كثيرا ما نصاب بالاكتئاب ووتخلى عنا السعادة
في لحظات نقلق فيها على المستقبل
نجلس نفكر في مستقبل اولادنا
نخاف عليهم من المرض
من الفقر
من الموت
من الفشل
تتملكنا هواجس الخوف من فقد الاحبة
تخافين على والديك
على نفسك من الامراض والفقر
من عدم قبول توبتك
على بلادك من مستقبل مجهول
ونضيع على انفسنا لحظات سعيدة كان من الممكن ان نعيشها بسلام لولا القلق من المجهول
لم كل هذا الهم؟
لم تتشاءمين وتسيئين الظن بربك
الذي من عليك بانواع النعم المختلفة؟
وقد قال ربنا في الحديث القدسي
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .
تخريج الحديث
رواه البخاري و مسلم
وحسن الظن بالله يكون في كل الامور الدينية والدنيوية
اعيدي توجيه نظرتك غاليتي الى الحياة
واحسني الظن بربك
والقي بحمولك وهمومك عليه
تخيلي انك اباك رجل قوي بصحة جيدة جدا
وثري بشدة وله وسطات ومعارف ونفوذ
الا تأمنين على نفسك في حمايته
ولله المثل الاعلى في السماوات والارض
فربك عظيم يملك جسدك واولادك وقلبك
وقلوب البشر واجسادهم والكون كله
فهو واسطتك وامانك وحمايتك
فلا تقلقي ابدا واحفظي الله تكوني في حفظ الله
عن عبد الله بن عباس قال :
كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال :"يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف"سنن الترمذي
فاذا كان يقينك انه لن يصيبك شئ الا بقدره
ولن يخطئك رزق لك سعدت
ورضيت واطمأن قلبك
وقد اقسم لك الحق جل جلاله فقال
(وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ *فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)الذاريات 22-23
والرزق هنا ليس المال فقط بل كل شئ
من صحة واولاد ومال وسعادة
ان ظننت انه سيحفظك واولادك فهو عند ظنك
وان ظننت انك ستعانين في حياتك فهو عند ظنك
وان ظننت انه سيقبل توبتك سيقبلها
الحديث ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) أخرجه مسلم عن جابر رضي الله عنه
فهو ارحم بك منك
فان احسنت الظن به تسعدي
وتتخلصين من همومك
وتتمتعين بحياتك
واليك اخيتي مثال بسيط على ما يفعل حسن الظن بالله
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُبعث رجل للحساب فتثقل موازين سيئاته فيُؤمر به إلى النار ، فلما أخذته ملائكة العذاب جعل يتلفت
فقال الله :ردوه
فردوه
فقال الله - جل جلاله - له : عبدى هل لك حسنة عملتها لم تجدها ها هنا؟
قال : لا يارب
فقال الله : عبدى هل وجدت فى صحفك ها هنا سيئة أثبتها عليك ملائكتى ولم تعملها؟
قال : لا يا رب
فقال الله : فلم تتلفت ؟
فقال : ما كان هذا ظنى فيك يا رب
ما كان هذا ظنى فيك يا رب
فقال الله : خذوه إلى الجنة
فانظري حسن الظن بالله نقله من النار الى الجنة
فاهدئي اخيتي وطيبي نفسا فوالله لن يضيعك الله ولا يسيئك طالما حفظتيه
رد مع الاستدلال
كتبت بواسطة **ام ريان **
الروابط المفضلة