{ ¤ مــــــع وقـــــــف الـتـنــفـيــذ ¤ }..قصة حقيقية ..بقلمي :مشاعر غالية

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • omomaima2
    عضو نشيط
    • May 2013
    • 411

    #91
    المشاركة الأصلية بواسطة omrody2005

    بقي أنا كنت بعذبكم يا روررو مش كنت بحط بالتلات اجزاء

    ههههههههههه والا ان حضرت مشاعر راح الحنان






    ايووووووووووة كده ورايا ضهر ههههههههههههه قدها وقدود يا حبيبتي





    [QUOTE


    لا لا لا مش تعيطي حبيبتي ده انتي قمرررررررررر مش تعيطي خلاص









    ما هو انتي بعتيني يا ميموووووووو علي طول ينفع كدة ههههههههههههههه


    كلنا بنضحك معاكي ده احنا اخوات في حب الله







    عاااااااش عاااااش أم أروي هههههههههههه
    هوا فيه حد بيزعل من حبيبوه انا كنت باهزر معاكي بس اعمل ايه بحب اتشاغب معاكي

    تعليق

    • omomaima2
      عضو نشيط
      • May 2013
      • 411

      #92
      المشاركة الأصلية بواسطة ام القادة

      خلااااااااااااااااااص ام اميمة دموعك غااااليييييييييييييييييييين يا غالية

      لاماني ساكته لين ماتجيبيلي ايسكريم وشيبس انتي وام اروي

      تعليق

      • omomaima2
        عضو نشيط
        • May 2013
        • 411

        #93
        المشاركة الأصلية بواسطة omrody2005
        التمس العذر الشديد من أختنا الكريمه مشاعر

        في أن أضع الجزئين التاليين حتي نستمر علي ها المعدل فننتهي قبل انتهاء منتصف شهر شعبان ان شاء الله


        وأرجو ان يكون تأخر مشاعر خييييييييير ان شاء الله


        وبكرر أسفي وان تضايقت غاليتي مشاعر فأرجو فقط ان تأمر بالحذف




        يا بنات أررررررررررررررررجوكم أرجوكم بظهر الغيب أدعو لمصر أدعو لها وللاسلام






        الساعه الان الواحدة الا ربع بعد منتصف الليل





        يارب اهدي جميع المسلمين في كلي مكان طهر قلوبهم بذكرك وحدصفوفهم وانصهرهم على من عاداهم يا رب العالمين

        تعليق

        • omomaima2
          عضو نشيط
          • May 2013
          • 411

          #94
          ام القادة انا نفسى اعرف بتنامى امتى ؟ ولا بتصحى امتى؟
          نفس السؤال كانه يدور في نفسي

          تعليق

          • ام القادة
            أم قائدة
            • Oct 2012
            • 1508

            #95



            بالنسبة لأسئلة أم أروى وأم أميمة لنننننننننننن أبوح بالسر العجيييييب حتى ماتسبقووووووووني


            شرييييرة أنا خخخخخخخخخخخخخخخخخ


            تعليق

            • ام اروى 86
              مربية ناجحة
              • Apr 2013
              • 1277

              #96
              المشاركة الأصلية بواسطة omomaima2
              لاماني ساكته لين ماتجيبيلي ايسكريم وشيبس انتي وام اروي
              الحاجات دى مضرة بالصحة يا حبيبتى
              اختارى حاجة تانيه



              تعليق

              • omomaima2
                عضو نشيط
                • May 2013
                • 411

                #97
                المشاركة الأصلية بواسطة ام اروى 86
                الحاجات دى مضرة بالصحة يا حبيبتى
                اختارى حاجة تانيه



                لن ارضه الا بهذا ههههههههه

                تعليق

                • omomaima2
                  عضو نشيط
                  • May 2013
                  • 411

                  #98
                  المشاركة الأصلية بواسطة رودينا7
                  لالالاء يا بنات ....ايه عمالو تخشو بالسياسه كأني شوفت كاتبه خيانه ومش عارف ايه ........متخليكو كويسين يالامورات .........اقعدو كويس علشان نعرف نقرأ...هو انا مبكفينش اولادي فوق راسي........انتو جايين كمان فوق دماغي ام اروي وام القاده وام اميمه يلا يا حلوات بالراحه وشوي شوي مش عاوزين مظاهرات دلوئتي اجلوها لحد ما تخلص القصة ........اوعدكم راح اكون معاكم
                  لا ياحبيبتي ماتخفيش نحنا ضد المضاهرات

                  تعليق

                  • omomaima2
                    عضو نشيط
                    • May 2013
                    • 411

                    #99
                    ام اروي وام القاده شكلكم من بيصبح الصبح وانتم علي النت بس نبي نعرف في اي وقت بتحضرو الوجباتكم ام القاده قوليلنا على السر علشان نونسوك في المنتدئ

                    تعليق

                    • ام اروى 86
                      مربية ناجحة
                      • Apr 2013
                      • 1277


                      ادى الشيبسى

                      وادى الايس كريم لاحلى ام اميمة ما نقدرش على زعلك يا قمر

                      تعليق

                      • ام اروى 86
                        مربية ناجحة
                        • Apr 2013
                        • 1277

                        بصى يا ام اميمة هاحل لك يا ستى موضوع الوقت ده
                        انا عندى الوقت عكسكوا
                        الساعة دلوقتى 10 صباحا عندى
                        مشيت اروى عى المدرسة ولسه باقى الاولاد وزوجى نايمين وانا قاعدة معاكوا

                        اما ام القادة انا مستغربة صحيح لان توقيت بلدها تقريبا نفس توقيت المنتدى
                        بتدخل امتى وتخرج امتى وتطبخ امتى مش عارفة ههههه

                        تعليق

                        • omomaima2
                          عضو نشيط
                          • May 2013
                          • 411

                          المشاركة الأصلية بواسطة ام اروى 86

                          ادى الشيبسى

                          وادى الايس كريم لاحلى ام اميمة ما نقدرش على زعلك يا قمر
                          شكرا يااحلي ام اروي جبتيلي النوع الغالي عليا ام القاده لاتقولي ام اروي جابت خلاص لا والف لا لازم تجيبي ههههههه وراك وراك لين تجيبي

                          تعليق

                          • مشاعر غالية
                            عضو
                            • May 2013
                            • 62

                            جزاكم الله خيرا يا بنات على كلماتكم وتشجيعكم المستمر والحمد لله أن القصه عجبتكم وبعتذر عن عدم دخولى أمس والحمد لله أن حبيبتى أم رودى تدخلت فى الوقت المناسب ووضعت الفصول جزاها الله كل خير

                            تعليق

                            • مشاعر غالية
                              عضو
                              • May 2013
                              • 62

