يتعرض كل من يمر بتجربة تخفيض الوزن لفترة يضيق فيها بالحرمان
والضغوط التي يفرضها النظام الغذائي الذي يتبعه، ما قد يضطره إلى
الهروب من محاولة تنظيم الغذاء بل قد يفكر بكل أفكار الوزن الصحي
والمثالي والرشاقة وغير ذلك.
وما يضايق كل من يحاول خفض وزنه باتباع انظمة غذائية محددة هو
شعوره الدائم بعدم الرضا عن النفس، وعدم تقبل شكله، ما يدفعه
الى السخرية من نفسه أمام الآخرين ربما قبل أن يسبقوه هم الى
السخرية منه، ومع ذلك فانه لا يتقبل أي محاولة للسخرية من
الآخرين، وهو لا يظهر هذا الرفض مباشرة، بل يقابله بابتسامة فاترة
تعقبها فترات طويلة من الدموع والشعور بالأسى على انفراد وقد
يصيبه هذا بالاكتئاب والعزلة.
وبعد فترة من التمرد على النظام الغذاء والزهق منه تبدأ مرحلة تأنيب
الضمير التي قد تؤدي الى مزيد من الفشل في محاولة تنظيم الغذاء
وفقد الوزن، فمن شعور بعدم القدرة على فعل شيء ايجابي
لمشكلة الوزن الزائد، الى الاحساس بعدم الاستحقاق لنيل شرف
الوصول إلى وزن مثالي، وتكون النتيجة مزيدًا من عقاب الذات بمزيد
من الأكل مما يقود الى مزيد من السمنة، وهكذا تستمر الحلقة
المفرغة التي تقود حتما الى تفاقم المشكلة.
هدف صعب المنال
وربما يكون السبب في هذا الشعور الدائم بعدم الرضا عن الانجاز في
خفض الوزن هو التوقع المبالغ فيه من جانب الشخص الذي يبحث
عن الرشاقة.
حيث يكون الوزن الزائد موجودًا لفترة طويلة قد تكون مساوية لسنوات
عمره، ولكن الهدف دائما يكون فقد الوزن في أقصر وقت ممكن،
والعودة الى الوزن المثالي في أسابيع قليلة. اذن فالبداية يجب أن
تكون في تحديد هدف ممكن الوصول اليه. وهنا تجدر الاشارة الى أن
متوسط الوزن الذي يتوقع أن يفقده الشخص الذي يريد خفض وزنه
هو نصف كيلو أسبوعيا حسب المعدلات الطبية العالمية المقبولة، مع
عدم الوضع في الاعتبار الأرقام المبالغ فيها والتي تلجأ اليها الاعلانات
التجارية، والتي قد تتبع أساليب غير صحية في فقد الوزن ما يؤثر
على الصحة اجمالا على المدى البعيد.
الروابط المفضلة