مرحبا بك في منتديات لكِ النسائية. إذا كانت هذه هي زيارتك الأولى، فيمكنك الإطلاع على الأسئلة المتكررة بالضغط على الزر اعلاه. قد تحتاج للتسجيل من هنا
قبل أن تتمكن من كتابة مواضيع جديدة.
هو مضغُ الشّيء ووضعهُ في فمِ الصبيّ , فَيُقال : حنَّكت الصبيّ , إذا مضغت التّمر , ثمَّ دلكته بحنكه .
وعلى هذا التّحنيك معناه : هُو مضغُ التّمرة حتّى تصيرَ مائعا , ثمَّ دلك حنك المولود بها ,
وذلِك بِوضع جزء من الممضوغ على الإصبع , وإدخال الإصبع في فمِ المولود ,
ثمَّ تحريكه يمينا وشمالا بِحركة لطيفة , حتّى يتبلغ الفمُ كلّهُ بالمادّة الممضوغة . ومن الأفضل أن يقُوم بعمليّة التّحنيك من يتّصف بالتَّقوى والصّلاح ,
تبرّكًا وتيمُّنًا بِصلاحِ المولود وتقواه .
**
فالتحنيك سنة، وكان من هدي النبي صلّى الله عليه وسلّم ؛ والأدلة على ذلك كثيرة منها: 1 - ما أخرجه الإمام مسلم من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ: "إن رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم كان يؤتى بالصبيان فيُبرِّك عليهم – يدعو لهم بالبركة – ويحنكهم".
قال النووي ـ رحمه الله ـ كما في "شرح مسلم" (14/123): وهو سنة بالإجماع، ومستحب الدعاء له بالبركة.
2 - أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي موسى فقال : "وُلِد لي غلام فأتيت به النبي صلّى الله عليه وسلّم فسمَّاه إبراهيم فحنكه بتمرة" زاد البخاري: "ودعا له بالبركة ودفعه إليّ وكان أكبر ولد أبي موسى".
*
الحكمة من التحنيك:
قال صاحب كتاب " تربية الأولاد في الإسلام" ( 1/77 ): وقال محمد سعيد مولوي كما في "كيف يربي المسلم ولده "[ ص 97] : * إن في تحنيك الطفل، وفرك منابت الأسنان بالتمر المعجون الحلو تحريكاً للدم، وتهييجاً غريزياً لآلية البلع في فم الطفل، مما يهيِّؤه لتلقِّي الثّدي، وتقبّل اللّبن والرّضاع.
وأثبت الطب الحديث فائدة عظيمة للتحنيك : وهي نقل بعض الجراثيم في الأمعاء لتساعد على عملية الهضم.
*
وَقْـتُ الـتَّحنيك : فالسنة أنها ساعة ولادته، كما هو الظاهر من الأحاديث السابقة، وأن يكون التحنيك بالتمر، وهو أول ما يتلمَّظ بريقه .
فيستحب حلق رأس المولود في اليوم السابع كما أخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم : فقد أخرج أبو داود والترمذي وحسنه الألباني عن الحسن عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " كل غلام رهينة بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويسمَّى فيه ويحلق رأسه" وأخرج الترمذي أيضاً بسند حسن حسنه الألباني عن عليّ رضي الله عنه قال : " عقَّ رسول الله صلّى الله عليهِ وسلَّم عن الحسن بشاة، وقال: يا فاطمة احلقي رأسه " (صحيح الترمذي ح 1226) *
وقـت الـحلـق: بيَّن لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن الحلق يكون يوم السابع، بقوله في حديث سمرة كما تقدم: " تذبح عنه يوم سابعه، ويُسمَّى فيه، ويُحلق رأسه "
*
لا يجوز حلق بعض الرأس وترك بعضه: وهذا ما نهى عنه النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو ما يعرف بالقزع. فقد أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: " نهى رسول الله عن القزع "
( صلوات الله عليه و على أله و سلّم ) و القزع: أن يحلق بعض رأس الصبي ويدع بعضه .
