

الجفري .. أما كفاك تضليلا ؟!
بقلم الاستاذ / يحيى البوليني
عقب زيارته للمسجد الأقصى الاسير رسالة الى الجفري والسائرين على خطاه وكل من خدع فيه
في زمن فوضى الألقاب الدعوية الغير منضبطة بميزان , قد لا تجد جوابا إذا سالت عن الذي منح رجلا مثل " الحبيب " علي الجفري لقب الداعية الإسلامي ؟ ومن أعطاه الصلاحية لكي يتحرك ويتخذ من المواقف السياسية باسم الإسلام ؟ وما مرجعيته العلمية التي يرجع إليها ؟ فتراجعه في سقطاته المتتابعة وآخرها تلك الرحلة التي تأذى منها مسلمو فلسطين بعلمائهم وعامتهم .
لم تكن تلك هي أولى سقطات الجفري صاحب المنهج الصوفي الشطط الذي يبالغ لحد الخروج عن الاعتدال الإسلامي في الشيوخ والأولياء حتى يثبت لبعضهم معرفة الغيب وأن شيوخه يتحدثون مع الله ويرونه ويعلمون الغيب , والجفري يطلب من الأولياء الرزق ويدعو للتوسل بالقبور ويغالي في الإمام علي بن أبي طالب وغير ذلك الكثير من الانحرافات مما هو موثق عليه بالصوت والصورة , والتي تسببت في تضليل كثير من الناس واغترارهم به .
فلم يسال الجفري نفسه عن سبب سماح اليهود له بزيارة الأقصى في الوقت الذي يمنع فيه فلسطينيو الضفة من الوصول إليه , بل يمنع الشبان في مدينة القدس من الصلاة فيه !

إلا أنه من الأسباب الرئيسية لهذا هو شخصية الجفري نفسه ومنهجه , فالصهاينة لن يجدوا مثله في شق صف العلماء الذين يقفون موقفا حازما تجاه تلك القضية وغيرها , والمنهج الصوفي الذي يتبعه يهادن إسرائيل ولا يتحدث في أمر الجهاد مطلقا , بل يعتبر أكثرهم أن أعداءهم الحقيقيين هم الملتزمون بالمنهج السلفي .
فكيف لمن يصف نفسه ويصفه أتباعه بالداعية الإسلامي أن يخالف مادهب إليه أهل الثقة في الداخل والخارج الفلسطيني الذين يرفضون أن يزور أحد من خارج فلسطين المسجد الأقصى الذي يقبع تحت نير الاحتلال الإسرائيلي حتى لا تختلط المفاهيم وتقعد الأجيال المسلمة عن الجهاد في سبيل تحريرها .
فمنذ صباح الأربعاء لمح المواطنون الفلسطينيون المجاورون للمسجد والمترددون عليه حركة غير عادية واجتمع الكثير من ضباط وجنود الشاباك وكبار مسئولي المخابرات الصهيونية , واستمر الحشد إلى الظهر حيث وصل وفد رسمي أردني يعتقد أن فيهم أحدا من الأسرة المالكة الهاشمية وفوجئ الجميع بوجود من يسمى بالداعية اليمني علي الجفري بين ذلك الوفد .
ونال بعض المصلين في المسجد الأقصى غبار تلك الزيارة الغابرة إذ تعرضوا لاعتداءات صهيونية نتيجة استنكار المصلين لزيارتهم هذه , واستطاع شاب أن يصل إليه قائلا " لماذا تأتي تحت حماية إسرائيلية نريدك أن تأتي إلى الأقصى تحت حماية إسلامية " .
اتحاد علماء المسلمين في فلسطين يدعو لعدم وصفه إعلاميا بـ "الداعية الإسلامي"
في ظل ما نشهده من انقسامات وتباينات في الأفكار والرؤى لا يملك اتحاد علماء المسلمين شيئا أكثر من تنبيه الناس على خطأ موقف الجفري وأن يدعو الإعلام والمؤسسات الدينية لعدم استقبال ذلك الرجل أو نعته بالداعية الإسلامي كما يطلق عليه في كل الأماكن التي يرتادها ويسمح له بالظهور الإعلامي في القنوات الفضائية وإعطاء الدروس والخطب في المساجد الشهيرة .

