في معرض كلامنا عن السعادة
رأيت ان تعيشوا موقف تعرضت له وادركت معنى السعادة فيه
الزمان :الجمعة 28 يناير 2011
المكان: منزل والدي حفظه الله
الاشخاص: ام سيف (انا) وزوجي واولادي
واختي وزوجها واولادها
وامي وابي واختي الصغرى
الاحداث:
نقلب التلفاز على قنوات الاخبار ونشاهد ما يحدث لثوار مصر بقلوب واجفة وعيون مترقبة
ثم استنجاد الناس في كل مكان بسبب هروب المساجين من السجون المصرية
وانسحاب الشرطة من البلد
واذ باحد من الشارع يصرخ وصوت طلقات نيران
والناس تجري تقفل ابواب العمارات السكنية
والاهالي ينزلون حاملين العصي وبعض السكاكين والاسلحة البيضاء
وقالوا البلطجية وصلوا اول الشارع
لا يمكنني ان اصف لكم ما حدث بعدها
ارتعبت للحظات ونظرت في وجوه الجميع
عيون مرعوبة
وايدي ترتجف
واطفال لا يعلمون ولا يدرون بما يحدث
فادخلناهم غرفة والهيناهم بالالعاب
وبعدها انفجرنا في البكاء
زوجي وابي وزوج اختي يرتدون ملابسهم
يحملون السكاكين ويحمون الزيت على النار
ونحن انخرطنا في بكاء وعويل
يحاولون تهدءتنا بلا جدوى
لما نراه في اعينهم من فزع ولكنهم يحاولون التماسك
يالله
يالها من لحظات ارتجف اثناء كتابتها
يمسك زوجي بسكين كبير لينزل ليدافع عنا وعن بيتنا وسياراتهم المصفوفة في الشارع
فاصرخ لا تاخذ السكين لا تقتل احدا
وابكي
ارى بعين الخيال دخولهم علينا وفق ما حكى بعض الناس في التلفاز
ارى اختي تدافع عن ابنيها
وزوجي اصابته طلقة
وامي اصيبت بالسكين
ارتعب اكثر
واتذكر قوله (صلى الله عليه وسلم )
-صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِى سِرْبِهِ مُعَافًى فِى جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ».
يالها من نعمة لم ندرك عظمها الا الآن
نلجأ الى الله بدعاء لا ينقطع
استرها يالله
احفظنا يارب
لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين
نلجأ للصلاة
لا مغيث سوى الله
لا شرطة ولا جيش ولا احد الا الله
جلست افكر لثواني في الحاصل
ووجدت انني افزع زوجي اكثر مما هو فزع
بكائي يزيد من بكاء من حولي
تذكرت في لحظتها قدواتنا الاوليات
الصحابيات والتابعيات اللاتي كن يدفعن باولادهن في المعارك
تذكرت حديثه صلى الله عليه وسلم
من قتل دون ماله فهو شهيد
كففت عن البكاء
وقفت بجانب زوجي وهو ينظر من النافذة يرتقب القادمين
قلت له وقد هدأت قليلا
دافع عنا وابذل جهدك فان مت فانت شهيد في سبيل الله
ففي حديث سعيد بن زيد المخرج في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم
(من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون اهله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد)
يبدلك الله زوجة خيرا مني واطفال خير من اطفالك
وعيش افضل من عيشك
قال تعالى:
"مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَآأَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّـرِبِينَ وَأَنْهَـارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَـالِدٌ فِى النَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُم" محمد 15
"إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى مَقَامٍ أَمِينٍ * فِى جَنَّـاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَـبِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَـهُم بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَـكِهَةٍ ءَامِنِينَ " الدخان
ولحظتها والله ابتسم وهدأ هو الاخر
ولبست حجابي
لادافع ايضا عن اهلي واولادي
وشعرت كانما هي حرب نموت فيها في سبيل الله
وتخيلت ان هذه الاحداث ربما تكون فرصتي الوحيدة لاموت شهيدة
وانها ابتلاء من الله يعلينا بها درجات قد لا نصل اليها باعمالنا
تمنيت فقط طلقة رصاص اموت بها حتى لا اتالم
وانقلب الموقف هدوء وسكينة ودعاء وترقب
ولم يدخل علينا احد بفضل الله تعالى وحفظنا له الفضل والنعمة بكرمه ومنه
برغم اصوات الرصاص والصرخات القريبة
وانقضت الليلة برعبها وله الحمد على نعمة الامن والامان
غالياتي لقد عاصرت مشهد السعادة بابتلاء الله للحظات بمجرد ان تذكرت وعده وجزاؤه
فتذكرك لنعيم الجنة وتخيلك لنفحاتها العطرة
يهون عليك كل مصائب الدنيا ومنغصاتها
يهون عليك كظم الغيظ وقيام الليل
ومرض الاولاد وفقد الاحبة
وتعرفين ان السعادة الابدية في جنة الخلد
رزقنا الله واياكم الجنة ونعيمها
وامن مصر وليبيا تونس والبحرين وسائر بلاد المسلمين
الروابط المفضلة