- إنَّ التَّربيةَ السليمةَ تبدأ من لحظة قُدوم الطفل إلى الدنيا ؛ فهو كالأرض الخِصْبَة ، إذا أُلقيَت فيها البذورُ الصالحة أنبتت نباتًا حَسَنًا، وأخرجَت ثمرًا يانعًا، وإذا تُركَت وأُهملَت نبتت فيها الأشواكُ المؤذية.
و الطِّفلُ أيضا كالإسفَنجَة، يَمتَصُّ كل ما يمرُّ به، بلا تمييز بين غثٍّ وسَمين، ونافع وضار،
وهو يتلقَّى ما يدورُ حوله، ولو كان في ظاهره مشغولاً بألعابه وعالمه الخاصِّ .
لذلك كان أهمَّ وأَولى ما يجبُ أن يُزرعَ في نفس الطفل: مَحبةُ الله ، ومُراقبتُه في السرِّ والعَلَن.
** وأطفالنا يملكونَ من القُدُرات ويَعقلونَ من المعاني ما لا نتصوَّرُه،
وما علينا إلاَّ أن نقدِّرَ ذلك حقَّ التَّقدير، ونُوليَهُ العنايةَ اللاَّزمة،
وأن نكونَ حذرين في تربيتنا لهم، وسلوكنا معهم، فلا يسمعونَ منَّا ولا يرَونَ إلا ما يُرضي الله سبحانه.
* تَربيةُ الأولادِ تحتاجُ منكِ تخطيطًا و دِراية ؛ فالأمّ قدوة لأطفالها وهي أقربُ النّاسِ لطفلها ومنها يتعلّمُ الحلم وكذلك يمتصّ منها العصبيّة , -إن كانت كذلِك - فكوني حليمة في تصرّفاتكِ معهم .
* كذلك من الأسس التي تعتمدها الأمّ في تربيةِ أبنائها : -حفظُ اللِّسانِ بالقولِ الحسنِ ؛ فمثلاً إن وجدتِ أنّكِ فقدتي السَّيطرةَ على هدوئكِ حيالَ شَغَبِهم
أوصلي لهم الإحساس أنّك قد أخطئتي بتلك العصبيّة , واستغفري الله أمامهم , وبذلكَ سيشعرونَ بخطئكِ ويتعلّمون التدرّج لاكتساب هذه الصِّفة , ولكن لا تخطئي أمامهم كثيرا كي يَظلّوا لكِ مُصدّقين ..!
- أن تختاري الوقت المناسب للتَّوجيه , و أن لا تُكثِري من اللّومِ والعِتابِ إلاَّ في الأمورِ المهمّة ,
كي لا يتعوّد طِفلُكِ على اللَّومِ منكِ في كلِّ الأوقاتِ وعلى أيّ فعلٍ يقومُ به . فلِكلِّ مرحلةٍ عمريّة خصائصُها ونِظامها , فالطّفلُ الصّغيرُ لهُ طاقةٌ جسديّة من حقّهِ أن يستخرجها في التسلِية ,
يجري و يلعب مع أقرانِه . و يحتاجُ إلى مكانٍ فسيحٍ , لِيكتسبُ منه مهارات أكثر ولا يستطيعُ تحمُّلَ البقاءِ
في البيتِ لأيّام متتالِية مثلكِ ..! فالرّسولُ عليه الصّلاة والسّلام عندَ قضاءِ طفولته في البادِية , تعلّم النجابة والتأمّل .., فجمالُ الطّبيعة
وبهاء المنظر , ينمّي عندَ الإنسانِ الإبداعَ والتفكّر والتَّدبُّرَ ..!
- دبِّري لِقضاء يومٍ مليءٍ بالفوائد العلميّة و العمليّة , وتلبيةِ احتياجاتهم النفسيّة : مثلاً لو كانَ ورائكِ واجِباتٌ منزليّة يُُمكنُكِ إشغالُهم بِكُتُبٍ أو قصص مُفيدة يقرؤونها , تكونُ مناسبة لأعمارهم , وكذلكَ لأذواقهم , كي تنالَ منهم اهتماما أكبر لِحينِ انتهاءِكِ من أعمالكِ .
