعنى محدش هياخد باله انى هتأخر
                            أنتزعت أم فارس الهاتف من يده وهى تنظر له بحدة وقالت ل عمرو:
                            - فارس نازلك يا عمرو دلوقتى سلام
                            أغلقت الهاتف ونظرت إليه بصرامه وقالت:
                            - يالا روح عروستك من الكوافير وأنا هقعد معاها لحد ما تتحسن
                            زفر فارس بضيق وهو يشعر ان حفل زفافه تحول إلى جبل على صدره يريد التخلص منه ...لاحظ بلال الحيرة فى عينيه ونفس الشىء الغامض الذى استشعره سابقاً وهو لا يريده أن يدخل للكشف عليها فتدخل لحل المشكلة قائلاً:
                            - بص يا فارس السخونيه دى حاجه عادية بتيجى وتروح ومتقلقش هى هتاخد الحقنه وهتبقى زى الحصان
                            عاد يحيى سريعاً بالحقنه ودخل غرفة أخته مسرعاً كانت أم يحيى واقفة تستمع للحوار بجوار باب غرفة ابنتها فحزمت امرها ورسمت ابتسامة على شفتيها وخرجت مبتسمة وهى تقول:
                            - الحمد لله الحرارة نزلت شويه وابتدت تتحسن
                            ألتفت بلال إليها دون النظر لها مباشرة وقد أستشعر خدعتها فهو كطبيب يعلم أن الحرارة تحتاج لوقت أكبر من هذا لتعود لطبيعتها..أنهالت المكالمات على هاتف فارس وبلال وأحتالت أم يحيى كثيرا عليهم حتى لا يتأخروا أكثر من هذا على زفافهم بسبب مرض ابنتها فهم لا ذنب لهم فيما يحدث لها ...استقل فارس السيارة ويكاد يكون فى عالم آخر يأكله القلق والتوتر والاضطراب وتكاد أن تفتك به أناتها التى كانت تخرج منها عالية فتصل إلى اذنيه وتنهش صدره عن بعد وهو ينظر خلفه ويكاد أن يراها من خلف الابواب المغلقة والجدران والسيارة تبتعد به وتفصله عن عالمه الذى أحبه ....
                            *******************************************
                            وقف فارس وعمرو على باب الكوافير ينتظر كل منهما عروسه ولم ينتظرا طويلاً فقد كانتا كل منهما تجهزت منذ وقت وأنتهت من زينتها ...دلفت عبير إلى الداخل ووضعت الكاب الابيض على عزه لتغطى به زينتها التى زينت بها وجهها بينما رفضت دنيا أن تفعل ذلك واصرت على الخروج وهى تحمل الغيظ والحنق بين جنباتها وعلى قسمات وجهها لاصرار فارس أن ترتدى الحجاب ولتاخره عليها كل هذا الوقت ...خرجت كل منهما إلى زوجها وتأبطت ذراعه إلى السيارة وأنطلق الجميع وسط الزغاريد واصوات السيارات حتى وصلوا إلى قاعة الافراح...كانت قاعة الرجال فى الدور الارضى بينما قاعة النساء فى الدور الاول ..صعدت النساء للأعلى بينما دلف الرجال إلى القاعة الارضيه ...كانت هناك فرقة من النساء تقف فى بهو القاعه ينتظرون حضور العروستان فى صفين يحملن المشاعل وصفين آخرين يحملن الدفوف مرت عزه بين صفى الدفوف بينما مرت دنيا بين صفى المشاعل ..كانت أستقباليه رائعه بين ضرب الدف والانشاد وبين أنوار المشاعل الملونه جلست كل منهما فى مقعدها المخصص لها والمزين بالتول والورود والقلوب الحمراء وبدات الفرقه فى أداء فقراتها المدربة عليها ولكن كل هذا لم يعجب دنيا وكانت تشاهد ما يحدث بملل وكأنهم نساء من كوكب آخر وتنظر إلى عزه بدهشه وتتعجب كيف يبدو عليها السعادة والبهجه بل وتشاركهم الرقص على ضرب الدف هل هذه حفلة زفاف اين الراقصات والمغنيات اين الاختلاط اين الاغانى كل هذا كان ليس له وجود فقد كانت عبير هى متعهدة هذه الحفله وقد رتبتها بما يرضى الله وجهزتها لتخرج بدون معاصى وايضا فى ابهى حلة لها ...
                            أما فى الاسفل عند الرجال وقف عمرو يتضاحك مع اصدقائه ومحبيه ويتبادلون النكات ووقف فارس بجوراه يصافح المهنئين له ويبتسم لهم ولكن عقله كان فى مكان آخر فيتجه إلى ركن ما فى القاعة ويخرج هاتفت ويتصل على هاتف يحيى الذى يجيبه ببعض الكلمات المطمئنه التى لقنته اياها والدته ...
                            ترك عمرو اصدقائه وأتجه إلى ركن هادىء بالقاعه وأتصل على والدته وقال وهو يتلفت حوله :
                            - بقولك ايه يا ست الكل مش كفايه كده بقالنا ساعتين مش هنروح بقى ولا ايه
                            ضحكت والدته ثم قالت :
                            - طيب خلاص ربع ساعة كده وننزل
                            أنهى عمرو الاتصال ووقف يفرك كفيه ما بين توتر و عجلة وحانت منه التفته إلى فارس الذى يقف شارداً يضغط ازرار هاتفه فى أنفعال ما بين الحين والاخر فاتجه إليه ووضع ذراعه على كتفه وقال مداعباً :
                            - أنت كمان مستعجل ولا ايه
                            رسم فارس ابتسامه على شفتيه ولم يجيبه فقال عمرو :
                            - مالك يا فارس شكلك مش طبيعى خالص من ساعة ما وصلنا
                            - مفيش يا عمرو مفيش
                            أنتهى حفل الزفاف واستقل عمرو سيارة بجوار عزه فى طريقهما لعش الزوجية بينما لاحظت أم فارس قلقه وعدم رغبته فى السفر فاقتربت منه وربطت على كتفه وقالت وكانها ترى ما يدور بعقله:
                            - يابنى اطمن هى خلاص بقت كويسه يلا توكل انت على الله وخد عروستك وسافر
                            أنحنت دنيا وهى داخل السيارة واطلت براسها من زجاجها وقالت بانفعال:
                            - انا هفضل ملطوعه كده كتير
                            أضطر فارس إلى استقلال السيارة تحت الالحاح الشديد من والدته وكلمات دنيا اللاذعة وأنطلق بها إلى الاسكندرية
                            ظلت طوال الطريق تؤنبه وتوبخه على تأخره عليها فى الكوافير وفى السيارة امام القاعة ولكنه لم يرد كاد ان يستشيط غضباً وهو يحاول ارضائها ويقدم أعذاره ولكنها لم تقبل بل وأزدادت حدة كلماتها القاسية التى تتهمه فيها بالاهمال والتقصير ...والبداية الغير مبشرة بحياة سعيدة
                            ***************************************
                            فتحت والدة عزه باب الشقة ودلفت وهى تطلق الزغاريد المتواصله وتبعتها عبير وعزه وعمرو...قبلت عبير أختها وعانقتها وهى تتمنى لهما حياه سعيدة وايام مباركه وأنصرفت بسرعه كما أمرها بلال من قبل بينما ظلت والدة عزه تطلق الزغاريد المتواصله حتى مال عمرو على عزه وقال هامساً:
                            - هو النهارده الزغاريت وبكره الفرح ولا ايه !!
