سبق المفردون


بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الله عمل صالح يجودبه عباد الله الموفقين.. لايكلف جهدآ ولايأخذ وقتآيطلقون به ألسنتهم ليل نهار سرآوجهار.. يسمعهم السامعفيذكر اللهفيؤجرون..يراهم من أطلق لسانه بالفحش من القول فيستحيون فيذكرون الله فيؤجرون.. يكسو وجوههم النور وتعلوهمالمهابه..زيَّن الله به ألسنةالذاكرين، كما زيَّن بالنور أبصار الناظرين. فاللسان الغافل، كالعين العمياء،والأذن الصماء، واليد الشلاء.
ومن كمال فضلالله وإحسانه على عباده ان شرع لناصيغآ متعدده لذكره باللسان نتعبده بها..ونشرحبهاصدورنا..حتى لاتعيقنا سآمه او يعترينا مللآفسبحانه من شارع حكيموربٌ رحيم..شواهد:عن عبد الله بن بسررضي الله عنه أنَّ رجلاً قَالَ : يَا رسولَ الله ، إنَّ شَرَائِعَ الإسْلامِ قَدْكَثُرَتْ عَليَّ ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيءٍ أَتَشَبثُ بِهِ قَالَ : (لا يَزالُ لِسَانُكَ رَطباً مِنْ ذِكْرِ الله)) .رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنّ رَسُولَاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"مَنْ هَالَهُ اللَّيْلُ أَنْيُكَابِدَهُ،أوبَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ،أوجَبُنَ عَنِ الْعَدُوِّ أَنْيُقَاتِلَهُ، فَلْيُكْثِرْ من "سُبْحَانَ اللَّهِوَبِحَمْدِهِ"، فَإِنَّهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ جَبَلِ ذَهَبيُنْفَقه فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ".صححهالألباني.
وفي رواية فليكثرذكر الله وفي رواية فليكثر من قول لاإله إلا الله والله أكبروالحمد لله وسبحان الله. (صحيح الترغيبوالترهيب).عَنْ أَبِيهُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَمَرَّةٍحُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِالْبَحْرِ" صحيح البخاري "وفي صحيح مسلم أنفُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُواذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ. فَقَالَ «وَمَا ذَاكَ». قَالُوا يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّى وَيَصُومُونَ كَمَانَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ وَلاَ نَتَصَدَّقُ وَيُعْتِقُونَ وَلاَ نُعْتِقُ. فَقَالَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَفَلاَ أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَبِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ وَلاَ يَكُونُ أَحَدٌأَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلاَّ مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ». قَالُوا بَلَى يَارَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَوَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ مَرَّةً». قالَأَبُو صَالِحٍ فَرَجَعَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى اللهعليه وسلم فَقَالُوا سَمِعَ إِخْوَانُنَا أَهْلُ الأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَافَفَعَلُوا مِثْلَهُ.فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِصلى الله عليه وسلم:«ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْيَشَاءُ».الدثور : جمع دثر وهو المال العظيمواعلموا وفقكم الله، أن لسائل أن يسأل: ما بال ذكر اللهسبحانه، مع خفته على اللسان وقلة التعب منه، صار أنفع وأفضل، من جملة العبادات معالمشقات المتكررة فيها؟فالجواب:
هو أن الله-سبحانه-جعل لسائر العبادات مقدارا، وجعل لهاأوقاتًا محدودة، ولم يجعل لذكر الله مقدارًا ولا وقتًا، وأمر بالإكثار منه بغيرمقدار، لأن رؤوس الذكر هي الباقيات الصالحات؛ لما ثبت عن النبي-صلى الله عليهوسلم-أنه قال: (خذوا جُنتكم. قلنا: يا رسول الله، من عدوقد حضر؟ قال: لا، جنتكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاالله، والله أكبر. فإنهن يأتين يوم القيامة منجبات ومقدمات وهن الباقياتالصالحات) رواه الحاكم وصححه. ثم ليعلم كلمسلم صادق، أن المؤثر النافع، هو الذكر باللسان على الدوام معحضور القلب؛لأن اللسان ترجمان القلب، والقلب خزانة مستحفظة الخواطروالأسرار، ومن شأن الصدر أن ينشرح بما فيه من ذكره، ويلذَّ إلقاءه على اللسان، ولايكتفي بمخاطبة نفسه به في خلواته حتى يفضي به بلسانه، متأولًا قول الله -عزَّ وجل-: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَالْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَالْغَافِلِينَ}[سورة الأعراف:205]. فأما الذكر باللسان، والقلب لاه، فهو قليل الجدوى، قالرسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (اعلموا أن الله لا يقبلالدعاء من قلب لاه ) رواه الحاكم والترمذي وحسنه. وكذا حضور القلب في لحظة بالذكر، والذهول عنه لحظاتكثيرة، هو كذلك قليل الجدوى؛ لأن القلب لا يخلو من الالتفاف إلى شهوات الدنيا، ومنالمعلوم بداهة أن المتلفت لا يصل سريعًا؛ ولذا فإن حضور القلب على الدوام أو فيأكثر الأوقات هو المقدَّم على غيره من العبادات؛ بل به تشرف سائر العبادات وهو ثمرةالعبادات العملية. ختامآ:انها مجرد دعوه وتذكيرعباد الله ..فهلم نتقرب الى الله بذكره لنملأ بذكره نفوسنا..ونسكن بذكره ارواحنا .. ونفرج بذكره همومنا.. لنملأ بذكره بيوتنا ودورنا..ونربي على ذكره اجيالنا.. لنجعل ذكره قبل كل شيء وعند كل شيء وبعد كلشيء..فمااستكانت الأرواح بمثل ذكره ولاتلذذت الألسن بأشهى من ذكرهولاطربت الآذان بأعذب من ذكره.
". وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُوَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ "
ذكر الله -عزَّ وجل-، بابمفتوح بين العبد وبين ربه، ما لم يغلقه العبدبغفلته.