العسل في القرآن الكريم :
قال تعالى في سورة النحل :
(و أوحى ربك إلى النحل أن أتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون * ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) صدق الله العظيم .
لقد كرم الله سبحانه وتعالى النحل في كتابه الكريم أيما تكريم وبلغ هذا التكريم منتهاه حين خصص الله عز وجل سورة من القران عرفت باسم سورة النحل .وقاري سورة النحل يجدها تبسط العقل والقلب أنواراً باهرة من المعرفة والحكمة الإلهية .ففي كل أية من آياتها دليل واضح على نعمة وأخرى من نعم الله التي لا تحصى {وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} ..
لقد كانت آيات سورة النحل حافلة بآيات النعم وعطايا الله للإنسان على الأرض ودليلاُ وحجة على تيسير سبل انتفاع الإنسان بما خلق الله على وجه الأرض وما أنزل عليها وما أودعه البحار والأنهار وما أخفاه في التراب والجبال . كل هذا في صور ظاهرة بينة تنطق بعظمة الخالق ومنه على المخلوق وتسخيره له دواب المعمورة وطيرها وحشراتها ونباتها وكل ماعليها .
فلينظر الإنسان إلى هذه النحلة الضئيلة الجسم وليعرف نفعها وجهدها ومثابرتها . وليعلم حكمة الله وآيته في صنعها وإنتاجها العسل الذي فيه شفاء من كل داء .
العسل في السنة النبوية المطهرة:
روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فقال : إن أخي استطلق بطنه ـ فقال له صلى الله عليه وسلم (اسقه عسلاً) فسقاه عسلاً . ثم جاء فقال يا رسول الله سقيته عسلاً فما زاده إلا إستطلاقاً . قال : ( أذهب فاسقه عسلا ً) فذهب فسقاه عسلاً ثم جاء فقال يا رسول الله ما زاده ذلك إلا استطلاقاُ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صدق الله وكذب بطن أخيك اذهب فأسقه عسلاً )
فذهب فسقاه عسلاً فبرئ.
لقد كان رسول الله صلى الله علية وسلم على يقين من شفاء بطن الرجل مهما بدا في ظاهر الآمر أن ما يسمى الواقع يخالف اليقين . لان اليقين أصدق من ذلك الواقع الظاهري الذي في النهاية ليصدقه . وهذا اليقين بأن العسل فيه شفاء للناس ورد في كتاب الله والرسول صلى الله عليه وسلم مؤمن وعلى يقين بكل قضية وبكل حقيقة وردت في كتاب الله.
ولان العسل فيه شفاء من جميع الأمراض .فقد وصفه المصطفى صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل على الرغم من أنه لم يره ، فلو كان العسل شفاء لبعض الأمراض دون بعضها لكان يلزم أن يتأكد المصطفى عليه الصلاة السلام من نوع المرض قبل أن يصف له العسل ، وقد يحتاج العسل إلى بعض الوقت لكي يظهر تأثيره الشافي ، وقد يختلف مقدار هذا الوقت من مرض إلى أخر ، كما وضح من تردد أخي المريض على المصطفى صلى الله عليه وسلم ويؤكد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرورة الاستمرار في العلاج بسقي العسل ..
وروى البخاري : عن إبن عباس رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الشفاء في ثلاثة :شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكية بنار وأنهى أمتي عن الكي )
والمصطفى صلى الله عليه وسلم حينما يصرح بذلك فليس من دافع الهوى ، وإنما هو وحي يوحى إليه من ذي العلم والمقدرة من الله سبحانه وتعالى ، فالعسل على رأس قائمة الأدوية ، بل خيرها ، وفي ذلك إطلاق لشفاء جميع الأمراض وليس تخصيصاً لبعضها ، وفي ذلك أيضاً تأكيد لقدرته على شفاء الأمراض ، فالمصطفى صلى الله عليه وسلم يتصرف وفق حكمة من عند الله العليم الخبير .
من حديث ابن هريرة ـ قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( من لعق ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم البلاء )
وفي ذلك إشارة على ضرورة الاستمرار في تناول العسل وأن يكون ذلك متصلاً وليس منقطعاً ، وهذا يفيد آن العسل إذا استعمل بهذه الصورة{ ثلاث مرات كل شهر} فانه يكسب الجسم القدرة على مقاومة الأمراض كما يكسبه أيضاً المناعة ..
فوائد العسل الطبية:
1- العسل شفاء من كل داء:
قال الحق سبحانه وتعالى في محكم كتابه سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق )
سبحانك اللهم . خلقت فأبدعت وأوجدت الأسرار في مخلوقاتك لتدل على جليل صنعك . وليخر ذلك الإنسان ساجداً بين يديك معترفاً بعجزه وضعفه أمام قدرتك الخلاقة المبدعة.
