بدأت ساهمة واجمة تائهة فى ثنايا دروب المدينة ومنعطفاتها
تميد الارض بها أو تكاد
كانت تشتكى من مأسى أيام قد خلت وشهور قد مضت
لم تتذوق فيها السعادة قط
انهالت سيول الشكاوى من فمها البرئ
وبدى ذلك واضحا جليا فى تضاريس وجهها الحزين
وانحدرت دموع الايام والمكان
انها جاءت ساخنة سحاء مغزارا
وتذكرت قوله تعالى""لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ " سورة البلد
كل هذا المشهد كان باللحظة الاولى بعد طول غياب بينى وبينها
جففت دموعها وقلت له:"ولم كل هذا غاليتى"؟؟؟؟؟؟
ان كل لحظة بحياتنا مفتاح لسعادة ابدية
تشبثت بى كالغريق يتعلق بقشة
انقذينى ارجوكى دلينى على السعادةوطريقها
أعطينى ولو مفتاحا واحدا
قلت لها سأروى لك موقفا صغيرا حدث معى بالأمس
كنت أتوق لرؤية البحر وأمواجه
كنت متلهفة لسمكاته واصدافه
وقدر لى الله عزوجل وذهبت""إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" [سورة القمر، الآية: 49]
وانا احضر نفسى للذهاب شعرت وقد أشرقت شموس السعادة والفرح على النفس ..
وما أن مر وقت قليل حتى
شعرت بملل شديد وحزن عميق
لاادرى ما السبب
عجيب أمر هذا الانسان!
ولكن سبحان الله أخذت أتأمل بالبحر وبعظمته وبأمواجه
وأتأمل فيه واتحدث معه؟
وكنت اسأل البحر؟
كم رأيت من الناس؟
وكم مرت عليك عصور وقرون؟
كنت ايها البحر شاهدا على فرعون وموسى عليه السلام؟
الآية 50 سورة البقرة{ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ }
الكل ذهب؟
وأنت ايضا ستذهب؟
وسيظل الملك لله الواحد القهار"{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} (سورة الرحمن الآية 26)"
وأخذت أذكر الله فى سرى واستغفر
وأقول ما اعظمك يا الله
وحينها شعرت بسعادة حقيقية تسرى بداااااااااخلى
وبطمأنينة رائعة : (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )) سورة الرعد
كانت هى محملقة بى وكأنها تستمع لأول مرة لكلامى
وقالت باهتمام بالغ :هل هناك من مفتاح أخر؟؟؟؟؟؟
اجبتها بكل تأكيد نعم
التزاوروالتواصل الاجتماعى؟
لم كل هذا الجفاء؟
لم كل هذا الغل والحسد ؟
فالانسان اجتماعى بطبعى يستأنس بغيره ويفضفض
ويشعر بالمتعة والفرج
ولابد وان نتصالح مع انفسنا ومع كل المحيطين بنا
فقد روي عنه (صلى الله عليه وسلم)
أنه قال: "يدخل عليكم رجل من أهل الجنة الآن فدخل رجل لم ير فيه الصحابة تميزا فلحقه عبد الله بن عمرو (رضي الله عنه)
فمكث عنده ثلاثة أيام فلم ير منه شيئا مميزا،
فقال له ما سمعه من النبي (صلى الله عليه وسلم)
وسأله عن أفضل عمل يرجوه
فقال الرجل: إنه لا يجد عملاً غير أنه إذا ذهب إلى فراشة
قال: اللهم أيما امرئ شتمني أو آذاني أو نال مني، اللهم إني قد عفوت عنه اللهم فاعف عنه."
كما ان بر الوالدين من اروع مفاتيح السعادة
وكذلك قراءة القرأن بخشوع
وما أروع ان نطفئ غضبنا بالوضوء
وما أسعدنا اذا صلينا ركعتين فى جوف الليل
اذن الفزع الى الله والايمان بالقضاء والقدر مفاتيح السعادة الحقيقية الم يقل
الرسول صلى الله عليه وسلم" (واعلم أن ما اصابك لم يكن ليخطئك وأن ما اخطئك لم يكن ليصيبك) ......."
فهمت مغزى حديثى وأكملت قائلة انك تقصدين بأن
التقوى هى سر السعادة ومفتاح الرضا
قلت نعم بكل تأكيد امهما كان همك ومهما كان سبب حزنك
فأنت سعيدة سعيدة ما دمت متفاءلة
ما دمت واثقة من نفسك ما دمت تقية
لأن السعادة تكمن بتقوى الاله عزوجل
ولسيت بالمال وبمتطلبات الحياة الزائلة وخير زاد لتحقيق السكينةوالمودة والرحمة هو التقوى،
فقد قال الله تعالى: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الألْبَابِ (البقرة:
شعرت بعده بندم شديد على حزنها وبكائها
وتأفهها وعدم اغتنام لحظات حياتها بالتقرب من رب العباد
لتجنى سعادة ربانية عذبة
ثم عاهدتنى قائلة :لن أبحث بعد اليوم عن السعادة الغائبة"
وسأغتنم لحظات السعادة الحاضرة
واخذت تردد بكل تفاؤل وأمل "أنا سعيدة فأنا ارفل بثياب الصحةوالعافية
وغيرى جعل من الطبيب والعلاج والدواء صديقا"
أنا سعيدة لانى حرة طليقة وغيرى أسير يتمنى ان يتنفس هواء عليل
أنا سعيدة لأانى اتمتع بألسكن والبيت الجميل وغيرى مشرد
وأخيرا انتهى لقاؤنا وعيوننا تفيض بدموع السعادة
وخلصنا لبناء مسلم ذاكر شاكر لله وحده
حامدا اياه بالسر والعلن فى السراء والضراء
متمسك بمفاتيح السعادة الأزلية لن يتنازل عنها أبدا
ولن يضايقه بعد اليوم أحد
كانت هذه حكاية صديقة
الروابط المفضلة