- عند صلاتكِ اجعلي طفلكِ قريبا منكِ لِيعتادها , و بعد فراغكِ منها و عند تسبيحكِ اعتمدي على العدِّ فوق أصابعهِ فلذلك أثرٌ بإذن الله تعالى في ذاكرته و يُعرِّفُهُ أكثر بشعائرِ ديننا . - اكتشِفي مَواهبَ أطفالِكِ و احرِصي على تنمِيتها داخِلهم بِمُساعدتكِ و إرشادكِ لهم و لا تُحبِطيهم , وكوني محفّزة لهم لكلِّ عملٍ صالحٍ يقومون به , و
" لا تستهيني بصغر العملِ , فهوَ في نظرِ الأطفالِ كبير "
-أطفالكِ لكلٍّ منهم شخصيّته المختلفة وأنتي أدرى بذلك , فتَخيّري الأسلُوبَ المناسبَ لكلٍّ منهم . - استعيني بالله ولا تعجزي واجعلي - لتيسير هدفكِ - الدّعاءَ لهم مصاحبا لكلّ خُطواتكِ . ولا تكوني كالّتي عجزت فأصغت إلى وساوسِ الشّيطانِ , فبدلَ الدّعاءِ لفلذاتِ أكبادها دعتْ عليهم !
فتخيّلي أخيّتي إن صادفَ دُعاءك هذا وقتَ استجابةٍ ( من الله تعالى ) ,
فهل ستتحملين أن يُصيبه منهُ شيئا ؟!
* هذه قصّة واقعيّة سَمِعتها وأنقلها لكنّ : كان لامرأة ابنٌ في ريعان الشَّباب , وتوفّي لهم قريب في العائلة .. ولعدمِ وجودِ زوجها حينها
طلبت الأمّ من ولدها الذهاب للقيامِ بواجب العزاء , فأبى الابنُ ولم يستجِبْ لها رغم محاولاتِها المُتكرِّرة , وهمّ بالخروجِ من البيت , فاشتدّ غضبها ودعت عليه بالموت ..!
ركبَ الشابّ دراجته النّاريّة و ماهي إلاّ لحظات حتّى اعترضت طريقه شاحنة كبيرة ,
عاد بعدها إلى منزله جثّة هامدة لا حراكَ فيها !
لِيُدفَنَ ويقضي ليلتهُ بين جدران قبره , .. وعاشت الأمّ حياتها متألّمة , نادمة على دُعائها على فلذة كبدها ..!!
بالفعل الأم هي أقرب الناس للطفل ويتأثرون بها لأبعد حد وقد لاحظت هذا في أولادي لأجدهم أمامي كالمرآة لشخصيتي سبحان الله وحتى لو اكتسبت صفة عن قريب قامو بالتقليد فورا
جزاكي الله كل خير كلمات رااائعة ونصائح ذهبية اخيتي
استمتعت بالقراءة واستفدت الكثير
كتب الله لكِ الاجر والثواب
متابعة بشغف ...
حيَّاكِ الله :")
آمين و إيَّاكِ أختي مام
متَّعكِ الله بالنَّظرِ إلى وجهه الكريم
أسعدُ بمتابعتكِ
باركَ اللهُ فيكِ :")
المشاركة الأصلية بواسطة ام القادة
بالفعل الأم هي أقرب الناس للطفل ويتأثرون بها لأبعد حد وقد لاحظت هذا في أولادي لأجدهم أمامي كالمرآة لشخصيتي سبحان الله وحتى لو اكتسبت صفة عن قريب قامو بالتقليد فورا
ربي يهدينا
مشكورة حبيبتي على الموضوع واصلي جازاك الله
اللهمَّ حَيِّها :")
صدقتِ
إذًا لِنسعى كيْ يكونوا مِرآة تعكسُ حُسنَ الخُلق أدبًا و جمالاً
نسأل الله أن التوفيق و المَعونة
يجبُ على المؤمنِ اللّجوءَ إلى الله تعالى في كلّ أحوالهِ , لييسّر له أمره ويوفّقه لما يُرضيه , و الطّفلُ يمرّ بصعوبات حتى يشبّ ويكبر ,, فكُوني لهُ اليدَ الحانِية , و كُوني خير مُعين :
- إذا تأخّر طفلُكِ في النّطقِ والكلامِ , فلا تتوقّفي عند اللجوءِ إلى عددٍ من الأطبّاء وحسب , فلَرُبّما أجّل الله لهُ ذلكَ لتقفي عند بابه وتناجيه !