                            ابتسمت عزه خجلاً ولم تجيبه وانما تمنت ان تبقى والدتها ولا تنصرف ابدا من كثرة خوفها من عمرو الذى كانو يتوعدها بهذه الليله مراراً وتكراراً وهو يداعبها ...
                            صعدت والدة عمرو وجذبت أم عزه من يدها وقالت بمرح:
                            - يالا بقى أحنا هنبات هنا ولا ايه
                            فرت دمعتين من عينيى ام عزه وهى تحتضنها وتقبلها قائلة:
                            - خللى بالك من نفسك وكلى كويس ها
                            لمعت عينيى عزه بالدموع وهى تودع والدتها على الباب بينما اسرع عمرو واغلق الباب خلف الجميع وهو يزفر بارتياح قائلا:
                            - الحمد لله أخيرا ..ايه رايك نقفل بالمفتاح والترباس لحسن يرجعوا تانى ؟!!
                            أطرقت عزه براسها ولم تجيبه وشعرت ان الدنيا تميد بها وتكاد أن يغشى عليها ..لاحظ عمرو العلامات الجلية على وجهها وشحوبه خوفاً فقال بلامبالاة :
                            - يلا بقى انا هموت من الجوع ادخلى غيرى وأطلعى بسرعه قبل ما اخلص العشا لوحدى
                            لم تصدق نفسها هرولت للداخل أغلقت الباب عليها وبدلت ملابسها سريعاً بعد أن تعثرت قليلا وهى ترتديها وتتمتم بصوت خفيض:
                            - بتتلبس ازاى دى
                            بعد قليل خرجت إليه وجدته يأكل بنهم شديد فنظرت إليه باستغراب وقد تناست خوفها قليلاً وهى تسمعه يقول لها دون أن ينظر إليها:
                            - الاكله دى خلتنى عامل زى اللى واخدين بنج وشكلى كده هكسف اهلى وانام على روحى
                            ابتسمت وقد تلاشى أى شعور داخلها بالخوف وجلست على مقعدها تتناول بعض الطعام وتصنعت ان الامر لا يعنيها وهى تقول:
                            - كل وادخل خد دش علشان تسترخى ونام وانا هابقى اصحيك الفجر علشان نصلى سوا على فكره شكلك مرهق اوى أوى
                            نظر إليها بطرف عينيه وهو يلعق اصبعه من بقايا الطعام وقال :
                            - اسكتى يا بت انتى وكلى عيشي فى البيت ده وانتى ساكته أحسنلك
                            أنهى طعامه ودلف الى الحمام أغتسل وخرج ليجدها قد استغرقت فى نوم عميق على الاريكة امام التلفاز
                            حاول ايقاظها ولكنها لم تستجب حاولا مراراً ولكنها تعمدت الاستغراق أكثر فى النوم فإتجه الى الثلاجه وأخرج زجاجة عصير وأتجه إليها ووقف بجوارها وهو يفتح الزجاجه بصوت عالى وقال:
                            - ياترى نوع العصير ده لما بيتكب على هدوم ولا على شعر ولا على السجاده ولا على الكنبه بيطلع تانى ولا لاء
                            أنتفضت عزه واقفةً وهى تقول برجاء:
                            - لالالالالا بلاش انا صاحيه اهو
                            اشار لها لتسير أمامه للداخل وهو يعقد جبينه قائلا بجديه مصطنعه:
                            - قداااامى ...ناس مبتجيش غير بالعين الحمرا صحيح
                            *********************************
                            وأما هناك وفى الاسكندرية وقبل الفجر بدقائق كانت هناك دوى صفعة قوية على وجهها هوت على اثرها أرضاً وهى تصرخ قائلة:
                            - متظلمنيش يا فارس مكنش بايدى ...اسمعنى طيب
                            قبض على ساعديها بقوة وعينيه تشعان غضباً وكأن الشيطان قد سكنها وأطلق منها قذائف نيرانه فتطايرت فى وجهها ولفحتها وهو يجذبها لتقف مرة اخرى على قدميها وهى تهتز خوفاً وهلعا وهو يقول بصوت يشبه الفحيح:
                            - مين اللى عمل كده أتكلمى ولا هقتلك وأدفنك هنا دلوقتى حالاً ..
                            قال كلمته الاخيرة وهو يصفعها مرة اخرى لترتطم بالفراش وتسقط عليه بثقلها ..وضعت يدها وجنتها وهى ترتعش وتقول متوسلة له:
                            - هتكلم هحكيلك على كل حاجه بس اسمعنى والله مظلمومه مظلمومه يا فارس ...بدأت تتعثر فى كلماته وتتلعثم وهى تقول:
                            - فى يوم بعد ما ركبتنى التاكسى ومشيت فضل ماشى بيا فى الطريق عادى وقبل ما يدخل على بيتنا دخل فى الشارع الضلمه اللى قصاده اللى كله عمارات فاضيه ولسه بتتبنى ما أنت عارفه وو..و بعدين طلع مطوه وهددنى ومقدرتش افتح بؤى خفت يا فارس خفت وبعدين أغمى عليا ولما فوقت لقيت نفسى فى الشارع قمت جريت ودخلت بيتنا وماما كانت نايمه ومشفتنيش
                            قبض على شعرها بقوة وصرخ بها:
                            - كدااابة ..انا عمرى ما ركتبتك تاكسى لوحدك ابدا
                            صرخت وهى تحاول الفكاك منه ومن قبضته حتى شعرت أن روحها تفرقت فى جسدها وهربت من كثرة الالم وقالت وهى تنتفض:
                            - ايوا ايوا أنت عمرك ما ركبتنى تاكسى لوحدى بس فى اليوم ده المينيباص اللى ركبتهولى اتعطل والناس نزلت كلها واضطريت اخد تاكسى وحصل اللى حصل
                            صرخ بها وهو مازال قابضاً على شعرها بقوة :
                            - ومقولتليش ليه ومبلغتيش ليه وأمتى كل ده حصل
                            بكت بشدة وهى تصرخ من الالم وقالت :
                            - حصل من سنه تقريبا وخفت يا فارس خفت اقولك وخفت ابلغ
                            دفعها على الفراش بقوة فارتطم راسها به وأخذت تبكى وترتعش بقوة نظر إليها تسلط عليه الشيطان فى تلك اللحظه فاقدم على قتلها ولكنه تراجع ..كلماتها تفوح منها رائحة الكذب ولكنه لا دليل لديه على شىء أخر ..ابتعد عنها ودخل الشرفة فلفحه الهواء بقوة وشعر أنه كان تحت سطح البحر لا يكاد يتنفس وخرج فجأة الى الهواء العليل فكادت ان تنفجر رئتيه وشعر بدمائه تغلى بداخل عروقه لتلهبها وتحرقها وراى الماء يندفع بجنون ويرتطم بأمواج عقله فتطحن رجولته وتبعثرها وتنثرها على الشاطىء ..شعر أنه سيفقد عقله ورشده ..جلس على الارض واضعاً وجهه بين كفيه وهو يشعر أن قلبة قد طُعن طعنة غدر من اقرب الناس إليه لا يصدقها وليس لديه حل آخر هل يعرضها على طبيبه لتكشف له الامر ولكن الامر قد مضى عليه سنه كاملة ..هل يفضحها ويقول لوالدتها ويطلقها أم يستر عليها ..صدح صوت اذان الفجر ليتسلل لقلبه المكلوم الممزق ..نهض بتثاقل وتوجه للحمام أغتسل وبدل ملابسه وصلى الفجر وقد انهمرت عبراته الساخنه التى تقطع طريقها على وجنته ثم تغير وجنتها وتقفز على الارض لتروى مكان سجوده بماء دموعه ..أنكفأ لونه وارتجفت أوصاله ..فلقد عاد الفارس من معركته خاسراً ولكنه لم يفقد روحه وأنما فقد حكمته وشرفه...ولكن الفارس النبيل مازال بداخله يستصرخه أن يظل نبيلاً حتى آخر رمق وان زهقت روحه تحت راية نبلة وتذكر حديث النبى صل الله عليه وسلم :
                            - (من ستر مؤمنا فى الدنيا ستره الله يوم القيامه )
                            ولكن هل يستطيع ذلك ؟!!
