صغيرتى كبرت .. لم استوعب انها كبرت الا بعد ماقرأت اول كتابه لها .. على مقدار حزنى بما كتبت فرحت عندما قرأت كتاباتها.. فصغيرتى لم تتجاوز الخامسه عشر ولكنى شعرت انها تجاوزت اعمار بماكتبت ..

الموت حق الموت حق كلمات كنت دائما ارددها عندما يقال فلان صغير على الموت او كلام مقارب لهاذي الكلمات التي فيها تسخط و اعتراض عن قضاء الله وقدره ...

كلمات كنت اقولها واشعر بأنني اعرف معناها حق المعرفة ...

كلمات كنت اقولها وانا مؤمنة بها ...

لكن في الحقيقة اكتشفت انني لااعرف معناها حق المعرفة وانني جاهلة اقولها دون الشعور بها ...

وفجأة وفي فجر يوم الإثنين الموافق 25 / 7 / 1429 هـ توفي زوج خالتي ...

توفي وهو يبلغ من العمر ثلاثة وثلاثون عاما ...

لقد كان هذا الخبر كالصاعقة ...

لقد كان مثل الصفعة ...

كيف مات ؟ ولماذا ؟ لماذا رحل دون ان يودعنا ؟هل مات وهو راض عنا ؟

كلها كانت اسئلة تحتاج الى اجابة وتحتاج الى تفسير ...

رحماك يالله نريد اجوبة نريد اسبابا ...

كيف يأخذ الموت شخصا غاليا علينا بهذه السهولة والبساطة ...

الآن عرفت معنى الكلمات التي كنت اقولها ...

الآن عرفت ان الموت فعلا حق ...

الآن عرفت اننا كلنا فانون ...

وكلنا ذائقون الموت ...

الآن عرفت ان هذه الدنيا مجرد محطة نعبرها ثم نذهب الى دنيا آخرى ...

الآن عرفت ان الدنيا لاتسوى يوما غضبت فيه او حزنت على متاعها او سخافتها ...

الآن عرفت انني كنت في غفلة وكنت لاهية عن ذكر ربي وطاعته بأمور الدنيا ومتعاتها ...

لقد كان موت زوج خالتي مثل الصفعة التي جعلتني افوق من غفلتي ...

فعلا زوج خالتي طيب القلب وحنون ...

حتى في مماته جعلني اتعلم درسا لن انساه طوال سنوات عمري ...

وهو ان الموت يأتي بدون سابق انذار يأخذ الإنسان في اي وقت فيجب على الإنسان ان ينسى دنياه ويعمل لأخرته فلن يبقى للإنسان سوى عمله الصالح ...