وكذلكَ في المدارس و أيّامََ الإمتحانات , عسى الله أن يتقبّل منكِ دُعائكَ ويجعلهُ سببًا في نجاحِه و تيسِيرها عليه !
- ولأنَّ للصُّحبة والرّفقة الصّالِحة دورٌ في إصلاحِ النّفسِ والرقّيّ بها , عليكِ بالدّعاءِ لأبنائكِ أيضًا أن يرزقهم الله تعالى إيّاهَا و أعينيهم على ذلكَ بالتّوجيه والنّصح , واحتوائكِ لهم وقربكِ منهم ..
- كان ابني الصَّغيرُ في الخامسة من العُمر، وكُنَّا حديثي عهد بجيران في بِنائنا، وكان لهم طفلٌ في نحو سنِّ وَلدي، فطلبوا منهُ الدخولَ عندهم ليلعبَ مع ابنهم، استجبتُ لطلبهم، وسمحتُ لأحمدَ باللعب عندهم، وأوصيتُه ببعض الأمور؛ خشيةَ أن يسبِّبَ لهم إزعاجًا ما ..!
وكان مما أوصيتُه به : أن يلعبَ بهدوء بلا ضَجيج ، وألاَّ يطلبَ منهم شيئًا، ولا يأكلَ عندهم طعامًا. وفي أحد الأيام كان أحمدُ يلعب في دارهم، وحانَ وقت الغداء، ووُضعت المائدة، ودُعي ليُشاركَهُم الطعام .
فاعتذرَ منهم بأدب، وحينما ألحُّوا عليه وأكثَروا، صارحَهُم بالأمر قائلاً: أمي لا تسمَحُ لي، فقال له جارُنا مازحًا: إن أمَّكَ لا تراك الآنَ ؟ فأجابه أحمـدُ بثقة ويقين
: لكنَّ الله يَراني !
في صباح اليوم التالي قصَّت عليَّ جارتي الخبر ،
و قد مَلأتْها السعادةُ و الدَّهشةُ معًا من موقف رفيق طفلها الجديد!
** أطفالنا وحبُّ الرّسُول عليه الصّلاة والسّلام :
- لماذا يجب أن نزرعَ في قلوبِ أطفالنا حبَّ الله و رسوله ؟!
-لأن الطفل إذا اسْتأنَس بهذا الحب منذ الصِّغَـر ، سهل عليه قبوله عند الكبر، فنشأةُ الصغير على شيء تجعله متطبِّعاً به، والعكس صحيح , فمَن أُغفل في الصغر كان تأديبه في الكبر عسيراً .
- لأن أطفالنا إن لم يحبُّوه - صلى الله عليه وسلم - فلن يقتدُوا به مَهما بَذلنا معَهُم من جُهد ..!
-لأن حُبَّهم له سوف يعود عليهم بالخير والبركة والتوفيق في شتَّى أُمُور حياتِهم، وهو ما يَرجوه كلُّ أبٍ وأمّ.
- لأن الله تعالى قال في كتابه العزيز : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }
[ آل عمران /31 ]، فمَحبَّته صلَّى الله عليه وسلَّم تَجلُب حُبَّ الله في الدُّنيا ومغفِرته في الآخرة، فأيُّ كرامةِ تلك ؟!
وهل يتمنَّى الوالدُ لولدهِ أفضلَ من ذلك ؟!!
- لأن الجنَّة هي مستقرُّ من أحبَّهُ ؛ ومِن ثمَّ أطاعَه ، فقد روى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : ( كُلُّكم يدخلُ الجنَّة إلاَّ مَن أبَى ، قالوا:"ومَن يَأبَى يا رسُول الله؟"، قال مَن أطاعني دخَل الجنَّة، ومَن عَصَاني فَقَد أبَى ) فهل يتمنَّى الوالدُ لولدِه بعد حُبِّ الله والمغفِرَة إلاَّ الجنَّة ؟!!