                              الفصل العاشر

                              وقف عمرو أمام هذا المبنى الكبير الكائن فى أحد الأحياء الراقيه فى القاهرة وتنقلت عيناه بين اللافتات الكثيرة فى ذك المبنى ما بين لافتات عيادات أطباء كبار وبين شركات متنوعه أستيراد وتصدير ومقاولات وشركات هندسيه وهنا توقف نظره على أحدى الافتات الكبيرة والتى من الواضح أنها تحتل أكثر من ثلاثة طوابق فى المبنى الكبير ...مشى ببطء داخل ردهة الشركة الهندسه الخارجيه يتأمل الفخامه والديكور المميز الذى يدل على ذوق رفيع وبذخ فى الانفاق..ظل يجول ببصره حتى سمع صوت أنثوى يقول بلباقة :
                              - أهلا وسهلا يا فندم أقدر أساعد حضرتك أزاى ؟؟
                              أنتبه على صوت السكرتيرة ونظر إليها متفاجأَ وقال:هه..اه..أنا المهندس عمرو مصطفى عندى معاد النهارده مع صاحبة الشركة
                              أبتسمت السكرتيرة وهى ترفع سماعة الهاتف وتضغط أحد الازرار قائله :
                              - البشمهندس عمرو مصطفى وصل يا فندم
                              وضعت السماعه ونهضت واقفة وسارت أمامه وهى تشير للداخل قائله بروتينيه:
                              - أتفضل يا بشمهندس ...
                              فتحت الباب وأشارت له بالدخول وأغلقت الباب خلفه خطى عمرو داخل المكتب وهو ينظر الى تلك المرأه القابعه خلف مكتبها تنظر له بابتسامه وعينين متفحصتين...مدت يدها وصافحته قائله:
                              - أهلا وسهلا يا بشمهندس ..أتفضل أرتاح
                              ثم قامت بالتعريف بشخصها قائلة:
                              - أنا البشمهندسه إلهام مديرة الشركة
                              أبتسم عمرو وهو ينظر إليها جالساَ..كانت أمرأة فى العقد الرابع من عمرها شارف الزمان على طوى نضارة شبابها ولكن من الواضح أنها تعانده بشده وتصر على محاربة الايام بالازياء الحديثة التى لا تليق بعمرها والزينة المُتكلفة التى هى سلاحها الدائم فى هذه المعركة و من الواضح أنها قاتلت فيها باستماته فلم تخسر منها الكثير...
                              كانت نظرته إليها استكشافيه لم تخلو من الفضول ولكن نظراتها هى قد تبدو مختلفة ومتباينة أكثر وذات معنى لم يفهمه عمرو للتو...
                              وأخيراً تكلمت وهى تتصفح ملفه الخاص الذى بين يديها قائلة:
                              - ملفك عاجبنى أوى يا بشمهندس ..ماشاء الله تقديراتك حلوه أوى ..مش ناقصه غير الخبره بس ..ودى سهله اوى ..هنا هتتعلم كل حاجه وخبرتك هتبقى أكبر مما تتوقع
                              قال عمرو بتلقائية:
                              - أن شاء الله يا فندم ..أنا اصلا بتعلم بسرعه والشغل معاكوا هنا مكسب لاى حد لسه متخرج زيى
                              أبتسمت فى رضا وضغطت أزرار هاتفها قائله وهى عيناها لا تفارق عمرو :
                              - أبعتيلى البشمهندس صلاح بسرعه
                              أغلقت الهاتف وهى مازالت تتفحصه بابتسامتها العذبه ..شعر عمرو بالحرج فقال:
                              - طيب أنا ممكن استنى بره مش عاوز أعطل حضِرتك اكتر من كده
                              أنتبهت لعلامات الحرج التى ظهرت على ملامحه فعادوت النظر الى ملفه مرة أخرى وهى تغلقه قائلة
                              - البشمهندس صلاح هيجى دلوقتى علشان يوريك مكتبك ويعرفك على زمايلك فيه...طرق الباب ودخل المهندس صلاح ...رجل فى أواخر العقد الخامس من عمره يظهر عليه الوقار والنشاط فى نفس الوقت ..دخل وهو يرمق عمرو بنظرات خاليه من أى تعبير وقال موجهاً حديث لألهام:
                              -خير يا بشمهندسه
                              قالت بترفع وهى تشير الى عمرو:
                              - البشمهندس عمرو مهندس مدنى هيبدأ معانا من النهارده وهيبقى تحت مسؤليتك يا بشمهندس
                              أومأ براسه لها ثم نظر الى عمر بأبتسامه ودوده قائلاً:
                              -أهلا بيك يا بشمهندس أتفضل معايا
                              نهض عمرو شاكراً أياها وتوجه فى سرعه للخارج وكأنه يهرب من وحش نظراتها الملتهمه
                              دخل حجرة مكتبه بصحبة المهندس صلاح الذى قال :
                              -إن شاء الله الشغل معانا هيفيدك كويس اوى فى بدايتك يا بشمهندس ..رفع الزملاء نظرهم إلى القادم الجديد فأشار المهندس صلاح إليه قائلاً:البشمهندس عمرو هيبقى معاكوا فى المكتب من النهارده
                              ثم قام بتعريفهم لديه قائلا:البشمهندس أحمد،البشمهندس نادر
                              صافح عمرو زملاءه فى ترحاب شديد شعر به مع أحمد ولكنه شعر بعكسه تجاه نادر الذى صافحه ببرود وهو يبسم له بتهكم ..لم يوله عمرو أهتمام وجلسه خلف مكتبه وهو ينظر له وللكمبيوتر الخاص به بنشوة وسعادة ..كانت هذه هى المرة الاولى التى يشاهد فيها الكمبيوتر خارج أسوار الجامعه فهو لم يكن قد أنتشر فى هذا الوقت ليصل للجميع بعد......
                              هتفت أم يحيى بصوت اشبه للبكاء قائلة بلوعة:
                              -أنا خايفه على البنت يا ست أم فارس ..أنا حاسه كده أن مخها متأخر عن سنها ..مش زى زمايلها فى المدرسه ابدا
                              نظرت لها أم فارس بدهشة كبيرة وقالت :
                              - ما تصلى على النبى كده يا أم يحيى أيه الكلام اللى بتقوليه ده..مُهره ذكيه وكنت بشوفها وفارس بيذاكرلها بتجاوب لهلوبه
                              تكلمت أم يحيى بحنق شديد وقالت بأنفعال:
                              -أومال ليه كل ما اقعد أقولها سمعى ولا أخلى أخوها يسألها سؤال مبترضاش تجاوب ..وغير كده البت زى ما تكون عبيطه كده وشعنونه مش عارفلها حاجه
                              وضعت أم فارس يدها على صدرها وقطبت جبينها قائله:عبيطه!!! بقى مهره عبيطه..لاء ده انتى شكلك متعرفيش بنتك كويس بقى....قاطعها ان سمعت صوت قرع جرس باب الشقه فنهضت وفتحت الباب وقالت بترحاب شديد:
                              -أهلا يا عزة يابنتى تعالى
                              وقفت أم يحيى لمصافحة عزة ثم قالت بحرج :
                              - طب استأذن أنا بقى يا ست أم فارس
                              جلست أم فارس بجوار عزة وقالت بحنو:
                              - ها يا حبيبتى تشربى معايا قهوة ولا اجيبلك حاجه تانيه
                              تمسكت عزة بذراعها قبل أن تنهض وقالت بسرعه:
                              - لا يا طنط أنا مش غريبه وبعدين انا ماشيه على طول ..ثم تنحنحت بحرج قائله:
                              - أنا بس كنت عاوزه أخد رايك فى حاجه كده
                              - خير يا عزة شكلك كده فى حاجه مهمه
                              شعرت عزة بأضطراب شديد أبتلعت ريقها بصعوبه وقالت:
                              - بصراحه يا طنط أنا جايه أخد رايك فى عمرو..أصلك ياعنى أتعاملتى معاه عن قرب اكتر مننا بحكم انه صاحب فارس من زمان يعنى
                              أبتسمت أم فارس وهى تنظر لعزة المطرقة براسها لاسفل..فهى تعلم أنها ما ارادت رايها وأنما أرادت راى فارس ..مازالت متعلقة بلأمل مازالت ترغبه ...تود أن يقول لها لا تتزوجيه أرفضيه فسأصبح لكى فى يوم من الايام ..
                              أفاقت أم فارس من شرودها على صوت المفتاح يدور فى باب الشقه ورأت فارس يدخل ويغلق الباب خلفه مبتسماً لهما وهو يقول:
                              - السلام عليكم ..أزيك يا عزة
                              أبتسمت عزة وهى تنهضت واقفةً فى حرج وقالت:
                              - وعليكم السلام أزيك أنت يا فارس أخبارك أيه
                              تعجبت عزة أنه لا ينظر إليها وهو يحادثها ولكن قلبها خفق بشدة واصفر وجهها حينما سمعته يقول:
                              - ولا بلاش يا ستى أناديكى بأسمك كده لعمرو يزعل ولا حاجه ..أنا بعد كده هقولك يا مدام عمرو بقى وأخلص ..
                              أخذت حقيبة يدها بضيق وهى تعلقها على كتفها وتقول بتبرم:
                              - أنا لسه مبقتش مراته علشان تقولى مدام عمرو ..ثم أنحنت وقبلت أم فارس بسرعه وقالت لها وهى على عجلة من أمرها:
                              - معلش يا طنط اصلى أفتكرت حاجه مهمه عن اذنك
                              وخرجت سريعا وكأنها تهرول من بيته ..لا بل تهرول من صدى صوته التى مازال يتردد على مسامعها بكلماته التى أغضبتها وجعلتها تحسم أمرها سريعاً ..فلم تعد فى حاجه الى أن تستمع لرأيه فى شأن خطبتها من عمرو ..لقد أجابها دون سؤال
                              نظر فارس إلي والدته وهو يقترب منها متسائلا وقال:
                              - فى أيه يا ماما مالها عزة ؟!!
                              قالت والدته وهى تربت على كتفه :
                              - مفيش حاجه يابنى أدخل أنت غير هدومك على ما أحضرلك الغدا
                              دخل فارس غرفته ليبدل ملابسه ويلتقط انفاسه قليلا من عناء العمل بينما دخلت والدته المطبخ لتعد طعام وهى واجمة وتحدث نفسها قائلة فى شرود:
                              - وبعدهالك يا عزة هتفضلى متعلقه بحبال الهوا الدايبه لحد أمتى يابنتى ..والله لو كان عليا ماكنتش أسيبك ابداً لكن النصيب بقى
                              ***************************
                              فى اليوم التالى وفى المساء صدح رنين الهاتف فى منزل عمرو ..قامت والدته للرد على الهاتف ..تحدثت فى سعاده كبيرة وبعد أن أنهت المكالمه أتجهت الى حيث يجلس عمرو ووالده وأخيه محمود وقالت بابتهاج تبشرهم:
                              - مبروك يا عمرو يا حبيبى عزة أستخارت ربنا ووافقت وعاوزنا نروح علشان نتفق على معاد الخطوبه والذى منه
                              أتسعت عيني عمرو فرحاً وهو ينظر لوالدته قائلاً:
                              -بجد يا ماما عزة وافقت عليا
                              قالت والدته بزهو:
                              - هما كانوا هيلاقوا أحسن منك فين يا بشمهندس
                              ربت والده على كتفه قائلاً:
                              - مبروك يابنى
                              ألتفت عمرو أليه وعانقه بشده وهو يقول:
                              - يا حبيبى يا بابا
                              تأوه والده من عناقه المؤلم ودفعه عنه قائلاً:
                              - فى ايه يا بنى هو حد قالك انى مش أبوك ولا ايه
                              ضحك أخيه محمود وهو يقول بعبث:
                              - ومالك فرحان كده ليه ده أنت هتخش القفص برجليلك يا حلو
                              أمسكه عمرو من خديه مداعباً هو يقول:
                              - خاليك فى الثانويه الجملى بتاعتك دى
                              ثم قبض كفيه وهو يشبكهما فى بعضهما البعض وينظر اليهم جميعا بسعاده ويقول:
                              - الحمد لله ربنا حققلى أغلى حاجه كنت بتمناها
                              ثم جلس بجوار والده وهو يقول بحرج:
                              - بابا حضرتك عارف طبعا انى أستلمت شغلى الجديد وأن شاء الله مرتبى هيبقى كويس أوى البشمهندس صلاح طمنى من الناحيه دى
                              قاطعه والده وهو يتفحصه قائلا:
                              - عاوز تقول ايه هات من الاخر
                              قال عمرو بسرعه:
                              - والله يا بابا هردهوملك أول ما اقبض
                              ألتقت نظرات والده بوالدته الحائرة فقال فى ثقه :
                              - متقلقيش يا أم عمرو أنا عامل حسابى ...
                              ثم نظر الى عمرو وقال مطمئناً
                              - متحملش هم أنا كنت عامل حساب اليوم ده من فتره وشبكة عزة عندى
                              *****************************
                              كان الجميع يعمل فى صمت كلُ يرتب أواقه ويدون ملاحظاته عليها حتى وضع فارس قلمه على مكتبه وأغلق أوراقه ثم مسح وجهه بكلتا يديه مزيلاً لآثار التعب والارهاق البادى على وجهه وقال موجهاً حديثه ل حسن:
                              -يالا يا حسن علشان ننزل نصلى العشاء
                              رفع الجميع راسه إليه وقال حسن:
                              - هبقى أصليها لما أروح البيت يا فارس متحبكهاش كده العشا ممدوده
                              نهض فارس وأتجه إليه واغلق الملف أمامه وقال باصرار:
                              - افضل وقت العشاء قبل الثلث الاول ما ينتهى وبعدين أنت كده هيفوتك ثواب الجماعه يالا بقى نلحق الاقامه فى المسجد
                              نهض حسن على مضض وهو يقول:
                              - أمرى لله أدينى قايم يا سيدى
                              قالت نورا بأبتسامه رقيقه:
                              - طب وأحنا يا أستاذ فارس مش المفروض نصليها دلوقتى ولا ايه
                              قال فارس دون أن ينظر إليها :
                              - لو قفلتوا الباب وضامنين محدش يدخل عليكم صلوا لكن لو ممكن حد يدخل ويشفكم وأنتوا راكعين ولا ساجدين يبقى تستنوا لما تروحوا البيت أحسن ...على رأى الشيخ حسن العشاء ممدوده...
                              نظرت لها دنيا بغيرة واضحه مخلوطه ببعض التهكم وأنتظرت حتى خرج فارس وحسن ثم قالت:
                              - بقيتى تهتمى أنتى يا نورا بمواعيد الصلاه وكده
                              التفتت إليها نورا بدهشه قائلة:
                              - أنا بهتم بيها من زمان ..أنا بصلى من زمان الحمد لله
                              أبتسمت دنيا ابتسامة صفراء وهى تعيد نظرها للأوراق مرة أخرى
                              كان باسم يعلم ميعاد خروج فارس من المكتب لذهابه لاداء فريضة العشاء فى المسجد ..أنتظر حتى تأكد من ذهابه ثم أرسل فى طلب حضور دنيا إلى حجرة مكتبه..حضرت إليه كما أراد فاشار لها بالجلوس أمامه وفاجأها قائلاً:
                              - كل سنه وأنتى طيبه يا دنيا مش عيد ميلادك النهارده برضه
                              نظرت إليه بدهشه قائله:
                              - وحضرتك طيب بس عرفت ازاى أن عيد ميلادى النهارده
                              قال بثقه زائدة:
                              - اللى بيهتم بحد ..بيحب يعرف عنه كل حاجه
                              أخرج علبه متوسطة الحجم من درج مكتبه وقدمها لها قائلاً:
                              - أتفضلى هديتك
                              نظرت إلى العلبه مندهشه ولمعت عيناها من المفاجأة وقالت:
                              - ايه ده تليفون محمول مره واحده
                              علت الابتسامه شفتيه وهو يقول:
                              - ده اقل حاجه ممكن تتقدملك...قال عبارته هذه وهو يتفحصها بجرأته المعهوده
                              شعرت بالخجل من نظراته وقالت بأرتباك :
                              - بس انا اسمع أنه بيبقى مع رجال الاعمال بس علشان شغلهم يعنى ..أنا بقى هعمل بيه أيه
                              - لا ده كان أول ما نزل مصر بس دلوقتى أبتدى ينتشر شويه وبعدين يا ستى علشان لما أحب أطمن عليكى أصلك لسه مردتيش عليا فى موضوع الشغل وأنا خلاص يومين وماشى من هنا وعاوز أعرف أكلمك وقت ما أحب
                              لم تكن كلماته تحمل معنى آخر نظرت الى العلبة بين يديها سعيدة بها وحائرة هل تقبلها أم لا إنها هدية ليست بالبسيطه وفى نفس الوقت ماذا ستبرر ذلك لفارس ...وكأنه قرأ أفكرها التى ظهرت جلية فى عينيها وهى تنظر للعلبه فقال باصرار:
                              - أنا مش هتنازل عن أنك تقلبيها ..ألتفتت أليه فقال:
                              -وبعدين يا ستى لو خايفه من الاحراج مش لازم تقولى أنى أنا اللى ادتهولك ..وكأنه أعطاها المخرج من تلك الورطه فابتسمت وهى تقول:
                              - متشكره أوى يا أستاذ باسم على الهدية القيمه دى الحقيقه دى أغلى هديه جاتلى فى عيد ميلادى
                              مد يده ليصافحها قبل أن تخرج وضغط على كفها بين كفه برقه وقال:
                              - دى حاجه بسيطه بالنسبه للى جاى لو وافقتى تشتغلى معايا
                              أبتسمت بأرتباك وتوتر وهى تسحب يدها من يده ببطء قائله بخفوت:
                              - هشوف كده ربنا يسهل
                              خرجت دنيا من حجرة مكتب باسم مسرعة وهى تخشى أن يكون قد عاد من صلاة العشاء ولكنها أسترخت وهى لا ترى فى الحجرة سوى نورا فقط والتى كانت منكبه على عملها بأهتمام
                              حشرت العلبة فى حقيبه يدها عنوه ووضعتها تحت مكتبها الخاص حتى لا تلفت الانتباه بأنتفاخها وواصلت عملها بنظرات زائغه وكأن شيئا لم يكن
                              عاد فارس وحسن من صلاة العشاء وجلس كل منهم خلف مكتبهم ولكن نورا لم تنسى تحيييه بابتسامه قائله:
                              - تقبل الله
                              - منا ومنكم
                              نظر حسن الى الجميع بأهتمام وقال وكأنه سيدلى بمعلومه سرية:
                              أنتوا عرفتوا يا جماعه أن الاستاذ باسم هيسيب الشغل هنا ويفتح مكتب خاص بيه
                              قال فارس دون أن يرفع نظره إليه وكأن الامر لا يعنيه:
                              - أيوا عارفين ربنا يصلح حالنا جميعا
                              قالت نورا بأهتمام :
                              - تفتكروا مين اللى هيمسك أدارة المكتب مكانه يا جماعه
                              أكمل حسن حديثه وكأنه لم يستمع إليها قائلا:
                              - طب عارفين أنى هروح معاه
                              نظر له فارس بأستنكار وقال:
                              - ليه يا حسن أنت هنا بتاخد خبره أكبر وبتتعلم من الدكتور حمدى
                              قال حسن بتهكم وهو يشير الى حجرة باسم:
                              - وهناك هاخد فلوس أكتر
                              ردت دنيا بحماس وكأنها قد وجدت من يعينها ويفكر مثلها:
                              - برافو عليك ده تفكير منطقى جدااااا
                              ألتفت فارس بأستنكار وقال بضيق:
                              - تفكير منطقى أزاى يعنى ..الفلوس مش كل حاجه
                              أومأت موافقه لكلامه وقالت:
                              - ده صحيح الخبره مستقبلها اكبر من المرتب بكتير ..ثم ألتفتت الى حسن وهى تتابع حديثها:
                              - وبعدين يعنى الفرق مش هيبقى كبير
                              عقد حسن ذراعيه أمام صدره وقال مخالفا:
                              - ولو جنيه واحد زياده هيفرق معايا...وبعدين أنتوا مش ملاحظين ان الشغل هنا ابتدى يقل ..وأخفض صوته وهو يستطرد قائلا:
                              - والدكتور كمان مبقاش يجى كتير
                              قال فارس بأنفعال:
                              - ده علشان الدكتور مبيقبلش قضايا المخدرات والقضايا المشكوك فيها يعنى على الاقل يا أخى ضامن ان مرتبك من فلوس حلال
                              أبتسم حسن بسخريه وهو يفتح ذراعيه قائلا:
                              - أهلا الشيخ فارس وصل
                              هب فارس واقفا بغضب واشار له محذرا وقال:
                              - ألزم حدود معايا يا حسن وأتكلم باسلوب أحسن من كده
                              وقفت نورا مسرعه وهى تقول منفعله:
                              - أيه يا أساتذه صلوا على النبى كده وأهدوا ..كده صوتنا هيوصل للدكتور
                              أسندت دنيا رأسها الى كفيها وهى تنظر إليهم مشتتاً أفكارها وهى تقول فى نفسها:
                              - أومال لو قلتله أنى عاوزه أروح أشتغل معاه هيعمل فيا أيه
                              أوت إلى فراشها ليلاً وهى تمسك بالهاتف النقال فى يد وبالكتالوج فى اليد الاخرى محاولةً فك طلاسم هذا الهاتف وهى تتمتم بسخريه:
                              - ايه الجهل اللى أنا فيه ده
                              وفجأه صدح رنينه بين يديها تفاجأت وهى تنظر لاسم باسم تضى به شاشة هاتفها وهمهمت قائله:
                              - انا مسجلتش اسمه ..معقوله يكون مديهولى وهو مسجل اسمه عليه
                              ترددت لبرهه ثم قررت الرد وقالت بصوت متلعثم:
                              - الو
                              - ها التليفون عجبك
                              - اه جميل بصراحه..ميرسى اوى
                              - مبروك عليكى ...طيب يا ستى أنا قلت بس أقولك تصبحى على خير
                              - وأنت من أهله