                            ************************************************** **




















                            تعليق

                            • مشاعر غالية
                              عضو
                              • May 2013
                              • 62

                              الفصل العشرون


                              أشرقت شمس يوم الجمعة تتسلل بأشعتها الذهبية بين النوافذ والجدران مقتحمةً الابواب المغلقة لترى ما لا نستطيع أن نراه ثم تنسحب بهدوء بعد أن قد حملت بين طياتها الكثير والكثير ولكنها لن تفشى الاسرار فهى ليست من بنى البشر ..
                              فتح فارس عينيه قليلاً ووضع يديه عليها ليحميها من اشعة الشمس فلقد غفى قليلاً على مقعده فى الشرفة المطلة على البحر ..نظر حوله وهو يدعو الله أن يكون ما حدث ليلة الامس كان حلماً مفزعاً فقط ولكن وضعه وغفوته أنبأته أنه كان حقيقةً بائسةً فلما نظلم الاحلام معنا دائماً ..
                              أعتدل وهو يشعر بألم فى كل خلجة من خلجاته مسح على رقبته التى شعر بها تؤلمه بشدة من اثر غفوته تلك نظر للداخل دون أن يتحرك لم يجد لها اثر وباب غرفة النوم مغلق فعلم انها مازالت نائمة أو أنها تهرب من مواجهته مرة أخرى..
                              نهض متثاقلاً وبصعوبة توجه إلى الحمام وتوضأ خرج من الحمام لتقع عينيه على حقيبته التى مازالت أمام باب الشقة ..شرد ذهنه وهو يتذكر ليلة أمس عندما طلبت منه أن يحمل حقيبتها للداخل ففعل ثم تذكر جرأتها الشديدة فهى التى تقدمت إليه حتى أنها لم تدعه يتوضا ليصلى بها ركعتين فى بداية حياتهما الزوجيه ولم تنتظره حتى يُدخل حقيبته هو الاخر ليبدل ملابسه...
                              تملكه شعور الدهشه والاستغراب وهو يتذكر افعالها ..كيف تكون مرت بما مرت به وتفعل هذا دون خوف مما ينتظرها ..كان من الاولى أن تتمنع وتطلب منه أن يمنحها بعض الوقت ..إن كانت كاذبه كانت ستفعل ذلك وإن كانت صادقه فيما قالت أيضا كانت ستفعل ذلك ثم تُخبره بالحقيقة وبما حدث لها دون ارادتها ..فهى تعلم أخلاقه وأنه لن يظلمها ...أم كانت تتصور لانه عديم الخبره أنه لن يكتشف الامر وستسطيع أن تنهى الموقف لصالحها ودون أن ينتبه ...دارت كل تلك التساؤلات فى عقله وقلبه فى لحظة واحدة وهو مازال مصوب عينيه لحقيبته القابعه مكانها من ليلة أمس..هز رأسه بقوة ينفض عنه كل تلك الافكار التى مازالت به لا تفارقه لحظة واحدة لتشعل النار بقلبه من جديد ...
                              عاد إلى الحمام ليتوضا مرة اخرى ليطفأ ما نشب فى صدره من غل وكره وشعور قوى بالانتقام وما تبعه من وسوسة الشيطان بان يثار لشرفه ويقتلها لتهدأ رجولته قليلاً لما فعلته به ..توضا وعاد وقطرات المياه تتساقط من يديه وخصلات شعره التى تناثرت على جبينه ...أخذ حقيبته ووضعها على الاريكة وأخرج منها جلباب الصلاة ..أرتداه فى سرعة وأخذ هاتفه ومفاتيحه وخرج ليلحق بصلاة الجمعة...أنتهى من صلاته وتناول مصحف من مصاحف التفسير الميسر المرصوصة جنباً إلى جنب على أحد الأرفف وقبع بالمسجد يقرأ فى كتاب الله لعله يجد المرشد له فيما وقع فيه وهو يشعر أن سنوات عمره مضت هباءاً منثورا مع تلك المرأة التى أحبها وخانته ولكن مع الاسف ليس لديه دليلاً على خيانتها ويخاف أن تكون تعرضت فعلا للأغتصاب فيكون بذلك قد ظلمها وحاكمها بما ليس لها فيه شىء...ووسط مشاعره المتلاطمة وقعت عيناه على الاية الكريمة فى سورة النور :
                              - ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( لا يعلم لماذا شعر أنها رسالة من الله عزوجل إليه يلهمه فيها بالصواب ويرشده إلى الطريق ..جرى بعينيه على سطور التفسير فى عجلة حتى وجدها..
                              لقد نزلت الاية الكريمة فى الصحابى الجليل ابو بكر !!! نعم نزلت فى هذا الرجل المعطاء الذى كان ينفق على الكثير من الناس ..حدق فارس فى التفسير جيداً يحاول فهم سبب النزول فعلم ان رجلاً كان ممن ينفق عليهم أبى بكر الصديق يدعى مسطح ..تكلم فى عرض أبنته عائشة رضى الله عنها فغضب ابى بكر وقرر قطع ما كان ينفقه على هذا الرجل جزاء بما تكلم به من كذب وبهتان فى عرض أبنته ..فنزلت هذه الاية الكريمة فعفا عنه أبى بكر رضى الله عنه و قال والله أنى أحب أن يغفر الله لى ويعفوا عنى وأعاد ما كان ينفقه عليه مرة أخرى...
                              أغمض فارس عينيه بقوة يحاول السيطرة على مشاعره المكلومة وقلبه المذبوح حاول أن يرتقى بنفسه وبصبره إلى اقصى درجة ..وتذكر وقتها ايام خطبته بدنيا وتذكر أنه علم الحلال والحرام ورغم ذلك استمرا في الحرام سنه كاملة وظل يغضب ربه من أجلها فجعلها الله عزوجل هى من تشق قلبه وتذبحه فكانت هذه النهاية الحتمية ..إذن فهو أحد المسؤلين عن ما يحدث له معها اليوم فلماذا يحاسبها وحدها لماذا لا يعاقب نفسه ايضاً وهل سيختار عقاباً رادعاً لنفسه أكثر منها ؟!! ....
                              خرج من المسجد وقد حسم أمره تماماً وأتضحت الرؤية أمام عينيه وأتخذ قراراً نهائياً بشأنها ..عبر الطريق ووقف ينظر لمياه البحر فى شرود ..شرد ذهنه بعيداً تماماً عن دنيا..فوجد نفسه كالمسحور يخرج هاتفه ويتصل بوالدته التى تعجبت واصابتها الدهشة عندما سمعت صوته فى الطرف الاخر وهويقول :
                              - السلام عليكم أزيك يا ماما عامله ايه
                              ردت باستغراب:
                              - الحمد لله يابنى أنا كويسه ..أنت أزيك ؟!!