- لأن أطفالنا هُم الرعيَّة التي استرعانا الله إياَّها ؛ ومن ثُمّ فإنّ الله سُبحانه سوف يَسألُ الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يَسأل الولدَ عن والده - كما يؤكد الإمام بن القيّم- فمن أهمل تعليم ولدِه ما ينفعه ، وتَركه سُدى، فقد أساء غايةَ الإساءةِ، وأكثرُ الأولادِ إنَّما جاء فسادُهم بسببِ إهمالِ الآباء لهُم وتركُهم دُون أن يُعلِّموهم فرائض الدِّين وسُننه، فأضاعوهُم صغاراً،فلم ينتفِعوا بهم كباراً .
- كيف نُعلِّـمُ أبْناءَنا حُبَّ رَسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ؟
أولاً: بالقدوة الصالحة :
إنَّ أوَّل خُطوة لِتعليمهم ذلك الحبَّ هو أن يُحبَّه الوالِدانِ أوَّلاً ، فإن صدَقَ الوالدانِ في حُبِّهما لرسولِ الله ،أحبَّهُ الطِّفل بالتَّبَعِـيَّةِ، ودُون أيِّ جُهد أو مشقَّةٍ من الوالدينِ . لأنَّهُ سيَرى ذلك الحبَّ في عُيونهم ونبرة صوتِهم حين يتحدَّثون عنه ، وفي صلاتِهم عليهِ دائما - حين يَرِدُ ذِكرُه، ودون أن يرِدَ .
وفي شوقهما لزيارتهِ ، وفي مراعاتهم لحُرمة وُجودهم بالمدينة المنوَّرة حين يزورونَها ،وفي اتِّباعِهم لسُنَّتِه ، قائلين دائما : " نحن نحبُّ ذلك لأنَّ رسول الله صلَّى الله عليه و سلَّم كان يُحبُّه، و نفعلُ ذلك لأنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه و سلَّم كان يفعلُه، ونحنُ لا نفعلُ ذلك لأنَّ الرَّسولَ صلَّى الله عليه و سلَّم نَهى عنهُ أو تركهُ ، و نفعلُ الطَّاعات إرضاءً لله سبحانه ، ثُمَّ طمعاً في مُرافقة الرَّسولِ صلَّى الله عليهِ و سلَّمَ في الجنَّة ..."
وهكذا يشربُ الطِّفلُ حُبَّ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم دُون أن نَبذُل جهداً مُباشراً لتعليمِه ذلك الحبِّ !
ثانياً: بالتَّعاملِ مع كلِّ مرحلةٍ عُمريَّةٍ بِما يُناسِبها:
أ- مرحلة ما بعد الميلاد حتى الثانية من العمر:
تلعبُ القُدوة في هذه المَرحلةِ أفضلَ أدوارِها، حين يَسمع الطِّفل والديه يُصلِّيان على النَّبيِّ عِند ذِكره ،أو سماعِ من يَذكُرُه ، فيَتعوَّدُ ذلك، ويَألفهُ منذُ نُعومةِ أَظفارِه ممَّا يُمهِّدُ لِحُبِّه لهُ صلَّى الله عليه وسلَّم حِين يَكبُرُ.
كما يُمكن أن نُردِّدَ أمامهُ مِثل هذه الأناشيدِ حتَّى يَحفظَها : مُحمَّد نَبِينا أُمُّهُ آمِنة أبُوهُ عبدُ الله مات ما رَآه
*** "هذا ابن عبدُ الله أخلاقُه القرآن والرَّحمةُ المُهداة عَمَّت على الأكوان"
ب- مرحلة ما بين الثالثة والسادسة:
يكونُ الطِّفلُ في هذه المرحلةِ شَغوفاً بالاسْتِماعِ للقصصِ ، لذا فمن المفيد أن نُعرِّفه بِبساطةٍ وتَشويقٍ بِرسولِ الله صلَّى الله عليهِ وسلَّم، فهو الشَّخصُ الَّذي أَرسلهُ الله تعالى ليَهدينا ويُعرِّفنا الفرق بين الخير والشرِّ، فَمَن اختارَ الخيرَ فلَهُ الجنَّة ومنِ اخْتار الشرَّ فلهُ النَّار [ والعِياذ بالله ] ، ونَحكي لهُ عن عبدِ الله ، وآمنة وَالِدي الرَّسول الكريم ، و قِصَّة وِلادته صلَّى الله عليه وسلَّم ، وقصَّة حليمة معهُ، ونَشأتُه يَتيماً ؛ ( حِين كان أتْرابُه يَلوذُون بآبائِهم ويَمرَحون بين أيدِيهم كطُيور الحديقةِ بينما كان هو يُقلِّب وجهَه في السَّماء .. !
