هنا غزة
وهنا كان منزلا يأوي عائلة
وجاء سارق أحلام الطفولة
ورمى سموم حقده علينا
1000 طن من المتفجرات ويعلم الله ما تحتوي من مواد سامة وقاتلة على المدى
إسرائيل هي سارقة أحلامنا
هي من نثرت حقدها علينا في غزة
نثرته من علو آلاف الأقدام كي تضمن وصوله لكل مناطق غزة
الملاعب
المتنزهـات
الدوائر الحكومية
المؤسسات
البنوك
الساحات
الشوارع
لم تترك اي مكان بدون ان تزرع حقدها فيه
كل ليلة كانت بمثابة الليلة الأخيرة ولا ادري ان كنت سأنام نومتي الأخيرة أم سأصحو على يوم نهار جديد
كل يوم كان يملئ الشاشات بأخبار الشهداء والجرحى أسال نفسي هل سأنضم لهم قريبا ام ان اجلي لم يحن الآن.
هل سأرى مدرستي وصديقاتي وزميلاتي من جديد ؟؟
أم أن يوم الأربعاء الماضي كان آخر يوم لنا
أخاف أن أرفع سماعة الهاتف (لا يوجد لدينا كاشف) ويكون المتصل العدو الصهيوني فيعملوا على قصف البيت
الشيء الوحيد الذي خفف عني ... ان الكهرباء لم تقطع لفترات طويلة كالمعتاد وبالتالي كان التواجد مع الأهل وبعض الزميلات والأقارب على الفيس بوك أو التواجد في المنتدى هنا...يعني لي أنني حية وما زال هناك حياة عادية خارج غزة.
أصوات القصف المرعب واهتزاز البيت والارتجاج الذي أشعر به
خوفي من سماع القصف في الليل حاولت أن أبدو شجاعة وأنام في غرفتي لكن في النهاية أخذت أنام بجانب ماما كي اشعر بالأمن والراحة.
مررت بتجربة الحرب قبل 4 سنوات وكانت اعنف لكني كنت صغيرة اقضي وقتي باللعب مع بنات عمي وأغلب الوقت كان في ساحة البيت ولم ادري ما معنى الحرب ،
وحين تركنا البيت بعد قصفه كنت العب في الشارع مع بنات المنطقة التي لجئنا إليها.
لكن هذه المرة اعترف بأنني لم أكن خائفة كثيرا، وبدا الأمر لي وكأنه إجازة .
ويوم الثلاثاء كان يوم جنون لا نسمع فيه الا أصوات القصف والقذائف المدفعية وسيارات الإسعاف
كان يوم المجازر والقتل في غزة
عائلات قصفت وقتلت بكاملها مثل
عائلة حجازي وعائلة الدلو وأبو زور
وعائلات فقدت أكثر من فرد مثل عائلة العسلي
وكان يوم الأربعاء وقبل أن يتم الاتفاق على التهدئة
اشتد القصف
وخاصة في النصف ساعة الأخيرة
وبعد الساعة التاسعة
اخذ الناس في اطلاق النار فرحين بانتهاء الحرب
وانتصار المقاومة وفرض شروطها على العدو
والحمد لله رب العالمين...
الروابط المفضلة