                              أغلقت الهاتف وهى تنظر له وتقلبه بين يديها وهى واجمةً وتفكر فى الخطوة القادمه
                              كيف ستفاتح فارس فى الامر وكيف ستكون ردة فعله تجاهها
                              ************************************************
                              أستيقظ فارس قبل الفجر بساعه وهو يمد يده ويطفىء ساعته المنبهه التى تصدح يوميا فى مثل هذا الموعد معلنةً عن وقت صلاة القيام تململ فارس فى فراشه وهو يشعر بأجهاد شديد وكأنه لم ينم الا منذ لحظات قليله معدودة ولكنه جاهد نفسه وهب واقفاً بدون تفكير حتى لا يفكر فى العودة الى النوم مرة اخرى ويغلبه كسله وأجهاده ...توضأ وعاد الى غرفته جلس وهو ممسكأ بالمصحف وقرا ورده الليلى منه ولكنه شرد بعقله وهو يفكر فى عمله ولا يعلم لماذا راودته صورة وهو فى حجرة مكتبه بين دنيا ونورا..فشعر بالاستنكار لهذه الصورة وبانقباض قلبه لها ..كيف أجلس كل هذا الوقت بين فتاتين وخصيصا أن حسن هو الاخر سوف يترك المكتب للعمل مع باسم هذا سيكون مدخل من مداخل الشيطان ومدعاة للفتن ..كيف لم يفكر فى هذا الامر من قبل لماذا لم يطلب من الدكتور حمدى سابقا ان يفصل بين النساء والرجال فى مكتبه
                              كيف تجلس الناس كل يوم كل هذه الساعات من العمل بصحبة الرجال الزملاء فى العمل ..من الاكيد سيحدث أعتياد وألفه وترى المرأة زميلها فى صورة متالقه غير التى ترى بها زوجها فى البيت يوميا وكذلك سيفعل الرجال سيرون زملايتهم فى ابهى صورة يوميا.. من الملابس وطريقة المعاملات واسلوب الكلام غير التى يرى بها زوجته فى المنزل رغم أن الفارق كبير ..فهذه فى عملها وهذه بأطفالها ومسؤلياتها ولكن
                              الشيطان لن يقول لهما هذا... أنما سيجمل زميلته وزميلها فى عينيهما وسيصور لهما أنهما الافضل والاجمل وسيطفى عليهما صفات خياليه أخرى تجعل الالفه والاعتياد لهما مفهوما اخر
                              وضع المصحف جانباً ووقف يصلى القيام واطال فيه حتى ركع وأطال فى الركوع حتى سجد وهنا شعر ولاول مره يشعر بسجود قلبه مع سجود جبهته أطال السجود وهو يشعر بحلاوته التى يتذوقها بقلبه وجوارحه أغمض عينيه وهو يدعو لا يريد ان يفارق تلك السجدة التى وجد حلاوتها ابدا فهى له الدنيا بما فيها ووجد نفسه يدعو..اللهم جنبنى الفتن ما ظهر منها وما بطن ،اللهم أكفنى بحلالك عن حرامك وأغننى بفضلك عمن سواك ،اللهم خذ بيدى إليك أخذ الكرام عليك
                              لم يستطع أن يرفع راسه ابدا الا عندما سمع صوت أذان الفجر ينتشر فى الارجاء ..أنهى فارس صلاته وقد قرر ان يفاتح الدكتور حمدى فى امر فصل الرجال عن النساء حين عودتهم للعمل
                              ***********************************************
                              دخلت والدتها لتوقظها فى الصباح فوجدت الهاتف النقال بجانبها فأخذته وظلت تنظر إليه بأمعان وتتفحصه وباليد الاخرى توقظ دنيا وتهزها هاتفتاً بها:قومى دنيا ايه اللى جاب التليفون ده معاكى
                              نهضت دنيا متكاسله وهى تتثائب فتحت عيونها فوجدت امها تمسك هاتفها النقال بين يديها وتقلبه متسائلةً:
                              - بتاع مين ده يا دنيا
                              أنتزعته من يد والدتها وهى تقول برجاء:
                              - الله يخليكى يا ماما مش عاوزه بابا يعرف ليقعد يحقق معايا وجبتيه منين ومجبتيهوش منين
                              نظرت لها والدتها بشك وقالت:
                              - وانا يعنى مش هسألك
                              قبلتها دنيا على وجنتها وقالت :
                              - انتى مامتى حبيبتى مش هتعقديلى الدنيا زى بابا
                              أبعدتها والدتها عنها قليلا وبرفق قالت:
                              - طب جاوبينى مين اللى أدهولك
                              - أستاذ باسم مدير المكتب اللى حكتلك عنه قبل كده أنه عاوز ياخدنى معاه مكتبه
                              - وجابهولك بمناسبة ايه ده
                              -بمناسبة عيد ميلادى يا حبيبتى
                              صمتت والدتها قليلا فقالت دنيا متوتره:
                              - ايه يا ماما سكتى يعنى
                              - مش عارفه مش مرتاحه
                              عانقتها دنيا وقبلتها مرة أخرى وهى تنهض من الفراش قائله بثقه:
                              - متقلقيش يا حبيبتى انا عارفه انا بعمل ايه كويس وبتعامل مع الناس أزاى
                              نظرت والدتها إليها وقد خرجت من الغرفه ثم ألتفتت الى الهاتف الملقى على الفراش وشردت تماما ولاول مره تشعر بالقلق حيال تصرفات ابنتها
                              ****************************************
                              ويوم الخميس وفى المساء كان منزل عزة مهيأ لتلك المناسبه المبهجة للأسرتين حفلة خطوبة عزة وعمرو
                              كانت الحفله بسيطه ينعزل فيها الرجال عن النساء نوعا ما فالنساء فى لصالون والرجال فى الخارج يفصل بينهما بابا لا يكاد ينغلق من كثرة الحضور..لذلك أحتفظت عبير بنقابها حتى لا يراها احد دون أن تشعر
                              لم يكن هناك شخص أسعد منه فى تلك اللحظه..اللحظة التى طوق خاتم خطبته اصبعها وأخيرا اصبحت خطيبته واخيرا اصبحت له...لم يكن بحاجه الى التعبير عن سعادته فلقد تكفلت عيناه بهذا الامر مما جعل عزة تشعر بتأنيب الضمير لانها لا تبادله نفس مشاعره ولا حتى جزء منها غير الاحترام وفقط
                              كان فارس يجلس مع الرجال فى الخارج وفجأة شعر بمن يهزة من الخلف نظر خلفه فوجد مُهره ابتسم كعادته كلما رآها واستدار إليها فى جلسته ودون ان يقف فأقتربت من اذنه وهى تشير الى محمود أخو عمرو وتقول :
                              - ألحق يا فارس الواد الرخم ده بيضايقنى
                              نظر فارس إلى حيث تشير ثم نظر إليها مرة أخرى متعجباً وقال:
                              - بس هو شافك أزاى اصلاً علشان يضايقك
                              نظرت له بغضب ومطت شفتاها وقالت:
                              - انت كمان بتتريق عليا ماشى يا فارس
                              قال مداعباً:
                              - طب متزعليش بقى خلاص انا هقوم أكسرلك عضمه ..ثم حك ذقنه وهو يقول:
                              - بس قوليلى هو ضايقك ازاى يعنى خد منك حاجه
                              حركت راسها نفيا وقالت:
                              - لاء بيقولى شعرك حلو اوى
                              نظر لها بدهشه ثم تصنع الجديه والغضب وهب واقفا وهو يقول:
                              - طب استنى هنا انا هروح أكسرهولك
                              تقدم فارس من محمود أخو عمرو وهى تتبعه كظله وقال مداعباً له :
                              - أنت يا أخ أنت بتعاكس خطيبتى ليه
                              ضحك محمود وهو يقول:
                              - خطيبتك ايه يا ابيه فارس بقى الاوزعه دى خطيبتك
                              صاحت مُهره من جواره بغضب:
                              - بس متقولش أوزعه
                              أمسكه فارس من شعره كما يفعل به دائما كلما رأه وقال له:
                              - عارف لو شفتك بضايقها تانى هعمل فيك ايه ..هحلقلك شعرك اللى فرحان بيه ده زلبطه
                              ثم ألتفت الى مُهره واشار لها آمراً وقال بجديه :
                              - اتفضلى يا هانم اقعدى جوه مع الستات ايه اللى مطلعك وسط الرجاله
                              أستدارت مُهره وهى تنظر الى محمود بانتصار وشماته ودخلت عند النساء كما أمرها فارس
                              قال فارس لمحمود:
                              - أنت من صغرك كده هتقعد تعاكس البنات اومال لما تكبر شويه هتعمل ايه ..وبعدين ملقتش الا مُهره يعنى دى تجرسك فى كل حته يابنى
                              قال محمود : بصراحه يا ابيه فارس أنا ناوى اخطبها لما تكبر
                              -والله ..وانت بقى هتستناها لما تكبر
                              - وفيها ايه يا ابيه انا رايح تانيه ثانوى وهى رايحه تانيه أعدادى يعنى قريبين من بعض
                              أمسكه فارس من كتفه وقال بجدية:
                              - بقولك ايه يا محمود أنت فى مرحله حرجه دلوقتى يعنى تركز فى مذاكرتك أحسن يابنى علشان تعرف تدخل كليه محترمه..وبعدين يعنى اشمعنى مُهره دى شعرها أطول منها
                              - ماهو ده اللى عاجبنى فيها يا ابيه
                              كتم فارس غيظه وهو ينظر إليه ويشعر بتفاهته وقال:
                              - هو انا واقف معاك ليه اصلا ..ودفعه قائلا :
                              - امشى يلا من هنا
                              وقفت أمرأة بجوار عبير عن قصد وقالت بتشفى :
                              - عقبالك يا حبيبتى
                              نظرت لها عبير بود وقالت :
                              - جزاكى الله خيرا يا طنط عقبال بناتك يارب كده لما تفرحى بيهم
                              ضحكت المرأة وهى تنوى أغاظتها وقالت:
                              - بناتى ..انا بناتى أتجوزوا من زمان يا حبيبتى مفيش واحده فيهم قعدت لبعد العشرين ..عقبالك انتى بقى
                              صمتت عبير ولم ترد فقد شعرت فى نبرة المرأة شىء غير مريح فآثرت الصمت حتى لا تحدث مشكله تعكر صفو خطبة اختها ولكن المرأة لم تصمت ولم تتوقف وقالت:
                              - الا أنتى عديتى التلاتين ولا لسه يا عبير
                              بدون شعور منها وجدت العبرات طريقها الا عينيها حاولت منعها حتى لالا تشمت بها تلك المرأة أكثر فرفعت يدها وأنزلت البيشه على عينيها فوق النقاب وهى تقول:
                              - لا لسه يا طنط عن أذنك
                              مرت بهدوء لتخرج من غرفة الصالون ولكن والدتها نادت عليها قائله :
                              - اطلعى يا عبير هاتى صندوق حاجه ساقعه من بره البقال باعتهم على السلم
                              خرجت بسرعه فى طريقها للباب الخارجى للشقه وهى تحاول دفع دموعها للتراجع ولكن بلا جدوى حتى أنعدمت الرؤيا تماما لديها وأختل توازنها وهى تحاول حمل الصندوق ولم تشعر بشى ألا وهى تسقط من اعلى درجات السلم وفقدت الوعى تماما ..
                              ******************************************