                              هز رأسه وكأنها تراه وهو يقول بشرود :
                              - الحمد لله
                              صمت وصمتت قليلاً ثم قالت على أستحياء:
                              - خير يابنى فى حاجه ولا ايه
                              تردد قليلاً ثم قال :
                              - ابداً يا ماما مفيش أنا بس كنت بطمن عليكى
                              ابتسمت ابتسامة صغيرة وساورها الشك فى طريقة حديثه فقالت:
                              - غريبة يعنى المفروض أنى مجيش على بالك النهارده خالص
                              حاول أن يتصنع المرح وهو يقول:
                              - ازاى بس يا ست الكل هو أنا اقدر أستغنى عنك ابداً
                              صمت وصمتت مرة أخرى ولكنه هو الذى قطع الصمت هذه المرة وقال بارتباك:
                              - متعرفيش يا ماما مُهره عامله ايه النهارده
                              أتسعت عيناها بعض الشىء وهى تقول بدهشة كبيرة:
                              - مُهرة ..!!! ..أنت سايب عروستك علشان تسأل على مُهره !!
                              أرتبك أكثر وقال بتلعثم :
                              - وفيها أيه يا ماما ..مش أنا أمبارح سايبها وهى تعبانه ايه المشكله أنى أطمن عليها دلوقتى
                              ضيقت عينيها قليلاً وهى تقول بأرتياب:
                              - هى مراتك فين يا فارس ؟
                              شعر بغصة فى حلقة ومرارة على لسانه وهو يقول بصوت مخنوق:
                              - فى البيت..انا نزلت اصلى الجمعه ولسه مطلعتش
                              عقدت جابيها وهى تقول:
                              - كل ده يا فارس بتصلى الجمعه ...ده العصر قرب يابنى
                              سعى فارس إلى تغيير مجرى الحديث وعاد إلى سؤاله مرة أخرى وقال:
                              - مقولتليش يا ماما مُهره عامله ايه دلوقتى
                              تنهدت فى عدم أرتياح ثم قالت:
                              - كويسه يابنى لسه نازله من عندها من شويه وكانت كويسه
                              شعر أنه لن يأخذ منها أكثر من هذا وأنها مرتابه من سؤاله عنها من البداية فقرر أن يكتفى بما حصل عليه من معلومات وأنهى المكالمة مع والدته ولكن قلبه لم يكن مطمئناً ابداً هناك شىء يخبره أنها ليست على ما يرام ..
                              بحث فى هاتفه على رقم بلال ووجده وأتصل به ..لم يكن بلال أقل دهشة من والدته فى أتصال فارس به وسؤاله عن مُهره ولكنه أجاب:
                              - أنا عندها دلوقتى
                              ابتلع فارس ريقة من المفاجأة وقال بلهفة:
                              - بجد يا بلال طب ليه هى تعبت تانى ولا ايه
                              رفع بلال حاجبيه وهو يقول :
                              - لا ابداً فى دكتور صاحبى جبته يشوفها ..والدتها أتصلت بينا وقالت مبتكلمش ومبتردش على حد ومبتاكلش وبتعيط على طول ..طبعاً أنت عارف ان ده مش تخصصى
                              خفق قلب فارس بقوة وهو يجلس على أحد الصخور وقال :
                              - الدكتور قال أيه
                              - لسه خارج اهو اقفل وانا هبقى أكلمك
                              هتف فارس بسرعه :
                              - لالا متقفلش خالينى على الخط وقولى قالك ايه
                              نظر بلال إلى الهاتف بدهشة ثم أنزله للاسفل وهو يتحدث للطبيب الذى قال :
                              - متقلقوش يا جماعه دى حالة من حالات الاكتئاب البسيط وان شاء الله هتعدى مع الوقت بسرعه ..
                              ثم نظر الطبيب إلى الجميع وهو يقول:
                              - هو فى حد زعلها ؟
                              قالت أم يحيى سريعاً :
                              - هى بقالها كام يوم كده مش عارفه مالها أكلها قليل ومبتنامش كويس ومش مركزه فى مذاكرتها
                              قال الطبيب متفهماً:
                              - يمكن المذاكره هى السبب وعموماً فى سنها ده الحاله النفسيه بتبقى متقلبه متقلقوش مع الوقت هتتحسن وترجع لطبيعتها أنتوا بس متضغطوش عليها ..وضع بلال الهاتف على اذنه مرة اخرى ليبلغ فارس بما قاله الطبيب وقال :
                              - ايوا يا فارس ..أرهف فارس سمعه لكلام بلال ولكن أم يحيى قطعت عليه كلامه وهى تقول لبلال:
                              - بعد اذنك يا دكتور هو ده الاستاذ فارس
                              قال بلال دون أن ينظر إليها:
                              - أيوا هو ..
                              قالت بإحراج:
                              - طب ممكن بعد أذنك أكلمه أعتذرله أنى محضرتش فرحه أمبارح وأباركله
                              ناول بلال الهاتف ليحيى الواقف بجواره الذى أخذه منه وأعطاه لوالدته فقالت بخجل:
                              - أزيك يا استاذ فارس ألف مبروك أنا والله بتاسفلك علشان مقدرتش أحضر فرحك أمبارح بس أنت عارف الظرف اللى حصل بقى
                              تفاجأ فارس بكلام أم يحيى ولكنه وجدها فرصة مناسبة تماماً فقال:
                              - ولا يهمك يا ست أم يحيى مانا كنت موجود وشايف بنفسى ...هو الدكتور قال ايه
                              قالت بحزن:
                              - بيقول أكتئاب وهيعدى ان شاء الله ..أنا والله ما فاهمه يعنى ايه اكتئاب اصلا يا استاذ فارس أنا اللى يهمنى أن بنتى تقوم زى الاول بس مش عارفه أعمل ايه
                              قال فارس بإشفاق:
                              - أكتئاب !! ..ثم قال فى سرعة :
                              - لو سمحتى خلينى أكلمها
                              فرت دمعة من عينيها وقالت باسى:
                              - ياريت يابنى دى لا بتاكل ولا بتتحرك ولا بتتكلم
                              شعر فارس أن قلبه يعتصر فى صدره وينقبض بقوة على حالها الذى لا يعلم له سبب فقال:
                              - طب حطى التليفون على ودنها وانا هكلمها يمكن تستجيب لكلامى
                              نظرت أم يحيى إلى بلال الذى كان يتحدث مع الطبيب الاخر ويحيى يقف معه يستمع لحديثهم فدخلت لغرفة مُهرة ..وجدتها كما هى نائمةً على الفراش تنظر لسقف الغرفة دون حراك ...اقتربت منها ووضعت الهاتف على أذنها وقالت :
                              - اهى معاك أهى ..ثم نقلت الهاتف على اذن مُهره
                              أخذ فارس نفساً عميقاً وقال بهدوء:
                              - مُهره ...أنتفض جسدها الصغير بمجرد أن سمعت صوته وأخذ صدرها يعلو ويهبط فى سرعه وهى لا تزال محدقة فى سقف الغرفة وهو يقول ببطء:
                              - مالك يا مُهره ايه اللى تاعبك ..كلمينى علشان خاطرى ..أتكلمى يا مُهره
                              بدأت الدموع تقفز من مقلتيها واحدة تلو الاخرى بغزارة ودون توقف ترسم طريقاً على خديها وما أن ينقطع بها السبل حتى تغير مسارها لتروى وسادتها التى شاركتها لياليها الموحشة من قبل ...كلما تكلم كلما اراد أن لا يتوقف ابداً فظل ينادى عليها مراراً وتكراراً بتصميم:
                              - انا فارس يا مهره أنا فارس كلمينى قوليلى مالك أشكيلى مين اللى ضايقك ..
