لقد تطرقنا الى اول موضوعات اللحن على الرابط التالي
واليوم بحول الله نكمل مع موضوع اللحن
وسوف نتطرق الى
اللحن وصلته بالصلاة
واللحن خارج الصلاة.
واللحن الذي يترتب عن خطأ النطق و اللهجة.
والفرق بين التلاوة و القراءة و الترتيل و التجويد
اللحن و صلته بالصلاة :
يذكر أهل العلم ممن تخصصوا في علم التجويد أنّ اللحن
عند قراءة القران في الصلاة إذا كان اللحن جلياً واضحاً للعام
والخاص عند قراءة سورة الفاتحة يبطل الصلاة باعتبارها
فرض من فروض الصلاة.
أما إذا كان اللحن في سورة غير الفاتحة فيكره,
لأن قراءة شيء من القرآن بعد الفاتحة سنة ولا يبطل الصلاة.
أما إذا كان اللحن في الفاتحة خفياً لا يعلمه إلا أهل الاختصاص,
فقالت طائفة من العلماء ممن يرون بكراهة اللحن الخفيّ,
أن الصلاة جائزة طالما أن الخطأ خفي,
ولكن يؤمر الإمام بتعلم أحكام التجويد.
وقالت طائفة أخرى ممن يرون بتحريم الخطأ الخفيّ حتى خارج الصلاة, إن
ارتكاب الخطأ الخفي في الفاتحة يبطل الصلاة.
في الأم للشافعي: واكره أن يكون الإمام لحاناً لأن اللحان قد يحيل معاني القرآن فإن
لم يلحن لحناً يحيل معنى القرآن أجزأته صلاته وإن لحن في أم القرآن لحانا يحيل
معنى شيء منها لم أرى صلاته مجزأة عنه ولا عمن خلفه وإن لحن في غيرها كرهته
ولم أرى عليه إعادة لأنه لو ترك قراءة غير أم القرآن وأتى بأم القرآن رجوت أن تجزئه
صلاته وإذا أجزأته أجزأت من خلفه إن شاء الله تعالى وإن كان لحنه في أم القرآن
وغيرها لا يحيل المعنى أجزأت صلاته وأكره أن يكون إماما بحال.
وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية:
هل من يلحن فى الفاتحة تصح صلاته أم لا؟
فأجاب:
أما اللحن في الفاتحة الذي لا يحيل المعنى فتصح صلاة صاحبه، إماماً أو منفرداً،
مثل أن يقول: {رب العالمين} و {الضالين}
ونحو ذلك وأما ما قرىء به مثل: الحمد لله ربَّ،
وربِّ، وربُّ. ومثل الحمد لله، والحمد لله، بضم اللام، أو بكسر الدال. ومثل عليهِمُ،
وعليهم، وعليهِمُ. وأمثال ذلك، فهذا لا يعدلحناً.
وأما اللحن الذي يحيل المعنى: إذا علم صاحبه معناه مثل أن يقول:
{صراط الذين أنعمتُ عليهم} وهو يعلم أن هذا ضمير
المتكلم، لا تصح صلاته، وإن لم يعلم أنه يحيل المعنى واعتقد أن هذا ضمير
المخاطب ففيه نزاع، والله أعلم.
ومن كتاب الفقه على الذاهب الاربعة للجزيري:
الشافعية قالوا:وتكره إمامة من كان يلحن لحناً لا يغير المعنى.
الحنابلة قالوا: تكره إمامة إمامة الفأفاء والتمتام، ومن لا يفصح ببعض الحروف،
ومن يحلن لحناً لا يغير المعنى، كأن يجردال الحمد للّه.
و الحنابلة: عدوا من مبطلات الصلاة:
أن يلحن في القراءة لحناً يغير المعنى مع
قدرته على إصلاحه، كضم ناء "انعمت"، ومن لحن لحناً يغير المعنى سهواً أو جهلاً
وجب عليه أن يسجد للسهو عند الحنابلة.
سُئل الشيخ ابن جبرين ما حد اللحن المبطل للصلاة وما الحكم في
اللحن في فاتحة الكتاب, وماذا تقولون في إمامة من تكثر أخطاؤه بصورة ملفتة للنظر؟
’التجويد المطلوب هو إظهار الحروف وإيضاحها، قال النووي في التبيان: وينبغي
أن يرتل قراءته، قال الله -تعالى- وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا . وروى أبو داود والترمذي
وصححه عن أم سلمة أنها نعتت قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قراءة
مفسرة حرفا حرفًا ..
وعن عبد الله بن مغفل قال: رأيت رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- يرجّع في قراءته .
وقال ابن عباس لأن أقرأ سورة وأرتلها، أحب إلي
من أن أقرأ القرآن كله
وقد نُهي عن الإفراط في الإسراع، ويسمى الهذرمة،
فثبت أن رجلا قال لابن مسعود إني أقرأ المفصل في ركعة، فقال: هذًّا كهذِّ الشِّعر،
إن أقوامًا يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع . اهـ
الروابط المفضلة