                              تعليق

                              • مشاعر غالية
                                عضو
                                • May 2013
                                • 62

                                الفصل الحادى عشر

                                وقفت عزة فى حضن والدتها تبكى بمراره ولم تكن أمها بها من القوة ما يجعلها تخفف عنها كل ما استطاعت أن تفعله هو أن تدعو الله بقلبها ألا تكون عبير قد اصابت بسوء ...أقترب عمرو منهما وقال لعزة بعتاب :
                                - مش كده يا عزة المفروض أنتى اللى تقوى مامتك وتخففى عنها
                                بكت عزة بقوة أكبر وهى تقول :
                                - مش قادره أمسك نفسى يا عمرو خايفه على عبير أوى
                                خرج الطبيب من حجرة الكشف وتبعته الممرضه تدفع الترولى أمامها التى رقدت عبير فوقه ما بين النوم واليقظه قال الطبيب فى عجلة من أمره
                                - مش كده يا جماعه وسعوا شويه لازم أعملها اشعه على رجلها حالا
                                تشبث والدها بالطبيب وقال بصوت متهدج وهم يسرعون خلفه:
                                - طب طمنا عليها طيب قولنا أى حاجه
                                طمأنهم الطبيب قائلاً:
                                - متقلقوش هى كان مغمى عليها من اثر الوقعه وانا فوقتها والالم كله فى رجلها هنعمل الاشعه ونشوف
                                ربت فارس على كتفه من الخلف مطمئنا وقال :
                                - متقلقش ان شاء الله خير ..ثم اشار الى الجميع قائلا:
                                - تعالوا طيب اقعدوا فى أستراحة المستشفى لحد ما تخلص الاشعه
                                قالت الام بعصبيه:
                                - استراحه ايه ومين ليه نفس يستريح ودونى عند أوضة الاشعه دى عاوزه أعرف بنتى مالها
                                أومأ فراس براسه متفهما وقال محاولا أحتواء الموقف:
                                - طيب مفيش مشكله تعالوا نستناها هناك
                                أسرعت الام السير وهى مازالت متشبثة بذراع عزة التى كانت تحث الخطى بجوار أمها ووالدها ...أنحنى عمرو على أذن فارس خلفهم وقال بأعتذار:
                                - متزعلش يا فارس أنت مقدر طبعا الحاله اللى هى فيها
                                نظر له فارس معاتبا وقال:
                                - ايه اللى بتقوله يا عمرو ده ...طبعا مقدر وفاهم الله يكون فى عونهم
                                أنتظر الجميع فى الخارج حتى خرج إليهم الطبيب وهو يحمل صور الاشعه وقد ظهرت على وجهه علامات البشرى وقال:
                                - متقلقوش يا جماعه الموضوع مش خطير الحمد لله
                                قال الاب بلهفه:
                                - يعنى مفيهاش حاجه يا دكتور طمنا الله يخليك
                                وقف الطبيب امامهم يحاول ان يخفف من وقع كلماته وقال:
                                - بصوا يا جماعه وقعه زى دى كانت ممكن تأذى العمود الفقرى لكن الحمد لله العمود الفقرى كويس محصلش كسور غير فى الرجل اليمين
                                ضربت أمها على صدرها وشهقت وهى تقول:
                                - بنتى رجلها أتكسرت
                                ربتت عزة على كتفها وهى تكفكف دموعها قائله:
                                - الحمد لله يا ماما أنها جات على قد كده بيقولك العمود الفقرى كان ممكن يتاذى
                                تابع الطبيب قائلا:
                                - أحنا دلوقتى هنحطها فى الجبس ومش أقل من 3أسابيع علشان نشيله وبعديه كمان هنبدأ فى العلاج الطبيعى برضه مش اقل من شهر
                                شعر الاب بوهن شديد ووخذ فى صدره ولكنه تماسك وقال بضعف:
                                - يعنى دلوقتى هى هتتجبس ونروح على البيت ولا ايه
                                الطبيب: لازم تبات هنا يومين على الاقل وبعدين تاخدوها وتروحوا بالسلامه
                                خرجت الممرضه تدفع عبير أمامها وما أن رأتها والدتها ملقاه على الترولى وهى مستقيظه حتى أندفعت أليها وأوقفت الممرضه وهى تقول لها بلوعه:
                                - حمد لله على سلامتك يابنتى ياريتنى ما كنت قلتلك اطلعى هاتى الصندوق من بره
                                كانت عبير تشعر بالالم فى جميع انحاء جسدها من اثر السقطه التى سقطعها من أعلى السلم حاولت أن تخرج صوتها متماسك ولكنها لم تنجح بشكل كامل فى ذلك وقالت :
                                - متقلقيش يا ماما انا كويسه قدر الله وماشاء فعل أدعيلى أنتى بس..لم تلاحظ عبير وجود عمرو وفارس لم تكن ترى الا امامها فقط فقالت لوالدها
                                - بابا فى حد شافنى
                                قالت عزة حانقه:
                                - انتى فى ايه ولا فى ايه يا عبير دلوقتى
                                أعادت عبير سؤالها مره اخرى على والدها فقال :
                                - متقلقيش يا بنتى وشك كان متغطى لحد ما جيتى المستشفى ودخلتى اوضه الكشف
                                قالت الممرضه وهى تدفع الترولى مرة اخرى :
                                - يا جماعه كفايه كده الدكتور مستنى لما تخلص ابقوا أتكلموا زى ما أنتوا عاوزين
                                سار الجميع خلفها مرة اخرى وسمعوا عبير تسأل الممرضه قائله:
                                - هو انا كان مغمى عليا ؟؟
                                قالت الممرضه وهى تسير بسرعه:
                                - ايوا
                                - مين اللى فوقنى ..؟؟
                                - الدكتور
                                - كشف وشى ؟؟
                                - طبعا أومال هيفوقك ازاى
                                شهقت عبير وهى تضع يدها على وجهها وبدأت فى البكاء وهى تسترجع قائله:
                                - إنا لله وإنا إليه راجعون لا حول ولا قوة الا بالله
                                تقدمت والدتها وقالت بلهفه:
                                - مالك يا بنتى حاسه بألم ولا حاجه
                                قالت عبير من بين دموعها:
                                - ياريت تيجى على ألم رجلى يا ماما الدكتور شاف وشى ولسه طبعا علشان يجبس رجلى لازم هيشوفها ويمسكها لا حول ولا قوة الا بالله اللهم أنك تعلم اننى لا ارتضى ذلك ولكنى مكرهة عليه
                                تركت الممرضه الترولى وفتحت باب غرفة الطبيب ثم عادت مره اخرى لتدفع الترولى داخلها ولكن عبير استوقفتها قائله :
                                - والدى هيدخل معايا
                                تقدم والدها وهو يقول:
                                - متقلقيش يا بنتى انا جاى معاكى
                                قالت الممرضه بأصرار:
                                - مينفعش حد يكون موجود وبعدين ما انا معاكى يا ستى
                                قالت عبير بحسم:
                                - لو والدى مدخلش معايا مش هدخل ومش هجبس رجلى
                                خرج الطبيب الذى كان يستمع إليهم وقال:
                                - طيب خلاص سبيه يدخل معاها مش مشكله
                                دخلت هى ووالدها وأغلق الباب جلست عزة بجوار والدتها وقد تحسنت حالتهما كثيرا
                                ووقف عمرو بجوار فارس الذى كان يستمع الى كل تلك الحوارات وشعر بالاعجاب الشديد حيال عبير وتصرفاتها سار قليلا الى آخر الممر حتى وصل للنافذة المطله على حديقة المشفى
                                وأتكأ إلى السور فراى بعض أهالى المصابين يخرجون من المشفى متوجهين للخارج ومن بينهم بعض الفتيات الاتى يرتدين الملابس الضيقة منها والمفتوحة نوعا ما فشعر بالدهشه وهو يغض بصره عنهن وقال:
                                - سبحان الله واحده رجلها مكسوره وبتتألم ألم محدش يعرفه غير اللى حصله كسر قبل كده ورغم كل ده حريصه على ان محدش يكون كشف وشها ولا شافها ومضايقه ان الدكتور هيشوف رجلها المسكوره وهيجبسها وبتعيط ..رغم انها فى حالة ضروره ومفيش قدامها حاجه تانيه...وبنات تانيه نازلين من بيتهم بارادتهم ايديهم ورجليهم مكشوفين سواء بالعريان او الضيق اللى مجسم جسمهم ..وعادى جدا مش حاسين بأى حاجه ولا بأى مشكله ثم ابتسم بسخريه وهو يتمتم:
                                - لا و الواحده منهم لما تيجى تكلمها تقولك منا محجبه أهو.. زى ما يكون حد قالها الحجاب أنك تغطى شعرك وتعرى جسمك ..صحيح والله هناك نساء وأشباه نساء .....فى هذه اللحظه تذكر خطيبته دنيا وعزم على أمر ما بداخله
                                *****************************************
                                أنهى باسم جميع متعلقاته فى مكتب الدكتور حمدى مهران وتركه نهائياً وأخذ معه حسن للعمل معه فى مكتبه الخاص وفى نفس اليوم دخل الدكتور حمدى المكتب ولكنه لم يذهب مباشرة الى مكتبه وانما مره بالحجرة الاخرى الخاصه فارس ونورا ودنيا ..أطل براسه وقال موجهاً حديثه لفارس:
                                - تعالالى يا فارس شويه عايزك
                                نهض فارس واقفاً وذهب خلف الدكتور حمدى وترك دنيا ونورا تنظران اليه وعلامات الاستفهام تطل من اعينهما بوضوح..دخل حجرة مكتب الدكتور حمدى خلفه وسمعه يقول وهو يجلس خلف مكتبه:
                                - اقفل الباب وراك يا فارس
                                أغلق فارس الباب خلفه وجلس قبالته وهو ينظر إليه بأهتمام وهو يتوقع التكليف بقضية مهمه من ضمن القضايا التى يكلفه بها ولكنه فوجىْ به يقول:
                                - أنت هتمسك ادارة المكتب مكان الاستاذ باسم
