في حوار خاص مع د.عبد الرحمن الخلف استشاري العيون:
كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالماء الأبيض
يعد الماء الأبيض أحد الأمراض المعروفة في طب العيون والذي يصيب فئات محددة من المرضى وفي مراحل عمرية معينة، وشهد هذا النوع من أمراض العيون تطوراً كبيراً في طرق علاجه إلى حد أن عملية إزالته لا تستغرق سوى عدة دقائق. وللمزيد حول هذا النوع من أمراض العيون يحدثنا الدكتور عبد الرحمن الخلف استشاري الماء الأبيض والليزك وجراحة القرنية في مركز ابن رشد في الحوار التالي:
في البداية يحدثنا الدكتور عبد الرحمن الخلف عن أصل مرض الماء الأبيض وطبيعته فيقول:
* الكتاراكت أو الماء الأبيض هي كلمة لاتينية تعني سقوط الماء الأبيض حيث كان يعتقد قدماء اليونانيين أن التشويش في الرؤية وعدم وضوحها هو شبيه بالنظر من خلال الماء الساقط ويشبه النظر من خلال الشلالات. والجزء المصاب من العين في هذا المرض هو العدسة البلورية داخل العين وهي جسم شفاف خلف القزحية «القسم الملون من العين» تقوم بعمل انكسار لأشعة الضوء القادمة لها لتركيزها على شبكية العين (القسم الخلفي من العين وبالتالي نستطيع أن نرى الأجسام بشكل واضح). إلا أنه ولأسباب مختلفة تصاب هذه العدسة التي غالبا ما تكون صافية تماما بعتامة أو غشاوة تفقدها هذا الصفاء وبالتالي يصبح مرور الضوء من خلالها صعباً مما يؤدي إلى ضعف الرؤية بشكل تدريجي ومؤثر. ويعد الماء الأبيض المسبب الأول للإصابة بالعمى وخاصة في الدول النامية وينتشر بشكل كبير فيها، والتي تسعى من خلالها منظمة الصحة العالمية لعلاجه وذلك من أجل التقليل من الإصابة بضعف البصر الشديد أو العمى.
أسباب المرض
وعن أبرز أسباب الإصابة بالماء الأبيض يقول الدكتور الخلف:
* يحدث الماء الأبيض في أي عمر، ولكنه يكثر عند الأشخاص المتقدمين في العمر وقد يكون أكثر من نصف من تجاوزوا الستين لديهم درجة معينة من الماء الأبيض، وحصوله في سن مبكرة قد يكون عاملاً وراثياً وراء الإصابة بها. أيضا الحوادث والإصابات المباشرة للعين قد تحدث أو تكون الماء الأبيض في العدسة البلورية وحصول مثل هذا المرض وارد في الإصابات الرياضية وحوادث السير. قد يحدث أيضاً نتيجة لالتهابات العين المزمنة، أو مصاحبة لأمراض مثل داء السكري والذي يعد من أكثر الأمراض شيوعا في مجتمعنا، لذا فإن الحذر من الإصابة به يقي الجسم والعين بإذن الله من أمراض عديدة، كذلك من أسباب حصول الماء الأبيض الاستخدام المزمن لبعض الأدوية كالكورتيزون مثلاً قد تسبب تغيرات في شفافية العدسة.
أعراض المرض
وحول أهم أعراض المرض يحصرها ضيفنا في عدة أسباب يقول:
* يشعر المريض غالباً عند الإصابة بالماء الأبيض بضعف أو ضبابية في الرؤية بشكل واضح مقارنة بما كان الوضع عليه قبل تكونه، كذلك يتحول بؤبؤ العين إلى اللون الأبيض ووجود سحابة عليه، كذلك الصعوبة الشديدة في الرؤية في الأماكن شديدة الإضاءة وخاصة في الليل وبالذات عند قيادة السيارة وتشتت الضوء إلى جهات متعددة ووجود حلقات دائرية حوله عند النظر إليه بسبب انتشار أو تشتت الضوء عند اصطدامه بالعدسة البلورية المصابة مما يعيق الرؤية بشكل خطير. ازدواج الرؤية في العين الواحدة وذلك لعدم تجانس الأشعة المنكسرة على الشبكية بسبب العتامة. ويصبح من الصعب عند تطور الإصابة بالماء الأبيض رؤية الألوان بنفس الصفاء والنقاء السابق ورؤيتها مائلة بعض الشيء للون الأصفر وهذا بسبب تحول مركز العدسة البلورية إلى اللون الأصفر. التغيير المتكرر للنظارة الطبية بشكل واضح والحاجة الماسة للإضاء القوية عند الرغبة في القراءة.
العلاج
* أصبحت عملية الماء الأبيض من أسهل العمليات التي تجرى حالياً وخاصة في مستشفياتنا المتطورة باستخدام التقنيات الحديثة (تقنية الفيكو) والتي تتطور في أوقات قياسية وقصيرة يجتهد الأطباء لمتابعة الجديد فيها. فالجراحة هي العلاج الفعال والوحيد لإزالة العدسة المعتمة. ويتم من خلالها استبدال العدسة المصابة بعدسة بديلة خاصة تقوم بدور مماثل تماماً لما تقوم به العدسة الطبيعية بإذن الله والتي من خلالها يتم عمل انكسار للأشعة الضوئية القادمة من الأجسام على شبكية العين وبالتالي سوف نرى الأجسام بصورتها الواضحة.
د. عبد الرحمن الخلف
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة