ما كان الزمان مناسباً ولا المكان لكنهما أبيا إلا أن يتعانقا وكأن بهما شوق سنين حاولت جاهدة أن أفرق بينهما. باللين ...بالشدة ..بالقسوة لا فائـدة كلما نجحت بالتفريق بينهما... عادا للالتحام من جديد وعيون من حولنا تكاد تلتهمنا... وعلت الهمهمات والهمسات مستنكرة هذا العناق ومن جديد حاولت أن أباعد بينهما لكنهما يعودان للعناق من جديد و بإصرار مرير... لم أترك وسيلة إلا ولجئت لها ...
...
سألتني ونبرة التعالي في صوتها: أرأيتِ ما أجمل حديقتي إنها مثلي ... تمثلني تماما رائعة كروعتي أزهارها آسرة كشخصيتي وأنحاءها أنيقة كأناقتي كل ما فيها جميل إنها أنا!! لم أجبها.... ابتسمت بمرارة ففي البال ومضت كلمات كنتُ قرأتها "حتى البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي"
وعاد قلمي لينثر خربشته من جديد بكاء الصمت لم يروي عطشه وتأوهات الفقد لم تشبع ألمه عاد بلا شعور....ينفث حبراً اختلفت النهايات ولم تلتقي وملَ البقاء أسيراً لمتاهات لا تنتهي يا فرحا يوما ما سكن الخيال... فاضت به مساحات النبض وضاقت به كل المسارات حلًق في فضاء الحزن .... انكسر جناح الفرح .. فالحزن سيد الفضاء يا فرحاً لم يكتمل... يا وردا نزف الدموع وشتاء صيفيا ...