لَم يقُل قطُّ " يا أبي" لأنه لم يكن لهُ أبٌ يدعُوه ،ولكنَّه قال كثيراً ودائماً:" يا ربي"!!! )
ومِن المُهِمِّ أن نُناقش الطِّفل ونَطلُبُ رأيهُ فِيما يسمعُه من أحداثٍ مع توضيحِ ما غمضَ عليه مِنها.
ويُستحبُّ أن نُحفِّظه الآيتين الأخيرتين من سورتي [ التّوبة و الفَتح ] التي تتحدَّث عن فضائِله صلَّى الله عليه وسلم؛ مع شرحِ مَعانيها على قدرِ فهمِه.
كما يُمكنُ تَحفيظُه كلَّ أُسبوعٍ أَحدَ الأحاديثِ الشَّريفة القَصيرة، مع توضيحِ معنَاها بِبساطة .
من هذه الأحاديث مثلاً :
" من قال لا إله إلا الله دخل الجنة"
"إن الله جميل يحب الجمال"
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً ان يتقنه"
"خيركم من تعلَّم القرآن وعلمه"
"إماطة الأذى عن الطريق صدقة"
"لا يدخل الجنة نمَّام"
"من لم يشكر الناس، لم يشكر الله "
"ليس مِنَّا مَن لم يرحم صغيرنا ويوقِّر كبيرنا"
" المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده"
"الكلمة الطيبة صدقة"
"لا تغضب، ولك الجنة"
"تَبسَُّمك في وجه أخيك صدقة"
"الراحمون يرحمهم الرحمن""
"من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"
"خير الناس أنفعهم للناس"
"الدين النصيحة"
"الجنة تحت أقدام الأمهات"
"تهادوا تحابُّوا"
"التائب من الذنب كمن لا ذنب له"
"جُعلت قرة عيني في الصلاة"
"الحياءُ من الإيمان"
" آيةُ المنافق ثلاث :إذا حدَّث كذِب وإذا وَعد أخلف ،وإذا اؤتمِن خان".
في هذه المرحلة يُمكننا أن نَحكي لهم مواقف الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم مع الأطفالِ ، وحُبُّهُ ورحمتُهُ بِهم ، واحترامهُ لهُم ، ومُلاطفتهِ و مُداعبته إيَّاهم , وهي مَواقف كثيرة فيما يلي نذكر بعضها
مع مُلاحظة أنَّ ؛ البنت سوف تُفضِّلُ حكاياتهِ مع البنات ، والعكس !
ولكن في جميع الأحوالِ يجبُ أن يَعرفوها كُلَّها؛ فالقِصص تُحدِثُ آثاراً عميقةً في نفوسِ الأطفالِ وتجعلُهم مُستعدِّينَ لِتقليدِ أبْطالِها !
أ- موقفهُ مع حفيديه الحسن والحسين ،
حيثُ كان صلَّى الله عليه وسلَّم يُحبُّهما ويلاعبُهما ويَحنُو عليهما ، [ وفيما يلي بعضُ المواقفِ لهما مع خيرِ جَدٍّ ]
- عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه قال : ( خرج علينا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسناً أو حسيناً ، فتقدَّم رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، فوضعه ثُمَّ كبَّر للصَّلاة فصلَّى ، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي فرفعت رأسي وإذا الصبيُّ على ظهرِ الرَّسُول الكريمِ ، وهُوَ ساجدٌ ، فرجعتُ إلى سُجودي؛ فلمَّا قَضى رسول الله صلى الله عليه وسلَّم الصَّلاة، قال النَّاسُ:" يا رسول الله إنَّكَ سَجدْتَ بين ظهراني صلاتك سجدةً أطلْتَها حتَّى ظننَّا أنَّهُ قد حدثَ أمرٌ أو أنَّه يُوحى إليك ، فقال :"كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني ،فكرهتُ أن أعجلهُ حتى يقضي حاجَتَهُ ) !