وقال رئيس فرع الاتحاد في فلسطين النائب الدكتور مروان أبو راس مستنكرا تلك الزيارة ووصفها بأنها " تطبيع حقيقي ومقصود مع الاحتلال الإسرائيلي وتمثل خروجاً حقيقياً عن صف العلماء المسلمين، الذين أكدوا على عدم زيارة المسجد الأقصى في ظل الاحتلال " .
أما الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة ومفتي الديار الفلسطينية الأسبق وخطيب المسجد الأقصى فقد انتقد وبشدة تلك الزيارة بتأشيرة وبتصريح من قبل سلطات الاحتلال، معتبرا ذلك تطبيع وإقرار بشرعية الاحتلال للمدينة " وأنه "بالنسبة للدول العربية والإسلامية وغيرها من الدول التي لا تعترف بدولة الاحتلال، فلا يجوز شرعا زيارة القدس وهي تحت الاحتلال ، كونه تطبيع وإقرار بشرعية الاحتلال لفلسطين ولمدينة القدس المحتلة.
وأكد الشيخ عكرمة صبري أن زيارة الجفري لا تنفع فلسطين ولا أهلها بل تضرهم وقال " إن من يرد أن يدافع عن القدس فعليه دعم سكانها ومؤسساتها وليس من خلال زيارتها بتأشيرة إسرائيلية وبحماية من الأمن الإسرائيلي" .

وأما الشيخ صالح لطفي المتحدث باسم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني فعبر عن مفاجأته بهذه الزياة التي لم يكن يتوقعها ممن يوصف بأنه عالم أو داعية إسلامي فقال " كنا نتوقع من السادة العلماء في ربوع وطننا العربي والإسلامي بغض النظر عن انتماءاتهم المدرسية أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة المؤسسة الاحتلالية التي تدنس بجنودها ومجنداتها يوميا ساحات المسجد الأقصى المبارك وكنا نتوقع من أمثال هؤلاء العلماء أن يقولوا كلمة صادقة وحقه في سبيل إنقاذ المسجد الأقصى المبارك من عمليات التهويد المنظمة التي تمارسها المؤسسة الاحتلالية وسوائب المستوطنين :
وكنا نأمل من هؤلاء العلماء والدعاة أن يصلوا في المسجد الأقصى الحر وليس المسجد الأقصى الذي يعاني من الاحتلال الإسرائيلي . وما نزال نتمنى على علماء الأمة أن تنجب كالقاضي محيي الدين بن الزكي القرشي الذي أبى ألا يخطب الجمعة وألا يصلي في الأقصى إلا وهو محرر من الاحتلال الصليبي "
وجاءت زيارة الجفري محملة بكل مساوئها ,
فاحتمى بوجوده من صوروا له أنهم جاءوا لحمايته , فلم يكن يجرؤ قادة المخابرات الصهيونية أن يدخلوا المسجد بكل هذه السهولة واليسر ,
فيقول الأستاذ جمال عمرو المختص والباحث في قضايا القدس : أنه " في الوقت الذي يدفع فيه الشبان الفلسطينيون أرواحهم من أجل حماية الأقصى ومنع المستوطنين وقادة الاحتلال ومخابراته من دخول الأقصى؛ يتمكن الجفري من إدخال قادة وجنود الاحتلال لساحات الأقصى من باب المغاربة " .
ولم تكن الزيارة هي السوءة الوحيدة التي تسوء الجفري في زيارته التي استلزمت منه التوجه للسفارة الإسرائيلية ودفع رسوم مقابل تلقي تأشيرة للدخول إلى "إسرائيل" ! ، وبالتالي وصل وغادر تل أبيب على متن الخطوط الجوية الإسرائيلية !
المعروف أن الكيان اليهودي لايسمح لأحد بدخول أرض فلسطين ممن هم يوما بمهاجمة اليهود أو الانتقاص من " إسرائيل " أو دعا إلى الجهاد في فلسطين , أو دعم فصائل المقاومة فيها .. فتدبر !

تعليق