                                أتعست عيناه دهشة فهو لم يكن يتوقع ابدا أن تسند إليه مثل هذه المهمه فى هذا التوقيت المبكر
                                وقال:
                                - ايوا يا دكتور بس ..
                                قاطعه الدكتور حمدى قائلا بجديه :
                                - انت طلعت كارنيه ابتدائى ولا لسه ؟؟
                                أومأ فارس براسه وقال:
                                - ايوا طلعته
                                فقال الدكتور حمدى:
                                - مبروك يا سيدى عقبال الاستئناف والنقض كمان..ثم اردف متابعاً:
                                - متقلقش من حاجه الموضوع اصلا مش محتاج حاجه يعنى مش مسؤليه زى ما انت فاهم وبعدين القضايا مبقتش كتير زى ما أنت شايف
                                أطرق فارس براسه لبرهة من الوقت صمت خلالها يفكر ثم رفع راسه وقال:
                                - بس أنا مش اقدم واحد فى المكتب فى ناس أقدم مني
                                ابتسم الدكتور حمدى وهو يقول بثقه:
                                - بس انا بثق فيك أنت...
                                ثم نظر امامه وكانه شرد قليلا وهو يقول:
                                - وبعدين انا بحضرك لحاجه كبيره بس مش دلوقتى
                                حاول فارس أن يتكلم متسائلا عن الامر ولكنه قاطعه مرة اخرى قائلا:
                                - رسالة الماجيستير قدامها قد ايه وتخلص
                                فكر فارس قليلا وكأنها يجمع الاوراق امام عينيه وقال:
                                - ان شاء الله كام شهر وأنتهى منها
                                هز راسه مبتسماً وهو يقول:
                                - طب يالا بقى على مكتبك الجديد..
                                خرج فارس من حجرة الدكتور حمدى بمشاعر مضطربه ما بين السعادة والخوف من المسؤليه الكبيرة التى ألقاها أستاذه على كاهله ووجد نفسه يهتف داخله متضرعاً:
                                - يارب وفقنى أنا محتاجلك اوى يارب
                                دخل حجرته فنهضت دنيا على الفور تقول متسائله:
                                - خير يا فارس الدكتور كان عاوزك ليه
                                ابتسم فارس وهو يأخذ نفساً عميقا ثم قال:
                                - الدكتور كلفنى بأدارة المكتب بدل الاستاذ باسم
                                شهقت دنيا فرحاً وهى تضع كفيها على وجنتيها وهتفت بسعادة:
                                - معقوله ..ألف مبروك يا حبيبى
                                نظرت إليه نورا بعينين لامعتين ما بين الفرحة والاسى فهو لم يعد يشاركهم نفس الحجرة مستقبلا فلن تراه الا عندما يطلبها فقط للعمل وقالت:
                                - مبروك يا استاذ فارس تستاهلها والله ..بس خلى بالك بقى الناس القدام اللى هنا مش هيعجبهم
                                قال فارس بجديه:
                                - انا قلت كده للدكتور لكن هو مصمم
                                قالت دنيا بحماس :
                                - ولا يهمك محدش يقدر يعملك حاجه
                                كان قد أنتهى من جمع بعض أوراقه فأنصرف قائلاً:
                                - طيب عن اذنكم يا أساتذه ..سلام عليكم ..وقبل أن يخرج توقف وكأنها قد تذكر شىء ذات اهميه وقال:
                                - لو سمحتى يا دنيا تعاليلى كمان ساعه كده عاوزك ضرورى
                                أبتسمت دنيا وهى تتابعه وهو يخرج من الحجرة ثم نظرت إلى نورا بغرور ..تجاهلت نورا نظرات دنيا وعادت لعملها وهى تشعر بالقهر تجاهها لم تستطع نورا حبس مشاعرها اكثر من ذلك وهى تشعر بنظرات دنيا الثاقبه ...وبرد فعل عكسى نهضت واقفه ونظرت إليها نظرات مشابهه وتوجهت لحجرة مكتب فارس الخاصه ..طرقت الباب ودخلت عندما سمعته يعطى الاذن بالدخول..وقفت فى حيرة من أمرها لا تدرى ماذا تقول ..فقال فارس بهدوء لا يخلو من الدهشه:
                                - فى حاجه يا استاذه نورا
                                وبحركة تلقائيه كادت ان تغلق الباب ولكنه أستوقفها قائلا:
                                - لو سمحتى سيبى الباب مفتوح
                                دلفت للداخل وجلست قبالته وقالت بتوتر:
                                - استاذ فارس ..أنا عارفه أنك مشغول أوى بس أنا...أنا بجد مخنوقه أوى ومحتاجة أتكلم معاك
                                ترك فارس مافى يده من ملفات وقال ببطء متسائلا:
                                - خير فى حاجه مضايقاكى ..فى الشغل...قال كلمته الاخيره تلك وهو يضغط حروفها جيدا وهو يعلم ماذا يقول وماذا يقصد
                                فرفعت نظرها إليه متعجبه وقالت باستنكار:
                                - غريبه اوى أنت كنت بتسمع لمشاكلى كلها وبتحاول تلاقيلى حل مهما كانت نوع المشاكل دى
                                أستند فارس إلى سطح المكتب وهو ينظر لكفيه ويقول :
                                - عارف يا استاذه نورا..بس أنا عرفت أن ده كان غلط ..مش غلط انى أحللك مشاكلك ..لاء..لكن الغلط فى حد ذاته أنى أخلى زميله ليا تشوفنى على أنى سوبر مان اللى مفيش مشكله بتقف قدامه ...وأنتى أغلب مشاكلك متعلقه بخطيبك وبعلاقتكم مع بعض وخصوصا المشاكل العاطفيه ومع الاسف انا مكنتش منتبه لما كنت بقعد اقولك ان خطيبك غلطان فى كده وكان لازم يعمل كده ومكنش المفروض يتصرف بالشكل ده فى الحكايه دى وكلام زى ده كتير كان بيتقال..وده طبعا كان ممكن يبقى باب فتنة ليكى كبيرة أوى..
                                بيتهيألى لو حكيتى لبنت زيك هيكون افضل وهنسد باب الفتن دى من أولها لاخرها
                                قطبت جبينها وقالت فى حرج :
                                - بس يا استاذ فارس حضرتك عمرك ما قلتلى كلمه وحشه علشان تقول كلمة فتنة دى
                                ابتسم فارس وهو مازال غاضا بصره عنها:
                                - ايوا مكنتش بقول ..بس الشيطان مش هيسيبك فى حالك هيفتحلك الف باب وباب ويهيألِك انى محصلتش.. والحقيقه انى بشر زى اى بشر بغلط وباتوب بتكلم حلو ووحش زى كل الناس لكن لما بنشوف المشكله من بره بيبقى حكمنا وطريقة كلامنا غير اللى عاشها فعلا
                                وقفت وهى تقول بحنق وقد شعرت بكلماته تغوص بداخلها لتخرج ما به من انفعالات وقالت بضيق شديد:
                                - متشكره اوى يا استاذ فارس على تنبيهك ده ..عن اذنك
                                خرجت من حجرته حانقةَ عليه وعلى نفسها دخلت لتتوضأ وعادت لحجرتها فى المكتب لتصلى فى أحد اركانه وتلكأت فى جلستها حتى نهضت دنيا ودلفت إلى مكتب فارس
                                وبنفس الطريقه اشار لها أن تبقى الباب مفتوحا
                                جلست امامه فى سعادة بالغه وهى تقول:
                                - مبروك مره تانيه يا حبيبى تستاهلها بجد
                                أخذ نفساً عميقا وهو يغمض عينيه وزفر فى بطء وهدوء ثم قال:
                                دنيا أولا مينفعش تقعدى تقوليلى يا حبيبى والكلام ده ..متنسيش أننا لسه مخطوبين
                                مطت شفتاها بتبرم وهى تقول:
                                - وثانيا ؟؟؟؟؟؟؟
                                قال بسرعه:
                                - وثانيا بقى ياريت يعنى علشان خاطرى تغيرى طريقة لبسك دى ومتنسيش أنى كلمتك كتير فى الحكايه دى
                                - يوه بقى يا فارس أنت كل شويه هتطلعلى حاجه شكل مش عاجباك فيا
                                - يعنى أنتى شايفه ان لبسك ده صح
                                قالت بعناد وضيق:
                                - ايوا صح وبعدين دى الموضه
                                - حتى لو كانت الموضه دى مترضيش ربنا
                                - يعنى عاوز ايه دلوقتى يا فارس
                                - عاوز لبسك تنطبق عليه صفات الحجاب الشرعى لا يصف ولا يشف ومش ملفت للنظر
                                صاحت فى غضب وهى تهب واقفه:
                                - ما تقولى البسى خيمه أحسن
                                - أنتى زعلانه انى باغير عليكى وعاوزك تبقى ماشيه فى الشارع مستوره وربنا راضى عنك
                                تبرمت فى حنق وجلست مره اخرى ولم ترد أو بمعنى اصح تقلب الامر فى راسها فهى معتاده على ذلك لا ترفض ولا توافق قبل أن تفكر ايهما يأتى بأقل الخسائر..صمتت قليلا ثم قالت:
                                - طيب سيبنى بس لما اقبض علشان اعرف اشترى لبس جديد علشان انا معنديش لبس غير اللى مش عاجبك ده
                                أبتسم لموافقتها وقال:
                                - بسيطه كلها كام يوم ونقبض ...شعرت أنه يحاصرها وقالت فى نفسها بضيق :كام يوم
                                قاطع حديثه الخاص وقال بابتسامه اكبر:
                                - وعلى ما الكام يوم دول يخلصوا مش هينفع طبعا أسيبك تمشى كده فى الشارع ..
                                ثم أخرج بعض المال وقدمه لها قائلا:
                                - معلش ده مبلغ بسيط بس هيكفى ان شاء الله تجيبى طقم بسيط كده على ما نقبض
                                نظرت للمال ثم نظرت إليه بضيق وهى تقول:
                                - حتى الكام يوم مش عاوز تسيبنى براحتى فيهم وبعدين شكرا يا سيدى هاخد فلوس من بابا
                                - أومال ليه بتقوليلى استنى لما اقبض
                                زفرت فى غضب هاتفةً:
                                - يووووووه بقى يا فارس ....حاضر حاضر حـــاااااااضر