                              قال كلمته الاخيرة ووجد عبراته تقفز هى الاخرى على خديه وبدا صوته يشبه البكاء وهو يرجوها أن تتحدث أن تقول أى شىء خالطت دموعه دموعها ولكن عن بُعد لم يراها ولم يسمع الا صوت شهقاتها التى بدأت فى الظهور أخيراً وهى تبكى.... ولم تراه ولم تسمع الا نداءاته المختلطة بالبكاء وكأنه يعتذر عن شىء لا يعرفه أو لا يفهمه ...فقط يشعر به...
                              هبت أم يحيى واقفةً وهى تمسك بالهاتف خرجت سريعاً وهى تقول للطبيب بلهفه:
                              - مًهرة بتعيط بصوت عالى يا دكتور صوتها طلع
                              هتف يحيى بسعاده:
                              - بجد يا ماما اتكلمت يعنى
                              قالت من بين دموعها :
                              - لاء بس بتعيط بصوت عالى
                              ابتسم الطبيب وقال لبلال :
                              - كده خلاص الازمه ابتدت تعدى الحمد لله
                              أعطت أم يحيى الهاتف ل بلال وهى تشكره قائلة:
                              - متشكره اوى يا دكتور بلال الاستاذ فارس اول لما كلمها ابتدت تعيط بصوت وصوتها طلع اخيرا الحمد لله
                              **********************************
                              باتت ليلتها مترنحة خائفة تخشاه ..تترقب خطواته تضع أذنها على الباب تستمع لصوت انفاسه كلما اقترب من الغرفة أهتز جسدها رعباً تظن أنه سيقتلها بالتأكيد سيقتلها لن يرضى على رجولته أن يعيش مع أمرأة فعلت فعلتها ...أذاً ماذا يفعل ...لماذا تأخر مصيرها إلى هذا الحد ..سمعت صوته يتجه للحمام ويغلقه خلفه ...فتحت الباب فى بطء وهدوء ويديها ترتعش وأوصالها ترتجف خوفاً ..مشت ببطء وحذر إلى الحمام ووضعت اذنها وتنصت بإضطراب شديد ..سمعت صوت المياه فعلمت أنه يغتسل ...أغمضت عينيها وكادت أن تزفر بقوة ولكنها وضعت يديها على فمها خشية أن يسمعها ...عادت تمشى وكأنها تزحف بحذر إلى غرفتها وأغلقتها مرة أخرى عليها ...ظلت قابعة خلف بابها تترقب خطواته ذات اليمين وذات الشمال حتى سمعته يكبر تكبيرة الاحرام ثم بدا فى ترتيل الفاتحة فتيقنت أنه يصلى ...
                              هنا فقط زفرت زفرةً طويلة أخرجت فيها ما كان يجيش بصدرها من خوف وقلق ورعباً ..فلو كان ينوى قتلها لما وقف يصلى هكذا ..هوت بجسدها على الفراش وهى تلعن اليوم الذى قابلت فيه باسم وتلعن اليوم الذى صدقت فيه كلماته وعباراته المطمئنة لها كم كانت حمقاء ساذجه كيف لمثلها أن تقع فيما وقعت فيه وبهذه السهوله ...وكيف أكتشف فارس فعلتها بهذه البساطه وهى كانت تعتقده أنه غِـر ليس لديه خبره ..لقد نسجت خيوطها جيداً فكيف رأى الحقيقة بهذا الوضوح ولكن الذى جعلها غاضبة حانقة أكثر هو كيف فشلت العملية رغم تأكيدات الطبيب أنها عادت لعذريتها كما كانت من قبل ولن يكتشفها أحد مهما كانت خبرته فى عالم النساء ... وضعت يدها على خدها تتلمس صفعات فارس الموجعة فلازالت تشعر بخدر فى وجنتيها نتيجة لصفعاته المتتاليه ...عادت إليها رهبتها منه مرة أخرى عندما سمعت صوت باب الشرفة يفتح عنوة ...نظرت من فتحة الباب مكان المفتاح فوجدته قد دخل الشرفة واسترخى على مقعدها وأغمض عينيه .... زفرت فى أرتياح وحنق وتأكدت من غلق الباب جيداً وعادت إلى فراشها وهى تتوعد باسم وتسبه باقذع الالفاظ وذهبت فى نوم عميق ...أستيقظت فزعة من نومها على صوت صفق باب الشقة بقوة ..جلست فى فراشها دقائق وبعد ان تأكدت من مغادرته الشقة فتحت الباب فى هدوء وأتجهت للحمام مباشرة أغتسلت وعادت لغرفتها مرة أخرى لتغلقها عليها لتسكت الشعور بالخوف بداخلها ولكنها لم تستطع أسكات الشعور بالجوع الذى مزق معدتها ...
                              *******************************************
                              عاد فارس من الخارج بعد صلاة العصر فتح الباب ودخل بدون سابق أنذار سقطت الملعقة من يدها بمجرد أن سمعت صوت غلق الباب ..دخل عليها ونظر إلى الطعام امامها ثم نظر إليها بعينين خاليتين من أى تعبير وقال ببرود:
                              - وكمان ليكى نفس تاكلى
                              أبتلعت ما كان فى جوفها وتجمدت مكانها كالتمثال وهى محدقة به تحاول استكشاف ما بداخله من خلال تعابير وجه وظلت قابعة مكانها تنتظر رد فعله تجاهها ...جلس أمامها حول المائدة وصوب بصره إليها بصرامه وقال :
                              - مش ناوية تقولى الحقيقة ؟
                              أبتبعت ريقها بصعوبة وشعرت بجفاف حلقها وشحب وجهها و قالت بصوت خافت مرتعش :
                              - اللى قولتهولك أمبارح هو ده الحقيقة كلها
                              أومأ برأسه بقوة ونظر إليها ببغض قائلاً:
                              - وأنا مش مصدق حرف واحد منه ..لكن مع ذلك ...صمت قليلاً وتعلق بصرها به وخفق قلبها بقوة فقال :
                              - مع ذلك هستر عليكى ومش هفضحك ..لكن عمرى ما هسامحك وعمرك ما هتبقى مراتى
                              قفز قلبها من مكانها وهى تستمع له وقد تيقنت أنه لن يثأر منها ولن يفضحها فعادت الدماء تُضخ إلى مجرى وجهها مرة أخرى وهى تنظر له بترقب فنهض من أمامها واشار إليها قائلاً:
                              - بكره هنرجع القاهرة جهزى نفسك وأعملى حسابك أمى مش هتعرف حاجه عن الموضوع ده ثم نظر إليها بأحتقار وهو يقول:
                              - مش عاوزها تموت بحسرتها عليا ...