وفي عسل النحل بالتحديد أسرار وحكم تجعلنا نزداد إيماناً بعظمة الله وقدرته سبحانه التي هي فوق كل تصور لان في النحل آيات عظيمة صورها لكل باحث عن سر هذا العسل الذي يعتبر سر من أسرار الكون وعلاج من أنجع الأدوية على وجهه الأرض .
لقد أثبت العسل أنه العلاج الشافي من جميع الأمراض ( بإذن الله ) حتى المستعصي منها لكونه قاتلاً للجراثيم التي هي أصل كل بلاء وكل مرض.
إن الأطباء والباحثين لم يتركوا مرضاً من الأمراض إلا وجربوا العسل في الشفاء منه وقد أسفرت تجاربهم وأبحاثهم في مجال علاج الأمراض إن العسل يشفي من جميع الأمراض بإذن الله.
ورغم إن العسل هو الغذاء الكامل الناجع في جميع الأسقام والأمراض فهو بمثابة الإكسير الذي يوفر للإنسان قوى الكفاح ضد الأمراض والهزل وهو الغذاء الكامل في جميع الأسقام والأمراض.
ورغم كل المميزات التي يتمتع بها العسل وقيمته الغذائية فما زال قليل الاستعمال في العيادات والمستشفيات .
ويعتبر وذالك تقصير من الأطباء الذين يركضون وراء كل اكتشافات كيميايئة وأمامهم وتحت أنظارهم حقيقة ساطعة لالبس فيها ولا غموض بان العسل شفاء للناس بإذن الله.
حتى الغرب نفسه الذي نركض وراءه أصبح يتجه للعلاج بالعسل ..
2-الأمراض التي يعالجها العسل:
لقد أثبتت التجارب والأبحاث أن العسل يشفي من جميع الأمراض بإذن الله سبحانه وتعالى ومنها:
حساسية الصدر(الربو).
- قرحة المعدة
- أمراض الدم
- أمراض العيون
- أمراض القلب
- أمراض الكليتين
- أمراض الكبد
- القولون العصبي
- السعال
- ارتفاع ضغط الدم
- الروماتزم والتهاب المفاصل
- مرض السكر
- الضعف الجنسي
- الاكزيما
3-العسل مضاد حيوي و قاتل للجراثيم :
يحتوي عسل النحل على مادة مضادات حيوية وهي غالباً نتيجة نشاط إفرازي في النحلة والشغالة ولا يمنع العسل نمو البكتريا فقط ولكنه يمنع الفطريات أيضاً.
وقد ثبت أن في العسل مادة غير معروفة حتى الآن هي التي تثبط فعل العديد من الجراثيم سليبة الجرام وأنواع عديدة من الفطور وبذلك يكون العسل هو الدواء الوحيد في العالم الذي يحتوي على مادة مضادة للفيروسات.
وليست هناك أي معلومات تكشف الغطاء عن هذا السر المجهول في العسل الإلهي ليكون إحدى الدلالات على عظمة الخالق.
العسل يقوي جهاز المناعة في الجسم
4-إن استعمال عسل النحل باستمرار يعطي الجسم مناعة كاملة ضد الأمراض بإذن الله.
5-العسل غني بالفيتامينات :
الفيتامينات مواد أساسية في الغذاء .. يحتاج إليها الجسم ، وهي ضرورية جداً لنموه ولبقائه سليماً قادراً على القيام بوظائفه والمحافظة على حيويته، ولا بد من إمداد الجسم بهذه الفيتامينات عن طريق الغذاء .. لأن خلاياه غير قادرة على بنائها وتكوينها ..
وإذا نقصت الفيتامينات في الجسم أدى ذلك النقص إلى العديد من الأمراض .. التي تبلغ درجة الخطورة.
وبالتالي علاج هذه الأمراض يعتمد على توفير الفيتامينات من جديد في الغذاء.
ويشمل عسل النحل على مجموعة تمثل أغلب وأهم الفيتامينات المعروفة.
1 ـ فيتامين ( أ ) ـ (A)
وهو ضروري للإبصار ولسلامة وصحة الجلد وتجديد خلايا البشرة كما هو ضروري لسلامة الأغشية المخاطية ولعمليات التمثيل الغذائي داخل الجسم:
ويؤدي نقصه في الجسم: إلى مرض العشى الليلي وعدم التمكن من الإبصار في الضوء الضعيف كما يؤدي نقصه أيضاُ إلى جفاف الجلد والأغشية المخاطية وجفاف ملتحمة العين والقرنية، وتأخر النمو عند الأطفال والوهن والخمول، وتفتت الأسنان وضعف مقاومة الجسم للأمراض.
2 ـ فيتامين ( د ) ـ ( D )
يعمل هذا الفيتامين على مساعدة الجسم في امتصاص عنصري الكالسيوم والفوسفور والانتفاع بهما وتثبيتهما في العظام والأسنان.
ويؤدي نقصه في الجسم : إلى أمراض الكساح (عند الأطفال )ولين العظام عند البالغين وإلى تأخر بزوغ الأسنان اللينة وسوء تكوينها كما يؤدي نقصه للأمراض الالتهابية وخاصةً التهاب الأنف والحلق .