                                ******************************
                                جلست نورا على مقعدها خلف مكتبها وهى تدفن راسها بين كفيها وتستعيد كلمات فارس الذى ألقاها عليها منذ قليل كمن يلقى دلواً باردا فى ليل الشتاء القارص على قلبها بلا رحمه أو شفقة
                                ولم تعد تدرى اهو يقصد صالحها كما قال أم يتهرب منها ومن مشاكلها التى غطت اذنيه منذ عملهما معاً...كانت تريد أن تختلى بنفسها قليلا بعيد عن أعين الناس ..نهضت وأخذت حقيبتها وبدون أن تستأذن للأنصراف خطت بسرعه خارج المكتب مسرعة لا تعبأ بالسؤال عنها حين ملاحظة غيابها ..بل لم تعبا بالدنيا كلها كانت مرتبكة قلقه تتردد كلماته على قلبها قبل عقلها فتحث السير أكثر كأنها شبحا يطاردها
                                ****************************************
                                تقوقعت نورا فى فراشها وهى تحتضن قدميها إلى صدرها وهى تفكر فيما قاله لها اليوم وتفكر فيه بعمق وتحادث نفسها قائله
                                - مش عارفه معاه حق ولا لاء ..بس ..بس أنا فعلا فى الاول كنت بتكلم معاه على أنه زميلى وبس لكن مع كل مشكله كان بيحلهالى كنت بحس أنه هو ده اللى بدور عليه ..وكنت بندم على أنى مقابلتوش قبل خطيبى قبل ما نكتب الكتاب ..
                                أستلقت على أحدى جنبيها وهى تقول:
                                - مقدرش أغلطه ..لانه للاسف معاه حق ..انا فعلا من كتر من اتعودت عليه وعلى طريقة كلامه اللى كانت بتفتحلى السكك المقفوله لقيت نفسى بحبه من غير ما اقصد وبقارن بينه وبين خطيبى من غير ما اقصد وقلبى بيبعد عنه برضه من غير ما اقصد وبيقرب من فارس غصب عنى ...ألقت راسها على الوسادة وهى تفكر فى حل لما وقعت فيه بدون ارادة منها وقالت بضيق :
                                - ياريتنى كنت حكيت لبنت زيى على الاقل كنت هفضفض معاها من غير ما يحصل اللى حصل ده جوايا....تململت فى الفراش كتململ العصفور المبلل بماء المطر حتى استسلمت للنوم وقد قررت أن تقف مع نفسها بحسم وتصرف عن قلبها صورة فارس الهُلاميه التى صنعتها له بيديها ... صورة الرجل المتكلم الذى لا يخطىء أبدا ...وتضع مكانها صورة خطيبها وحبه لها لتستطيع أن تعيد حياتهما كما كانت سابقا لتجعل منه مددا لها لعلها تفيق مما هى فيه وتشعر بهذا الرجل الذى أهملته كثيرا بأوهامها السابقه.....
                                ************************************
                                طرق عمرو باب مكتب ألهام ودخل وأغلق الباب وكالعاده رأى ابتسامتها الواسعه المرحبه به بشكل دائم وفى كل الاوقات ..وقفت أمامها وهو يقول:
                                - خير يا بشمهندسه حضرتك بعتيلى
                                أشارت إليه بالجلوس وهى تقول :
                                - تشرب أيه الاول
                                نظر إلى ساعته وهو يقول بحرج:
                                - أنا اسف مش هينفع أصل عندى شغل هخلصه وهمشى على طول عندى ارتباطات مهمه
                                نظرت إليه متفحصه بجرأة وقالت بهدوء:
                                - أيه عندك معاد غرامى ولا أيه
                                رفع نظره إليها بدهشه من جرأتها وتدخلها فى شؤنه الخاصه بها الشكل السافر وقال على الفور:
                                - لا معاد غرامى ايه أنا مش بتاع الكلام ده ..ثم اردف سريعاً:
                                - خير يا بشمهندسه فى حاجه فى الشغل
                                تابعت وكأنها لم تسمعه وقالت:
                                - أومال رايح فين
                                زادت دهشته من اهتمامها الزائد به وقال :
                                - ابدا رايح أجيب أخت خطيبتى من المستشفى مع والدها
                                أتسعت عيناها ونظرت ليده فلم تلحظ الدبله الفضيه فى يده قبل ذلك وقالت متوتره:
                                - ايه ده هو أنت خاطب من امتى أنا مشوفتش دبله فى ايدك أول مره جيت هنا
                                زفر بطريقة لم تلحظها وقال بضيق :
                                - أنا لسه خاطب من يومين بس
                                هزت راسها بعصبيه وهى تنقر على سطح مكتبها وتقول:
                                - ده أنت كنت مستنى لما تشتغل بقى علشان تخطبها ..ايه قصة حب ولا ايه
                                تحرك من مقعده قليلا وهو ينظر لساعة يده ويقول :
                                - حاجه زى كده ...طيب انا مضطر استأذن دلوقتى
                                نظرت إليه بحده وهى تقول بجديه:
                                - ساعات العمل الرسميه لسه مخلصتش يا بشمهندس ..ثم ابتسمت ابتسامه صفراء وهى تقول:
                                - لسه نص ساعه
                                أستند الى ظهر مقعده وظل صامتا فقالت بحنق:
                                - هو أنت متعود تمشى قبل المواعيد ولا أيه
                                حاول أن يغلب الغضب بداخله وقال دون ان ينظر اليها:
                                - انا مكنتش همشى قبل مواعيدى يا بشمهندسه ..أنا قلت لحضرتك فى الاول انى ورايا شغل عاوز أخلصه قبل ما أمشى
                                هبت واقفة وقالت بتعالى:
                                - طب اتفضل خلص شغلك يا بشمهندس أنا عندى أجتماع
                                نظر إليها متعجبا من تصرفاتها المتناقضه فهو لم يطلب الدخول إليها أو الجلوس معاه من الاساس فلماذا تفعل ذلك ولكن على كل حال تنهد فى أرتياح وهو يغادر إلى مكتبه
                                كسرت القلم بين يديها فى غضب وهى تنظر للفراغ الذى كان يحتله منذ دقائق
                                **************************************
                                دخل عمرو مكتبه وتوجه على مكتبه الهندسى الخاص به تحت نظر زميله نادر الذى كان يرمقه متبرما لاستدعائها المتكرر له فى مكتبها الخاص ووجد نفسه يقول بسخريه:
                                - أتأخرت ليه يا روميو
                                نظر له كل من عمرو وزميلهم الثالث أحمد وقال عمرو فى أنفعال:
                                - بتكلمنى انا
                                قال نادر متهكما:
                                - هو فى روميو تانى هنا
                                ترك عمرو ما فى يده وقال له محذرا فى غضب شديد:
                                - أنا بحذرك تكلم معايا بالطريقة دى تانى أنت فاهم ولا لاء
                                كان يتوقع أن يهاجمه نادر ولكنه وده يقول بسخريه وهو ينظر لاحمد:
                                - شفت يا عم أحمد طبعا ما هو مسنود من فوق بقى
                                صاح عمرو بغضب مرة أخرى قائلا:
                                - بقولك اتكلم معايا كويس أحسنلك
                                حاول أحمد تهدئة الوضع بينهما ووقف يهتف بهما:
                                - ميصحش كده يا جماعه ثم نظر لنادر معاتبا وقال بضيق:
                                - وبعدين معاك يا نادر ده احنا زمايل وفى مكتب واحد يا أخى مش كده
                                نظر لهما نادر بسخرية وأعاد نظره الى عمله مرة اخرى دون ان يتفوه بكلمة أخرى وكأنه كان يختبر أعصاب عمرو هل هو سريع الغضب أم لا
                                ربت احمد على كتف عمرو قائلا بهدوء:
                                - معلش يا بشمهندس خاليها عليك المره دى
                                قال عمرو وهو يرمق نادر بعينيه ياريت الناس كلها فى أخلاقك يا بشمهندس أحمد ..دقائق من الهدوء سادت فى المكتب وكل منهم يتابع عمله حتى ينتهوا منه قبل مواعيد الانصراف
                                ***************************************
                                قطع عمرو بوابة المشفى مسرعا الى الممر ثم الى المصعد ومنه الى غرفه عبير وعندما وصل وجد والدها فى الخارج ينتظر خروجهم من الغرفه وفارس يقف خلفه يحمل حقيبة ملابس صغيره لعبير كانت بصحبتها فى المشفى
                                فقال بأنفاس متقطعه وهو يلهث:
                                - انا اسف والله أتأخرت غصب عنى ربنا ينتقم من اللى كان السبب
                                قال والد عبير بحنو:
                                - براحه يابنى خد نفسك وبعدين أحنا لسه ممشيناش أهو
                                جلس عمرو الى المقعد القريب منهم وهو يقول:
                                - هو الدكتور جوه ولا ايه
                                ابتسم والد عبير وهو يقول:
                                - هو لو الدكتور جوه كنت أنا هبقى هنا ليه يا بشمهندس
                                قال فارس بمزاح:
                                - طول عمرك ناصح على فكره
                                تابع والد عبير وهو يضحك على كلمات فارس قائلا:
                                - عزة ووالدتها معاها بيجهزوها علشان نمشى
                                أقتربت الممرضه وهى تدفع الكرسى المتحرك امامها ودخلت غرفة عبير وبعد دقائق قليله
                                خرجت تدفع الكرسى فهب عمرو واقفا وهو يقول مشفقاً:
                                - حمدلله على سلامتك يا انسه عبير
                                وكذلك قال فارس :
                                - حمد لله على السلامه
                                قالت عبير وهى تخفض نظرها عنهما:
                                - الله يسلمكم جزاكم الله خيرا
                                ************************************
                                عادت عبير إلى منزلها بصحبة عزة وعمرو ووالدها ووالدتها بينما استأذن فارس للعوده الى عمله مرة أخرى ....دخلت غرفتها بصحبة والدتها وأختها عزة ..استراحت على فراشها وسمعت عزة تقول:
                                - أجيبلك تاكلى يا عبير ولا هتنامى
                                - لا يا حبيبتى انا هنام شويه اصلى مكنتش عارفه انام فى المستشفى خالص
                                - منا عارفه مبتعرفيش تنامى بره البيت يا حبيبتى
                                تدخلت والدتها قائله:
                                - سيبى اختك تنام وأطلعى اقعدى مع خطيبك شويه ميصحش كده
                                نظرة عزة إلى عبير تستنجد بها فقالت عبير بسرعه:
                                - يا ماما مينفعش تقعد معاه لوحدها ده لسه خطيب مش زوج
                                نهضت والدتها وجذبت عزة من يدها وهى تدفعها تجاه الباب وتقول:
                                - أبوكى قاعد معاه بره مش هتقعدى معاه لوحدك يالا ياختى وخدى معاكى كوباية عصير فى ايدك الراجل واقف معانا من بدرى
                                خرجت عزة وهى تنظر تحت قدميها ان صحت العباره نظر عمرو اليها بطرف عينيه وشعر بخفقان قلبه كما يحدث له دائما عند رؤياها ...وضعت الكوب على الطاوله امامه وهى تقول بخجل:
                                - أتفضل ...تابعها بعينيه حتى جلست على مقعد آخر يبعد عنه بعض الشىء فقال والدها:
                                - اختك عامله ايه دلوقتى
                                - الحمد لله يا بابا ..سبتها تنام وترتاح
                                قال الوالد وهو يهز راسه راسه بأسى :
                                - والله منا عارف هتقعد فى الجبس 3 اسابيع ازاى وبعديهم كمان علاج طبيعى وشغلانه
                                تدخل عمرو قائلا:
                                - متقلقش يا عمى ان شاء الله خير وبعدين متقلقش من حكاية العلاج الطبيعى دى ..فارس يعرف دكتور كويس اوى وقريب من هنا جدا
                                خفق قلبها عند سماعها أسمه واشاحت بوجهها بعيدا حتى لا يرى أحد علامات تاثرها بادية على وجهها ..ساد الصمت للحظات قطعه والدها قائلا :
                                - منور يا بشمهندس
                                تنحنح عمرو بحرج وقال وهو ينهض واقفا :
                                - ده نورك يا عمى ..طيب أستأذن انا بقى
                                وقفت عزة ووالدها الذى قال بتصميم:
                                - لا والله ما ينفع ده أنت لسه داخل حتى ملحقتش تشرب حاجه
                                ابتسم عمرو بمودة وهو يقول:
                                - معلش يا عمى مره تانيه ان شاء الله
                                نظر إليها والدها وقال آمراً:
                                - وصلى خطيبك يا عزة
                                أحمر وجهها بشدة وهى تنظر لوالدها وكادت أن ترفض ولكنه وجدت علامات الجديه على وجهه فتراجعت عن الرفض وقالت وهى تشير لعمرو :
                                - اتفضل يا بشمهندس
                                توجه والدها للداخل وتركهم عند باب الشقة المفتوح وقف عمرو بالخارج وهى بالداخل تنظر الى الارض كانت تتصور ان يلقى السلام ويغادر ولكنه لم يفعل...وقف ينظر اليها وكل خلجه من خلجاته تنطق بالحب ليس نظراته فقط وما كانت عيناه الا وابه ليمر الحب من بينهما وينساب بدون أن يشعر اليها ليسكن فى عينيها عندما ترفع عينيها اليه لترى سبب صمته الذى طال فأخفضت عينيها حياء منه ومن نظراته وهى تقول بخفوت :
                                - فى حاجه يا بشمهندس
                                قال بنفس خفوتها وابتسامته تملىء وجهه :
                                - على فكره أنا اسمى عمرو ..هه
                                قالت دون ان تنظر اليه :
                                - فى حاجه يا عمرو
                                خفق قلبه لنطقها اسمه وابتسم فى سعاده و ...قاطعت نظراته وافكاره ورفعت راسها فجأه وقالت بجديه:
                                - على فكره مينفعش تبصلى كده ..عن اذنك
                                تراجع للخلف بدهشه وأغلقت هى الباب وسمعته يقول
                                من خلفه :
                                - يخرب عقلك قطعتى لحظه رومانسيه بنت لذينه
                                وخبط كفا بكف وينزل درجات السلم وهو يهتف:
                                - ايه شغل الجنان ده
                                أبتسمت رغما عنها وأتجت للداخل ..لا تعلم لماذا تزداد أعجابا به يوما عن يوم رغم أنهما لم يتقابلا الا مرات معدوده ولكنه فى كل مره يثبت انه أهلا لها ولتحمل المسؤليه عن جداره تستحق الاحترام رغم صغر بالمقارنه ببعض الرجال الذين تعدوا الثلاثون ولكنهم لا يشغلهم من الحياة الا أنفسهم ورغباتهم فقط ..فالايام لا تغير البشر ولكنها فقط تنزع القناع عنهم
                                التعديل الأخير تم بواسطة مشاعر غالية; 13-06-2013, 05:38 PM.

                                تعليق

                                يعمل...