***
- عن عبد الله بن بريدة،عن أبيه،قال: ( كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يخطبُنا إذ جاء الحسن والحُسين عليهما قميصان أحمرانِ يمشيانِ ويعثرانِ ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلَّم من المِنبر فحملهُما ،ووضعهما بين يَديْهِ،ثم قال:"صدق الله <إنما أموالُكم وأولادُكم فتنة> ،فنظرتُ إلى هذين الصبيَّين يمشيانِ ويعثرانِ ،فلم أصبِر حتى قطعتُ حديثي ورفعتُهما ) .
***
روى البُخاري أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: ( قبَّل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الحسن بن علي وعنده "الأقرع بن حابس التميمي "جالس، فقال الأقرع: إنَّ لِي عشرة من الولد، ماقبَّلت منهم أحداً " ، فنظرَ رسُولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إليه ثُمَّ قال:"مَن لا يَرحم لا يُرحمُ )
***
ورَوَتْ عائشةُ رضي الله عنها : ( أنَّ أعرابيًّا جاء إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقال:"أتُقَبِّلُون صبيانكم؟! فما نقبِّلهم"،فقال له النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم:" أو أملِك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟ )
* وَ كان صلَّى الله عليه وسلم يتواضع لِلأولاد عامَّة ، ولأولادِهِ خاصَّة ، فكان يَحمِلُ الحسن رضي الله عنهُ على كتفِه الشَّريفة ، ويُضاحكه ويُقبِّلُه ، ويُريهِ أنَّهُ يُريدُ أن يُمسك به وهو يَلعب ، فيفِرُّ الحسن هنا وهُناك ، ثُمَّ يُمسكه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم . وكان يضعُ في فَمهِ الشَّريف قليلاً من الماءِ البارد ، ويمجه في وجه الحسن ، فيضحكُ، وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يُخرج لِسانهُ للحُسين، فإذا رآه أخذ يضحك .
* ومن تمامِ حُبِّهِ لهُما وحرصُه على مَصلحتِهما أنَّه كان يُؤدِّبُهما بلطفٍ مع بيانِ السَّببِ ، فقد رَوى أبو هريرة قائلا : (( أخذ الحُسن بن علي رضي الله تمرةً من تمرِ الصَّدقة، فجعلها في فِيهِ، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:" كخ ، كخ ،إِرم بها، أمَا علمتَ أنَّا لا نأكلُ الصَّدقة ؟ ))
ب - و مَوقِفُه مع أخٍ أصغر لأنس بن مالك ، وكان يُدعى "أباعمير"، حين علم أنَّه اشترى عصفوراً، وكان شديد الفرح بهِ ،فكان-صلَّى الله عليه وسلَّم- يُداعِبُه كُلَّما رآه قائلاً : " يا أبا عُميْر مافعل النُّغيْر؟ "
- والنُّغيْر صيغة لتصغير " النُغََّّر"، - وهو العُصفور الصَّغير- وذات مرة كان صلَّى الله عليه وسلَّم يمشي في السُّوقِ فرآه يبكي ، فسأله عن السَّببِ ، فقال له:"مات النُّغيْرُ يا رسولَ الله "، فظلًَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُداعِبُه، ويُحادِثُه ، ويُلاعِبُهُ حتَّى ضحِك، فَمرَّ الصَّحابةُ بِهما فسَأَلا الرَّسُولَ صلَّى الله عليه وسلَّم عمَّا أجْلسَهُ معهُ، فقال لهم:"مات النُّغَير، فجلستُ أُوَاسي أبا عُميْر"!!!
ج - رَحمَتُه صلَّى الله عليه وسلَّم لِبُكاء الصبيِّ في الصَّلاة، حتَّى أنَّهُ كان يُخفِّفُها، فعن أنس رضي الله عنه قال: (( ما صليتُ وراء إمام قطُّ أَخفُّ صلاةً، ولا أَتمُّ من النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم،وإن كان لَيَسمعُ بُكاء الصَّبيِّ ، فيُخفِّفُ عنه مَخافةَ أن تُفتن أمُّه )) ، ويُؤكِّد الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم ذلك بنفسه، فيقول: (( إنِّي لَأَدْخُلُ الصَّلاةَ وأنا أُريدُ أنْ أُطِيلَهَا، فأَسْمَعُ بُكاءَ الصَّبِيِّ فأَتَجَاوَزَ في صَلاتِي مِمَّا أعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَاءِهِ )) .
خ - إصطحابُه صلَّى الله عليه وسلَّم الأطفالَ لِلصَّلاة و مَسحِهِ خُدودَهُم ، رَحْمةً وإعْجاباً وتَشْجيعاً لهُم ، فعن جابر بن أبي سمرة رضي الله عنه قال: (( صلَّيْتُ مع رسُول الله صلَّى الله عليه وسلَّم صلاة الأولى- أيْ الظُّهرَ - ثمَّ خرج إلى أهله وخرجْتُ معهُ فاستقبلَهُ وِلدانٌ فجعل يمسحُ خدَّي أحدَهُم واحداً واحداً، قال: "وأمَّا أنا فَمسح خدِّي فوجدْتُ ليده برداً أو ريحاً كأنَّما أخرجَها صلَّى الله عليه وسلَّم مِنْ جُونة عطار )) !!
د- إعطاؤه صلَّى الله عليه وسلَّم الهدايا للأطفال، فقد روى مُسلم عن أبي هريرة قال: (( كان النَّاسُ إذا رأوا أوَّل الثَّمْرِ جاءوا بِهِ رسُول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فإذا أخذهُ قال: " اللَّهُمَّ بارِكْ لنا في ثَمْرِنا وبارِك لنا في مَدينتِنا وبارك لنا في صَاعِنا وبارك لنا في مُدِّنا"، ثُمَّ يَدعو أصغر وَليدٍ يراهُ فيُعطيهِ ذلك الثَّمر)) !!!
ذ - صلاتُه صلَّى الله عليه وسلَّم وهو يحملهم، فقد ثبت في الصَّحِيحين عن "قتادة " أن رسُول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان يُصلِّي وهُو حَامِل أُمامة بِنْتُ زيْنب بِنتُ رسُول الله ، وهي لأبي العاص بن الرَّبيع ، فإذا قام حَمَلها، وإذا سَجدَ وَضعها، فلمَّا سلَّم حَمَلَهَا .
و مِن مواقِفِه صلّى الله عليه و سلّم مَع الأطفالِ أيضًا :
ر - إحترامُهُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - للأطفالِ ، ودعْوتُه لعدمِ الكذبِ عليْهِم، فقد كانَ الصِّغارُ يحْضُرُون مَجالِسَ العِلْم والذِّكر معهُ ، حتَّى كان أحدُ الغلْمانِ ذاتَ يوْمٍ يجلسُ عن يمينِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، وعلى يساره الأشياخُ ، فلمَّا أتى النَّبيُّ بِشرَابٍ شرِب منْهُ ، ثُمَّ قال للغُلامِ : " أتأذنُ لي أَن أُعْطيَ هؤلاء؟ فقال الغلامُ:" لا يا رسول الله ، لا أوثِرُ بنَصِيبي منْكَ أحداً، فأعطاهُ لهُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم !!
~ وعنْ عبدِ الله بن عامر رضي الله عنهُ ،قال: (( "دعتْنِي أُمِّي ورسولُ الله صلَّى الله عليهِ وسلَّم قاعِدٌ في بيْتِنا فقالتْ هَا تعالَ أعْطِك"، فقال لها صلَّى الله عليهِ وسلَّم:" ما أردتِ أنْ تُعطيه؟" قالتْ "أُعطِيهِ تَمْرا" ،
فقالَ لهَا أمَا أنَّك لوْ لمْ تُعطِه شيْئًا كُتبت عليكِ كَذِبَة " ))
تعليق