                              أستدار متوجهاً للخارج مرة أخرى ولكنها وقفت وقالت برجاء:
                              - استنى يا فارس ارجوك صدقنى
                              أستدار إليها بنظرة مخيفة جعلتها تجلس مكانها ثانية بلا حراك وقد شعرت أن الهواء تجمد فى رئتيها فلا تستطيع التنفس أو حتى التألم ..فتح الباب وخرج مرة أخرى وهو يشعر بالاشمئزاز من المكان ومنها ومن نفسه ...خرج يمشى رويدا على الشاطىء ثم وقف واستدار للبحر نظر إلى سطحه محاولاً الوصول لأعماقه ومعرفة اسراره متغلغلاً بداخله بعقله واجماً فى تلك المرأة التى اصبحت زوجته والتى لطخت شرفه ..وشعر أن مياه البحر تسخر منه وتؤنبه وأعماق البحر تتهكم عليه بل وتحاكمه ..كيف لم يكتشف شخصيتها من قبل كيف لم يرى جرأتها معه وتهكمها على حديثه عن المعاصى كيف يسلم اسمه وشرفه لامرأة لا ترى حلالا ولا تحرم حراماً والكل عندها سواء ..كيف خُدع فيها إلى هذه الدرجة هل أحبها إلى أن طُمست عيناه عن حقيقتها .. بكل خبرته ودراسته الطويله وأحتكاكه بالبشر لم يعرفها حق المعرفه بل كانت والدته المرأة الغير متعلمة التى لم تخرج من شارعهم مطلقاً إلا للضرورة تعرفها أكثر منه ربما ليس بخبرتها ولكن بقلبها ... وأحساسها تجاه الاخرين ...فكيف كان يستهين بهذا الاحساس الربانى
                              ******************************************
                              دخل بلال غرفته هو وزوجته فوجدها ترتدى ملابسها مستعدة للخروج فنظر لها متأملاً ثم قال:
                              - الهانم رايحه فين
                              ألتفتت له وهى تغلق أزار ملابسها وقالت مبتسمة :
                              - انت لحقت تنسى ..رايحه مع ماما عند عزه يا سيدى النهارده الصباحيه عقبال ولادك
                              عقد ذراعيه امام صدره وقال :
                              - وعقبال ولادى ليه متقوليلى عقبالك
                              رفعت راسها إليه وعقدت حاجبيها وقالت محذره :
                              - بلال بقولك ايه متخاليش دماغى تودى وتجيب
                              أقترب منها ببطء وقال بابتسامه :
                              - مفيش خروج أنا بقولك اهو
                              وضعت يديها حول خصرها وهى تقول متبرمة:
                              - يعنى مروحش لاختى صباحيتها يا بلال
                              زفر بهدوء وهو يجلس على الفراش وقال :
                              - يابنتى انا مش عارف ايه حكاية الصباحيه دى ومين اللى اخترعها اصلا .. دى لا هى سنة ولا عادات دى غلط فى غلط ..عريس وعروسه نروحلهم تانى يوم ونضايقهم ليه
                              لوحت بيدها وقالت بتلقائية :
                              - وانا مالى أنا رايحه معاهم وخلاص يعنى هى جات عليا وبعدين يعنى هنضايقهم ليه دى هى نص ساعه ونمشى
                              لف ذراعه حولها واسند جبهته إلى جبتهتها وغمز لها قائلاً:
                              - أنتى اللى بتقولى كده ...
                              ضحكت وهى تنهض من جواره ثم التفتت إليه قائلة:
                              بصراحه معاك حق بس لو مروحتش ماما هتزعل مني ..فكرت قليلاً وهو ينظر إليها مبتسماً ثم قالت :
                              - بص بقى أنت تعالى معانا وأستنانى فى العربيه وانا هطلع خمس دقايق وأنزل بسرعه وأتحجج أنك مستنى تحت
                              اتكأ على الفراش بمرفقه وهو يقول مداعباً:
                              - يا سلام على النصاحه هما يعنى هيسيبونى اقعد فى العربيه ..لو روحت معاكم ابوكى وامك هيصمموا انى اطلع وانا يا ستى محبش ابقى عزول ...
                              ارتدت أسدالها وشرعت فى وضع غطاء وجهها حانت منها ألتفافة إليه فوجدته شارداً تماماً ..جلست بجانبه وقالت متسائلة:
                              - مالك يا بلال أنت مش زى عوايدك
                              أنتبه إليها وهز راسه نفياً وهو يقول:
                              - لالا متغليش بالك مفيش حاجه
                              مسحت على راسه وهى تقول بنعومه :
                              - مالك يا حبيبى فيك ايه
                              رفع راسه ينظر إليها وقال فى وجوم:
                              - بصراحه يا عبير ..حصلت حاجه النهارده كده عند أم يحيى ومش هضحك عليكى واقولك مش لاقى تفسير ..لالا ...أنا بس مستغرب شويه
                              قالت فى اهتمام :
                              - احكيلى
                              قص عليها ما حدث بالامس عندما كره فارس أن يدخل بلال ليرى مُهرة وما حدث أمام قاعة الافراح عندما كان رفض فارس السفر الا بعد أن يطمئن عليها وكذلك المكالمه التى حدثت اليوم امام طبيب الامراض النفسيه ..فقالت عبير بشرود :
                              - وأنت مستغرب من ايه مش هو اللى مربيها
                              هز بلال راسه نفياً وقال مؤكدا :
                              - لا يا عبير أنا راجل واقدر افهم نظرة الراجل اللى زى وتصرفاته ..مفيش عريس فى الدنيا يعمل كده
                              قالت بقلق :
                              - يعنى ايه يا بلال تفتكر يعنى ..
                              أومأ براسه موافقاً وهو يقول :
                              - انا مش افتكر ..انا متأكد يا حبيبتى ...بس مستنى فارس لما يحكيلى بنفسه .. طب لما هى الحكايه كده أتجوز مراته دى ليه ...حاجه غريبه اوى
                              شردت عبير بعيدا أكثر وأكثر وهى تقول فى نفسها :
                              - ياااه يا عزه ده انتى ربنا بيحبك اوى اوى ..أهى خطيبته اللى اتجوزها وانتى افتكرتى أنه فضلها عليكى أهى طلعت فى الاخر برده مخدتش حاجه غير وجوده معاها لكن قلبه فى مكان تانى خالص مكان ابعد ما كنا نتخيل ...ياااه قد ايه ربنا رحيم بينا أكتر من نفسنا ..
                              ************************************
                              وقفت عزه أمام الفراش تحاول جاهدةً ايقاظ عمرو بشتى السبل ولكنها تفشل دائماً فما كان منها إلا أن جاءت بزجاجه مياه باردة وسكبت بعضاً منها على راسه ...هب جالساً فى فراشه وهو يصيح :
                              - ايه يا ماما شغل المكوجيه ده على الصبح
                              عقدت ذراعيها أما صدرها وقالت ساخره:
                              - ماما مين يا حبيب ماما أنت وبعدين صبح ايه أحنا العصر يافندى
                              نظر إليها وهو يفرك عينيه بقوة وقال متذكرا:
                              - عزه حبيبتى ..أه صحيح ده احنا اتجوزنا امبارح وزغاريد بقى وحركات
                              ثم نظر إليها بعين مفتوحه والاخرى مغمضة وقال متسائلا:
                              - اه صحيح هو حصل ايه بعد الزغاريد انا مش فاكر حاجه
                              ضحكت وهى تشير للخارج قائلة:
                              - لو مش فاكر اروح اجيب أزازرة العصير افكرك بيها ها
                              اشار إليها يستوقفها وهو ينهض متثاقلاً ويقف امامها قائلا:
                              - خلاص انا صحيت أهو ..ثم احاط خصرها بذراعيه وهو يقول :
                              - صباح الخير يا عروستى
                              ابتعدت عنه وقالت بحزن مصطنع:
                              - لا انا زعلانه منك ..أنت عارف أنك راحت عليك صلاة الجمعة حتى الظهر مصلتوش وأهو العصر كما اذن عليك ..ينفع كده يا عمرو من اولها هتجمع الصلاة
                              مطت شفتيه وعقد جبينه وقال معتذراً :
                              - انا اسف والله يا حبيبتى كنت تعبان اوى معلش أوعدك مش هيتكرر ده تانى
                              ولف ذراعيه حول كتفيها قائلاً بمرح :
                              - خلاص صافى يالبن
                              رفعت كتفيها وأستدارت وهى تشير للخارج قائلة بحسم :
                              - طب اتفضل بقى على الحمام علشان تلحق اللى فاتك
                              رفع حاجبيه وقال بصرامة مضحكه:
                              - ده طلب ولا امر ؟!!
