العسل
في حياتنا المعاصرة، تحيط بالإنسان العديد من الملوثات، سواء كانت ميكروبية (الفيروسات والبكتيريا والفطريات والطفيليات) أو غير ميكروبية
وتحدث كل هذه الملوثات أثرًا مثبطًا للجهاز المناعي
وفي المقابل، يلعب الغذاء دورًا هامًّا في رفع الحالة المناعية لجسم الإنسان ويحتاج الجسم للعديد من المواد سواء كانت غذائية أو علاجية
لزيادة كفاءته وفاعليته، وكلما كانت هذة المواد ذات منشأ طبيعي، فإنها لا تحدث لجسم الكائن الحي أية أضرار.
ومن نعم الخالق علينا أنه خلق للإنسان مصادر طبيعية متعددة لكي يتناولها، وفي مقدمة هذه المواد
عسل النحل ومنتجاته
ولقد كرم الله النحل دون سواه من الحشرات، حيث خصص سورة باسمه في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾(النحل:68-69).
إنه لمن عظمة الخالق أن يخرج من بطون النحل عددًا من المواد؛ منها العسل وصمغ العسل المعروف بـ"البروبيليس"
وغذاء الملكات المعروف بـ"الشهد الملكي" وسم النحل والشمع، كما يجمع النحل حبوب اللقاح ويخلطها بالعسل ليكون مادة غذائية عالية القيمة
عسل النحل الطبيعي: هو المادة الحلوة و الناتجة بواسطة النحل من جمع رحيق أزهار النباتات، ومن الإفرازات السكرية والنباتية وتحويلها وتخزينها فى أقراص شمعية.
استعمال العسل قديما
لقد استخدم قدماء المصريين العسل ومنتجات النحل في العلاجات وأدوات التجميل
كما أستخدمها الكهنة في عمليات التحنيط وحفظ الجثث.
والعسل كمادة فعالة دوائية استجلاها العلم الحديث والطب فيما كان النبي صلى الله عليه وسلم سبّاقًا إلى استخدام العسل
سواء في العلاج أو في حفظ الصحة؛ حيث كان صلى الله عليه وسلم يشربه على الريق، وفي هذه السنة النبوية الحميدة فائدة عظيمة لما له من سر بديع لحفظ الصحة.
ولم ينل أي طعام من الأطعمة أو شراب من الأشربة ما نال العسل من مكانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه.
والمبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم: يقول " خير الدواء العسل " ويقول أيضا: " عليكم بالشفاءين العسل والقرآن
وفي السنوات الأخيرة زاد الاهتمام بمنتجات النحل من قبل العلماء والباحثين والأطباء
وقد بهرتهم النتائج الإيجابية التي حققها العسل في علاج الكثير من الحالات المرضية
و الأسرار العلمية والحقائق التي يكشفها لنا العلم الحديث عن العسل وأهميته الغذائية والعلاجية
والتي قد نوه إليها القرآن الكريم قبل اكتشافها علميا بأكثر من 1400 عام وأنزل بها قرآنا يتعبد بتلاوته …
وأوحى بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدل دلالة واضحة أن هذا القرآن هو من عند الله قيوم السموات والأرض
المكونات الرئيسية للعسل:
1-الماء:تتراوح نسبة الرطوبة فى العسل من 13: 23 % بمتوسط قدره 17%
2-السكريات: تشكل في المتوسط 79.6 % من مكونات العسل وتقسم السكريات طبقا لحجم ودرجة تعقيد جزيئاتها إلى:
أ- سكريات بسيطة ( أحادية ) مثل الدكستروز ( الجلوكوز)، والليفيولوز ( الفركتوز ) وهذان السكران يمثلان 85 -95 % من السكريات في العسل.
ب- السكريات الثنائيةمثل: سكر المالتوز ( سكر الشعير )، سكر القصب ( السكروز )، اللاكتوز ( سكر اللبن )
جـ - سكريات عالية ( سكريات معقدة)
3- أحماض العسل: تكون الأحماض 0.57 % من تركيب العسل، وهي تسهم في إكساب العسل نكهته المعقدة.
4- المعادن: يحتوي العسل على نسبة من الرماد في المتوسط 0.17 % ويوجد بالعسل معادن البوتاسيوم
الكلورين، الكبريت، الكالسيوم، الصوديوم، الفوسفور، المغنسيوم، السيليكا، السليكون، الحديد، المنجنيز والنحاس.
5-إنزيمات العسل: الإنزيمات عبارة عن مواد بروتنية معقدة التركيب يتم تكوينها بواسطة الكائنات الحية داخل الخلايا أو خارجها
لتقوم بالمساهمة في إتمام التفاعلات الحيوية المختلفة من هدم وبناء.
• إنزيم الإنفرتيز: يقوم بالجزء الكيماوي اللازم لتحويل الرحيق إلى عسل.
• إنزيم الجلوكوز أكسيديز: يقوم بحماية العسل من الميكروبات التي تهاجمه
• إنزيم البروتينيز: يقوم بتحليل المواد البروتينية إلى سلاسل ببتيدية قصيرة وأحماض دهنية.
• إنزيم الببتيديز: يقوم بتحليل السلاسل الببتيدية إلى أحماض أمينيه.
6- الفيتامينات:
• فيتامين " ب1 "وب2 وب3وب5وب6
• فيتامين " ج "
• الكاروتين: يتم تحويله إلى فيتامين " أ " في الكبد
7- المواد الدهنية: توجد كميات ضئيلة من المواد الدهنية مثل الجليسرول , الإستيرولات , والفوسفوليبدات.
8- المواد البروتينية والأحماض الأمينية: يحتوى العسل على كمية من البروتين تتراوح من 0.1 – 0.6% مثل الألبومين والجلوبين والنيكلوبروتين
كما يحتوى على الكثير من الأحماض الأمينية مثل الليسين , الأرجنين والميثونين.
يتبع
الروابط المفضلة