3 ـ فيتامين ( و ) ـ ( E )
هذا الفيتامين ضروري لتكوين الخلايا التناسلية والمحافظة على حيويتها ونشاطها .. وللمحافظة على حيوية الجنين في أثناء فترة الحمل .
ويؤدي نقصه في الجسم : إلى وقف نمو الحيوانات المنوية عند الذكور، وإلى موت الجنين قبل نهاية الحمل عند النساء .
كما أن نقصه يتسبب في ضعف العضلات مما يؤدي إلى الوهن وانحطاط قوة البدن وضعف و قصور القلب .
4 ـ فيتامين ( ك ) ـ ( k )
وهو ضروري لمنع النزف حيث أنه يساعد على تكوين مادة البرترومبين وهي مادة لازمة لعملية تجلط الدم ،
ويؤدي نقصه في الجسم : إلى تأخر تجلط الدم عند حدوث نزيف . وهو يستعمل ضمن علاج أمراض كثيرة ومنها .. الالتهاب الكبدي ، وتليف الكبد ، والسعال الديكي ، وبعض حالات ارتفاع ضغط الدم ، والنزيف في شبكة العين ، وحالات الرعاف المتكرر ..
5 ـ فيتامين ( ب1 )
يقوم فيتامين ب1 بدور هام في عملية تمثيل المواد السكرية ولذلك فهو ضروري للاستفادة الكاملة منها . وهو ضروري للمحافظة على سلامة الأعصاب وقيام الجهاز العصبي بوظائفه كما أن له أهمية في انتظام عملية الهضم والمحافظة على شهية الطعام .
ويؤدي نقصه في الجسم : إلى فقدان الشهية وإلى القيء والإمساك ، وإلى التهاب الأعصاب ، وآلام الأطراف .
6 ـ فيتامين ( ب2 )
يحمل هذا الفيتامين الهيدروجين إلى الخلايا الحية في عمليات التأكسد ويساعد الجسم على التخلص من الملح والماء بواسطة الكلى كما يساعد على امتصاص الحديد واستفادة الجسم منه .
ويؤدي نقصه بالجسم : إلى التهابات وتسلخات في الشفاه وزوايا الفم والتهابات في اللسان واللثة وتشققات وقروح في الجلد المحيط بالأنف والتهاب في قرنية العين وضعف البصر واضطرابات في الهضم وضعفاً عاماً في البدن .
7 ـ فيتامين ( ب3 )
وهو ضروري للجسم وله دوره الهام في تنقية الجسم من المواد الغريبة كالأدوية وغيرها وفي زيادة مقاومة الأغشية المخاطية للالتهابات ويساعد على احتفاظ شعر الرأس بلونه كما يساعد في عملية التمثيل الغذائي.
ويؤدي نقصه: إلى اضطراب عملية التمثيل الغذائي وإلى الشيب المبكر وتساقط الشعر .
8 ـ فيتامين ( ب5 )
وهو الشهير بالفيتامين المانع للبلاجرا ولمرض البلاجرا أعراض تشمل الجلد والجهاز الهضمي والجهاز العصبي .
ويؤدي نقصه : إلى إصابة الجلد بالجفاف والاحمرار والتقشف وفي الجهاز الهضمي ، وتحدث قروح في الفم والشفتين وتورم في اللسان والتهاب الأمعاء ، وإسهال شديد مزمن ، وقيء ، وفقدان للشهية ،
وبالنسبة للجهاز العصبي يصاب المريض بالقلق وضعف الذاكرة والاضطرابات العصبية والفكرية .
9 ـ فيتامين ( ب6 )
وهو صاحب دور هام في عمليات تمثيل المواد البروتينية كما أنه يحافظ على التوازن والتبادل الغذائي داخل أنسجة الجسم .
وينتج عن نقصه : التهاب في الجلد واضطراب عصبي وضعف في العضلات
10 ـ فيتامين ( هـ )
هذا الفيتامين يساهم في عمليات التمثيل الغذائي:
ويؤدي نقصه في الجسم : إلى جفاف الجلد والتهابه وتقشره ، وجفاف الأغشية المخاطية ونقص الهيموجلوبين في كريات الدم الحمراء .
11 ـ فيتامين ( ج )
وهو الفيتامين الشهير برفع مقاومة الجسم ضد السموم ، وهو يساعد على تكوين مادة الكولاجين في الأسنان والأوعية الدموية ، كما يساعد على امتصاص الحديد وتكوين الكريات الدم الحمراء ونضجها ، ويعطي لمرضى التهاب الكبد الفيروسي ليحفظ خلايا الكبد من التليف.
ويؤدي نقصه في الجسم : إلى الضعف العام والوهن وآلام المفاصل والأنيميا وإلى مرض الإسقربوط وتقيح اللثة وتسوس الأسنان ..
الروابط المفضلة