                              رفعت جابيها مثله وقالت :
                              - لا أمر
                              سار امامها مطيعاً وهو يقول :
                              - اه افتكرت ..ايوة كده اتعدلى معايا
                              خرج من الحمام وصلى ما فاته من صلوات وبمجرد ان أنتهى سمع صوت قرع جرس االباب ووجد عزه تدخل عليه مسرعة وهى تقول:
                              - عمرو عمرو يالا تعالى افتح الباب بسرعة
                              قال بسرعة وهو يتوجه للمطبخ :
                              - روحى افتحيلهم على ما اضربلى كام سندوشت على السريع كده
                              قالت بخجل :
                              - لا يا سيدى افتح انت انا مكسوفه
                              هز راسه نفياً وقال :
                              - يعنى اموت من الجوع علشان سيادتك مكسوفه أمشى يا بت افتحى الباب

                              ***************************************
                              مضى اليومان وعاد الطير إلى عشه القديم تهفو نفسه إلى الاهل والاحباب ..فتحت أم فارس ذراعيها وهى تعانق ولدها الذى ألقى بنفسه بين ذراعيها على الفور وكأنه يحتمى بها كما كان يفعل فى الصغر ممن يخفيه ولسان حاله يعتذر لها عن عدم طاعتها بتمسكه بهذه الدنيا الغادره...رفع راسه وقبل رأسها فى شوق كبير وهو يقول بعينين دامعتين :
                              - وحشتينى أوى يا امى
                              قاطعته دنيا من خلفه وهى تقول بترم :
                              - أنا هفضل واقفه كده كتير
                              أفسحت لها أم فارس الطريق للدخول وهمت بمعنقتها هى الاخرى مرحبة بها ولكن دنيا اكتفت بمصافحتها ببرود وهى تقول :
                              - أهلا بيكى
                              أغلق فارس الباب خلفه واستدار لوالدته يعانقها مرة اخرى ويسئل عن حالها وصحتها فأجابته ثم قالت :
                              - أنت ايه اللى خلاك تقطع الاجازة بدرى كده مقعدش يومين كمان فى اسكندريه ليه يافارس
                              أحاط كتفها وهو يجلس بجوارها قائلا :
                              - عندى شغل كتير أوى يا أمى والدكتور مبيروحش المكتب ولازم حد يتابع الشغل
                              نهضت دنيا واقفة بحنق وهى تقول :
                              - طب هدخل أنا اريح شويه من السفر
                              ألتفتت لها والدته وهى تقول بابتسامه كبيره :
                              - وماله يا حبيبتى ارتاحى أنتى على اعملكوا غدى هتاكلى صوابعك وراه
                              نظرت لها دنيا ببرود وقالت :
                              - لا متتعبيش نفسك أنا مش جعانه
                              نهضت أم فارس واقتربت منها وربتت على ظهرها وهى تقول بود:
                              - متعبش نفسى ايه ده انتى زى بنتى قوليلى بس تحبى تاكلى ايه وأنا هعملهولك
                              ابتعدت عنها وأتجهت لغرفتها وهى تقول بتثاقل :
                              - مفتكرش بتعرفى تطبخى الحاجات اللى بحبها
                              وقبل ان تدير مقبض حجرتها سمعت صوته الهادر وهو يستوقفها بغضب قائلاً:
                              - دنيااا....ألتفتت إليه لتجد الشرر يتطاير من عينيه وقال بقسوة :
                              - لما ماما تكلمك تردى عليها كويس فاهمانى
                              أنكمشت مكانها وأستدارت إليه والدته وقالت بلهفه:
                              - مفيش حاجه يابنى البنت مقالتش حاجه غلط ...خلاص سبها على راحتها وألتفتت إليها قائلة :
                              - ادخلى ارتاحى يابنتى
                              اسرعت دنيا بالدخول إلى غرفتها متفادية النظر إليه فأنحنى وقبل يد والدته وقال معتذراً:
                              - كتزعليش يا ماما حقك عليا أنا
                              ربتت على ظهره وهى تقول مبتسمة :
                              - أعذرها يابنى هى لسه مش متعوده عليا ..بكره لما تاخد عليا وتعرفنى كويس هتعرف انى أمها التانيه مش حماتها زى ماهى فاكره ..وانا بكره ان شاء الله هعزم الست والدتها تتغدى معانا هنا علشان تعرف اننا عيله واحده وانى زى أمها ...
                              قبل راسها وهو يقول :
                              - ربنا يديكى الصحه يا ماما ..تركها وأستدار إلى حقيبته الصغيرة واخرج منها هاتف نقال صغير باللون الوردى وأعطاه لها قائلاً :
                              - مما ممكن تدى ده ل مُهره ..هو فيه الخط بتاعه
                              نظرت والدته إلى الهاتف ثم نظرت إليه متسائلة :
                              - جايبلها تليفون ليه
                              قال بحرج :
                              - يعنى حبيت ارفع روحها المعنويه شويه يعنى علشان كانت تعبانه ومضايقه أكيد هتفرح بيه ..ثم تابع بارتباك :
                              - مش كده برضه وانا غلطان
                              أخذت منه الهاتف وأومأت براسها وقالت ببطء:
                              - بعد الشر عنك من الغلط يابنى خلاص انا هديهولها أنا كده ولا كده طالعالهم دلوقتى أدخل أنت ارتاح مع عروستك بس ..بس انا هقولها أنه هديه منى أنا أتفقنا
                              ابتسم وقال بأحراج :
                              - مش هتفرق يا ماما أنا وأنتى واحد المهم انها تتبسط وتخرج من حالتها دى شويه
                              ********************************
                              نظرت مُهره إلى الهاتف فى يديها وتأملته قليلاً ثم اعادته أمام ام فارس قائلة :
                              - أنا آسفه يا طنط بس أنا مش عاوزه حاجه
                              هتفت والدتها معاتبةً:
                              - ليه يابنتى ده هدية من خالتك أم فارس حد يرد الهديه
                              ربتت أم فارس على يدها بإشفاق وكأنها قرأت فى عينيها وهى تتفحصه أنها علمت من الذى أحضره لها وقالت بهدوء:
                              - أنا كنت فاكراكى هتفرحى بيه كده برضه ترفضتى هديتى
                              نظرت لها مُهره نظرة طويلة وقالت بشرود :
                              - عمرى ما رفضت هديه من ...من حضرتك وطول عمرى بفرح بالهدايا بس دلوقتى خلاص مبقتش تفرق معايا كتير
                              أقتربت منها أم فارس وأحاطت كتفها بذراعها وربتت على يدها الاخرى وقبلتها على وجنتها وقالت بتعاطف:
                              - تصدقى انك كبرتى فعلا ..بس لو ليا غلاوة عندك خديه
                              ثم همست فى اذنها:
                              - يا عبيطه بقولك ده هديتى انا ..ولا أنا بقى خلاص راحت عليا مبقتش ليا غلاوه فى قلبك
                              قفزت دمعة من عينها فمسحتها سريعاً وهى تقول :
                              - متقوليش كده يا طنط ده أنتى اللى مربيانى
                              وضعته أم فارس فى يدها وهى تضغط على يدها برفق قائلة :
                              - خلاص يبقى تاخديه من سكات
                              قبضت عليه فى يدها وهى تقول :
                              - متشكره أوى يا طنط ربنا يخليكى ليا
                              ابتسمت أمها بينما قبلتها ام فارس ثانية وقالت متسائلة :
                              - أخبار المذاكره ايه بتذاكرى ولا بتطنشى
                              نظرت مُهرة امامها وقالت بجدية :
                              - بذاكر وهفضل اذاكر طول عمرى يا طنط لحد ما ابقى حاجه كبيره اوى انا دلوقتى ميهمنيش غير مستقبلى وبس هو ده اللى هينفعنى مش اى حاجه تانيه ...عزمت على نسيان ماضيها وحاولت أن تقتلعه من حياتها ولا تفكر سوى فى مستقبلها وفقط ولكن هذه هى طريقة تفكير الحالمون فقط ...فالحلمون فقط هم من يعتقدون أن الانسان من الممكن ان ينفصل عن ماضيه وظروفه و بيئته التى كونت شخصيته واصبحت جزء من تكوينه وبنيانه بل اصبحت جزء لا يتجزء من حاضره ومستقبله ايضاً ...
