انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض مغذي RSS

نظرة على التاريخ

المعارف و العلوم المساعدة 5-علوم اللغة

قيِّم هذا السجل


5 = علوم اللغة :
يمكن أن ننظر إلى اللغة كعلم مساعد للتاريخ من ثلاث زوايا مختلفة كل منها أصبحت ميداناً معرفياً قائماً بذاته :
- إمتلاك اللغة كأداة لقراءة النصوص و استخدام المصادر :
قبل ان يقدم الباحث في غمار البحث يجب ان يتأكد من انه يمتلك الأداة اللغوية التي تمكنه من قراءة و فهم المصادر . فإذا كان موضوع بحثه من التاريخ اليمني القديم فلابد له أن يكون قادراً على قراءة النصوص اليمنية القديمة باللغة اليمنية القديمة ملاشرة لا عن ترجمات بالعربية أو بلغة أخرى و إلى جانب ذلك لابد له من إمتلاك لغة أو اكثر من اللغات الحديثة و خاصة الإنجليزية و الألمانية و الفرنسية و الروسية و ذلك ليتمكن من الإطلاع على ما كتب بهذه اللغات حول التاريخ اليمني القديم عموماً . و حول موضوع بحثه بشكل خاص ..
و لا يمكن تحديد نوع اللغة أو اللغات التي يجب أن يتمكن الباحث منها تحديداً جامداً فلأمر يتوقف على نوع الموضوع الذي يشتغل عليه . فاللغة اليونانية القديمة ضرورية لمن يريد أن يبحث في تاريخ اليونان و اللغتان اللاتينية و الفرنسية ضروريتان لمن يريد أن يبحث في تاريخ أوروبا الوسطى , و اللغتان العربية و العثمانية ضروريتان لمن يريد ان يبحث في تاريخ العرب الحديث و المعاصر , حتى إنهيار الإمبراطورية العثثمانية .... و هكذا .
- علم اللغة ( الألسن ) :
و موضوعه اللغة من حيث أداة تعبير و وسيلة اتصال و تفاهم بين البشر . فيهتم بدراسة أشكالها و تطوراتها و علاقاتها , و هو بهذا يمد الباحث بمعين لا ينضب من الدلالات التاريخية , التي تشير إلى التطور الحضاري للأمم و تفصح عن إنتماء الشعوب و أصولها و تفاعلها و تأثيرها المتبادل . كما توضح تطور الفكر و انتقال المفردات و المفاهيم , بما يحمله هذا الإنتقال من دلائل على التأثر الحضاري لشعب ما على غيره من الشعوب , و مدى هذا التأثير ..
فقد توصل علماء اللغات , مثلاً , من خلال دراستهم للغات القديمة في المنطقة العربية , إلى إثبات أن هناك أوجه تشابه بين اللغات البابلية و الآشورية و الكنعانية و الآرامية و العبرية و لغة عرب شمال الجزيرة العربية و لغة عرب الجنوب ( اليمنيين ) و النبطية و الحبشية .
و استنتجوا بعد دراسة أوجه التشابه في جذور الأفعال و تصريفاتها و أصول المفردات و المصطلحات الدالة على المؤسسات الإجتماعية و العقائد الدينية , أن هذه اللغات جميعها تنتمي إلى أصل واحد , فأطلقوا عليه أسم ( اللغات السامية ) , و ان الأقوام التي تحدثت بها تنتمي إلى جنس واحد , أطلقوا عليه أسم ( الجنس السامي ) ..
- فقه اللغة ( الفيلوجيا ) :
و هو علم يهتم باللغة ككائن حي متطور , فيدرس مفرداتها و اشتقاقاتها و صرفها و نحوها , و تطور كل ذلك عبر الزمان . و يعتبر فقه اللغة هاماً بالنسبة للباحث من زاوية فهمه للنصوص التاريخية فهماً صحيحاً .
فالمفردات تتغير و تتغير معانيها عبر العصور . فإذا لم يكن الباحث على دراية بهذه المسألة .
فسيندفع إلى تفسير للنصوص قد لا يكون دقيقاً و يتوصل إلى نتائج غير صحيحة لإستنادها إلى أساس غير صحيح . فالكلمة الواحدة قد تعطي دلالات و معاني عديدة , بحسب مكانها في سياق النص . و هذا أمر سهل يمكن إدراكه . فالباحث يستطيع من خلال قراءته للنص أن يفهم المعنى المقصود للكلمة , من بين معانيها المختلفة . فكلمة ( حد ) تحمل معنى , إذا ما وردت في سياق يدور حول السيوف و أنواعها مثلاً , مختلفاً عن المعنى الذي تحمله إذا ما وردت في سياق يدور حول البلدان و علاقاتها . و لكن الأمر صعب , الذي يتطلب معرفة خاصة , هو أن أصل الكلمة و منشأها يختلف في الغالب عن المعاني التي حملتها نفس الكلمة في الأزمان المختلفة فكلمة ( حَضَرَ ) و هي عكس ( غاب ) , أصبحت لها اشتقاقات و معاني لهذه الإشتقاقات يبدو كما لو أنه لم يعد له علاقة بالمعنى الأصلي و من هذه المعاني مثلاً ( الحضارة ) . و تقابلها باللغات الأوروبية كلمة Kultur , و أصلها الزراعة و لكنها أصبحت اليوم تعني من ضمن ما تعنيه الثقافة و الحضارة .
فالإلمام بفقه اللغة إذن يساعد الباحث مساعدة كبيرة على فهم النصوص فهماً دقيقاً و يسهل له الوصول إلى استنتاجات سليمة ..

Submit "المعارف و العلوم المساعدة 5-علوم اللغة" to Google Submit "المعارف و العلوم المساعدة 5-علوم اللغة" to facebook Submit "المعارف و العلوم المساعدة 5-علوم اللغة" to twitter

العبارات الاستدلالية: اللغة تعديل العلامات الاستدلالية
Categories
غير مصنف

التعليقات

لكِ | مطبخ لكِ