                              ********************************************














                              تعليق

                              • مشاعر غالية
                                عضو
                                • May 2013
                                • 62

                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتى الغاليات
                                جزاكن الله خيرا على أرائكم وتواصلكن معى فى الرواية وأبداء الرأى بها ونقدها طبعا شىء يسعدنى ولا أغضب أبدا الا اذا شعرت انه ليس نقدا وانما شىء آخر لذلك أسعدنى آراء بعض الاخوات الفضالات وحديثهن عن الرومانسية ويريدون ان اعبر عنها بطريقة أخرى
                                وأنا أسأل ما هى الطريقة الاخرى التى سوف أعبر عنها بطريقة أدبية تليق برواية فنية تميل الى الادب الواقعى ؟
                                ولكن فلنترك هذا جانبا الان اريد أن اعبر عن وجهة نظرى بل اريد أن افكر معكن بصوت عالى نستطيع من خلاله أن نتشارك ونسدى الرأى والنصيحة الى بعضنا البعض ..
                                وأحب أولا أن أوضح أن حديثى ليس ناتج عن تخيلات أو تصورات وأنما ناتج عن معايشة مع أعمار مختلفة من بناتنا سواء كانت فى عمر الزهور أو ما يسميها البعض بالمراهقة أو حتى فى أعمار متقدمه ما بعد الثلاثون وحتى الاربعين
                                وذلك بحكم عملى كمحفظة قرآن فى بعض المساجد ولى حلقات مختلفه أتعامل فيها واتعايش مع بنات كثيرات فوق ما تتخيلوا هذا الى جانب بنات أخواتى الاتى تتراوح أعمارهن ما بين الست سوات وحتى 18 و20 سنه هذا الى جانب صديقاتهن فى مثل أعمارهن بالطبع
                                كل هذا أخبرنى وأنبأنى وصرخ فى قلبى قبل اذنى أن البنات والنساء فى هذه الاعمار يعلمون ربما أكثر منا نحن المتزوجات والامهات ومع الاسف حتى الملتزمات منهم يبحثون فى الخفاء فى عالم اليوتيوب والانترنت على المسلسلات التركيه والعربية التى تفشت فى مجتمعنا ودخلت بيوتنا أكثر مما نتصور والغريب ان هؤلاء الفتيات لا يبحثن فى المسلسل عن القصة او الاحداث وأنما يبحثون عن الرومانسية ومشاهدها التى ربما تخجل أحدانا منها ... ورُسمت فى أذهانهن صورة ارادوا بثها فى عقول بناتنا أن هذا هو البطل التى تبحث عنه بوسامته وكلماته العذبة وحركاته التى تتميز بخفة الدم والعذوبة والرقة ... فمثلا تفشت بين بناتنا فى وقت ما أوبءة تسمى مسلسلات تركية رومانسية الممثل فيها زانى هاتك للمحارم شارب للخمر ولكن القصة يتم تصويرها حتى تشاهدها بناتنا بطريقة تتعاطف فيها معه ومع الممثله التى تعشقة فى المسلسل حتى أن بناتنا لا يجدن أزدراء فى أنفسهن من زنى المحارم الذى يتم فيه لماذا ؟
                                لانه تصوير الرومانسيه بحرفيه كبيرة جعلتهن يظن انهما مجبوران وأنهما لا يستطيعان البعد عن بعضهما البعض ولا يوجد امامها حل آخر ... هذه كارثة يا أخاتى كارثة والله بمعنى الكلمة .. فماذا نحن فاعلون هل نقف هكذا نتفرج على ما يحدث فى قلبوبهن أم نحجر على هذه القلوب التى رغما عنها تميل للحب والرومانسية وتسعى إليها جاهدة ... فبعض من البنات التى أحدثكن عنها أهلهن ملتزمين ومتدين جدا بل ولا يتعالمون مع التلفاز أو الدش وأنما فقط الانترنت وذلك نظرا لعمل والدهن المتطلب له ... وهل أذا منعن عنهن الانترنت والتلفاز كيف نمنع عنهن حديث صديقاتهن التى يحيكن الحلقات بما فيها وعيونهن كلها هيام وشوق وحب للممثل العاشق .. ماذا نفعل فى قلوب هؤلاء البنات هل نضربهن ام نزجرهن فتخرج البنت تبحث عن صديقتها لتبثها حرامان والديها وقسوتهن وتقول فى نفسها لماذا لا يتركانى اشاهد الرومانسيه مثل صديقاتى وتلجأ البنت الى التخفى بعيدا عن الانظار ...
                                اخواتى الفاضلات حبيباتى .. والله بناتنا فى عمر 12 يعلمن الكثير والكثير ويبحث عن الكثير والكثير حتى الملتزمان منهم ولكن هذا السن حصان جنوح ومهرة لا تتوقف أبدا عن العدو والهرولة فى اتجاهات متعدده تبحث عن ما يروى ظمأها ...
                                هذا هو دافعى ايتها الاخوات هذا هو ما جعلنى أفكر كيف أنزع الخبيث لاضع مكانه النظافة والطهارة والحب الحلال ... وهذا هو منهج ديننا أخواتى دائما ديننا لا ينكر علينا شهواتنا ولا يقتلها وانما يوجهها التوجه الصحيح لها .. وهذا هو ما أفعله أوجه المشاعر والاحاسيس بداخل بناتنا الى المكان الصحيح ... واستطيع أن أقول بملىء في أنى والحمد لله بعد توفيق الله قد نجحت فى ذلك .. وذلك نظرا للرسائل الكثيرة التى تأتينى من بناتنا الصغار فمنهن من قالت لى فى رسالة خاصة أنها بعد قراءة قصة أكتشفت زوجى فى الاتوبيس شعرت بحقارة الممثل التى كانت تعشقة بجوار رجولة أدهم الملتزم الذى ما احب غير زوجته وما اراد غيرها لذلك لن تشاهد مثل هذه المسلسلات مرة أخرى ورسالة أخرى من ضمن الرسائل قالت لى البنوته الصغيرة لقد تغيرت صورة فارس أحلامى فلقد كنت أتمنى زوج مثل فلان الممثل والان اصبحت أتمنى زوج مثل ادهم ومن ضمن الرسائل بنات أخرى قالت لى لقد كان يتقدم لخطبتى شباب ملتزم وملتحى ولكنى كنت ارفضهم ظنا مني ان الملتحين والملتزمين لا يعرفون غير العنف ولكنى الان علمت الحقيقة وندمت على ما كنت أفعل ... وغير ذلك أخواتى الفاضلات من رائل كثيرة متعدده من بنات تعلن أنها اصبحت تكره الممثل الفلانى والعلانى وذلك نعمة كبيرة من الله عزوجل ... اعتذر عن الاطالة فى الحديث وللحوار بقية ان شاء الله

                                تعليق

                                يعمل...